المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أصول العفاف من حراسة الفضيلة



أهــل الحـديث
27-05-2014, 02:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




أصول العفاف
من
حراسة الفضيلة
" مستخلصة من كتاب حراسة الفضيلة
للعلامة الشيخ
بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته
اختصار/ صالح بن عبد الله آل داوود اليافعي "



** إليك أيها الداعية الغيور:


لتكون مشاركاً في تثبيت نساء المؤمنين على الفضيلة وكشف دعاوى المستغربين إلى الرذيلة في هجمتهم الشرسة على العفاف والحياء وأصول الملة الحنيفية والشريعة الربانية؛ لا سيما في مدينة عدن التي تتعرض منذ عقود من الزمان لعمليات التغريب المتتابعة: هاك ملخصاً لأصول العفاف من حراسة الفضيلة لتعلمه وتنشره بعدة وسائل:


· تلخيصها في خطب الجمع.


· طرحها في محاضرات عامة.


· إلقاؤها في برامج إذاعية أو قنوات مرئية إن تيسر.


· تدريسها لعموم الناس.


· تدريسها لنساء المؤمنين في حلقاتهن عن طريق مكبر الصوت.


· تدريسها لنسائك ثم يقمن بتدريسها للنساء.


· نشر مقتطفات منها في الصحف السيارة أو الإلكترونية أو مواقع الشبكة العنكبوتية.


· تعليق مقتطفات منها في لوحات حائطية في المساجد.


· تعليق مقتطفات منها في لوحات حائطية في المدارس خاصة مدارس البنات.


· طباعتها في مطوية أو منشور وتوزيعها على الناس لا سيما في أيام الأعياد والمهرجانات والاحتفالات التي يكثر فيها السفور والتبرج.


· إجراء المسابقات فيها في الحارات والمدارس والجامعات.


· تشجيع النساء المنظبطات بهذه الأصول وتكريمهن في دور الحلقات والمدارس النسائية مثل: تقديم جائزة لأفضل حجاب ساتر في الإذاعة المدرسية أو المسجد أو حتى في أسرتك وأقاربك. جعلك الله من "حراس الفضيلة وحماة العفاف وأنصار الشرف".



قال أبو محمد عبد الحق الإشبيلي رحمه الله تعالى :
لا يخـدعنَّك عن دين الهُدى نَفَـرٌ لم يُرزَقُوا في التماس الحق تأييدا
عُمْي القلوب عَرُوا عن كل قَائدةٍ لأنهـم كـفروا بالله تقليـداً
*الحجاب حراسة للعفاف*
خرجت مستورة حيوا غطاها ***** زادها الحجاب تشريفا وجاها
خرجت للعلم لا للهو يمشي ***** معها دين وعرف حارساها
علمت أن جمال البنت كنزا ً***** فوقته بحجاب ووقاها
ما اختلت يوماً بمن يُدعى صديقُ ***** شَرَّفت حقاً أباها وأخاها
أخذت من سورة الأحزاب حكما ***** " لا تبرجن " فلبت من دعاها
لبست ثوب العفيفات وداست ***** فوق أثواب البغايا بحذاها
رفعت من منهج الأسلاف شأنا ***** فارتقى نحو الثريا مستواها
أرسلت برقية تعلن فيها ***** أنها لا تنتمي إلا لطه
أيها العاقل اختر درة ***** في قرار البحر يكسوها غطاها
ميزت سماً بسمن وضعوه ***** فتماشته ونالت مبتغاها
فهي أخت وهي بنت وهي أم ***** يتربى جيلنا تحت لواها
إنني أنشد تشجيعا ومدحا ***** فعساها تقبل المدح عساها



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده،والصلاة والسلام على من لا نبي بعده،نبينا محمد وعلى آله وصحبه،ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين... أما بعد:
فهذه رسالة نُخرجها للناس لِتَثْبيتِ نساء المؤمنين على الفضيلة، وكشف دعاوى المستغربين إلى الرذيلة،إذ حياة المسلمين المتمسكين بدينهم اليوم - المبنية على إقامة العبودية لله تعالى،وعلى الطهر والعفاف،والحياء،والغيرة - حياة محفوفة بالأخطار من كل جانب،بجلب أمراض الشبهات في الاعتقادات والعبادات،وأمراض الشهوات في السلوك والاجتماعيات، وتعميقها في حياة المسلمين في أسوأ مخطط مسخر لحرب الإسلام،وأسوأ مؤامرة على الأمة الإسلامية،تبناها: " النظام العالمي الجديد " في إطار نظرية الخلط بين الحق والباطل - وهي المسماة في عصرنا: العولمة.
ومِن أشأم هذه المخاطر،وأشدّها نفوذاً في تمييع الأمة،وإغراقها في شهواتها،وانحلال أخلاقها: سعي دعاة الفتنة الذين تولوا عن حماية الفضائل الإسلامية في نسائهم ونساء المؤمنين ،إلى مدارج الفتنة،وإشاعة الفاحشة ونشرها،وعدلوا عن حفظ نقاء الأعراض وحراستها إلى زلزلتها عن مكانتها،وفتح أبواب الأطماع في اقتحامها،كل هذا من خلال الدعوات الآثمة، والشعارات المضللة باسم حقوق المرأة،وحريتها،ومساواتها بالرجل.. وهكذا،من دعوات في قوائم يطول شرحها،تناولوها بعقول صغيرة،وأفكار مريضة،يترجلون بالمناداة إليها في بلاد الإسلام،وفي المجتمعات المستقيمة لإسقاط الحجاب وخلعه،ونشر التبرج والسفور والعري والخلاعة والاختلاط،حتى يقول لسان حال المرأة المتبرجة: " هَيْتَ لكم أيها الإباحيون ".
إذاً: لا بد من كلمة حق ترفع الضَّيم عن نساء المؤمنين،وتدفع شر المستغربين المعتدين على الدين والأمة،وتُعْلِن التذكير بما تعبّد الله به نساء المؤمنين من فرض الحجاب،وحفظ الحياء والعفة والاحتشام،والغيرة على المحارم،والتحذير مما حرّمه الله ورسوله من حرب الفضيلة بالتبرج والسفور والاختلاط،وتفقأ الحصرم في وجوه خونة الفضيلة،ودعاة الرذيلة،ليقول لسان حال العفيفة:


