المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الواقدي : ترجمته ، وأقوال العلماء فيه جرحاً وتعديلاً



أهــل الحـديث
23-05-2014, 12:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


اسمه وكنيته ونسبه :
محمد بن عمر بن واقد الأسلمي أبو عبد الله الأسلمي مولاهم المدني .
مولى عبد الله بن بريدة الأسلمي .
مولده :
اختلف العلماء في ذلك على أقوال :
القول الأول : سنة 130 هـ ، وقد قال به ابن سعد وذكره الخطيب وابن قتيبة وابن النديم والذهبي وغيرهم .
المصادر : الطبقات الكبرى ( 7 / 335 ) ، تاريخ بغداد ( 3 / 4 ) ، المعارف ( 518 ) ، الفهرست ( 144 ) ، سير أعلام النبلاء ( 9 / 457 ) ، الأنساب للسمعاني ( 13 / 272 ) ، وفيات الأعيان ( 3 / 472 ) ، اللباب في تهذيب الأنساب ( 260 ) .
القول الثاني : بعد سنة 120 هـ ، ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء ( 9 / 454 ) .
القول الثالث : سنة 129 هـ ، ذكره الصفدي في الوافي بالوفيات ( 4 / 238 ) وابن تغردي بردي في النجوم الزاهرة ( 2 / 184 ) .
أما القول الثاني فهو داخلٌ في القول الأول .
والقول الثالث قولٌ مرجوح ، لسببين :
الأول : أن الواقدي أخبر عن نفسه أنه ولد في سنة 130 هـ ، بدليل هذه الرواية : ( قال محمد بن سعد كاتبه أخبرني أبو عبد الله الواقدي أنه ولد سنة ثلاثين ومائة ) .
المصادر : الفهرست لابن النديم ، والطبقات الكبرى ( 7 / 335 ) .
الثاني : أن جمهور أهل السير ذكروا أنه ولد في سنة 130 هـ ، كما سبق الإشارة إلى بعضهم في القول الأول .
فالقول الأول هو القول الراجح .
نشأته :
قال الخطيب البغدادي عن الواقدي : ( وكان من أهل المدينة ) ، المصدر : تاريخ بغداد ( 3 / 4 ) .
وقد نشأ نشأة علمية ، وكانت أمه تحثه إلى الذهاب إلى المحدث الثقة ابن أبي ذئب ، فكانت تقول له ولأخيه : ( اذهبوا إلى ابن أبي ذئب ) ، المصدر : الطبقات الكبرى ، القسم المتمم ( 415 ) .
وقد رحل الواقدي لطلب العلم وهو في العشرين من عمره :
قال الذهبي : ( وطلب العلم عام بضعة وأربعة ، وسمع من صغار التابعين ، فمن بعدهم بالحجاز والشام وغير ذلك ) ، المصدر : سير أعلام النبلاء ( 9 / 454 ) .
علمه :
غلب علم التأريخ على الواقدي حتى وصفه الحافظ الذهبي بقوله : ( رأس المغازي والسير ) ، المصدر : تذكرة الحفاظ ( 1 / 348 ) .
أخلاقه :
تحلى الواقدي بأخلاق عظيمة ، منها :
1 – الجود والكرم :
قال الخطيب البغدادي : ( وكان جواداً كريماً مشهوراً بالسخاء ) ، وقال الواقدي عن نفسه : ( صار إليَّ من السلطان ست مائة ألف درهم ، ما وجبت عليَّ فيها زكاة فيها ) ، وقال الذهبي عنه : ( وكان أحد الأجواد المذكورين ) ، وقال ابن الجوزي : ( وكان كريماً ) .
المصادر : تاريخ بغداد ( 3 / 3 ) ، سير أعلام النبلاء ( 9 / 367 ) ، تاريخ الإسلام ( 201 – 210 ) : 362 ، المنتظم ( 10 / 170 ) .
2 – الإيثار :
كان الواقدي رحمه الله يؤثر إخوانه على نفسه وقد ذكر الخطيب البغدادي وياقوت الحموي والذهبي وغيرهم قصة طويلة في ذلك ، راجع : تاريخ بغداد ( 3 / 19 – 20 ) ، معجم الأدباء ( 18 / 280 ) ، سير أعلام النبلاء ( 9 / 466 ) .
