المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عالم الجن حقيقة لا خرافة والإيمان به واجب



أهــل الحـديث
24-05-2014, 04:10 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الفصل الثاني : عالم الجن حقيقة لا خرافة والإيمان به واجب:

هل الجن موجود الآن وإذا كان موجودا فما هوالدليل؟

الجن موجودون ، ولكننا لا نراهم .

فالجن من الأمور الغيبية المأمورون بالإيمان بها لأنهم غابوا عنا وأخبرنا الله ورسوله عنهم.

هناك أدلة كثيرة من القرآن والسنة تدل على وجود الجن ومن ذلك ما يلي:



1- قال تعالى(وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًامِن َالْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ)

ومعنى الآية:(واذكر أيها الرسول حين بعثنا إليك، طائفة من الجن يستمعون منك القرآن، فلما حضروا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ، قال بعضهم لبعض: أنصتوا؛ لنستمع القرآن، فلما فرغ الرسول من تلاوة القرآن، وقد وعَوه وأثَّر فيهم، رجعوا إلى قومهم منذرين ومحذرين لهم بأس الله، إن لم يؤمنوا به)((1 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn1).

2- روى مسلم في صحيحه عن بن مسعود رضي الله عنه قال (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة . ففقدناه . فالتمسناه في الأودية والشعاب . فقلنا : استطير أو اغتيل . قال فبتنا بشر ليلة بات بها قوم . فلما أصبحنا إذا هو جاء من قبل حراء . قال فقلنا : يا رسول الله ! فقدناك فطلبناك فلم نجدك فبتنا بشر ليلة بات بها قوم . فقال « أتاني داعي الجن . فذهبت معه . فقرأت عليهم القرآن » قال فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم . وسألوه الزاد . فقال « لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم ، أوفر ما يكون لحما . وكل بعرة علف لدوابكم » . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم « فلا تستنجوا بهما فإنهما طعام إخوانكم» ) صحيح مسلم(2 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn2)).

ومعنى استطير :طارت به الجن .


ومعنى اغتيل: قتل سرا والغيلة بالكسر هي القتل خفية.

ومعنى الحديث: أن الصحابة افتقدت الرسول وبحثوا عنه في الأودية وشعاب الجبال فلم تجده ، فقالوا خُطَفَ أو اغتيل من قبل المشركين ، فباتوا شر ليلة لأنهم فقدوا رسول الله ، ولما أصبحوا رأوا رسول الله قادما إليهم ، فسألوا عنه فقال : أتاني داعي الجن أي دعاه أحد الجن فذهب معه وقرأ على الجن القرآن ، وانطلق الصحابة مع الرسول حتى رأوا آثار الجن وآثار نيرانهم ، وسألت الجن الرسول الزاد والطعام فدعا لهم رسول الله ورجا ربه أن يكون لهم كل عظم يذكر اسم الله عليه يكون أوفر ما يكون عليه لحما طعاما لهم ، وأن تكون كل بعرة (روث البهائم) علف لدوابهم ، ولذا نهى الرسول عن الاستنجاء بالعظم والروث لأن العظم من طعام الجن و الروث من طعام دوابهم.

وفي الحديث دلالة أن للجن دواباً كما أن للإنسدواباً: وقد تكون مركوبة كالإبل والخيل أو محلوبة كالغنم والبقر، وقدتتمثل بصوردواب الإنس أو الوحش كالظباء والوعول والمركوبات ونحوها ، وكثيرا ماتختفي عن أبصارالإنس حيث إنها من جنس الجن الذين هم أجسام خفيفة يروننا ولا نراهم ، ودلالحديثأنهم كالإنس يأكلون ويشربون وكذا دوابهم تأكل وتشرب وتتغذى، فمن غذائهابعر دوابالإنس وروثها لذلك نهينا عن الاستنجاء بها ، واللهأعلم .

ولكن هل هذه الدواب تعقل أم لا ؟ وهل هي مكلفة أم لا ؟

والإجابة أنه ليس لدينا دليل على ذلك ولو تم قياسها على دواب الإنس لقلنا أنها لا تعقل ولا تكلف ولكن القياس هنا لا يصح لاختلاف عالم الجن عن عالم الإنس والله أعلم.


3- عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله قال (لاَ يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ المُؤَذِّنِ جِنٌّ وَلاَ إِنْسٌ، وَلاَ شَيْءٌ، إِلَّا شَهِدَ لَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ)صحيح البخاري(1 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn3)).


وفي الحديث السابق أن الجن تشهد للمؤذن يوم القيامة ، لذلك تجد الشياطين تفر عندما تسمع الأذان حتى لا تشهد للمؤذن يوم القيامة وذلك حتى لا تشهد له ، كما أن الشياطين تخاف من الأذان وتعذب به ، وروي أنها إذا سمعت الأذان فإنها تدبر وتفر ولها ضراط وذلك من الخوف والعذاب الذي يلحق بها.

والضراط هو الريح الذي يخرج من دبر الإنسان مصاحبا للصوت .


وعدم رؤية الجن لا يدل على عدم وجودها :

فكم من شيء لا نراه وهو موجود ، فهذا الهواء لا نراه وهو موجود ، وهذه الكهرباء في الأسلاك ولا نراها بل إن في جسد الإنسان كهرباء ولا نراها ، وكذلك روحه التي بين جنبيه لا نراها ، وكذلك الله لا نراه وهو موجود وكذا الملائكة لا نراها وهي موجودة.


ما هو حكم التكذيب بوجود الجن ؟

الجن موجودون ولكننا لا نراهم وهم من الغيب الذي حُجب عنا كما حُجب عنا رؤية الله والملائكة وعذاب القبر ونعيمه وغيره من الغيبيات ، والإيمان بالغيبيات واجب طالما أنها ثابتة بالقرآن أو السنة ، وخبر الجن ثابت بالقرآن والسنة فهناك سورة كاملة في القرآن تسمى بسورة الجن وذلك غير الآيات الكثيرة والأحاديث المستفيضة الصحية التي تتكلم عنهم ، فمن كذب بوجود الجن فقد كفر لأنه مكذب بالقرآن وهو من نوع كفر التكذيب ، والتكذيب بوجود الجن كفر أكبر يخرج من الملة ، ولكن لا يكفر المعين إلا إذا توافرت شروط التكفير في حقه وإنتفت موانعه ، فليس كل من كذب بوجود الجن كافر ولكنه قد أتى بما هو كفر ولكن لا يكفر إلا بتوافر الشروط وإنتفاء الموانع.

نقلا عن كتاب القول المبين في السحر والمس والعين والجن والقرين

لتحميل الكتاب على الرابط التالي:

http://www.********************************************/?FRMNlw (http://www.********************************************/?FRMNlw)

1 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref1) ( التفسير الميسر.

2 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref2) ) رواه مسلم في صحيحه - كتاب الصلاة - باب الجهر بالقراءة في الصبح والقراءة على الجن .

1 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref3) ) رواه البخاري في صحيحه - كتاب التوحيد - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «المَاهِرُ بِالقُرْآنِ مَعَ الكِرَامِ البَرَرَةِ.