إليكَ عني! إليكَ عني...... فَلَسْتُ منك ولستَ مني

ولِيُثَبِّت الله بها من شاء من عباده على صيانة محارمهم وصون نسائهم من هذه الدعوات ، وأنه لا مجال لحمل شيء منها محمل إحسان،لما يشاهده المسلمون من تيار الخلاعة والمجون والسفور،وشيوع الفاحشة في عامة المجتمعات الإسلامية التي سرت فيها هذه الدعايات المضللة. والآن هذه رسالة تنير السبيل في: * أصول في الفضيلة وحراستها وحث المؤمنات على التزامها. * وفي كشف دعاة المرأة إلى الرذيلة وتحذير المؤمنات من الوقوع فيها.
وبالفصل الأول يعلم قطعاً الرد على الثاني.
الأصل الأول: وجوب الإيمان بالفوارق بين الرجل والمرأة.
( الفوارق بين الرجل والمرأة،الجسدية والمعنوية والشرعية: ثابتةٌ قدراً وشرعاً،وحساً وعقلاً.
بيان ذلك: أن الله سبحانه وتعالى خلق الرجل والمرأة شطرين للنوع الإنساني: " ذكراً وأنثى " ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭼ،يشتركان في عِمارة الكون كلٌّ فيما يخصه،ويشتركان في عمارته بالعبودية لله تعالى،بلا فرق بين الرجال والنساء في عموم الدين: في التوحيد،والاعتقاد،وحقائق الإيمان،وإسلام الوجه لله تعالى،وفي الثواب والعقاب،وفي عموم الترغيب والترهيب،والفضائل. وبلا فرق أيضاً في عموم التشريع في الحقوق والواجبات كافة: ﭽ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭼ،وقال سبحانه: ﭽ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮕﭼ.
لكن لما قَدَّر الله وقضى أن الذكر ليس كالأنثى في صِفة الخِلقة والهيئة والتكوين،ففي الذكورة كمال خَلقي،وقوة طبيعية،والأنثى أنقص منه خِلقة وجِبِلَّة وطبيعةً؛ لما يعتريها من الحيض،والحمل،والمخاض،والإ رضاع،وشؤون الرضيع،وتربية جيل الأمة المقبل،ولهذا خلقت الأنثى من ضِلع آدم عليه السلام،فهي جزء منه،تابع له،ومتاع له،والرجل مؤتمن على القيام بشؤونها وحفظها والإنفاق عليها،وعلى نتاجهما من الذرية؛ كان من آثار هذا الاختلاف في الخِلقة: الاختلاف بينهما في القوى،والقُدرات الجسدية،والعقلية،والفكرية ،والعاطفية،والإرادية، وفي العمل والأداء،والكفاية في ذلك،إضافة إلى ما توصل إليه علماء الطب الحديث من عجائب الآثار من تفاوت الخلق بين الجنسين.
وهذان النوعان من الاختلاف أُنيطت بهما جملة كبيرة من أحكام التشريع،فقد أوجبا - ببالغ حكمة الله العليم الخبير – الاختلاف والتفاوت والتفاضل بين الرجل والمرأة في بعض أحكام التشريع؛ فخصَّ سبحانه الرجال ببعض الأحكام،التي تلائم خلقتهم وتكوينهم،وخص سبحانه النساء ببعض الأحكام التي تلائم خلقتهن وتكوينهن؛ لتتكامل الحياة،وليقوم كل منهما بمهمته فيها.
وهذه الأحكام التي اختص الله سبحانه بها كل واحد من الرجال والنساء تفيد أموراً،منها:
الأمر الأول: الإيمان والتسليم بالفوارق بين الرجال والنساء: الحسية،والمعنوية،والشرعية ، وليرض كل بما كتب الله له قدراً وشرعاً،وأن هذه الفوارق هي عين العدل،وفيها انتظام حياة المجتمع الإنساني.
الأمر الثاني: لا يجوز لمسلم ولا مسلمة أن يتمنى ما خص الله به الآخر من الفوارق المذكورة،لما في ذلك من السخط على قدر الله،وعدم الرضا بحكمه وشرعه،وليسأل العبد ربَّه من فضله،وهذا أدب شرعي يزيل الحسد،ويهذب النفس المؤمنة. ويروضها على الرضا بما قدر الله وقضى، ولهذا قال الله تعالى ناهياً عن ذلك: ﭽ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﭼ [النساء: 32].
الأمر الثالث: إذا كان هذا النهي - بنص القرآن - عن مجرد التمني،فكيف بمن ينكر الفوارق الشرعية بين الرجل والمرأة،وينادي بإلغائها،ويطالب بالمساواة،ويدعو إليها باسم المساواة بين الرجل والمرأة؟
فهذه بلا شك نظرية إلحادية؛ لما فيها من منازعةٍ لإرادة الله الكونية القدرية في الفوارق الخَلقية والمعنوية بينهما،ومنابذة للإسلام في نصوصه الشرعية القاطعة بالفرق بين الذكر والأنثى في أحكام كثيرة، ولو حصلت المساواة في جميع الأحكام مع الاختلاف في الخِلقة والكفاية؛ لكان هذا انعكاساً في الفطرة،ولكان هذا هو عين الظلم للفاضل والمفضول،بل ظلم لحياة المجتمع الإنساني؛ لما يلحقه من حرمان ثمرة قُدراتِ الفاضل،والإثقال على المفضول فوق قدرته،وحاشا أن يقع مثقال خردلة من ذلك في شريعة أحكم الحاكمين،ولهذا كانت المرأة في ظل هذه الأحكام الغراء مكفولة في أمومتها،وتدبير منزلها،وتربية الأجيال المقبلة للأمة...
فثبت بهذا الأصل الفوارق الحسية،والمعنوية،والشرعية ،بين الرجل والمرأة.
الأصل الثاني: الحجاب العام.