3 – الحياء :
ذكر الخطيب البغدادي بسنده أن الواقدي كتب إلى المأمون رقعة ( يذكر فيها غلبة الدين ، وغمَّه بذلك ، فوقّع المأمون على ظهرها : فيك خلتان : السخاء والحياء ، ... ) ، المصدر : تاريخ بغداد ( 3 / 19 ) .
شيوخ الواقدي :
منهم :
1 – ابن أبي ذئب : محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة القرشي العامري ، ثقةٌ فاضل .
2 – ثور بن يزيد : أبو خالد الحمصي ، ثقةٌ ثبت إلا أنه يرى بالقدر .
3 – سفيان الثوري : ثقة حافظ فقيه عابد إمام حجة .
4 – الأوزاعي : عبد الرحمن بن عمرو بن أبي عمرو : الفقيه ، ثقة جليل .
5 – ابن جريج : عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ، ثقة فقيه فاضل ، وكان يدلس ويرسل .
6 – معمر بن راشد : الأزدي مولاهم ، ثقة ثبت فاضل ، إلا أن روايته عن ثابت والأعمش وهشام بن عروة شيئاً ، كذا فيما حدث به بالبصرة .
7 – الإمام مالك بن أنس : الفقيه والمحدث المشهور .
راجع : تقريب التهذيب لابن حجر العسقلاني .
تلاميذ الواقدي :
من تلاميذه :
1 – أبو بكر الصغاني : محمد بن إسحاق الصغاني ، أبو بكر ، نزيل بغداد ، ثقة ثبت .
2 – أبو بكر بن أبي شيبة : عبد الله بن محمد ، ثقة حافظ ، صاحب تصانيف .
3 – أبو عبيد القاسم بن سلاَّم : الإمام المشهور ، ثقة فاضل ، مصنف .
4 – الحارث بن أبي أسامة : الحافظ الصدوق العالم ، مسند العراق .
5 – محمد بن سعد : بن منيع الهاشمي مولاهم ، كاتب الواقدي ، صدوق فاضل .
6 – محمد بن شجاع الثلجي : متروك ورمي بالبدعة .
بيئة الواقدي العلمية :
اشتهر في العصر الذي عاش فيه الواقدي الكثير من أهل العلم فنون شتى ، منهم ما يلي :
1 – في القراءات : عبيد الله بن عمر بن حفص العدوي : الإمام المجود المتوفى سنة 147 هـ ، ونافع بن أبي نعيم : الإمام حبر القرآن المتوفى سنة 180 هـ .
2 – في الحديث : محمد بن عبد الله الزهري : الإمام العالم الثقة المتوفى سنة 157 هـ ، والإمام مالك : المتوفى سنة 179 هـ ، ويوسف بن يعقوب الماجشون : المتوفى سنة 185 هـ .
3 – في الفقه : ابن أبي ذئب : محمد بن عبد الرحمن ، شيخ الإسلام الفقيه المتوفى سنة 148 هـ .
4 – في المغازي والسير والأنساب والشعر : محمد بن إسحاق : العلامة الحافظ الأخباري المتوفى سنة 150 هـ .
منصبه :
قاضي بغداد .
عقيدته :
حسب بحثي المتواضع لم أجد أحداً نسب الواقدي إلى عقيدة معينة أو إلى طائفة بعينها سوى ابن النديم فقد نسبه إلى التشيع بقوله : .
وفاته :
توفي الواقدي سنة 207 هـ .
العلماء الذين عدَّلوا الواقدي :
1 – قال عبد العزيز الدارودي ( ت 187 هـ ) : ( ... ذاك أمير المؤمنين في الحديث ) .
2 – قال أبو عامر العقدي ( ت 204 هـ ) : ( يُسأل عن الواقدي ، إنما يُسأل الواقدي عنا ، ما كان يفيدنا من الشيوخ والأحاديث بالمدينة إلا الواقدي ) .
3 – قال يزيد بن هارون السُّلمي ( 206 هـ ) : ( ثقة ) .
4 – قال أبو عبيد القاسم بن سلام ( 224 هـ ) : ( ثقة ) .
