المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صيغة التمريض بين إطلاق المتقدمين وتقييد المتأخرين



أهــل الحـديث
30-05-2014, 11:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد .

أما بعد :

فهذا بحث مختصر فيه استدراك على ما شاع في كثير من كتب المصطلح وغيرها من كتب أهل العلم المتأخرين - عليهم سحائب رحمة الله ورضوانه - ، حول اصطلاحهم في تسمية بعض ألفاظ رواية الحديث بما يسمى بـ ( صيغة التمريض ) ، والتي رتبوا عليه بعض الأحكام ، من نسبة تضعيف أو إيهامٍ به إلى من رأوا أنه ذكر الخبر بهذه الصيغة ، ومن حكمٍ عند البعض بالكراهة أو عدم الجواز في إطلاق الخبر بها، وكذا من إنكارٍ مرٍ ووصف بالتساهل القبيح لمن روى الخبر بهذه الصيغة ، مع أن الناظر في صنيع الأئمة المتقدمين عندما يصدرون الأحاديث والآثار بهذه الصيغة يجد أن غاية ما يريدون من هذه الصيغة هو معناها اللغوي وهو نقل الرواية أو الأثر وحكايته والإخبار عنه ، ومنهجهم في ذلك ومسلكهم الذي ساروا عليه - فيما بدا لي - هو عدم التفريق في رواية الحديث بين صيغتي الجزم والتمريض , سواءً كان الخبر معلقًا أو مسندًا ، وأن صيغ التمريض كيُروى،و يُذكر ، ورُوي لا تفيد تضعيفًا ولا تصحيحًا بذاتها عندهم ، وإنما غاية ما فيها هو النقل والحكاية والإخبار ، كما ستجد ذلك مبرهنًا في ثنايا البحث .

ولا شك أن هذا الاستدراك قد يثير شيئًا من الاستغراب لدى البعض؛ وذلك عندما أصبحت بعض قضايا المصطلح من المسلمات الغير قابلة للنقد أو النقاش ، لكن لعل وعسى فيما وضعناه في ثنايا البحث من الأدلة والنقول العلمية عن المتقدمين ، والمناقشة العلمية في بعض ما ذكره المتأخرون حول ذلك ، أقول لعل في ذلك ما يجعل القارئ والمعترض علينا يتريث في الحكم ، لينظر ويدقق ويبحث في صحة ما ذكرناه من عدمه .

هذا وقد قسمت البحث حول هذه المسألة في ثلاث مباحث :

المبحث الأول : في معنى صيغة التمريض في اصطلاح العلماء المتأخرين وذكر أول من أشاع إطلاق صيغة التمريض على التضعيف .

المبحث الثاني : في صيغة التمريض عند المتقدمين ، وذكر أمثلة لعدد من الأئمة الكبار تدل على أن صيغة التمريض عند المتقدمين لا تعني التضعيف عندهم .

المبحث الثالث : صيغة التمريض في معلقات الصحيحين ، ومناقشة الحافظ ابن حجر حول بعض ما ذكر فيها .

وفي الختام أسأل الله تعالى أن ينفع بهذا البحث، وأن يجعله خاصًا لوجهه الكريم ، وأن يجعله في موازين الحسنات ، إنه سميع قريب مجيب الدعوات ، وهو حسبنا ونعم الوكيل .

وكتبه :



أحمد بن محمد بن خليل العماني