الحجاب بمعناه العام: المنع والستر،فرض على كل مسلم من رجل أو امرأة،الرجل مع الرجل،والمرأة مع المرأة،وأحدهما مع الآخر،كلٌّ بما يناسب فطرته،وجِبِلته،ووظائفه الحياتية.
فواجب على الرجال ستر عوراتهم من السرة إلى الركبة عن الرجال والنساء،إلا عن زوجاتهم أو ما ملكت يمين الرجل.
*{ لباس المرأة عند نسائها ومحارمها }
[ والنساء مأمورات بستر عوراتهن عن النساء كذلك،فـ" يجب على المرأة أن تتخلق بخلق الحياء، ومن الحياء المأمور به شرعا وعرفا: تستر المرأة واحتشامها وتخلقها بالأخلاق التي تبعدها عن مواقع الفتنة ومواضع الريبة. وقد دل ظاهر القرآن على أن المرأة لا تبدي للمرأة إلا ما تبديه لمحارمها،مما جرت العادة بكشفه في البيت،وحال المهنة كما قال تعالى:
ﭽ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﭼالآية، وهو ما دلت عليه السنة،فإنه هو الذي جرى عليه عمل نساء الرسول –صلى الله عليه وسلم-، ونساء الصحابة،ومن اتبعهن بإحسان من نساء الأمة إلى عصرنا هذا. وما جرت العادة بكشفه للمذكورين في الآية الكريمة هو ما يظهر من المرأة غالبا في البيت،وحال المهنة،ويشق عليها التحرز منه؛ كانكشاف الرأس واليدين والعنق والقدمين،وأما التوسع في التكشف فعلاوة على أنه لم يدل على جوازه دليل من كتاب أو سنة- هو أيضا طريق لفتنة المرأة والافتتان بها من بنات جنسها،وهذا موجود بينهن،وفيه أيضا قدوة سيئة لغيرهن من النساء،كما أن في ذلك تشبها بالكافرات والبغايا الماجنات في لباسهن."]" بيان من اللجنة الدائمة برقم ( 21302 ) باختصار".
الأصل الثالث: الحجاب الخاص.
يجب شرعاً على جميع نساء المؤمنين التزام الحجاب الشرعي،الساتر لجميع البدن،بما في ذلك الوجه والكفان،والساتر لجميع الزينة المكتسبة من ثياب وحلي وغيرها من كل رجل أجنبي. [ والكلام في هذا الأصل في أربع مسائل:]
المسألة الأولى: تعريف حجاب المرأة شرعاً:
الحجاب: مصدر يدور معناه لغة على: السَّتر والحيلولة والمنع.
وحجاب المرأة شرعاً: هو ستر المرأة جميع بدنها، ومنه الوجه والكفان والقدمان، وستر زينتها المكتسبة بما يمنع الأجانب عن رؤية شيء من ذلك،ويكون استتارها باللباس وبالبيوت.
أما ستر البدن: فيشمل جَميعه،ومنه الوجه والكفان،وأما ستر زينتها: فهو ستر ما تتزين به المرأة،خارجاً عن أصل خلقتها.
المسألة الثانية: بِمَ يكون الحجاب؟
باستقراء النصوص يتكون من أحد أمرين:
الأول: الحجاب بملازمة البيوت؛ لأنها تحجبهن عن أنظار الرجال الأجانب والاختلاط بهم.
الثاني: حجابها باللباس،وهو يتكون من: الجلباب والخمار،ويقال: العباءة والمسفع.
ويشترط في أداء هذه العباءة لوظيفتها – وهي ستر تفاصيل بدن المرأة وما عليها من ثياب وحلي -:
1- أن تكون كثيفة،لا شفافة رقيقة.
2- وألا يكون لها خاصية الالتصاق.
3- وأن تكون واسعة لا تبدي تقاطيع الجسم.
4- وأن تكون مفتوحة من الأمام فقط وتكون فتحة الأكمام ضيقة.
5- وأن يكون لبسها من أعلى الرأس لا على الكتفين؛ لأن لبسها على الكتفين يخالف مُسَمَّى الجلباب الذي افترضه الله على نساء المؤمنين،ولما فيه من بيان تفاصيل بعض البدن،ولما فيه من التشبه بلبسة الرجال،واشتمالهم بأرديتهم وعباءاتهم.
6- وأن لا تكون هذه العباءة زينة في نفسها،ولا بإضافة زينة ظاهرة إليها،مثل التطريز.
7- وأن تكون العباءة – الجلباب – ساترة من أعلى الرأس إلى أسفل القدمين.
المسألة الثالثة: أدلة فرض الحجاب على نساء المؤمنين:
جرى الإجماع العملي بالعمل المستمر المتوارث بين نساء المؤمنين على لزومهن البيوت،فلا يخرجن إلا لضرورة أو حاجة،وعلى عدم خروجهن أمام الرجال إلا متحجبات غير سافرات الوجوه ولا حاسرات عن شيء من الأبدان،ولا متبرجات بزينة،واتفق المسلمون على هذا العمل،المتلاقي مع مقاصدهم في بناء صرح العفة والطهارة والاحتشام والحياء والغيرة،فمنعوا النساء من الخروج سافرات الوجوه،حاسرات عن شيء من أبدانهن أو زينتهن. والآن إلى إقامة الأدلة:
الدليل الأول: قال الله تعالى: ﭽ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆﭼ.هذا خطاب من الله تعالى لنساء النبي – صلى الله عليه وسلم -،ونساء المؤمنين تبع لهن في ذلك،لعموم التشريع،ولأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
الدليل الثاني: آية الحجاب. قال الله تعالى: ﭽ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪﯫﭼ.
الدليل الثالث: آية الحجاب الثانية الآمرة بإدناء الجلابيب على الوجوه:
قال الله تعالى: ﭽ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﭼ.