5 – قال مصعب الزبيري ( ت 236 هـ ) : ( والله ما رأينا مثله قط ) وقال أيضاً : ( كنتُ أقدم إلى المدينة فلا يفيدني ولا يدلني على الشيوخ إلا الواقدي ) وقال أيضاً : ( ثقة مأمون ) .
6 – قال عباس العنبري ( ت 240 هـ ) : ( الواقدي أحب إلينا من عبد الرزاق ) .
7 – قال أبو بكر الصغاني ( 261 هـ ) بعد أن حسّن حديثه : ( ... أما أنا فلا أحتشم أن أروي عنه ) .
8 – قال محمد بن أحمد الذهلي ( ت 367 هـ ) : ( ... عندي ثقة ... ) .
9 – قال المسيبي : ( ثقة مأمون ) .
10 – سئل معن بن عيسى عن الواقدي فقال : ( أُسأل أنا عن الواقدي ؟! يُسأل الواقدي عني )
11 – قال أبو يحيى الزهري : ( ثقة مأمون ) .
مصدر الأقوال السابقة : تاريخ بغداد ( 3 / 9 ، 11 ) .
12 – قال ياقوت الحموي ( ت 626 هـ ) : ( أما في أخبار الناس والسير والفقه وسائر الفنون فهو ثقة بإجماع ) معجم الأدباء ( 18 / 276 ) ، ولكن بعد أن ذكر الحموي توثيق بعض العلماء له قال : ( وهو مع ذلك ضعفه طائفة من المحدثين كابن معين وأبي حاتم والنسائي وابن عدي وابن راهويه والدارقطني ) .
13 – قال ابن كثير ( ت 749 هـ ) : ( والواقدي - رحمه الله – عنده زيادات حسنة وتاريخ محرر غالباً ، فإنه من أئمة هذا الشأن الكبار ، وهو صدوق في نفسه مكثار ) البداية والنهاية ( 4 / 580 ) .
14 – قال ابن الهمام الحنفي ( ت 861 ) : ( حسنٌ عندنا ) شرح فتح القدير ( 6 / 215 ) .
15 – قال التهانوي الحنفي ( ت 1394 هـ ) : ( ... فإن الصحيح في أمر الواقدي : التوثيق ... ) قواعد في علوم الحديث ( 349 - 350 ) .
العلماء الذين جرحوا الواقدي :
1 – قال الإمام الشافعي ( ت 204 هـ ) : ( كتب الواقدي كذب ) تاريخ بغداد ( 3 / 14 ) .
2 – قال يحيى بن معين ( 232 هـ ) : ( ليس بثقة ) ، وقال ايضاً : ( ليس بشيء ) ، وسئل مرة عن الواقدي وأبي البختري ، فقال : ( الواقدي أجودهما حديثاً ) وقال أيضاً : ( لا يُكتب حديث الواقدي ) تاريخ بغداد ( 3 / 12 ، 13 ) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ( 8 / 21 ) .
3 – قال علي بن المديني ( ت 234 هـ ) : ( الواقدي ليس بموضع للرواية ، ولا يُروى عنه ) وضعَّفه ، تاريخ بغداد ( 3 / 13 ) وقال أيضاً : ( الهيثم بن عدي أوثق عندي من الواقدي ) فقال الذهبي معلقاً : ( أجمعوا على ضعف الهيثم ) سير أعلام النبلاء ( 9 / 462 ) .
4 – قال محمد بن عبد الله بن نمير ( ت 234 هـ ) : ( ولستُ أحب أن أحدث عنه ) تاريخ بغداد ( 3 / 14 ) .
5 – قال إسحاق بن راهويه ( ت 238 هـ ) : ( كان عندي ممن يضع ) تاريخ بغداد ( 3 / 16 ) .
6 – قال الإمام أحمد ( ت 241 هـ ) : ( هو كذاب ) ضعفاء العقيلي ( 4 / 108 ) .
7 – قال البخاري ( ت 256 هـ ) : ( متروك الحديث ، تركه أحمد وابن المبارك وابن نمير وإسماعيل بن زكريا ) الضعفاء ( 4 / 107 ) ، وقال أيضاً : ( ما عندي للواقدي حرف ، وما عرفت من حديثه فلا أقنع به ) سير أعلام النبلاء ( 9 / 463 ) .
