الهيلا
13-11-2007, 06:55 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى واسع العطاء . بيده خزائن الأشياء . والصلاة والسلام على خير الأنبياء . وعلى آله وأصحابه خير الأتقياء .
أخواني :
لقد خلق الله تعالى الخلق وهو يعلم سرهم وجهرهم ... ويعلم حالهم أينما كانوا ..
( يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطاً ) سورة النساء 108
أخوتي :
إن استشعار مراقبة الله تعالى من معاني الايمان العظيمه , التي يرتقي بها العبد إلى درجة :"الإحســــان"
أتدري ما هي مراقية الله تعالى ؟
قال ابن المبارك رحمه الله لرجل : " راقب الله تعالى " فسأله الرجل عن تفسيرها , فقال :" كن أبداً كأنك ترى الله عز وجل ! " .
وقال إبراهيم الخواص رحمه الله : " المراقبة خلوص السر و العلانيه لله عز وجل " .
وقال ابن القيم رحمه الله : " المراقبة دوام علم العبد و تيقنه باطلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره و باطنه " .
وقيل : " المراقبة مراعاة القلب لملاحظة الحق مع كل خطرة وخطوة " .
اخواني :
تلك هي المراقبة كما عرفها العلماء العارفون .. ومعنى المراقبة يعقله كل قلب فهما ً . . ولكن قليل تلك القلوب التي تعقله عملا ً !
إن تذكر الرقابة الإلهيه من دلائل التوفيق التي إذا وفق إليها عبد كان ذلك علامة لفلاحه . . وسعادته !
اخي المسلم :
هل وقفت مع نفسك يوماً , فسألتها :
أين هي من مراقبة الله تعالى ؟
قليل أولئك الذين وقفوا هذه الوقفه مع أنفسهم . . وسألوها . . وحاسبوها في خلواتها !
وأما الأكثرون فقد غفلوا عن المحاسبة . . وأعطوا النفس مناها في عدم التشديد عليها . .
أرأيت لو قيل لك : إنك مراقب من قبل حاكم , كيف سيكون حالك ؟!!
لا شك أنك ستحتاط لنفسك , و ستبتعد عن كل موطن يكون سبباً في مساءلتك . .
ولكن الكثيرين تجدهم لا يخفى عليهم أنهم مراقبون ممن يعلم السر و أخفى . . تبارك و تعالى . . ومع هذا تجده لا يلتفت إلى هذه الرقابة !
وهذه الغفلة هي حال الكثيرين من أولئك الذين لم يستشعروا رقابة الله تعالى !
أخي المسلم :
إن من راقب الله تعالى في أفعاله وأقواله , كان من أهل الإحســـان . . و أهل الإحســأن هم الذين قال الله تعالى عنهم : " للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر و لاذلة أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون " يونس:26.
فيا من خلوت بمعاصي الله ! اعلم أن الرقيب عليك من لا تخفى عليه خافية !
ويا من خلوت بمعاصي الله ! أنسيت مراقبة ملك الملوك ؟؟!
كم من أَناس إذا خلوا بأنفسهم نسوا تلك الرقابة الإلهية . . وغرهم حلم الله تعالى . . فوقعوا في الآثام . . وارتكبوا الحرام !
قال بعض العارفين : " اتق الله أن يكون أهون الناظرين إليك "
وقال أبو سليمان الداراني رحمه الله : " الخاسر من أبدى للناس صالح عمله , وبارز بالقبيح من هو أقرب إليه من حبل الوريد ! "
فيا غافلاً عن رقابة ملك الملوك !
إنك في مُلك من لا يخفى عليه أمرك . . ولا يسترك منه حجاب !
وحري بمن علم أنه مراقب من الله تعالى , أن يحذر حق الحذر . . و أن يستحي منه حق الحياء . .
خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى مكة , فنزل في بعض الطريق , فانحدر عليه راع من الجبل , فقال له : يا راعي , بعني شاة من هذه الغنم ؟
فقال : إني مملوك .
فقال : قل لسيدك أكلها الذئب .
قال الراعي : فأين الله ؟!
فبكى عمر , ثم غدا إلى المملوك , فاشتراه من مولاه و أعتقه .
وقال : أعتقتك في الدنيا هذه الكلمة , و أرجو أن تعتقك في الآخره !
اخي المسلم:
إذا تأملت في هذه القصه , وجدت أن مراقبة الله تعالى , تثمر عن ثمار يانعة , من خوف لله تعالى , وصدق , وإخلاص , و أمانة .
كل تلك الخصال السامية , تجدها في أولئك الذين جعلوا المراقبة من بالهم . .
وهي صفات عزيزة نادرة , كندرة هذه الصفة : ( صفة المراقبة ) .
أخي المسلم :
راقب الله تعالى في أقوالك وأفعالك , وفي كل أمر عزمت عليه . . فإن كان لله فيه رضاً أمضيته , وإن لم يكن فيه لله رضاً , فأمسك عنه , فإن أولى من راعيت اطلاعه عليك هو الله تبارك وتعالى . .
إذا خلوت الدهر يوماً فلا تقل = خلوت و لكن قُل علي رقيبُ
ولاتحسبن الله يغفل ساعة = و لا أن ما تُخفيه عنه يغيبُ
ألم تر أن اليوم أسرع ذاهب = أن غداً للناظرين قريبُفلا تكن كأولئك الغافلين , الذين إذا خلوا , نسوا رقابة الله تعالى , فوقعوا في المعاصي والآثام !
وكان حبيب أبو محمد يخلو في بيته , يقول :
" من لم تقر عينه بك , فلا قرت عينه ! ومن لم يأنس بك فلا أنس ! "
فراقب الله تعالى أيُها المسلم في سرك وجهرك . . وقولك وفعلك . . وتذكر دائماً أنه أقرب إليك من حبل الوريد !
وحاسب نفسك دائماً . . وذكرها بمن لا تخفى عليه خافية . .
والحمد لله تعالى , والصلاة والسلام على النبي محمد وآله وصحبه . .
الحمد لله تعالى واسع العطاء . بيده خزائن الأشياء . والصلاة والسلام على خير الأنبياء . وعلى آله وأصحابه خير الأتقياء .
أخواني :
لقد خلق الله تعالى الخلق وهو يعلم سرهم وجهرهم ... ويعلم حالهم أينما كانوا ..
( يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطاً ) سورة النساء 108
أخوتي :
إن استشعار مراقبة الله تعالى من معاني الايمان العظيمه , التي يرتقي بها العبد إلى درجة :"الإحســــان"
أتدري ما هي مراقية الله تعالى ؟
قال ابن المبارك رحمه الله لرجل : " راقب الله تعالى " فسأله الرجل عن تفسيرها , فقال :" كن أبداً كأنك ترى الله عز وجل ! " .
وقال إبراهيم الخواص رحمه الله : " المراقبة خلوص السر و العلانيه لله عز وجل " .
وقال ابن القيم رحمه الله : " المراقبة دوام علم العبد و تيقنه باطلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره و باطنه " .
وقيل : " المراقبة مراعاة القلب لملاحظة الحق مع كل خطرة وخطوة " .
اخواني :
تلك هي المراقبة كما عرفها العلماء العارفون .. ومعنى المراقبة يعقله كل قلب فهما ً . . ولكن قليل تلك القلوب التي تعقله عملا ً !
إن تذكر الرقابة الإلهيه من دلائل التوفيق التي إذا وفق إليها عبد كان ذلك علامة لفلاحه . . وسعادته !
اخي المسلم :
هل وقفت مع نفسك يوماً , فسألتها :
أين هي من مراقبة الله تعالى ؟
قليل أولئك الذين وقفوا هذه الوقفه مع أنفسهم . . وسألوها . . وحاسبوها في خلواتها !
وأما الأكثرون فقد غفلوا عن المحاسبة . . وأعطوا النفس مناها في عدم التشديد عليها . .
أرأيت لو قيل لك : إنك مراقب من قبل حاكم , كيف سيكون حالك ؟!!