قال السيوطي رحمه الله تعالى: (( هذه آية الحجاب في حق سائر النساء،ففيها وجوب ستر الرأس والوجه عليهن )).
ومن أدلة السنة النبوية:
1 – عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: " كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – محرمات،فإذا حاذَوا بنا سَدَلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها،فإذا جاوزونا كشفناه". رواه أحمد،وأبو داود،وغيرهم.
2 – عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت: " كنا نغطي وجوهنا من الرجال وكنا نمتشط قبل ذلك في الإحرام ". رواه ابن خزيمة،والحاكم وصححه،ووافقه الذهبي.
3- عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: يرحم الله نساء المهاجرات الأول،لما نزلت: ﭽ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﭼ شققن مروطهن، فاختمرن بها.رواه البخاري، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: " قوله: فاختمرن أي: غطين وجوههن ".
{ الإجماع }: هذا مع أنه لم يقل أحد في الإسلام بجواز كشف الوجه واليدين عند وجود الفتنة ورقة الدين،وفساد الزمان،بل هم مجمعون على سترهما،كما نقله غير واحد من العلماء.
{ الواقع }: وهذه الظواهر الإفسادية قائمة في زماننا،فهي موجبة لسترهما،لو لم يكن أدلة أخرى.
المسألة الرابعة: في فضائل الحجاب:
*" الحجاب عبادة": تعبَّد اللهُ نساء المؤمنين بفرض الحجاب عليهن،فعلى نساء المؤمنين الاستجابة إلى الالتزام بما افترضه الله عليهن من الحجاب والستر والعفة والحياء طاعةً لله تعالى،وطاعة لرسوله - صلى الله عليه وسلم -. ومن وراء افتراضه حكم وأسرار عظيمة،وفضائل محمودة،وغايات ومصالح كبيرة،منها:
1- حفظ العِرض.
2- طهارة القلوب.
3- مكارم الأخلاق: من العفة والاحتشام والحياء والغيرة،والحجب لمساويها من التَلوُّث بالشَّائِنات كالتبذل والتهتك والسُّفالة والفساد.
4- علامة على الحرائر العفيفات في عفتهن وشرفهن،وبعدهن عن دنس الريبة والشك،وصلاح الظاهر دليل على صلاح الباطن،وإن العفاف تاج المرأة،وما رفرفت العفة على دارٍ إلا أكسبتها الهناء.
5- قطع الأطماع والخواطر الشيطانية وكف الأعين الخائنة.
6- حفظ الحياء: وهو مأخوذ من الحياة،فلا حياة بدونه،وما الحجاب إلا وسيلة فعالة لحفظ الحياء،وخلع الحجاب خلع للحياء.
7- الحجاب يمنع نفوذ التبرج والسفور والاختلاط إلى مجتمعات أهل الإسلام.
8- الحجاب حصانة ضد الزنا والإباحية،فلا تكون المرأة إناءً لكل والغ.
9- المرأة عورة،والحجاب ساتر لها،وهذا من التقوى.
10- حفظ الغيرة.
الأصل الرابع: قرار المرأة في بيتها عزيمة شرعية،وخروجها منه رخصة تُقَدَّر بقدرها.
الأصل لزوم النساء البيوت،لقول الله تعالى: ﭽ ﭶ ﭷ ﭸ ﭼ.
فهو عزيمة شرعية في حقهن،وخروجهن من البيوت رخصة لا تكون إلا لضرورة أو حاجة.
ولهذا جاء بعدها: ﭽ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾﭼأي: لا تكثرن الخروج متجملات أو متطيبات كعادة أهل الجاهلية.
وقد أضيفت البيوت إلى النساء في ثلاث آيات من كتاب الله تعالى،مع أن البيوت للأزواج أو لأوليائهن،وإنما حصلت هذه الإضافة -والله أعلم- مراعاة لاستمرار لزوم النساء للبيوت،فهي إضافة إسكان ولزوم للمسكن والتصاق به،لا إضافة تمليك.
قال الله تعالى: ﭽ ﭶ ﭷ ﭸ ﭼ، وقال سبحانه: ﭽ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚﮛﭼ،وقال عز شأنه: ﭽ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭼ
وبحفظ هذا الأصل تتحقق المقاصد الشرعية الآتية:
1 / مراعاة ما قضت به الفطرة،وحال الوجود الإنساني،وشرعة رب العالمين،من القسمة العادلة بين عباده من أن عمل المرأة داخل البيت،وعمل الرجل خارجه.
2 / مراعاة ما قضت به الشريعة من أن المجتمع الإسلامي مجتمع فردي -أي غير مختلط- فللمرأة مجتمعها الخاص بها،وهو داخل البيت،وللرجل مجتمعه الخاص به،وهو خارج البيت.
3 / قرار المرأة في عرين وظيفتها الحياتية -البيت- يكسبها الوقت والشعور بأداء وظيفتها المتعددة الجوانب في البيت: زوجة،وأمَّا،وراعية لبيت زوجها،ووفاء بحقوقه من سكن إليها،وتهيئة مطعم ومشرب وملبس،ومربية جيل.
4 / قرارها في بيتها فيه وفاء بما أوجب الله عليها من الصلوات المفروضات وغيرها، ولهذا فليس على المرأة واجب خارج بيتها، وفرض الحج عليها مشروط بوجود محرم لها.
5 / تحقيق ما أحاطها به الشرع المطهر من العمل على حفظ كرامة المرأة وعفتها وصيانتها،وتقدير أدائها لعملها في وظائفها المنزلية.
وبه يُعلم أن عمل المرأة خارج البيت مشاركة للرجل في اختصاصه،يقضي على هذه المقاصد أو يخل بها،وفيه منازعة للرجل في وظيفته،وتعطيل لقيامه على المرأة،وهضم لحقوقه.