8 – قال الجوزجاني ( ت 259 هـ ) : ( الواقدي لم يكن مُقْنَعاً ) وقال أيضاً : ( الواقدي مختلف فيه ، فيه ضعف بيِّن في حديثه ) أحوال الرجال ( 35 ، 153 ) .
9 – قال أبو زرعة الرازي ( ت 260 هـ ) : قال ابن ( سألتُ أبا زرعة عن محمد بن عمر الواقدي ، فقال : ضعيف ، قلت : يُكتبُ حديثه ، قال : [ ما يعجبني إلا على الاعتبار ترك الناس حديثه ] ) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ( 8 / 21 ) ، وقد أورده أبو زرعة في كتابه الضعفاء .
10 – وقال مسلم بن الحجاج ( ت 261 ) : ( متروك الحديث ) الكنى والأسماء ( 1 / 499 ) .
11 – قال أبو داود ( ت 275 هـ ) : ( لا أكتب حديثه ) تاريخ بغداد ( 3 / 15 ) .
12 – قال النسائي ( ت 303 هـ ) : ( متروك الحديث ) وقال أيضاً : ( الكذابون الوضاعون على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة : ... ) فذكر منهم : الواقدي ، الضعفاء والمتروكين ( 303 ) والملحق منه ص 265 .
13 – قال ابن عدي ( ت 365 هـ ) بعد أن ذكر عدة أحاديث للواقدي : ( ... وهذه الأحاديث التي أمليتها للواقدي والتي لم اذكرها كلها غير محفوظة ، ومن يروي عنه الواقدي من الثقات فتلك الأحاديث غير محفوظة عنهم إلا من رواية الواقدي ، والبلاء منه ، ومتون أخبار الواقدي غير محفوظة ، وهو بَيِّنُ الضعف ) الكامل في ضعفاء الرجال ( 6 / 2247 ) .
14 – قال الدارقطني ( ت 385 هـ ) : ( مختلف فيه ، فيه ضعف بَيِّن فيه حديثه ) وقال أيضاً : ( ضعيف ) وقال أيضاً : ( غيره أثبت منه ) الضعفاء والمتروكون ( 478 ) السنن ( 2 / 157 ، 164 ) .
15 – قال البيهقي ( 458 هـ ) : ( ضعيف ) وقال أيضاً : ( لا يُحتج به ) وقال أيضاً : ( ليس بحجة ) وقال أيضاً : ( ليس بالقوي ) وقال أيضاً : ( لا يُحتج بروايته فيما يسنده ، فكيف بما يرسله ؟! ) السنن الكبرى ( 1 / 38 ، 382 ) و ( 5 / 37 ) و ( 6 / 221 ) معرفة السنن والآثار ( 2 / 79 ) و ( 6 / 239 ) .
16 – قال ابن عبد البر ( ت 463 هـ ) : ( ضعيف الحديث ) وقال أيضاً : ( ضعيف عند أكثرهم ) التمهيد ( 21 / 211 ) و ( 24 / 274 ) .
17 – قال عبد الحق الأشبيلي ( ت 581 هـ ) : ( ترك الناس حديثه ) الأحكام الكبرى ( 3 / 281 ) .
18 – قال ابن الجوزي ( ت 587 هـ ) : ( قال أحمد : هو كذاب ، وقال البخاري والرازي والنسائي : متروك ) التحقيق في أحاديث الخلاف ( 2 / 54 ) .
19 – قال بندار بن بشار : ( ما رأيتُ أكذب شفتين من الواقدي ) تاريخ بغداد ( 3 / 412 ) .
20 – قال أبو الحسن بن القطان ( ت 682 هـ ) : ( ضعيفٌ بل متروك ) بيان الوهم والإيهام في كتاب الأحكام ( 2 / 226 ) .
21 – قال ابن الصلاح ( ت 643 هـ ) : ( وكتاب [ الطبقات الكبير ] لمحمد بن سعد كاتب الواقدي كتاب حفيلٌ كثير الفوائد ، وهو ثقة ، غير أنه كثير الرواية فيه عن الضعفاء ، ومنهم الواقدي ، وهو محمد بن عمر الذي لا ينسبه ) مقدمة ابن الصلاح ص 73 .
22 – قال النووي ( ت 676 هـ ) : ( ضعيف باتفاقهم ) المجموع شرح المهذب ، كتاب الغسل .