لا شك أنك ستحتاط لنفسك , و ستبتعد عن كل موطن يكون سبباً في مساءلتك . .
ولكن الكثيرين تجدهم لا يخفى عليهم أنهم مراقبون ممن يعلم السر و أخفى . . تبارك و تعالى . . ومع هذا تجده لا يلتفت إلى هذه الرقابة !
وهذه الغفلة هي حال الكثيرين من أولئك الذين لم يستشعروا رقابة الله تعالى !
أخي المسلم :
إن من راقب الله تعالى في أفعاله وأقواله , كان من أهل الإحســـان . . و أهل الإحســأن هم الذين قال الله تعالى عنهم : " للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر و لاذلة أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون " يونس:26.
فيا من خلوت بمعاصي الله ! اعلم أن الرقيب عليك من لا تخفى عليه خافية !
ويا من خلوت بمعاصي الله ! أنسيت مراقبة ملك الملوك ؟؟!
كم من أَناس إذا خلوا بأنفسهم نسوا تلك الرقابة الإلهية . . وغرهم حلم الله تعالى . . فوقعوا في الآثام . . وارتكبوا الحرام !
قال بعض العارفين : " اتق الله أن يكون أهون الناظرين إليك "
وقال أبو سليمان الداراني رحمه الله : " الخاسر من أبدى للناس صالح عمله , وبارز بالقبيح من هو أقرب إليه من حبل الوريد ! "
فيا غافلاً عن رقابة ملك الملوك !
إنك في مُلك من لا يخفى عليه أمرك . . ولا يسترك منه حجاب !
وحري بمن علم أنه مراقب من الله تعالى , أن يحذر حق الحذر . . و أن يستحي منه حق الحياء . .
خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى مكة , فنزل في بعض الطريق , فانحدر عليه راع من الجبل , فقال له : يا راعي , بعني شاة من هذه الغنم ؟
فقال : إني مملوك .
فقال : قل لسيدك أكلها الذئب .
قال الراعي : فأين الله ؟!
فبكى عمر , ثم غدا إلى المملوك , فاشتراه من مولاه و أعتقه .
وقال : أعتقتك في الدنيا هذه الكلمة , و أرجو أن تعتقك في الآخره !
اخي المسلم:
إذا تأملت في هذه القصه , وجدت أن مراقبة الله تعالى , تثمر عن ثمار يانعة , من خوف لله تعالى , وصدق , وإخلاص , و أمانة .
كل تلك الخصال السامية , تجدها في أولئك الذين جعلوا المراقبة من بالهم . .
وهي صفات عزيزة نادرة , كندرة هذه الصفة : ( صفة المراقبة ) .
أخي المسلم :
راقب الله تعالى في أقوالك وأفعالك , وفي كل أمر عزمت عليه . . فإن كان لله فيه رضاً أمضيته , وإن لم يكن فيه لله رضاً , فأمسك عنه , فإن أولى من راعيت اطلاعه عليك هو الله تبارك وتعالى . .
إذا خلوت الدهر يوماً فلا تقل = خلوت و لكن قُل علي رقيبُ
ولاتحسبن الله يغفل ساعة = و لا أن ما تُخفيه عنه يغيبُ
ألم تر أن اليوم أسرع ذاهب = أن غداً للناظرين قريبُفلا تكن كأولئك الغافلين , الذين إذا خلوا , نسوا رقابة الله تعالى , فوقعوا في المعاصي والآثام !
وكان حبيب أبو محمد يخلو في بيته , يقول :
" من لم تقر عينه بك , فلا قرت عينه ! ومن لم يأنس بك فلا أنس ! "
فراقب الله تعالى أيُها المسلم في سرك وجهرك . . وقولك وفعلك . . وتذكر دائماً أنه أقرب إليك من حبل الوريد !
وحاسب نفسك دائماً . . وذكرها بمن لا تخفى عليه خافية . .
والحمد لله تعالى , والصلاة والسلام على النبي محمد وآله وصحبه . .