اذا تنازع الكبراء !!

[أهــل الحـديث]

أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله الرحمن الرحيم

(( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ ))

في صحيح البخاري عن أبي الدرداء قال كنت جالساً عند النبي {صلى الله عليه وسلم} إذ أقبل أبو بكر آخذاً بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته
فقال النبي {صلى الله عليه وسلم} أما صاحبكم فقد غامر ، فسلم فقال ، إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء فأسرعت إليه ثم ندمت فسألته أن يغفر لي فأبى علي فأقبلت إليك
فقال يغفر الله لك يا أبا بكر ثلاثاً ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر قال أثم أبو بكر ؟ قالوا لا ، فأتى النبي {صلى الله عليه وسلم}
فجعل وجه النبي {صلى الله عليه وسلم} يتمعر حتى أشفق أبو بكر فجثا على ركبتيه
وقال يا رسول الله والله أنا كنت أظلم - مرتين
فقال النبي {صلى الله عليه وسلم} إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت وقال أبو بكر صدق وواساني بنفسه وماله
فهل أنتم تاركون لي صاحبي فما أوذي بعدها ........

وفي رواية أخرى
(...كَانَتْ بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ مُحَاوَرَةٌ فَأَغْضَبَ أَبُو بَكْرٍ عُمَرَ فَانْصَرَفَ عَنْهُ عُمَرُ مُغْضَبًا فَاتَّبَعَهُ أَبُو بَكْرٍ يَسْأَلُهُ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَهُ فَلَمْ يَفْعَلْ حَتَّى أَغْلَقَ بَابَهُ فِي وَجْهِهِ ....)

من فوائد هذا الحديث وهذه الحادثة : أنه

قد تحدث البغضاء و يتنازع الكبراء والدعاة والعلماء فيما بينهم .... لكن الواجب عليهم أن... (( إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ))

الكبراء في العلم من الصحابة وغيرهم ليسوا بممنوعين من الخطأ فهم بشر وقد يعتريهم في لحظات ما يعتري صغار الناس ..

ليس العبرة بنقص البداية بل العبرة في كمال النهاية .فالذنب والمخالفة لا يسلم منها أحد ..

الإعتراف بالخطأ أو الذنب خلق كريم ودليل قوة إيمان ....

إذا أخطأت بحق أخيك فاسرع لعودة المودة والوئام ولا تسوف فقدم الاعتذار حتى لا يتدخل من الجن والانس شيطان ... وابحث عمن يكون سببا في الاصلاح.

فضيلة السابق في الخير والعمل للإسلام ...

مكافأة المحسن لإحسانه ومع طول العهد لا ينبغي نسيانه....

عظم محبة الرسول صلى الله عليه وسلم للصديق ...

محبة عمر لابي بكر رضي الله عنهما حيث أحس بالندم .

فضيلة أبي بكر ...يغفر الله لك يا أبا بكر يكررها عليه الصلاة والسلام ثلاثا ...

محبة الصديق لعمر رضي الله عنه فقد خاف عليه من غضب رسول الله فاعتذر له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ......

تواضع أبي بكر وإنصافه لغيره من نفسه (( ...أنا كنت أظلم )) !

لا بأس أن تثني على الرجل أمامه بما هو فيه إلا إذا خشيت عليه الفتنة .