23 – قال شيخ الإسلام ابن تيمية ( ت 728 هـ ) : ( ... ومعلوم أن الواقدي نفسه خير عند الناس من مثل هشام بن الكلبي وأبيه محمد بن السائب وأمثالهما ، وقد علم كلام الناس في الواقدي ، فإن ما يذكره هو وأمثاله يُعتضد به ، ويُستأنس به ، وأما الاعتماد عليه بمجرده في العلم : فهذا لا يصلح ) رأس الحسين ص 20 ، وقال أيضاً : ( كثير من الناس لا يُحتج بروايته المفردة ، إما لسوء حفظه ، وإما لتهمة في تحسين الحديث وإنْ كان له علم ومعرفة بأنواع من العلوم ، ولكن يصلحون للاعتضاد والمتابعة ، كمقاتل بن سليمان ومحمد بن عمر الواقدي وأمثالهما ) منهاج السنة النبوية ( 1 / 56 ) .
24 – قال ابن الهادي : ( قال أحمد : هو كذاب ) تنقيح تحقيق أحاديث التعليق ( 3 / 117 ) .
25 – قال الذهبي ( ت 748 هـ ) : ( استقر الإجماع على وهن الواقدي ) وقال أيضاً : ( وهو مع عظمته في العلم ضعيف ) وقال أيضاً : ( مجمعٌ على ضعفه ) وقال أيضاً : ( وقد وثقه غير واحد لكن لا عبرة بقولهم مع توافر من تركه ) وقال أيضاً : ( لا شيء للواقدي في الكتب الستة إلا حديث واحد، عند ابن ماجة ... ) وذكر الحديث بإسناد ثم قال : ( ... فما جَسُرَ ابن ماجه أن يفصح به، وما ذاك إلا لوهن الواقدي عند العلماء ) وقال أيضاً : ( أحد أوعية العلم على ضعفه المتفق عليه ... ) وقال أيضاً : ( ... وخلط الغث بالسمين ، والخرز بالدر الثمين ، فاطَّرحوه لذلك ) وقال أيضاً : ( وقد تقرر أن الواقدي ضعيف ، يحتاج إليه في الغزوات والتاريخ ، ونورد آثاره من غير احتجاج ، أما في الفرائض ، فلا ينبغي أن يذكر ، فهذه الكتب الستة ومسند أحمد ، وعامة من جمع في الأحكام نراهم يترخصون في إخراج أحاديث أناس ضعفاء بل ومتروكين ، ومع هذا لا يخرجون لمحمد بن عمر شيئاً ، مع أن وزنه عندي : أنه مع ضعفه يُكتب حديثه ويروى ، لأني لا أتهمه بالوضع ، وقول من أهدره فيه مجازفة من بعض الوجوه ، كما أنه لا عبرة بتوثيق من وثقه كيزيد وأبي عبيد والصاغاني والحربي ومعن وتمام ، عشرة محدثين، إذ قد انعقد الإجماع اليوم على أنه ليس بحجة وأن حديثه في عداد الواهي ، رحمه الله ) ميزان الاعتدال ( 3 / 662 ) تاريخ الإسلام ( 14 / 362 ، 364 ، 367 ) سير أعلام النبلاء ( 9 / 454 ، 469 ) .
26 – قال ابن القيم ( ت 751 هـ ) : ( لا يحتج به ) وقال أيضاً : ( ... وإن كان ضعيفاً ... ) المنار المنيف ص 6 حاشيته على تهذيب سنن أبي داود ( 6 / 321 ) .
27 – قال العلائي ( ت 761 هـ ) : ( متروكٌ باتفاق لا يُحتج به ) ، المصدر : توفية الكيل ص 72 .
28 – قال ابن الملقن ( ت 804 هـ ) : ( كذاب ، قاله أحمد ، وزاد النسائي : وضّاع ) البدر المنير في ( 4 / 542 ) .
29 – قال الهيثمي ( ت 807 هـ ) : ( كذاب ) بغية الرائد بتحقيق مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ( 1 / 571 ) رقم الحديث 1325 .
30 – قال البوصيري ( ت 840 هـ ) : ( كذاب ) إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة ( 4 / 291 ) .