وإذا بدت ظاهرة خروج النساء من غير ضرورة أو حاجة،فهو من ضعف القيام على النساء،أو فقده،وننصح الراغب في الزواج،بحسن الاختيار، وأن يتقي الخرَّاجة الولاّجة، التي تنتهز فرصة غيابه، للتجول في الطرقات، ويعرف ذلك بطبيعة نسائها، ونشأة أهل بيتها.
الأصل الخامس: الاختلاط محرم شرعاً
إن العِفَّة حجاب يُمَزِّقه الاختلاط،ولهذا صار طريق الإسلام التفريق والمباعدة بين المرأة والرجل الأجنبي عنها،فالمجتمع الإسلامي -كما تقدم- مجتمع فردي لا زوجي،فللرجال مجتمعاتهم،وللنساء مجتمعاتهن،ولا تخرج المرأة إلى مجتمع الرجال إلا لضرورة أو حاجة بضوابط الخروج الشرعية.
{ من مقاصد تحريم الاختلاط }:
كل هذا:
1- لحفظ الأعراض والأنساب.
2- وحراسة الفضائل.
3- والبعد عن الرِّيب والرذائل.
4- وعدم إشغال المرأة عن وظائفها الأساس في بيتها.
ولذا حُرِّم الاختلاط،سواء في التعليم،أم العمل، والمؤتمرات،والندوات،والاج تماعات العامة والخاصة،وغيرها؛ لما يترتب عليه من:
{ مفاسد الاختلاط }:
1- هتك الأعراض.
2- ومرض القلوب.
3- وخطرات النفس.
4- وخنوثة الرجال.
5- واسترجال النساء.
6- وزوال الحياء.
7- وتقلص العفة والحشمة.
8- وانعدام الغيرة.
9- كما عُلِم تاريخياً أن التبذل والاختلاط من أعظم أسباب انهيار الحضارات،وزوال الدول،كما كان ذلك لحضارة اليونان والرومان.
ولهذا حرمت الأسباب المفضية إلى الاختلاط،وهتك سنة المباعدة بين الرجال والنساء، ومنها:
*تحريم الدخول على الأجنبية والخلوة بها،ومنها: خلوة السائق،والخادم،والطبيب وغيرهم بالمرأة.
*تحريم سفر المرأة بلا محرم.
*تحريم النظر العمد من أي منهما إلى الآخر.
* تحريم دخول الرجال على النساء،حتى الأحماء -وهم أقارب الزوج- .
* تحريم مسّ الرجل بدن الأجنبية،حتى المصافحة للسلام.
*تحريم تشبه أحدهما بالآخر.
* وشرع لها صلاتها في بيتها،فهي من شعائر البيوت الإسلامية،وصلاة المرأة في بيتها خير لها من صلاتها في المسجد؛ ولهذا سقط عنها وجوب الجمعة،وأُذن لها بالخروج للمسجد وفق الأحكام التالية:
1- أن تؤمن الفتنة بها وعليها.
2- أن لا يترتب على حضورها محذور شرعي.
3- أن لا تزاحم الرجال في الطريق ولا في الجامع.
4- أن تخرج تَفِلةً غير متطيبة.
5 - أن تخرج متحجبة غير متبرجة بزينة.
6- إفراد باب خاص للنساء في المساجد،يكون دخولها وخروجها معه.
7 - تكون صفوف النساء خلف الرجال.
8- خير صفوف النساء آخرها بخلاف الرجال.
9- إذا نابَ الإمامَ شيء في صلاته سَبَّح رجل،وصفقت امرأة.
10- تخرج النساء من المسجد قبل الرجال،وعلى الرجال الانتظار حتى انصرافهن إلى دُورهن.
إلى غير ذلك من الأحكام التي تباعد بين أنفاس النساء والرجال،والله أعلم.
الأصل السادس: التبرج والسفور محرمان شرعاً.
التبرج أعم من السفور،فالسفور خاص بكشف الغطاء عن الوجه،والتبرج: كشف المرأة وإظهارها شيئاً من بدنها أو زينتها المكتسبة أمام الرجال الأجانب عنها.
وقد دلَّ الكتاب والسنة والإجماع على تحريم تبرج المرأة، وعلى تحريم سفور المرأة.
قال الله تعالى: ﭽ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾﭼ.
وقال الله تعالى:ﭽ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﭼ
وآيات ضرب الحجاب وفرضه على أمهات المؤمنين ونساء المؤمنين ونهيهن عن إبداء الزينة،نصوص قاطعة على تحريم التبرج والسفور.
ومن السنة: حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( صنفانِ من أهل النار لم أرهما: قومٌ معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس،ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات،رؤوسهن كأسنمة البخت،لا يدخلن الجنة ولا يَجِدْن ريحها،وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا )) رواه مسلم في الصحيح.
وهذا نص فيه وعيد شديد،يدل على أن التبرج من الكبائر.
الأصل السابع: لَمَّا حرَّم الله الزنى حَرَّم الأسباب المفضية إليه.
قاعدة الشرع المطهّر: أن الله سبحانه إذا حرّم شيئاً حرّم الأسباب والطرق والوسائل المفضية إليه،تحقيقاً لتحريمه،ومنعاً من الوصول إليه،أو القرب من حماه.
وفاحشة الزنى من أعظم الفواحش،وأقبحها وأشدها خطراً وضرراً وعاقبةً على ضروريات الدين،ولهذا صار تحريم الزنى معلوماً من الدين بالضرورة.
قال الله تعالى: ﭽ ﮊ ﮋ ﮌﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﭼ.
ولهذا حرِّمت الأسباب الموصلة إليه من:
1- السفور ووسائله.
2- والتبرج ووسائله.
3- والاختلاط ووسائله.