31 – قال ابن حجر العسقلاني : ( ت 852 ) : قال عدة عبارات في تضعيفه : ( ليس بمعتمد ، لا يُحتج به ، ضعيف ، شديد الضعف إذا انفرد فكيف إذا خالف ؟! ، متروك ، متروك مع سعة علمه ) وقال أيضاً : ( وقد تعصب مغلطاي للواقدي فنقل كلام من قوَّاه ووثقه وسكت عن ذكر من وَهَّاه واتهمه وهم أكثر عدداً وأشد إتقاناً وأقوى معرفة به من الأولين ، ومن جملة ما قواه به : أن الشافعي روى عنه ، وقد أسند البيهقي عن الشافعي أنه كذّبه ، ولا يُقال : فكيف روى عنه ؟! لأنّا نقول : رواية العدل ليست بمجردها توثيقاً ، فقد روى أبو حنيفة عن جابر الجعفي وثبت عنه أنه قال : [ ما رأيت أكذب منه ] ) ، المصادر : مقدمة فتح الباري ص 417 فتح الباري ( 4 / 73 ) و ( 5 / 166 ) و ( 9 / 113 ) و ( 13 / 545 ) المطالب العالية ( 1 / 364 ) و ( 8 / 157 ) التلخيص الحبير ( 1 / 479 ) تقريب التهذيب ص 498 .
32 – قال السخاوي ( ت 902 ) : ( ضعيف ) المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة ( حديث رقم 618 ) .
33 – قال ابن عراق الكناني ( ت 963 هـ ) : ( قال أحمد : كذاب يقلب الأخبار ، وقال أبو حاتم والنسائى : يضع الحديث ) تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة ( 1 / 111 ) .
34 – قال المناوي ( ت 1031 هـ ) : ( كذاب ) التيسير في شرح الجامع الصغير .
35 – قال ابن العماد الحنبلي ( ت 1089 هـ ) : ( ضعفه الجماعة كلهم ، قال ابن ناصر الدين : [ أجمع الأئمة على ترك حديثه حاشا ابن ماجه ، لكنه لم يجسر أن يسميه حين أخرج حديثه في اللباس يوم الجمعة ، وحسبك ضعفاً بمن لا يجسر أن يسميه ابن ماجه ] ) شذرات الذهب ( 2 / 18 ) .
36 – قال الشوكاني ( ت 1250 هـ ) : ( متروك ) نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار ( 3 / 105 ) .
37 – قال العظيم آبادي ( ت بعد 1310 هـ ) : ( ضعيف جداً ) عون المعبود ( 5 / 183 ) .
38 – قال المباركفوري ( ت 1354 هـ ) : ( متروك ، قد استقر الإجماع على وهنه ) تحفة الأحوذي ( 1 / 208 ) .
39 – قال المعلمي ( ت 1386 هـ ) : ( متروك مرمي بالكذب ) الأنوار الكاشفة لما في كتاب أضواء على السنة من الزلل والتضليل والمجازفة .
40 – قال الشيخ الألباني ( ت 1421 هـ ) : ( كذاب ) سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 215 ) .
الترجيح بين أقوال العلماء في الواقدي :
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني يرد على الحافظ كمال الدين مغلطاي : ( وقد تعصب مغلطاي للواقدي ، فنقل كلام من قواه ووثقه ، وسكت عن ذكر من وهاه واتهمه ، وهم أكثر عدداً وأشد إتقاناً ، وأقوى معرفة به من الأولين . ومن جملة ما قواه به : أن الشافعي روى عنه . وقد أسند البيهقي عن الشافعي أنه كذبه . ولا يقال : فكيف روى عنه ؟! لأنَّا نقول : رواية العدل ليست بمجردها توثيقاً ، فقد روى أبو حنيفة عن جابر الجعفي ، وثبت عنه أنه قال : ما رأيت أكذب منه ) فتح الباري ( 9 / 16 ) .
وقد رد التهانوي الحنفي ( ت 1394 هـ ) على كلام الحافظ ابن حجر بقوله : ( هذا ولم يتعصب مغلطاي للواقدي بل استعمل الإنصاف ، فإن الصحيح في أمر الواقدي : التوثيق ، قال الشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد في [ الإمام ] : [ جمع شيخنا أبو الفتح الحافظ في أول كتابه : [ المغازي والسير ] أقوال من ضعفه ، ومن وثقه ، ورجح توثيقه ، وذكر الأجوبة عما قيل ] وهذا يردُّ على النووي والذهبي قولهما : [ الواقدي ضعيف باتفاقهم ] أو [ استقر الإجماع على وهنه ] ، وأين الإجماع من الاختلاف في ترجيح توثيقه وتضعيفه ؟! ) قواعد في علوم الحديث ( 349 - 350 ) .