4- وتشبه المرأة بالرجل.
5- وتشبهها بالكافرات. وهكذا من أسباب الرِّيبة،والفتنة،والفساد.
وتأمَّل: لما ذكر الله تعالى في فاتحة سورة النور شناعة جريمة الزنى،وتحريمه تحريماً غائباً، ذكر سبحانه من فاتحتها إلى تمام ثلاث وثلاثين آية أربع عشرة وسيلة وقائية،تحجب هذه الفاحشة،وتقاوم وقوعها في مجتمع الطهر والعفاف جماعة المسلمين،وهي:
1 / تطهير الزناة والزواني بالعقوبة الحدية.
2 / التطهر باجتناب نكاح الزانية وإنكاح الزواني،إلا بعد التوبة ومعرفة الصدق فيها.
3 / تطهير الألسنة عن رمي الناس بفاحشة الزنى،ومَن قال ولا بيِّنة فيُشرع حد القذف.
4 / تطهير لسان الزوج عن رمي زوجته بالزنا ولا بينة،وإلا فاللعان.
5 / تطهير النفوس وحجب القلوب عن ظن السوء بمسلم بفعل الفاحشة.
6 / تطهير الإرادة وحجبها عن محبة إشاعة الفاحشة في المسلمين،لما في إشاعتها من إضعاف جانب من ينكرها،وتقوية جانب الفسقة والإباحيين.
7 / الوقاية العامة بتطهير النفس من الوساوس والخطرات،التي هي أولى خطوات الشيطان في نفوس المؤمنين ليوقعهم في الفاحشة.
8 / مشروعية الاستئذان عند إرادة دخول البيت،حتى لا يقع النظر على عورة من عورات أهل البيوت.
9،10/ تطهير العين من النظر المحرم إلى المرأة الأجنبية،أو منها إلى الرجل الأجنبي عنها.
11/ تحريم إبداء المرأة زينتها للأجانب عنها.
12/ منع ما يحرك الرجل ويثيره،كضرب المرأة برجلها،ليسمع صوت خلخالها،فيجلب ذوي النفوس المريضة إليها.
13، 14/ الأمر بالاستعفاف لمن لا يجد ما يستطيع به الزواج،وفعل الأسباب.
ومن أعظم الأسباب والتدابير الواقية من الزنى: فرض الحجاب على نساء المسلمين،لما يحمله من حفظهن وحياتهن في عفة وستر وصون وحشمة وحياء،ومجافاة للخنا،وطرد لنواقضها من التبذل والتسفل،وانتزاع الحياء.
الأصل الثامن: الزواج تاج الفضيلة.
الزواج سنة الأنبياء والمرسلين، وهو سبيل المؤمنين،استجابة لأمر الله سبحانه ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﭯﭼ،واستجابة لأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما رواه ابن مسعود - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (( يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج،فإنه أغض للبصر،وأحصن للفرج،ومن لم يستطع فعليه بالصوم،فإنه له وجاء )).
والزواج تلبية لما في النوعين: الرجل والمرأة من غريزة النكاح -الغريزة الجنسية- بطريق نظيف مثمر.
ولهذه المعاني وغيرها لا يختلف المسلمون في مشروعية الزواج،وأن الأصل فيه الوجوب لمن خاف على نفسه العنت والوقوع في الفاحشة،لا سيما مع رقة الدين،وكثرة المغريات.
وهو يمثل مقاماً أعلى في إقامة الحياة واستقامتها،لما ينطوي عليه من المصالح العظيمة، والحكم الكثيرة،والمقاصد الشريفة،منها:
1 ـ حفظ النسل وتوالد النوع الإنساني جيلاً بعد جيل.
2 ـ حفظ العرض،وصيانة الفرج،وتحصيل الإحصان،والتحلي بالعفاف عن الفواحش والآثام.
3 ـ تحقيق مقاصد الزواج الأخرى،من:
أ) وجود سكن يطمئن فيه الزوج والزوجة،
ب) والزواج من أسباب الغنى ودفع الفقر.
ج) ورفع كل واحد من الزوجين من عيشة البطالة والفتنة إلى معاش الجد والعفة.
د) ويتم قضاء الوطر واللذة والاستمتاع بطريقه المشروع: الزواج.
هـ) وبالزواج يستكمل كل من الزوجين خصائصه،وبخاصة استكمال الرجل رجولته لمواجهة الحياة وتحمل المسؤولية.
د) وبالزواج تنشأ علاقة بين الزوجين مبنية على المودة والرحمة والعطف والتعاون.
و) وبالزواج تمتد الحياة موصولة بالأسر الأخرى من القرابات والأصهار،مما يكون له بالغ الأثر في التناصر والترابط وتبادل المنافع.
إلى آخر ما هنالك من المصالح التي تكثر بكثرة الزواج،وتقل بقلته،وتفقد بفقده.
وبالوقوف على مقاصد الزواج،تعرف مضار الانصراف عنه من:
· انقراض النسل.
· وانطفاء مصابيح الحياة.
· وخراب الديار.
· وقبض العفة والعفاف.
· وسوء المنقلب.([1] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn1))
الأصل التاسع: وجوب حفظ الأولاد عن البدايات المضلة.
من أعظم آثار الزواج: إنجاب الأولاد،وهم أمانة عند مَن ولّي أمرهم من الوالدين أو غيرهما،فواجب شرعاً أداء هذه الأمانة بتربية الأولاد على هدي الإسلام،وتعليمهم ما يلمهم في أمور دينهم ودنياهم،وأول واجب:
· غرس عقيدة الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره،وتعميق التوحيد الخالص في نفوسهم،حتى يخالط بشاشة قلوبهم.
· وإشاعة أركان الإسلام في نفوسهم،والوصية بالصلاة.
· وتعاهدهم بصقل مواهبهم،وتنمية غرائزهم بفضائل الأخلاق،ومحاسن الآداب.
· وحفظهم عن قرناء السوء وأخلاط الردى.
وهذه التربية من سُنن الأنبياء،وأخلاق الأصفياء. وانظر إلى هذه الموعظة الجامعة، والوصية الموعبة النافعة،من لقمان لابنه: ﭽ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﭰﭼالآيات[لقمان: 13-19].
وقال الله عز شأنه: ﭽ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﭼالآية [التحريم: 6]. وفي الحديث المتفق على صحته عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (( كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته،فالرجل راعٍ في أهل بيته وهو مسؤول عنهم )).
والشأن هنا في تشخيص البدايات المضرة،والأوليات المضلة التي يواجهها الأطفال،ومنها:
1 / حضانة الفاسق: وهذه بداية البدايات.ومن ذلك: إذا كانت الأم غير محتجة ولا محتشم،أو خرَّاجة ولاجة،أو متبرجة سافرة أو حاسرة،فهي تربية فعلية للبنت على الانحراف،وصرف لها عن التربية الصالحة ومقتضياتها القويمة من التحجب والاحتشام والعفاف والحياء.ومنه يُعلم ما للخادمة والمربية في البيت من أثر كبير على الأطفال.
2 / الاختلاط في المضاجع: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
(( مروا أولادكم بالصلاة لسبع،واضربوهم عليها لعشر،وفرقوا بينهم في المضاجع)).
3 / الاختلاط في رياض الأطفال: هذه أولى بدايات الاختلاط خارج البيوت.
4 / تقديم طاقات الزهور: هذه من بدايات السفور والتبرج والحسور،ومن بدايات نزع الحياء،وتمزيق الغيرة،وهي تغرس في نفس الطفلة هذه البدايات، فاتقوا الله في ذراريكم.
5 / بداية التبرج في اللباس: إلباسُ الصبيَّة المميزة،الأزياءَ المحرمة على البالغة،كالألبسة الضيقة،أو الشفافة،أو التي لا تستر جميع بدنها،كالقصير منها،أو ما فيه تصاوير،أو صلبان،أو تشبه بلباس الرجال،أو الكافرات،إلى غير ذلك من ألبسة العُريّ والتَّهتُّك،التي ثبت بالاستقراء أنها من لدن البغايا،المتاجرات بأعراضهن،نسأل الله الستر وحسن العاقبة.
6/ تغيير لباس الطالبات – " المريول "- بداية الترجيل:
أثبت التاريخ أن هذا التغيير في المحاضن الدراسية المحتشمة هو بداية النهاية للباس الشرعي، حتى تتحطم ضوابط اللباس الشرعي، ويكثر الخلط، ويصعب الضبط، ويتم للمُرَّاق ما يرمون إليه من السفور والحسور. وتغيير الحذاء النسائي إلى حذاء رياضي؛ تمهيدا لبداية العمل الرياضي. وهكذا يستمر التغيير الهادف إلى: " ترجيل الطالبات " ودفعهن إلى "التشبه بالكافرات" كما حصل في مصر لمدارس البنات.
الأصل العاشر: وجوب الغيرة على المحارم وعلى نساء المؤمنين.
الغيرة: هي السياج المعنوي لحماية الحجاب،ودفع التبرج والسفور والاختلاط،والغيرة هي: ما ركّبه الله في العبد من قوة روحية تحمي المحارم والشرف والعفاف من كل مجرم وغادر،والغيرة في الإسلام خلق محمود،وجهاد مشروع؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (( إن الله يغار،وإن المؤمن يغار،وإن غيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله عليه )) متفق عليه.ولقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (( مَن قُتل دون أهله فهو شهيد )). رواه الترمذي،وفي لفظ: (( من مات دون عرضه فهو شهيد )).
فالحجاب باعث عظيم على تنمية الغيرة على المحارم أن تنتهك،أو يُنال منها،وباعث على توارث هذا الخلق الرفيع في الأسر والذراري: غيرة النساء على أعراضهن وشرفهن،وغيرة أوليائهن عليهن،وغيرة المؤمنين على محارم المؤمنين من أن تنال الحرمات،أو تخدش بما يجرح كرامتها وعفتها وطهارتها ولو بنظرة أجنبي إليها.
ولهذا صار ضد الغيرة: الدياثة،وضد الغيور: الديُّوث. وهو الذي يُقر في أهله ولا غيرة له عليهم.
ولذا سَدَّ الشرع المطهر الأسباب الموصلة إلى هتك الحجاب وإلى الدياثة.
{ مقارنة فاصلة }:
أقول: وإذا أردت أن تعرف فضل الحجاب وستر النساء وجوههن عن الأجانب فانظر إلى حال المتحجبات،ماذا يحيط بهن من الحياء،والبعد عن مزاحمة الرجال في الأسواق، والتصون التام عن الوقوع في الرذائل،أو أن تمتد إليهن نظرات فاجر؟ وإلى حال أوليائهن: ماذا لديهم من شرف النفس والحراسة لهذه الفضائل في المحارم؟ وقارن هذا بحال المتبرجة السافرة عن وجهها التي تُقَلِّب وجهها في وجوه الرجال،وقد تساقطت منها هذه الفضائل بقدر ما لديها من سفور وتهتك،وقد ترى السافرة الفاجرة تحادث أجنبياً فاجراً تظن من حالهما أنهما زوجان بعقد أُشْهِد عليه أبو هريرة - رضي الله عنه -،ولو رآها الديوث زوجها وهي على هذه الحال،لما تحركت منه شعرة،لموات غيرته،نعوذ بالله من موت الغيرة.