وقال ابن الهمام ( ت 861 ) : ( الواقدي وهو حسنٌ عندنا ) شرح فتح القدير ( 6 / 215 ) .
وعلَّق الشيخ أبو إسحاق الحويني حفظه الله على كلام التهانوي وابن الهمام بقوله : ( قلت : وهو ذهولٌ من هؤلاء الفضلاء عن القاعدة المقررة عند العلماء ، وهي أن [ الجرح مقدم على التعديل إن كان مُفَسَّراً ] ، وجرحُ الواقدي مُفَسَّر وظاهر ، فقد كذبه أحمد بن حنبل والشافعي والنسائي وابن المدني وأبو داود ومحمد بن بشار واتهمه أبو حاتم وابن راهويه بالوضع وكذا الساجي ، وتركه أحمد وابن المبارك وابن نمير وإسماعيل بن زكريا والبخاري وأبو زرعة والعقيلي والدولابي وغيرهم ، وهذا هو الذي حدا بالنووي أن يقول : [ الواقدي ضعيف باتفاقهم ] ، والمقصود من عبارته : باتفاق النقاد العارفين ، لأن الذين وثقوه لا يرقون في النقد إلى مستوى الجارحين ، فمن قيل فيه هذا كيف يقال : الراجح فيه التوثيق ؟!! أو : هو حسن الحديث عندنا !! وهل هذا إلا قلب للأصول ؟! ) النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة .
هل الواقدي متروك فقط في الحديث وأما في السير والمغازي فهو مقبول الرواية ؟!
قال عبد الغني عبد الخالق : ( أن [ الإجماع استقر على وهن الواقدي ] كما قال الذهبي ، ولكن في غير السير والمغازي ، فهو فيها ثقة بالإجماع ) تعليقه على مناقب الشافعي لابن أبي حاتم ( 2/ 220) .
قال الشيخ أبو إسحاق الحويني معلقاً : ( ولا أدري ما مستنده في دعواه ، ولم أقف على كلام لأحد الأئمة أطلق فيه دعوى الإجماع ) ثم استدل بقول الذهبي في سير أعلام النبلاء ( 9 / 454 ، 455 ) : ( وجمع فأوعى ، وخلط الغث بالسمين ، والخرز بالدر الثمين ، فاطَّرحوه لذلك ، ومع هذا فلا يُستغني عنه في المغازي ، وأيام الصحابة وأخبارهم ) ثم علق قائلاً : ( فكلام الذهبي هذا فَسَّرَهُ هو فيما نقلتُهُ عنه سابقاً وهو قوله : [ نورد آثاره من غير احتجاج ] وليس في هذا ما يفيد أنه ثقة في المغازي والسير ، وحاصل البحث : أن الواقدي متروك مع سعة علمه كما قال الحافظ في [ التقريب ] ) النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة .
أسباب تضعيفه وترك حديثه ( الجرح المفسر للواقدي ) :
1 – روايته للأحاديث المنكرة :
قال يحيى بن معين ( 232 هـ ) : ( نظرنا في حديث الواقدي ، فوجدنا حديثه عن المدنيين عن شيوخ مجهولين أحاديث مناكير ، فقلنا : يحتمل أن تكون تلك الأحاديث المناكير منه ، ويحتمل ان تكون منهم ، ثم نظرنا إلى حديثه عن بن أبى ذئب ومعمر ، فإنه يضبط حديثهم ، فوجدناه قد حدث عنهما بالمناكير ، فعلمنا أنه منه فتركنا حديثه ) الجرح والتعديل للرازي ( 8 / 21 ) .
2 – قلبه للأحاديث :
قال أحمد بن حنبل ( ت 241 هـ ) : ( كان الواقدي يقلب الأحاديث ، يلقى حديث بن اخى الزهرى على معمر ونحو هذا ) الجرح والتعديل للرازي ( 8 / 21 ) .