الفصل الثاني: كشف دعاة المرأة إلى الرَّذيلة

أما بعد: فهذه هي الفضيلة لنساء المؤمنين،وهذه هي الأصول التي تقوم عليها وتحرسها من العدوان عليها،لكن بعض مَن في قلوبهم مرض يأبون إلا الخروج عليها،بنداءاتهم المعلنة في ذلك،فمعاذ الله أن يَمُرَّ على السمع والبصر،إعلان المنكر والمناداة به،وهضم المعروف والصدّ عنه،ولا يكون للمصلحين مِنَّا في وجه هذا العدوان صَوتٌ جَهيزٌ بإحسان يَبْلُغُ الحاضر والباد ،إقامة لشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،الذي به يُنافَحُ عن الدين،ويُنصح للمسلمين عن التردي في هُوَّة صيحات العابثين،وبه تُحْرَسُ الفضائل،وتكبت الرذائل،ويؤخذ على أيدي السفهاء،ومعلوم أن فشُوَّ المنكرات يكون بالسكوت عن الكبائر والصغائر، وبتأويل الصغائر، لا سيما ونحن نُشاهد كظيظاً من زِحام المعدومين المجهولين من أهل الرَّيب والفتن،المستغربين المُسَيَّرين بحمل الأقلام المتلاعبة بدين الله وشرعه،يختالون في ثياب الصحافة والإعلام،وقد شرحوا بالمنكر صدراً،فانبسطت ألسنتهم بالسوء،وجَرَت أقلامهم بالسُّوأَى، وجميعها تلتئم على معنى واحد: التطرف الجنوني في مزاحمة الفطرة،ومنابذة الشريعة،وجرِّ أذيال الرذائل على نساء المسلمين،وتفريغهن من الفضائل،بدعوتهم الفاجرة في بلاد الإسلام إلى: حرية المرأة و المساواة بين المرأة والرجل في جميع الأحكام،للوصول إلى: جريمة التبرج والاختلاط و خلع الحجاب.
ونداءاتهم الخاسرة من كل جانب بتفعيل الأسباب لخلعه من البقية الباقية في نساء المسلمين،اللائي أسلمن الوجه لله تعالى،وسلَّمن القيادة لمحمد بن عبدالله - صلى الله عليه وسلم -.
نسأل الله لنا ولهن الثبات،ونبرأ إلى الله من الضلالة،ونعوذ بالله من سوء المنقلب.
إن المطالبات المنحرفة لتحرير المرأة بهذا المفهوم الإلحادي تحت هاتين النظريتين المولدتين في الغرب الكافر،هي العدوى التي نقلها المستغربون إلى العالم الإسلامي!!
لهذا فإن المتعين إجراؤه هو ما يأتي:
1 / على مَن بسط الله يده إصدار الأوامر الحاسمة للمحافظة على الفضيلة من عاديات التبرج والسفور والاختلاط،وكفُّ أقلام الرعاع السُّفوريّين عن الكتابة في هذه المطالب، حماية للأمة من شرورهم،وإحالة مَن يَسْخر من الحجاب إلى القَضاء الشرعي،ليطبق عليهم ما يقضي به الشرع من عقاب. وإلحاق العقاب بالمتبرجات؛ لأنهن شراك للافتتان،وهن أولى بالعقاب من الشاب الذي يتعرض لهن،إذ هي التي أغرته فَجَرَّته إلى نفسها.
2 / على العلماء وطلبة العلم بذل النصح،والتحذير من قالة السوء،وتثبيت نساء المؤمنين على ما هن عليه من الفضيلة،وحراستها من المعتدين عليها.
3 / على كل مَن ولاه الله أمر امرأة من الآباء والأبناء والأزواج وغيرهم،أن يتقوا الله فيما وُلُّوا من أمر النساء،وأن يعملوا الأسباب لحفظهن من السفور والتبرج والاختلاط، والأسباب الداعية إليها،ومن دعاة السفور. وليعلموا أن فساد النساء سببه الأول تساهل الرجال.
4 / على نساء المؤمنين أن يتقين الله في أنفسهن،وفي مَن تحت أيديهن من الذراري، بلزوم الفضيلة، والتزام اللباس الشرعي والحجاب، وأن لا يمشين وراء دعاة الفتنة وعشاق الرذيلة.
5 / ننصح هؤلاء الكتاب بالتوبة النصوح،وأن لا يكونوا باب سوء على أهليهم،وأمتهم ،وليتقوا سخط الله ومقته وأليم عقابه.


6 / على كل مسلم الحذر من إشاعة الفاحشة ونشرها وتكثيفها،وليعلم أن محبتها لا تكون بالقول والفعل فقط،بل تكون بذلك،وبالتحدث بها،وبالقلب،وبالركون إليها، وبالسكوت عنها،فإن هذه المحبة تُمَكِّن من انتشارها،وتُمَكن من الدفع في وجه من ينكرها من المؤمنين،فليتق الله امرؤ مسلم من محبة إشاعة الفاحشة،قال الله تعالى:
ﭽ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﭼ[النور: 19].
وما يتذكر إلا أولوا الألباب،والله يتولى الجزاء والحساب،وصلى الله على نبينا محمد،وعلى آله وصحبه وسلم.




([1]) وفرح المنصرين الصليبيين الذين يحاربون نسل المسلمين في بلادنا بكل ما أوتوا من وسائل!! قبحهم الله وأبطل كيدهم ورده في نحورهم!