المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرد على بوكو حرام ومايفعلونه من حلال او حرام في اجبار النساء على الزواج



االزعيم الهلالي
22-05-2014, 06:30 AM
بِسْمِ الله وَالْحَمْدُ لِله وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ الْاَتَمَّانِ الْاَكْرَمَانِ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ الله وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِاِحْسَانٍ اِلَى يَوْمِ الدِّين؟ اَللَّهُمَّ عَلّمْنَا مَا يَنْفَعُنَا؟ وَانْفَعْنَا بِمَا عَلَّمْتَنَا؟ وَتَقَبَّلْ صَالِحَ الْاَعْمَالِ مِنَّا؟ وَفَرِّجْ كَرْبَنَا؟ وَاَزِلْ عُسْرَنَا يَارَبَّ الْعَالَمِين؟ وَآمِنَّا فِي اَوْطَانِنَا؟ وَاجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً مُطْمَئِنّاً سَخَاءً رَخَاءً بِرَحْمَتِكَ يَااَرْحَمَ الرَّاحِمِين؟ وَبَعْدُ فَالْعِلْمُ هُوَ خَيْرُ مَا يُنْعِمُ اللهُ بِهِ تَعَالَى عَلَى الْاِنْسَانِ؟ لِاَنَّهُ يُمَيِّزُهُ عَنِ الْجَاهِلِ؟ بَلْ يُمَيِّزُ نَفْسِيَّةَ هَذَا الْاِنْسَانِ؟ وَيَنْاَى بِهَا عَنْ مَسَاوِىءِ الْاَخْلَاقِ وَشَرِّ الْاَعْمَال؟ وَلِذَلِكَ لَايُكْتَفَى بِالْعِلْمِ وَحْدَهُ اِذَا لَمْ يَقْتَرِنْ بِآدَابِ الْحِكْمَةِ وَعَلَى رَاْسِهَا مَخَافَةُ الله؟ فَحِينَمَا مَدَحَ اللهُ الْعُلَمَاءَ قَال{يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ اُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَات( وَالدَّرَجَةُ عِنْدَ اللهِ تَعَالَى لَايَعْلَمُ قَدْرَهَا اِلَّا هُوَ عَزَّ وَجَلّ؟ وَلِذَلِكَ لَابُدَّ اَنْ يَقْتَرِنَ الْعِلْمُ بِالْحِكْمَة؟ وَاَنْ يَعْرِفَ الْعَالِمُ كَيْفَ يَتَصَرَّفُ جَيِّداً حِينَمَا يُعَلّمُ النَّاسَ وَحِينَمَا يُوَجِّهُهُمْ؟ وَاَنْ يَكُونَ عَرْضُهُ لِلْعِلْمِ جَمِيلاً كَمَا اَنَّ التَّاجِرَ الْبَائِعَ بِالْمُفَرَّقِ اَوِ الْجُمْلَةِ يُغْرِي الْمُشْتَرِي حِينَمَا يَعْرِضُ بِضَاعَتَهُ بِصُورَةٍ جَمِيلَةٍ وَاَنِيقَة؟ وَلِهَذَا فَقِهَ عُلَمَاءُ اَهْلِ السُّنَّةِ وَسَلَفُهُمُ الصَّالِحُ رَحِمَهُمُ اللهُ جَمِيعاً كُلَّ هَذِهِ الْقِيَم؟ وَقَدْ قِيلَ لِلشَّعْبِيِّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى؟ فُلَانٌ عَالِم؟ فَقَالَ لَااَرَى عَلَيْهِ بَهَاءَ الْعِلْمِ وَلَا نُورَ الْعِلْمِ وَلَاهُدُوءَ الْعِلْمِ وَلَاجَمَالَ الْعِلْمَ وَلَمْ اَرَ كُلَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ؟ فَقَالُوا وَمَابَهَاءُ الْعِلْمِ يَاشَعْبِيّ؟ فَقَالَ بَهَاؤُهُ اِذَا عَلَّمَ لَايُعَنِّفُ؟ وَاِذَا عُلِّمَ لَايَاْنَفُ؟ وَتُحِيطُ بِهِ السَّكِينَةُ وَالْوَقَار؟ نَعَمْ اَخِي فَهَذِهِ الصِّفَاتُ الَّتِي ذَكَرَهَا الشَّعْبِيُّ؟ هِيَ مِنْ سِمَاتِ الْعُلَمَاءِ الَّذِينَ تُحِيطُ بِهِمُ السَّكِينَةُ وَالْهُدُوءُ وَالْوَقَار؟ فَتَرَى اَحَدَهُمْ لَايَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ يُؤْذِي؟ وَلَايَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ يُخَالِفُ الْآدَابَ الْعَامَّة؟ فَهُوَ حَرِيصٌ اَنْ تَكُونَ كَلِمَتُهُ اِذَا صَدَرَتْ مِنْهُ وَحِينَمَا يَتَكَلَّمُ بِهَا؟ كَالْكَلِمَةِ الطَّيِّبَةِ حِينَمَا يَتَكَلَّمُ بِهَا مُعَلّمُهُ الْاَوَّلُ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَكَذَلِكَ اِذَا عَلَّمَ لَايُعَنِّفْ؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ لَايَجْرَحُ مَشَاعِرَ مَنْ يُعَلِّمُهُ؟ وَاِنَّمَا يَكُونُ هَادِئاً؟ وَيَبْتَعِدُ عَنِ السَّبِّ وَالشَّتْمِ وَاللَّعْنِ لِغَيْرِ ضَرُورَة؟ وَخَاصَّةً اِذَا كَانَ يُعَلِّمُ الْاَطْفَال؟ لِاَنَّ الْعِلْمَ لَيْسَ فَقَطْ اَنْ يَفْقَهَ الطَّالِبُ اَوِ التِّلْمِيذُ كَيْفَ يُصَلّي بِهَذِهِ الْحَرَكَاتِ الَّتِي يَتَحَرَّكُهَا؟ وَاِنَّمَا يَفْهَمُ اَوَّلاً رُوحَ الصَّلَاة؟ فَيُقْدِمُ عَلَيْهَا هَذَا التِّلْمِيذُ وَهُوَ مُحِبٌّ لِلْعِبَادَةِ غَيْرُ كَارِهٍ لَهَا؟ نَعَمْ اَخِي؟ فَاِذَا عَلَّمَهُ مُعَلِّمُهُ؟ فَاِنَّهُ لَايُعَنِّفُهُ؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَكَذَلِكَ مِنَ التَّعْنِيفِ اَيْضاً مَايُسَمَّى بِالتَّشْهِير؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ لَايَجُوزُ لِلْعَالِمِ اَنْ يَقِفَ عَلَى الْمِنْبَرِ ثُمَّ يَقُولَ اَمَامَ النَّاسِ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ صِفَتُهُ وَنَعْتُهُ وَقَبَّحَهُ اللهُ لِاَنَّهُ فَعَلَ كَذَا وَقَامَ بِكَذَا وَكَذَا مِنَ الْاَفْعَالِ الشَّنِيعَةِ ثُمَّ يَذُمُّهُ عَلَى الْمِنْبَرِ؟ فَهَذَا شَيْءٌ لَايَجُوزُ شَرْعاً اَبَداً؟ فَاِذَا اَقَامَ عَلَيْكَ دَعْوَى تَشْهِيرٍ وَطَعْنٍ وَسَبٍّ وَقَذْفٍ وَرَمْيٍ اَمَامَ الْقَضَاء؟ فَاِنَّهُ يَسْتَطِيعُ اَنْ يَحْكُمَ عَلَيْكَ شَرْعاً بِمَا يُسَمَّى رَدُّ الشَّرَفِ وَالِاعْتِبَار؟ وَلِذَلِكَ اِذَا اَرَدْنَا اَنْ نُقَبِّحَ الْمَعَاصِي؟ فَاِنَّنَا نُقَبِّحُهَا وَنُشَنِّعُ عَلَيْهَا وَلَاحَرَجَ عَلَيْنَا وَلَكِنْ مِنْ دُونِ ذِكْرِ اَسْمَاءِ الْمُتَوَرِّطِينَ فِيهَا؟ وَاِنَّمَا تَكُونُ النَّصِيحَةُ عَامَّة؟ وَهَذَا مِنْ اَدَبِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ فَكَانَ اِذَا اَخْطَاَ اَحَدٌ مِنْ صَحَابَتِهِ قَال [مَابَالُ اَقْوَامٍ يَفْعَلُونَ كَذَا وَكَذَا( دُونَ اَنْ يَذْكُرَ اَسْمَاءَهُمْ عَلَناً عَلَى الْمَنَابِرِ؟ وَدُونَ اَنْ يُشَهِّرَ بِهِمْ؟ وَدُونَ اَنْ يُسِيءَ اَوْ يَجْرَحَ مَشَاعِرَهُمْ( وَاَمَّا اِذَا اَرَدْنَا اَنْ نَمْدَحَ الطَّاعَاتِ؟ فَاِنَّنَا نَمْدَحُهَا وَنُثْنِي عَلَيْهَا وَلَاحَرَجَ عَلَيْنَا؟ وَلَامَانِعَ مِنْ اَنْ نَذْكُرَ اَسْمَاءَ مَنْ اَطَاعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ؟ وَاَنْ نَدْعُوَ لَهُمْ عَلَى الْمَنَابِرِ وَخَاصَّةً اِذَا كَانُوا مِنَ السَّلَاطِينِ وَالْحُكَّامِ مِنْ اَجْلِ حَثّهِمْ وَتَشْجِيعِهِمْ عَلَى فِعْلِ مَزِيدٍ مِنَ الْخَيْرِ تَقَرُّباً اِلَى اللهِ وَحْدَهُ لَا بِقَصْدِ الرِّيَاءِ اَوِ السُّمْعَة؟ وَاِنَّمَا بِقَصْدِ تَسْلِيطِ الْاَضْوَاءِ عَلَيْهِمْ اَمَامَ النَّاسِ حَتَّى لَايَظُنُّوا بِهِمْ سُوءاً اَوْ مُحَارَبَةً لَهُمْ فِي لُقْمَةِ عَيْشِهِمْ؟ نَعَمْ اَخِي عَلَى الْمِنْبَرِ وَعَلَى الْكُرْسِيِّ فِي الْجَامِع؟ يَنْبَغِي عَلَيْكَ اِذَا عَلَّمْتَ اَلَّا تُعَنِّفَ؟ وَاِذَا عُلّمْتَ اَلَّا تَاْنَفَ وَتَتَكَبَّرَ؟ وَاِيَّاكَ اَنْ تَقُولَ لِي يَااَخِي اَنَا عَالِمٌ فَكَيْفَ اُعَلَّم؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ اِنَّكَ مَازِلْتَ؟ وَمَا نَزَالُ مَعَكَ؟ بَلْ اَكْبَرُ الْعُلَمَاءِ سَيَشْعُرُونَ دَائِماً؟ بَلْ يَنْبَغِي عَلَيْهِمْ اَنْ يَشْعُرُوا اَنَّهُمْ وَاَنَّكَ وَاَنِّي مَعَهُمْ جَمِيعاً طُلَّابُ عِلْمٍ اِلَى اَنْ نَلْقَى رَبَّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ فَلَايَجُوزُ لِي وَلَكَ اَخِي شَرْعاً اِلَّا اَنْ نَتَعَلَّمَ مِنْ غَيْرِنَا وَلَوْ كَانَ اَصْغَرَ مِنَّا سِنّاً وَقَدْراً فِي الْمُجْتَمَع؟ فَاِذَا كُنْتَ فِعْلاً اَخِي وَكُنَّا مَعَكَ اَيْضاً نُرِيدُ وَجْهَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعالى؟ فَيَنْبَغِي عَلَيْنَا اَلَّا نَتَكَبَّرَ عَلَى مَنْ هُوَ اَقَلُّ مِنَّا شَاْناً اَبَداً فِي عِلْمِهِ لِمَاذَا؟ حَتَّى نُشَجِّعَهُ عَلَى مَزِيدٍ مِنَ الْعِلْمِ وَالْاِبْدَاعِ وَالِاجْتِهَادِ وَالْعَطَاء؟ فَلَانَدْرِي؟ فَرُبَّمَا يَكُونُ خَلِيفَتَنَا فِي الْمُسْتَقْبَلِ فِي هَذَا الْعِلْمِ الَّذِي رُبَّمَا لَنْ نَسْتَطِيعَ اَنْ نُوَرِّثَهُ لِاَوْلَادِنَا؟ وَبِالْعَكْسِ اَخِي يَنْبَغِي عَلَيْكَ اَنْ تَفْرَحَ كَثِيراً اِذَا وَجَدْتَّ مَنْ يُنَاقِشُكَ فِي هَذَا الْعِلْمِ وَيَنْقُدُكَ وَلَوْ نَقْداً لَاذِعاً؟ وَيَنْبَغِي عَلَيْكَ اَنْ تَصْبِرَ عَلَيْهِ وَتُلَقِّنَهُ النَّقْدَ الْبَنَّاء؟ وَلَكَ بِذَلِكَ الْاَجْرُ الْهَائِلُ وَالثَّوَابُ الْعَظِيمُ عِنْدَ الله؟ وَسَلَامٌ عَلَيْكَ بِمَا صَبَرْتَ عَلَى تَعْلِيمِه؟ نَعَمْ اَخِي؟ فَاِذَا كُنْتَ تُرِيدُ بِهَذَا الْعِلْمِ وَجْهَ اللهِ تَعَالَى؟ فَاصْبِرْ عَلَى اَذَى النَّاسِ؟ وَلَاتَاْنَفْ مِنْ تَعْلِيمِهِمْ؟ وَلَامِنَ التَّعَلُّمِ مِنْهُمْ؟ وَاَمَّا اِذَا اَرَدْتَّ بِهَذَا الْعِلْمِ التَّعَالِي وَالسُّمْعَةَ وَالشُّهْرَةَ؟ فَاِنَّكَ بِالتَّاْكِيدِ هُنَا تَاْنَفُ اَنْ تَتَعَلَّمَ مِنْ غَيْرِكَ وَلَوْ كَانَ اَعْلَمَ مِنْكَ؟ وَمِنْ بَابِ اَوْلَى اَنَّكَ سَتَاْنَفُ اَيْضاً اَنْ تَتَعَلَّمَ مِمَّنْ هُوَ دُونَكَ اَوْ اَدْنَى مِنْكَ عِلْماً؟ نَعَمْ اَخِي الْعَالِم؟ *وَدَلِيلِي عَلَى اَنَّكَ لَايَجُوزُ لَكَ اَنْ تَتَكَبَّرَ عَلَى مَنْ هُوَ اَعْلَى مِنْكَ اَوْ اَسْفَلَ مِنْكَ فِي عِلْمِكَ؟ *هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى{وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمَا( نَعَمْ اَخِي؟ فَالْعِلْمُ قَابِلٌ لِلزِّيَادَةِ مَعَ مَنْ هُوَ اَعْلَى مِنْكَ؟ وَمَعَ مَنْ هُوَ اَسْفَلُ مِنْكَ اَيْضاً؟ بِدَلِيلِ الرَّجُلِ الصَّالِحِ الْخَضِرِ الَّذِي كَانَ اَدْنَى مِنْ مُوسَى فِي الْعِلْمِ؟ وَمَعَ ذَلِكَ اَمَرَ اللهُ مُوسَى اَنْ يَتَّبِعَهُ لِيَتَعَلَّمَ مَاعِنْدَهُ مِنْ عِلْمٍ لَيْسَ مَوْجُوداً عِنْدَ مُوسَى؟ وَكَذَلِكَ اَمَرَ اللهُ نَبِيَّنَا مُحَمَّداً عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ اَنْ يَتَّبِعَ مَنْ هُوَ اَدْنَى مِنْهُ فِي الْعِلْمِ مِنْ اِخْوَانِهِ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِين؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ( وَيَقُولُ بْنُ عُيَيْنَةَ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى[لَيْسَ الْعَالِمُ الَّذِي يَعْرِفُ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ فَقَطْ؟ وَاِنَّمَا الْعَالِمُ هُوَ الَّذِي يَعْرِفُ الْخَيْرَ فَيَتَّبِعُهُ؟ وَيَعْرِفُ الشَّرَّ فَيَتَجَنَّبُهُ لِمَاذَا(لِاَنَّ عِلْمَكَ اَخِي بِالشَّيْءِ سَهْلٌ؟ وَلِاَنَّ ظُهُورَ الْحَقِّ اَمَامَكَ وَاضِحٌ؟ بَلْ كُلُّ النَّاسِ يَعْرِفُونَ الْحَقَّ مِنَ الْبَاطِلِ؟ وَلَكِنَّكَ اَخِي حِينَمَا عَرَفْتَ الْحَقَّ هَلِ اتَّبَعْتَه؟ وَاِذَا عَرَفْتَ الشَّرَّ الْبَاطِلَ هَلْ تَجَنَّبْتَه؟ فَاِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ فَاَنْتَ عَالِمٌ بِحَقّ؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَلَقَدْ كَانَ عُلَمَاءُ اَهْلِ السُّنَّةِ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ وَخَاصَّةً مِنْهُمُ الْاَئِمَّةَ الْكِبَار؟ كَانُوا يُشَجِّعُونَ النَّاسَ وَلَاسِيَّمَا الْاَحْدَاثَ وَالْاَغْرَارَ وَالْمُبْتَدِئِينَ مِنْهُمْ؟ عَلَى الْبَحْثِ فِي الْعِلْم؟ يَقُولُ اَبُو حَمِيدٍ رَحِمَهُ الله؟ كُنْتُ طِفْلاً؟ وَكَانَ عُثْمَانُ بْنُ الشَّافِعِيِّ زَمِيلاً لِي؟ وَكَانَ الْاِمَامُ الشَّافِعِيُّ اَبُوهُ رَحِمَهُ الله يَعْرِضُ عَلَيْنَا الْمَسْاَلَةَ وَيَقُول؟ اَيُّكُمْ اَصَابَ جَوَاباً صَحِيحاً فِيهَا فَلَهُ دِينَار؟ فَاِذَا اَصَابَ الِاثْنَانِ مِنَّا اَعْطَى كُلَّ وَاحِدٍ دِينَاراً؟ نَعَمْ اَخِي؟ اِنَّهُ لَتَشْجِيعٌ عَظِيمٌ مِنْ اِمَامٍ عَظِيمٍ كَالشَّافِعِيِّ رَحِمَهُ الله؟ عَلَى الْبَحْثِ وَاِعْمَالِ الْعَقْلِ وَالْفِكْرِ؟ حَتَّى لَايَكُونَ الْمُؤْمِنُ مُتَبَلِّدَ الذّهْنِ؟ لِاَنَّ الْعِبَادَةَ تَحْتَاجُ اِلَى تَيَقُّظٍ؟ وَتَحْتَاجُ اِلَى فِطْنَةٍ وَذَكَاءٍ وَحِكْمَةٍ؟ وَتَحْتَاجُ اِلَى رُوحَانِيَّة؟ وَتَحْتَاجُ اِلَى عَقْلٍ يَتَفَقَّهُ فِي مَعْنَاهَا؟ وَاَرْكَانِهَا؟ وَشُرُوطِهَا؟ وَنَوَاقِضِهَا ؟وَمَنْدُوبَاتِهَا؟ وَمُسْتَحَبَّاتِهَا؟ وَوَاجِبَاتِهَا؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الَّذِينَ يَعْبُدُونَ الله؟ لَيْسُوا عَلَى دَرَجَةٍ وَاحِدَة؟ حَتَّى اَنَّ الْعُلَمَاءَ قَالُوا مَايَلِي؟ اَلْعُلَمَاءُ يَعْبُدُونَ اللهَ بِقُلُوبِهِمْ وَاَرْوَاحِهِمْ؟ وَاَمَّا بَقِيَّةُ النَّاسِ الْعَابِدِينَ مِمَّنْ كَانَ فِقْهُهُمْ ضَعِيفاً فِي عِبَادَتِهِمْ وَفِي اُمُورِ دِينِهِمْ؟ فَاِنَّهُمْ يَعْبُدُونَ اللهَ بِاَبْدَانِهِمْ فَقَطْ؟ وَاَمَّا الْجُهَّالُ الَّذِينَ لَاعِلْمَ وَلَافِقْهَ وَلَاحِكْمَةَ لَهُمْ؟ فَاِنَّهُمْ يَعْبُدُونَ اللهَ بِاَلْسِنَتِهِمْ فَقَطْ؟ نَعَمْ اَخِي؟ اَمَا الصِّنْفُ الْاَوَّلُ؟ فَهُمُ الْعُلَمَاءُ الَّذِينَ يَقُومُونَ بِالْعِبَادَةِ بِحَرَكَاتِهَا وَاَرْكَانِهَا وَهَيْكَلِهَا الظَّاهِرِي؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَهُمْ اَيْضاً يُشْغِلُونَ اَرْوَاحَهُمْ وَقُلُوبَهُمْ وَعُقُولَهُمْ بِهَذِهِ الْعِبَادَةِ الَّتِي يُمَارِسُونَهَا عَلَى اَحْسَنِ الْوُجُوهِ الظَّاهِرِيَّةِ وَالْبَاطِنِيَّةِ مَعاً؟ وَاَمَّا عَامَّةُ النَّاسِ؟ فَاِنَّهُمْ يَعْبُدُونَ اللهَ بِاَبْدَانِهِمْ فَقَطْ؟ فَتَرَاهُمْ يُصَلُّونَ وَيَرْكَعُونَ وَيَسْجُدُونَ اِلَى غَيْرِ ذَلِكَ؟ ثُمَّ يَنْصَرِفُونَ مِنَ الصَّلَاةِ؟ وَلَايُفَكِّرُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ لِمَاذَا صَلَّى؟ وَمَاهُوَ الْهَدَفُ مِنَ الصَّلَاة؟ وَمَامَعْنَى الرُّكُوعِ وَمَامَعْنَى السُّجُود؟ بَلْ هَمُّهُ الْوَحِيدُ هُوَ مَايَلِي؟ هَلْ اَطَالَ الْاِمَامُ آيَة؟ هَلْ زَادَ فِي التَّسْبِيحِ عَمَّا اعْتَادَه؟ هَلْ زَادَ فِي خُطْبَةِ الْجُمُعَةِ عَنِ الْوَقْتِ الْمُعْتَادِ وَهُوَ نِصْفُ سَاعَة؟ هَلْ كَذَا هَلْ كَذَا؟ وَهَذَا هُوَ هَمُّهُ الْوَحِيدُ عِنْدَ دُخُولِهِ اِلَى الْمَسْجِدِ اِلَى اَنْ يَخْرُجَ مِنْهُ؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْمَسْجِدَ بِالنِّسْبَةِ لَهُ كَالْقَفَصِ الَّذِي يَكْتُمُ عَلَى اَنْفَاسِهِ؟ فَيَشْعُرُ كَاَنَّهُ عُصْفُورٌ مَحْبُوسٌ فِي قَفَصِ الْجَامِعِ؟ وَيَنْتَظِرُ عَلَى اَحَرَّ مِنَ الْجَمْرِ حَتَّى يَنْتَهِيَ الْاِمَامُ مِنَ الصَّلَاةِ؟ لِيَفْتَحَ بَابَ الْقَفَصِ الَّذِي حَبَسَ فِيهِ نَفْسَهُ؟ لِيَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ طَائِراً بِسُرْعَةِ الصَّارُوخ؟ وَلَا اَقُولُ بِسُرْعَةِ الطَّيْرِ الْعَادِيّ؟ وَاَمَّا الْمُؤْمِنُ الْحَقُّ؟ فَاِنَّ الْمَسْجِدَ بِالنِّسْبَةِ لَهُ كَحَوْضِ السَّمَكِ الْكَبِيرِ الَّذِي اِذَا خَرَجَ مِنْهُ مُضْطَّرّاً؟ فَاِنَّهُ يَكَادُ اَنْ يَخْتَنِقَ وَتَتَقَطَّعَ اَنْفَاسُهُ وَدَقَّاتُ قَلْبِهِ؟ بَلْ يَبْقَى قَلْبُهُ مُحْتَرِقاً لَوْعةً عَلَى خُرُوجِهِ مِنَ الْمَسْجِدِ؟ وَمَايَزَالُ قَلْبُهُ مُعَلَّقاً بِبَيْتِ اللهِ وَهُوَ الْمَسْجِدُ اِذَا خَرَجَ مِنْهُ مُضْطَّرّاً حَتَّى يَعُودَ اِلَيْهِ؟ وَلَايَخْرُجُ مِنْهُ اِلَّا بِسُرْعَةِ السُّلْحَفَاةِ الْبَطِيئَة؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَاَمَّا الْجُهَّالُ الَّذِينَ يَعْبُدُونَ اللهَ بِاَلْسِنَتِهِمْ؟ فَهُمْ اَدْنَى الْاَصْنَافِ الثَّلَاثَةِ الَّتِي ذَكَرَهَا الْعُلَمَاء؟ وَلِذَلِكَ يَاْتِي اَحَدُهُمْ وَيَقُولُ اَنَا مُؤْمِنٌ بِاللهِ تَعَالَى وَاُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ؟ وَلَكِنَّهُ لَايُقِيمُ لِلْعِبَادَةِ وَزْناً رُوحِيّاً وَلَاعَقْلِيّاً وَلَابَدَنِيّاً؟ بَلْ لَاتُعَادِلُ الْعِبَادَةُ عِنْدَهُمْ وَزْنَ الرِّيشَةِ فِي مَهَبِّ الرِّيح؟ ثُمَّ اِذَا سَاَلْتَهُ لِمَاذَا لَا اَرَاكَ تُصَلّي فِي بَيْتِكَ وَلَا فِي الْمَسْجِدِ الْقَرِيبِ مِنْ بَيْتِكَ؟ فَيَقُولُ لَكَ اجْتَنِبْ خَصْلَتَانِ فَقَطْ وَهُمَا الْاِشْرَاكُ بِاللهِ وَالْاِضْرَارُ بِالنَّاسِ وَاَنَا اَضْمَنُ لَكَ الدُّخُولَ اِلَى الْجَنَّةِ مِنْ اَبْوَابِهَا الثَّمَانِيَة وَلَاحَاجَةَ لِلهِ اِلَى صَلَاتِكَ وَلَا اِلَى صِيَامِكَ وَلَا اِلَى اَرْكَانِ اِسْلَامِكَ بَلْ عَلَيْكَ اَنْ تَقْتَصِرَ فَقَطْ عَلَى اَرْكَانِ اِيمَانِكَ اعْتِقَاداً صَحِيحاً فِي قَلْبِكَ وَلِسَانِكَ فَقَطْ وَدُونَ اَنْ تَعْمَلَ بِبَدَنِكَ وَلَا جَوَارِحِك؟ فَهَؤُلَاءِ اَصْحَابُ الْاَمَانِي الَّذِينَ لَايَعْمَلُونَ وَلَايَتَعَلَّمُونَ وَلَايَتَفَقَّهُونَ فِي اُمُورِ دِينِهِمْ؟ بَلْ يَتَمَنَّوْنَ عَلَى اللهِ الْاَمَانِي لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُمْ لَوْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ حَقّاً بِاَرْكَانِ اِيمَانِهِمْ فِي قُلُوبِهِمْ كَمَا يَزْعُمُون؟ لَاسْتَسْلَمُوا وَخَضَعُوا لِاَرْكَانِ اِيمَانِهِمْ بِاَرْكَانِ اِسْلَامِهِمْ وَمَا فِيهَا مِنْ اِقَامَةِ الشَّهَادَتَيْنِ وَالصَّلَاةِ وَصَوْمِ رَمَضَانَ بِجَوَارِحِهِمْ وَاَبْدَانِهِمْ وَاِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَحَجِّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ اِلَيْهِ سَبِيلاً بِاَمْوَالِهِمْ وَاَبْدَانِهِمْ اَيْضاً فِي الْحَجّ؟ وَاِلَّا فَمَا هِيَ قِيمَةُ الْاِيمَانِ فِي قُلُوبِهِمْ اِذَا لَمْ يُرَافِقْهَا عَمَلٌ صَالِحٌ اَيْضاً فِي اَبْدَانِهِمْ وَجَوَارِحِهِمْ؟ فَاِذَا اقْتَصَرُوا عَلَى الْاِيمَانِ فِي قُلُوبِهِمْ فَقَطْ؟ فَاِنَّنَا لَانَسْتَطِيعُ اَنْ نُوَافِقَهُمْ عَلَى ذَلِكَ وَلَا اَنْ نَقْتَصِرَ مَعَهُمْ عَلَيْهِ؟ فَاِذَا وَافَقْنَاهُمْ؟ فَلَا مَعْنَى لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[اِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً اِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ؟ وَاِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ اَلَا وَهِيَ الْقَلْب(فَلَوْ كَانُوا صَادِقِينَ حَقّاً بِصَلَاحِ قُلُوبِهِمْ فِيمَا يَزْعُمُونَ مِنْ اِيمَانِهَا؟ لَظَهَرَ اَثَرُ ذَلِكَ الصَّلَاحِ اَيْضاً عَلَى جَمِيعِ اَبْدَانِهِمْ وَحَرَكَاتِهِمْ وَتَنَقُّلَاتِهِمْ اِقَامَةً وَاِيتَاءً وَصَوْماً وَحَجّاً وَاَدَاءً بِهَا جَمِيعاً لِشَعَائِرِ اللهِ وَتَعْظِيماً لَهَا وَلِحُرُمَاتِهِ؟ وَاَمَّا اَنْ يَبْقَى اَثَرُ ذَلِكَ كُلّهِ مُخْتَفِياً وَمَدْفُوناً وَمُخْتَنِقاً فِي قُلُوبِهِمْ وَلَايَقُومُونَ بِاِنْعَاشِ شَيْءٍ مِنْهُ اَبَداً لِيَنْشَطَ عَلَى اَبْدَانِهِمْ وَفِي وَاقِعِ حَيَاتِهِمْ وَسُلُوكِهِمْ؟ فَاسْمَحُوا لِي هُنَا اَيُّهَا الْاِخْوَةُ اَنْ اَقُولَ لَكُمْ؟ اِنَّ الْاِيمَانَ لَا يَتَحَمَّلُ اَنْ يَبْقَى مَحْصُوراً فِي طَنَاجِرِ ضَغْطٍ بُخَارِيَّةٍ فِي قُلُوبِهِمْ؟ فَاِمَّا اَنْ يَخْرُجَ مِنْ قُلُوبِهِمْ لِيَنْعَكِسَ اَثَرُهُ عَلَى اَبْدَانِهِمْ وَجَوَارِحِهِمْ؟ وَاِمَّا اَنْ يَبْقَى مَحْصُوراً فِي قُلُوبِهِمْ؟ فَيَاْتِي الشَّيْطَانُ الَّذِي يَجْرِي مَجْرَى الدِّمَاءِ فِي اَبْدَانِهِمْ؟ وَلَايَقُومُ هَؤُلَاءِ الْحَمْقَى الْاَغْبِيَاءُ بِتَضْيِيقِ مَجَارِيهِ؟ فَيَقْتَرِبُ مِنْ قُلُوبِهِمْ لِيُصِيبَهُمْ بِتَصَلُّبٍ فِي شَرَايِينِهَا وَاحْتِشَاءٍ فِي عَضَلَتِهَا لِيُغْلِقَهَا شَيْئاً فَشَيْئاً وَيَمْنَعَ نَفَاذَ اِيمَانِهِمْ مِنْهَا وَانْعِكَاسَهُ عَلَى اَبْدَانِهِمْ؟ فَيَاْتِي الْاَطِبَّاءُ بِشَيْءٍ رَفِيعٍ يَغُزُّونَهُ فِي اَبْدَانِهِمْ وَيَنْفُخُونَ فِي الْبَالُونِ لِيَفْتَحُوا مَااَغْلَقَهُ الشَّيْطَانُ مِنْ شَرَايِينِ قُلُوبِهِمْ وَمَازَالُوا مُصِرِّينَ عَلَى حَبْسِ الْاِيمَانِ فِي قُلُوبِهِمْ؟ فَيَنْجَحُ الْاَطِبَّاءُ فِي فَتْحِ شَيْءٍ مِنْ شَرَايِينِ قُلُوبِهِمْ وَتَبْقَى شَرَايِينُ اُخْرَى مَسْدُودَة وَمَازَالُوا مُصِرِّينَ عَلَى حَبْسِ الْاِيمَانِ فِي قُلُوبِهِمْ وَلَايَسْمَحُونَ بِخُرُوجِ شَيْءٍ مِنْ اِيمَانِهِمْ لِتَتَحَرَّكَ نَخْوَتُهُ عَلَى مَا عَطَّلُوهُ مِنْ عِبَادَةِ اَبْدَانِهِمْ؟ بَلْ جَعَلُوا اللهَ الَّذِي وَسِعَ بِكُرْسِيِّهِ وَسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ السَّمَوَاتِ وَالْاَرْضَ مُتَصَاغِرَاً وَمَحْبُوساً بِعَظَمَتِهِ وَجَلَالِهِ وَاِيمَانِهِمْ بِهِ فِي قُلُوبِهِمْ فَقَطْ؟ وَلَمْ يَكُنْ سُبْحَانَهُ مُسْتَحِقّاً لِعِبَادَتِهِمْ اِيَّاهُ اِلَّا فِي قُلُوبِهِمْ؟ وَلَمْ يَكُنْ يَسْتَحِقُّ اَنْ يَعْبُدُوهُ فِي اَبْدَانِهِمْ بزعمهم؟ فَعَادَ الْاَطِبَّاءُ اِلَيْهِمْ وَنَجَحُوا فِي تَوْسِيعِ شَيْءٍ مِنْ شَرَايِينِ قُلُوبِهِمْ بَعْدَ اَنْ زَرَعُوا شَيْئاً مِنَ الشَّبَكَاتِ الِاصْطِنَاعِيَّةِ فِيهَا وَمَازَالُوا مُصِرِّينَ عَلَى حَبْسِ اللهِ بِعَظَمَتِهِ وَجَلَالِهِ وَاِيمَانِهِمْ بِهِ فِي قُلُوبِهِمْ دُونَ اَنْ تَنْعَكِسَ ذَرَّةٌ مِنْ اِيمَانِهِمْ بِهِ سُبْحَانَهُ عَلَى جَوَارِحِهِمْ وَاَبْدَانِهِمْ وَاَعْضَائِهَا؟ فَاَصَابَهُمُ اللهُ بِالشَّلَل ِالنِّصْفِيِّ الْجُزْئِيِّ وَمَازَالُوا مُصِرِّينَ عَلَى ضَلَالِهِمْ؟ فَاَصَابَتْهُمْ جَلْطَةٌ قَلْبِيَّةٌ اَوْ دِمَاغِيَّةٌ وَمَازَالُوا مُصِرِّينَ عَلَى اَنْ يَبْقَى الْاِيمَانُ مُخْتَنِقاً فِي قُلُوبِهِمْ اَوْ فِي الْمَسْجِدِ اَوْ فِي الْكَنِيسَةِ دُونَ اَنْ يَنْعَكِسَ شَيْءٌ مِنْهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَلَا عَلَى وَاقِعِ حَيَاتِهِمْ وَلَا عَلَى سِيَاسَتِهِمْ؟ فَمَاتُوا مَلْعُونِينَ وَ مَغْضوُباً عَلَيْهِمْ؟ فَجَاءَ الرَّحْمَنُ لِيُحَاسِبَهُمْ بِقَوْلِهِ{مَاسَلَكَكُمْ فِي سَقَر؟ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلّين؟ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِين؟ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِين؟ وَكُنَّا نُكَذّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ(بِاَبْدَانِنَا وَلَمْ نَكُ نُكَذّبُ بِهِ بِقُلُوبِنَا{حَتَّى اَتَانَا الْيَقِين؟ فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِين(فَيَقُولُ اللهُ تَعَالَى؟ وَالْمُنَافِقُونَ اَيْضاً كَانُوا بِعَكْسِكُمْ؟ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ بِقُلُوبِهِمْ؟ وَلَمْ يَكُونُوا يُكَذِّبُونَ بِهِ بِاَبْدَانِهِمْ؟ بَلْ كَانُوا يَقُومُونَ اِلَى الصَّلَاةِ بِاَبْدَانِهِمْ؟ وَلَكِنَّهُمْ{اِذَا قَامُوا اِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى؟ يُرَاؤُونَ النَّاسَ؟ وَلَايَذْكُرُونَ اللهَ اِلَّا قَلِيلَا(وَاَمَّا اَنْتُمْ؟ فَلَمْ تَتَحَرَّكْ نَخْوَةُ اِيمَانِكُمْ اِلَّا فِي قُلُوبِكُمْ؟ وَلَمْ تَتَحَرَّكْ اَبْدَانُكُمْ لَارِيَاءً وَلَاتَصْدِيقاً لِمَا فِي قُلُوبِكُمْ مِنْ هَذَا الْاِيمَان؟ اَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ اَبْدَانِكُمْ وَهِيَ قُلُوبُكُمْ فَقَطْ؟ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ وَهِيَ مَابَقِيَ مِنْ جَمِيعِ اَبْدَانِكُمْ وَاَعْضَائِهَا؟ وَاللهُ تَعَالَى اَمَرَكُمْ اَنْ تُؤْمِنُوا بِجَمِيعِ اَبْدَانِكُمْ وَقُلُوبِكُمْ وَاَحَاسِيسِكُمْ وَمَشَاعِرِكُمْ وَحَتَّى الشَّعْرَةِ مِنْ اَبْدَانِكُمْ؟ بَلْ جَمِيعُ الشَّعْرَاتِ فِي اَبْدَانِكُمْ مِنْ دُونِ اسْتِثْنَاء{اَفَتُؤْمِنُو� �َ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ؟ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ اِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا؟ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ اِلَى اَشَدِّ الْعَذَابِ؟ وَمَااللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُون(اَللَّهُمَّ اِنَّا نَسْاَلُكَ عِلْماً نَافِعاً؟ وَقَلْباً خَاشِعاً؟ وَلِسَاناً ذَاكِراً صَادِقاً؟ وَعَمَلاً صَالِحاً يُقَرِّبُنَا اِلَيْك؟ وَنَبْدَاُ هُنَا بِمَوْضُوعِ الْمُشَارَكَةِ عَلَى بَرَكَةِ الله؟ وَهُنَاكَ سُؤَالٌ مِنْ حَرَكَةِ بُوكُو حَرَام؟ اَنَّهُمْ قَرَؤُوا فِي بَعْضِ كُتُبِ الشَّافِعِيَّة؟ اَنَّهُ يَجُوزُ لِوَلِيِّ الْاَمْرِ اَنْ يُجْبِرَ ابْنَتَهُ عَلَى الزَّوَاج؟ ثُمَّ جَاءَتْنَا رِسَالَةٌ اُخْرَى مِنَ الْوَهَّابِيَّة؟ اَنَّ هُنَاكَ اَحَادِيثَ كَثِيرَة تُبَيِّنُ اَنَّهُ لَابُدَّ مِنَ الرِّضَا فِي الزَّوَاجِ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الْمَرْاَة؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ؟ اَنَّ هَذَا الرَّاْيَ مَوْجُودٌ فِعْلاً فِي الْمَذْهَبِ الشَّافِعِيّ؟ وَهُوَ اَنَّهُ يَجُوزُ لِوَلِيِّ الْاَمْرِ الْاَبِ*(اَوِ الْعَمِّ اَوْ اَخِيهَا الْاَكْبَرِ اِنْ لَمْ يُوجَدْ اَبٌ لِلْفَتَاةِ كَاَنْ يَكُونَ اَبُوهَا مُتَوَفَّى مَثَلاً؟ وَاِلَّا فَالخَالِ اَوِ الْاَخِ الْاَكْبَرِ اَوِ الْقَاضِي الْوَلِيِّ لِمَنْ لَا وَلِيَّ لَهَا(*اَنْ يُجْبِرَهَا عَلَى الزَّوَاج؟ وَلَكِنْ قَبْلَ اَنْ نَبْحَثَ فِي هَذَا الْمَوْضُوع؟ وَقَبْلَ اَنْ نُجِيبَ عَنْ سُؤَالِ بُوكُو حَرَام؟ لَابُدَّ اَنْ نُقَرِّرَ الْآتِي؟ اَوَّلاً كُلُّ اِنْسَانٍ يُؤْخَذُ مِنْ قَوْلِهِ وَيُرَدُّ عَلَيْهِ حَتَّى وَلَوْ كَانَ مِنْ اَعْظَمِ الْمُجْتَهِدِينَ كَالشَّافِعِيِّ رَحِمَهُ اللهُ وَغَيْرِه؟ وَمَرَّةً مِنَ الْمَرَّاتِ نَظَرَ الْاِمَامُ مَالِكٌ رَحِمَهُ اللهُ اِلَى قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال؟ كُلُّ اِنْسَانٍ يُؤْخَذُ مِنْ قَوْلِهِ وَيُرَدُّ عَلَيْهِ؟ اِلَّا صَاحِبُ هَذَا الْقَبْرِ وَهُوَ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ وَلَابُدَّ قَبْلَ اَنْ نُجِيبَ بُوكُو حَرَامَ اَيْضاً؟ اَنْ نُبَيِّنَ فَضْلَ الْاِمَامِ الشَّافِعِيِّ رَحِمَهُ اللهُ لِمَاذَا؟ لِاَنَّكَ اَنْتَ اَخِي رُبَّمَا تَكُونُ غَيْرَ مُتَعَلّم؟ اَوْ رُبَّمَا تَكُونُ مِنْ اَنْصَافِ الْمُتَعَلّمِين؟ وَبِمُجَرَّدِ اَنْ تَقْرَاَ رَاْياً مِنَ الْآرَاءِ لِفَقِيهٍ مِنَ الْفُقَهَاءِ لَايُعْجِبُكَ(كَالشَّافِع� �يِّ مَثَلاً اَوْ غَيْرِهِ مِنَ الْفُقَهَاء) فَاِنَّكَ رُبَّمَا تَتَّهِمُهُ بِتُهَمٍ لَاتُعَدُّ وَلَاتُحْصَى؟ وَهَذَا لَيْسَ مِنْ دَيْدَنِ الْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يَخَافُونَ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ نَعَمْ اَخِي؟ عَلَيْكَ اَنْ تَعْلَمَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ؟ اَنَّ الْاِمَامَ الشَّافِعِيَّ اِمَامٌ عَظِيمٌ؟ مِنَ الْاَئِمَّةِ الْاَرْبَعَةِ الْمَشْهُورِين؟ وَقَدْ وَرَدَ عَنْ كَثِيرٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ؟ اَنَّهُ رَحِمَهُ اللهُ مَلَأَ بِطَاحَ الْاَرْضِ عِلْماً رَغْمَ اَنَّهُ لَمْ يَعِشْ اِلَّا اَرْبَعَةً وَخَمْسِينَ عَاماً؟ نَعَمْ اَخِي؟ اَرْبَعاً وَخَمْسِينَ سَنَةً؟ عَاشَهَا الشَّافِعِيّ؟ مَلَاَ بِهَا طِبَاقَ الْاَرْضِ عِلْماً وَمَعْرِفَةً لِمَاذَا؟ لِاَنَّ هَؤُلَاءِ الصَّفْوَةَ الْكِرَامَ الْمُتَّقِينَ مِنْ خَلْقِ الله؟ يُبَارِكُ اللهُ تَعَالَى لَهُمْ فِي اَوْقَاتِهِمْ؟ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ كَانَ رَحِمَهُ اللهُ يَتَّصِفُ بِالتَّقْوَى وَالصَّلَاحِ وَالتَّحَرُّجِ مِنْ اَنْ يَكُونَ رَاْيُهُ مُخَالِفاً لِنَصٍّ مِنْ نُصُوصِ الشَّرْعِ؟ وَكَانَ يَتَّصِفُ بِالْاَخْلَاقِ الْفَاضِلَةِ؟ وَنَسَبُهُ شَرِيفٌ يَتَّصِلُ بِنَسَبِ آلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ؟ وَمَعَ ذَلِكَ كَانُ يُنَبِّهُ وَيَقُول؟ مَذْهَبِي اَوْ قَوْلِي؟ اِذَا خَالَفَ النَّصَّ الْقُرْآنِيَّ اَوِ النَّبَوِيَّ؟ فَخُذُوا بِالنَّصِّ؟ وَاضْرِبُوا بِقَوْلِي عُرْضَ الْحَائِط؟ وَكَانَ رَحِمَهُ اللهُ يَقُولُ اَيْضاً؟ اِذَا صَحَّ الْحَدِيثُ النَّبَوِيُّ عَنْ رَسُولِ اللهِ؟ فَهُوَ مَذْهَبِي؟ فَاِذَا رَاَيْتُمُ اجْتِهَادِي يَتَعَارَضُ مَعَ نَصِّ الْحَدِيثِ الْقُرْآنِيِّ اَوِ النَّبَوِيِّ الصَّحِيح؟ فَاضْرِبُوا بِاجْتِهَادِي وَقَوْلِي عُرْضَ الْحَائِط(أيْ وَسَطَ الْحَائِط( وَلَانَفْهَمُ مِنْ كَلَامِ الشَّافِعِيِّ اَنَّهُ يُشَكِّكُ بِصِحَّةِ الْحَدِيثِ الْقُرْآنِيّ؟ وَاِنَّمَا يُشِيرُ بِكَلَامِهِ اِلَى الْاَحَادِيثِ الْمَوْضُوعَةِ غَيْرِ الصَّحِيحَةِ وَالْمَنْسُوبَةِ اِلَى رَسُولِ اللهِ فِي كَلَامِهِ لَا فِي كَلَامِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ كَلَامَ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَايَسْتَطِيعُ اَحَدٌ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ مَهْمَا عَظُمَ شَاْنُهُ اَنْ يَخْتَرِقَهُ اَوْ يُحَرِّفَ حَرْفاً مِنْهُ وَاِنْ كَانَ يَسْتَطِيعُ اَنْ يُحَرِّفَ مَعْنَاهُ عَلَى هَوَاهُ الظَّاهِرِيِّ الْحَرْفِيِّ الصَّارِمِ اَوِ الْبَاطِنِيِّ الْخَبِيثِ عَلَى غَيْرِ مُرَادِ اللهِ كِلَيْهِمَا؟ وَلَكِنَّ اللهَ يَاْبَى اِلَّا اَنْ يَكْشِفَ هَذَا التَّحْرِيفَ لِلنَّاسِ عَاجِلاً فِي اللَّفْظِ وَرُبَّمَا آجِلاً فِي الْمَعْنَى؟ ثُمَّ يَقُولُ الشَّافِعِيّ؟ وَمَذْهَبِي مَذْهَبُ النَّصِّ الْقُرْآنِيِّ وَالنَّبَوِيِّ مَعاً؟ وَكَانَ رَحِمَهُ اللهُ مِنْ وَرَعِهِ يَقُول؟ كَمْ كُنْتُ اَتَمَنَّى لَوْ اَنَّ النَّاسَ تَعَلَّمُوا هَذَا الْعِلْمَ الَّذِي اَخَذُوهُ عَنِّي؟ دُونَ اَنْ يُسْنِدُوهُ اِلَيّ؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ كَانَ يَتَمَنَّى لَوْ اَنَّهُمْ تَعَلَّمُوهُ مِنْهُ؟ دُونَ اَنْ يَقُولُوا(اَلْاِمَامُ الشَّافِعِي قَالَ كَذَا) نَعَمْ اَخِي؟ فَكَانَ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى يَتَّصِفُ بِهَذِهِ الصِّفَاتِ الْحَمِيدَة؟ وَكَانَ سَرِيعاً مَا يُغَيِّرُ رَاْيَهُ الِاجْتِهَادِيَّ اِذَا رَاَى اَنَّ هُنَاكَ رَاْياً اَصْوَبَ مِنْهُ؟ وَلِذَلِكَ لَهُ مَذْهَبَانِ فِقْهِيَّان؟ مَذْهَبٌ قَدِيم؟ وَكَانَتِ اجْتِهَادَاتُهُ فِي الْعِرَاق؟ وَمَذْهَبٌ جَدِيدٌ اَيْضاً فِي مِصْرَ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ بِيئَةَ الْعِرَاقِ كَانَتْ تَخْتَلِفُ عَنْ بِيئَةِ مِصْرَ؟ فَغَيَّرَ كَثِيراً مِنِ اجْتِهَادَاتِهِ حِينَمَا رَحَلَ مِنَ الْعِرَاقِ اِلَى مِصْرَ؟ وَبَقِيَ فِي مِصْرَ يُعَلِّمُ وَيَتَعَلَّمُ حَتَّى وَافَتْهُ الْمَنِيَّةُ؟ وَقَبْرُهُ مَشْهُورٌ هُنَاكَ فِي مَكَانٍ يُقَالُ لَهُ حَيُّ الْاِمَامِ الشَّافِعِيّ؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَالْخُلَاصَةُ اَنَّهُ رَحِمَهُ اللهُ كَانَ يَقُول؟ رَاْيِي اِذَا تَعَارَضَ مَعَ النَّصِّ؟ فَخُذُوا بِالنَّصّ؟*لَكِنْ حِينَمَا قَالَ اَنَّهُ يَجُوزُ لِلْوَلِيِّ وَهُوَ الْاَبُ اَنْ يُجْبِرَ وَلِيَّتَهُ وَهِيَ مَنْ يَتَوَلَّى اَمْرَهَا وَهِيَ ابْنَتُهُ عَلَى الزَّوَاج؟*فَاِنَّهُ رَحِمَهُ الله مَعَ ذَلِكَ فَقَدِ اشْتَرَطَ شُرُوطاً لِمَنْ يُرِيدُ اَنْ يُجْبِرَ ابْنَتَهُ عَلَى الزَّوَاج؟ وَاِنْ كَانَتْ هَذِهِ الشُّرُوطُ لَاتَحُلُّ الْمُشْكِلَةَ كَمَا سَيَاْتِي؟ وَالشَّرْطُ الْاَوَّلُ اَلَّا تَكُونَ هُنَاكَ عَدَاوَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اُمِّهَا؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَالْمَعْنَى فِي هَذَا الشَّرْطِ؟ اَنَّ الْاِمَامَ الشَّافِعِيَّ؟ يَخْشَى اَنْ يَكُونَ هُنَاكَ خِلَافٌ حَصَلَ بَيْنَ هَذَا الْاَبِ وَبَيْنَ زَوْجَتِهِ؟ اَدَّى بِهِ اِلَى طَلَاقِهَا؟ فَانْسَحَبَ هَذَا الْخِلَافُ وَتَعَدَّى اِلَى ابْنَتِهِ؟ فَاَرَادَ هَذَا الْاَبُ اَنْ يُجْبِرَ ابْنَتَهُ عَلَى الزَّوَاجِ نَكَايَةً بِاُمِّهَا الَّتِي طَلَّقَهَا؟ وَاَمَّا الشَّرْطُ الثَّانِي الَّذِي اشْتَرَطَهُ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللهُ لِمَنْ يُرِيدُ اِجْبَارَ ابْنَتِهِ عَلَى الزَّوَاج؟ فَهُوَ اَنْ يُزَوِّجَهَا كُفْؤاً؟ بِمَعْنَى اَنْ يُزَوِّجَهَا مِنْ رَجُلٍ مُنَاسِبٍ لَهَا؟ وَاَمَّا الشَّرْطُ الثَّالِثُ الَّذِي اشْتَرَطَهُ الشَّافِعِيّ؟ فَهُوَ اَنْ يُزَوِّجَهَا بِمَهْرِ الْمِثْلِ؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ لَايَجُوزُ لِلْاَبِ اَنْ يَطْلُبَ مَهْراً رَخِيصاً مِنْ اَجْلِ ابْنَتِهِ؟ وَاِنَّمَا يَطْلُبُ الْمَهْرَ الْمُتَعَارَفَ عَلَيْهِ فِي الْبَلَدِ الَّذِي يُقِيمُ فِيهِ؟ وَهُوَ مَايُسَمِّيهِ الْفُقَهَاءُ بِمَهْرِ مَثِيلَاتِهَا مِنَ النِّسَاء؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَاَمَّا الشَّرْطُ الرَّابِعُ الَّذِي اشْتَرَطَهُ الشَّافِعِيُّ؟ فَهُوَ اَنْ يَكُونَ الزَّوْجُ قَادِراً عَلَى دَفْعِ الْمَهْر؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَاَمَّا الشَّرْطُ الْخَامِسُ الَّذِي اشْتَرَطَهُ الشَّافِعِيُّ لِمَنْ يُرِيدُ اَنْ يُجْبِرَ ابْنَتَهُ عَلَى الزَّوَاج؟ فَهُوَ اَلّا يُزَوِّجَهَا مِمَّنْ تَتَضَرَّرُ مِنْهُ؟ كَاَنْ يُزَوِّجَهَا لِاَعْمَى مَثَلاً؟ اَوْ يُزَوِّجَهَا لِرَجُلٍ هَرِمٍ عَجُوزٍ وَهِيَ شَابَّة؟ فَهَذَا الزَّوَاجُ وَاِنْ كَانَ حَلَالاً وَنَحْنُ لَانُنْكِرُ ذَلِكَ؟ وَلَكِنَّهُ اَبْغَضُ الْحَلَالِ اِلَى الله؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَالْخُلَاصَةُ اَنَّ الْاِمَامَ الشَّافِعِيَّ اشْتَرَطَ هَذِهِ الشُّرُوطَ؟ وَلَكِنَّهَا مَعَ الْاَسَفِ لَاتَجْعَلُ حَلّاً لِلْمُشْكِلَةِ؟ وَنَحْنُ لَانَتَّفقُ مَعَ الْاِمَامِ الشَّافِعِيِّ فِي هَذَا الرَّاْيِ الشَّاذّ اِلَّا فِي حَالَةٍ وَاحِدَة؟ وَهِيَ اَنَّهُ كُلَّمَا تَقَدَّمَ لَهَا اِنْسَانٌ كُفْؤٌ؟ فَاِنَّهَا تَتَكَبَّرُ وَتَتَغَنَّجُ وَتَتَدَلَّعُ كَالْاَمِيرَةِ الضَّارِطَة؟ ثُمَّ تَقُولُ لَااُرِيدُه؟ وَلَيْسَ هُنَاكَ عُذْرٌ شَرْعِيٌّ وَلَامُبَرِّرَاتٌ شَرْعِيَّةٌ مُقْنِعَةٌ لِرَفْضِهَا لِعَرِيسِ الْغَفْلَةِ هَذَا الَّذِي جَاءَهَا لَا عَلَى بَالِهَا وَلَا عَلَى خَاطِرِهَا؟ ثُمَّ تَتَبَرَّجُ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْاُولَى وَالْمُعَاصِرَة اَيْضاً فِي بَيْتِهَا وَخَارِجَ بَيْتِهَا اَيْضاً؟ ثُمَّ تُرِيدُ بِعُهْرِهَا وَفَسَادِهَا اَنْ يَتَنَافَسَ عَلَى حُبِّهَا وَعِشْقِهَا وَغَرَامِهَا جَمِيعُ رِجَالِ الْعَالَمِ الدُّيُوك؟ وَكُلُّ دِيكٍ عَلَى مَزْبَلَتِهِ صَيَّاحٌ كَمَا يُقَال بِرَسَائِلِ الْحُبِّ وَالْعِشْقِ وَالْغَرَامِ الشَّيْطَانِي وَبِهِزِّي بْخَصْرِكْ هِزِّي وْهِزِّي وْهِزِّي وْهِزِّي وْهِزِّي سَهْمِ بِقَلْبِي غِزِّي وْغِزِّي سَهْمِ بِقَلْبِي غِزِّي كَمَا يَقُولُ اَذَيْنَة الْعَلِي؟ وَيَامَحْلَى لِعْزُوبِيِّة بِهَذَا الْعُهْرِ وَالْفَسَادِ وَالشَّرمَطَة وَالتِّعْرِيص ؟وَتَبّاً لِلزَّوَاجِ الْحَلَالِ الَّذِي يَضَعُ قُيُوداً لِيُحَارِبَ الْعُهْرَ وَالدَّعَارَةَ اِلَى مَايُرْضِي اللهَ مِنَ الطَّهَارَة؟ فَهُنَا نَقُولُ لِوَلِيِّ اَمْرِ هَذِهِ الْعَاهِرَة؟ يَجُوزُ لَكَ اَخِي اَنْ تُجْبِرَهَا عَلَى الزَّوَاجِ فِي هَذِهِ الْحَالَة؟ وَبَارَكَ اللهُ بِكَ اَيُّهَا الْاِمَامُ الشَّافِعِيُّ الْعَظِيم؟ وَنُقَبِّلُ الْاَرْضَ مِنْ تَحْتِ اَقْدَامِكَ عَلَى هَذَا الرَّاْيِ وَلَوْ كَانَ شَاذّاً؟ وَاَمَّا الرَّاْيُ الرَّاجِحُ فِي حَلِّ هَذِهِ الْمُشْكِلَة؟ فَهُوَ الَّذِي اَخَذَ بِهِ جُمْهُورُ الْفُقَهَاء؟ وَهُوَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[لَاتُنْكَحُ الْبِكْرُ(الَّتِي لَمْ يَسْبِقْ لَهَا الزَّوَاجُ[ حَتَّى تُسْتَاْذَنَ؟ وَلَا الثَّيِّبُ(الَّتِي سَبَقَ لَهَا الزَّوَاجُ[حَتَّى تُسْتَاْمَرَ؟ قَالُوا يَارَسُولَ اللهِ مَااِذْنُهَا(مَاهُوَ اِذْنُ الْبِكْرِ الَّتِي لَمْ يَسْبِقْ لَهَا الزَّوَاج[فَقَالَ اَنْ تَسْكُتَ؟ وَفِي رِوَايَةٍ اَنْ تَصْمُتَ؟ وَفِي رِوَايَةٍ اُخْرَى صِمَاتُهَا؟ اَوْ سُكُوتُهَا(نَعَمْ اَخِي؟ وَاِذَا اَرَدْتَّ التَّفَقُّهَ فِي لُغَتِكَ الْعَرَبِيَّة؟ فَاِنَّ كَلِمَةَ(اَنْ تَسْكُتَ(هِيَ اَنِ الْمَصْدَرِيَّة؟ وَمَا بَعْدَهَا وَهِيَ كَلِمَةُ(تَسْكُتَ(عَلَيْكَ اَخِي اَنْ تُؤَوِّلَهُمَا مَعاً بِمَصْدَرٍ وَهُوَ كَلِمَةُ(سُكُوتُهَا(نَعَمْ اَخِي؟ اَلرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يَقُولُ عَنِ الْبِكْرِ الَّتِي لَمْ يَسْبِقْ لَهَا الزَّوَاجُ اَنَّ اِذْنَهَا[اَنْ تَسْكُت(بِمَعْنَى اَنَّ سُكُوتَهَا عَلَامَةٌ عَلَى رِضَاهَا؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ لَابُدَّ لَكَ يا اَخِي يَا وَالِدَهَا اَوّلاً اَنْ تَسْاَلَهَا؟ وَلَكِنْ قَدْ يَغْلِبُهَا الْحَيَاء؟ فَيَكُونُ سُكُوتُهَا دَلِيلاً عَلَى رِضَاهَا؟ فَلَايَجُوزُ لَكَ يَاوَالِدَهَا اَنْ تَخْدِشَ حَيَاءَهَا بِالْاِلْحَاحِ فِي السُّؤَالِ عَلَيْهَا؟ اِلَّا اِذَا شَكَكْتَ بِعَدَمِ مُوَافَقَتِهَا عَلَى الزَّوَاج؟ وَنَقُولُ لِجُمْهُورِ الْفُقَهَاء؟ مَاهُوَ الْعَمَلُ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ مِنَ الشَّكِّ عَلَى عَدَمِ مُوَافَقَتِهَا؟ قَالُوا؟ اِذَا كَانَتْ فَتَاةً لَايَهُمُّهَا خَجَلٌ وَلَاحَيَاءٌ وَلَاتَسْتَحِي مِنْ ذِكْرِ فُلَانٍ مِنَ النَّاسِ اَنَّهَا تُرِيدُهُ زَوْجاً لَهَا؟ فَهَذِهِ لَابُدَّ اَنْ تَتَكَلَّمَ صَرَاحَةً وَتُعْلِنَ مُوَافَقَتَهَا عَلَى الزَّوَاجِ وَلَايَكْفِي سُكُوتُهَا وَاِنْ كَانَتْ بِكْراً لَمْ يَسْبِقْ لَهَا الزَّوَاج؟ وَنَقُولُ لِجُمْهُورِ الْفُقَهَاء؟ بَارَكَ اللهُ فِيكُمْ؟ لَقَدْ فَهِمْتُمْ رُوحَ النَّصِّ النَّبَوِيِّ عَلَى حَقِيقَتِهِ فِي كَلِمَةِ(سُكُوتُهَا اَوْ صِمَاتُهَا) وَنَقُولُ لِلَّذِينَ يَاْخُذُونَ بِحَرْفِيَّةِ النَّصِّ النَّبَوِيِّ وَلَايَهْتَمُّونَ بِرُوحِ النَّصِّ وَهُمْ اَهْلُ الظَّاهِرِ الْحَرْفِيُّونَ جِدّاً وَالَّذِينَ يَاْخُذُونَ كَلَامَ رَسُولِ اللهِ عَلَى ظَاهِرِهِ وَلَايَاْخُذُونَهُ عَلَى حَقِيقَتِهِ وَلَايَتَوَسَّعُونَ فِي مَفْهُومِهِ بَلْ يُزْهِقُونَ رُوحَهُ؟ وَلِذَلِكَ نَقُولُ لِهَؤُلَاء؟ مَاذَا تَقُولُونَ فِي قَوْلِ رَسُولِ اللهِ بِالنِّسْبَةِ لِلْبِكْرِ[اِذْنُهَا اَنْ تَسْكُتَ اَوْ تَصْمُتَ اَوْ سُكُوتُهَا اَوْ صِمَاتُهَا(قَالُوا؟ بِمَعْنَى اَنَّهَا اِذَا تَكَلَّمَتْ؟ فَاِنَّ كَلَامَهَا هَذَا لَايُعْتَبَرُ رِضَا؟ وَنَقُولُ لِاَهْلِ الظَّاهِر؟ مَعَ احْتِرَامِنَا لَكُمْ؟ مَاهَذَا الْغَبَاءُ الْفِقْهِيُّ الظَّاهِرِيّ؟ فَاِذَا سَكَتَتْ وَسُكُوتُهَا لَيْسَ فِيهِ مَايَدُلُّ اِلَّا عَلَى الرِّضَا؟ فَمِنْ بَابِ اَوْلَى اِذَا تَكَلَّمَتْ وَصَرَّحَتْ بِرِضَاهَا عَنْ هَذَا الزَّوَاج؟ فَكَيْفَ تَكُونُ غَيْرَ رَاضِيَةٍ اِذَا صَرَّحَتْ وَتَكَلَّمَتْ؟ وَاللهِ اِنَّ اَمْرَكُمْ لَعَجِيبٌ حَقّاً؟ وَلِذَلِكَ لَنْ نُلْقِيَ اِلَى مَاتَقُولُونَهُ بَالاً؟ وَنَتَحَوَّلُ فَوْراً اِلَى جُمْهُورِ الْفُقَهَاءِ وَنَسْاَلُهُمْ قَائِلِين؟ مَاذَا لَوْ سَاَلَهَا اَبُوهَا؟ هَلْ هِيَ رَاضِيَة عَنْ هَذَا الزَّوَاج؟ فَسَكَتَتْ وَاَخَذَتْ تَبْكِي وَتُوَلْوِلُ وَتَضْرِبُ وَجْهَهَا؟ قَالُوا؟ هَذَا يَدُلُّ عَلَى رَفْضِهَا لِهَذَا الزَّوَاجِ وَعَدَمِ قَبُولِهَا بِهِ وَلَوْ سَكَتَتْ؟ وَنَقُولُ لِجُمْهُورِ الْفُقَهَاء؟ مَاذَا لَوْ عَرَضَ عَلَيْهَا اَبُوهَا الزَّوَاجَ مِنْ فُلَانٍ مِنَ النَّاسِ فَسَكَتَتْ وَدَمَعَتْ عَيْنَاهَا؟ قَالُوا؟ يَاْتِي اَبُوهَا وَيَلْمَسُ الدَّمْعَةَ؟ فَاِذَا كَانَتْ بَارِدَةً؟ كَانَ ذَلِكَ دَلِيلاً عَلَى الرِّضَا؟ وَاِذَا كَانَتْ سَاخِنَةً؟ كَانَ ذَلِكَ دَلِيلاً عَلَى رَفْضِهَا؟ وَنَقُولُ لِهَؤُلَاءِ الْفُقَهَاء لِمَاذَا وَمَاعَلَاقَةُ دُمُوعِهَا بِقَبُولِهَا اَوْ رَفْضِهَا؟ قَالُوا؟ لِاَنَّ دَمْعَةَ الْفَرَحِ وَالرِّضَا بِهَذَا الزَّوَاجِ؟ تَخْرُجُ مِنْ عَيْنَيْهَا بَارِدَة؟ وَاَمَّا دَمْعَةُ الْحُزْنِ وَالرَّفْضِ وَعَدَمِ الْقَبُولِ؟ فَاِنَّهَا تَخْرُجُ سَاخِنَة؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى هَذِهِ الدِّقَّةِ الْفِقْهِيَّةِ الرَّائِعَة؟ نَعَمْ اَخِي وَنَاْتِي الْآنَ اِلَى الْمَرْاَةِ الثَّيِّبِ الَّتِي سَبَقَ لَهَا الزَّوَاجُ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي الْاَب؟ لَابُدَّ اَنْ تَسْتَاْمِرَ ابْنَتَكَ الثَّيِّبَ الَّتِي سَبَقَ لَهَا الزَّوَاجُ صَرَاحَةً؟ بِاَنْ تَسْتَنْطِقَهَا وَتَسْتَنْطِقَ زَوْجَهَا اَيْضاً مِنْ اَجْلِ مُصَادَقَتِهِمَا وَتَاْكِيدِهِمَا لِلْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ عِنْدَ الْمُبَاشَرَةِ بِاِجْرَاءَاتِ الزَّوَاجِ وَعَقْدِهِ عَلَى الطَّرَفَيْنِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْحَدِيثَ الشَّرِيفَ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ؟ فِيهِ دَلِيلٌ صَرِيحٌ عَلَى اَنَّهُ لَابُدَّ مِنْ رِضَاهَا بِصَرِيحِ عِبَارَتِهَا وَلَايُكْتَفَى بِالسُّكُوتِ مِنْهَا لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الثَّيِّبَ قَدْ يَغْلِبُهَا خَجَلٌ مِنْ نَوْعٍ آخَر؟ وَهُوَ عَدَمُ رَغْبَتِهَا فِي رَفْضِ اِلْحَاحِ اَبِيهَا عَلَى الزَّوَاجِ مِمَّنْ لَاتُرِيدُهُ هِيَ؟ وَلِذَلِكَ نَقُولُ لِلْاَبِ وَالزَّوْجِ هُنَا ؟مَااُخِذَ بِسَيْفِ الْخَجَلِ وَالْحَيَاءِ؟ فَهُوَ حَرَامٌ مَعَ الثَّيِّبِ وَمَعَ الْبِكْرِ مَعاً؟ وَاَمَّا الْبِكْرُ الَّتِي لَمْ يَسْبِقْ لَهَا الزَّوَاجُ؟ فَاِنَّ سُكُوتَهَا دَلِيلٌ عَلَى رِضَاهَا مَعَ مُرَاعَاةِ الْمُلَاحَظَاتِ الَّتِي اَشَارَ اِلَيْهَا جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ؟ فَلَا نَخْدِشُ حَيَاءَهَا لِغَيْرِ ضَرُورَةٍ اِذَا كَانَ يَغْلِبُهَا الْحَيَاء؟ لَكِنْ لَامَانِعَ هُنَا اَيْضاً مِنَ الِاحْتِيَاطِ مِنْ اَجْلِ تَاْكِيدِ الْبِكْرِ وَالثَّيِّبِ وَزَوْجِهِمَا مَعاً وَالْمُصَادَقَةِ مِنْهُمْ جَمِيعاً لِلْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ عَلَى عَقْدِ الزَّوَاجِ عِنْدَ الْمُبَاشَرَةِ بِاِجْرَاءَاتِ عَقْدِ النِّكَاح؟ فَلَا تَدْرِي اَخِي فَرُبَّمَا تُغَيِّرُ الْبِكْرُ وَالثَّيِّبُ اِحْدَاهُمَا اَوْ كِلْتَاهُمَا رَاْيَهَا فِي الزَّوَاجِ بَيْنَ لَيْلَةٍ وَضُحَاهَا مِمَّنْ وَافَقَتْ عَلَيْهِ الْيَوْم فَاِذَا بِهَا تَرْفُضُهُ فِي الْيَوْمِ التَّالِي؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَاَمَّا الثَّيِّبُ الَّتِي سَبَقَ لَهَا اَنْ تَزَوَّجَتْ؟ فَسَوَاءٌ كَانَتْ اَرْمَلَةً اَوْ كَانَتْ مُطَلَّقَة؟ فَهَذِهِ لَابُدَّ اَنْ تُسْتَاْمَر؟ بِمَعْنَى اَنَّهَا لَابُدَّ اَنْ تُصَرِّح؟ بِمَعْنَى لَابُدَّ لَهَا اَنْ تَقُولَ اَرْضَى اَوْ لَا اَرْضَى؟ وَاَمَّا اِذَا سَكَتَتْ؟ فَلَايُعْتَبَرُ سُكُوتُهَا رِضاً لِمَاذَا؟ لِاَنَّهَا لَاتَخْجَلُ كَمَا تَخْجَلُ الْبِكْرُ؟ نَعَمْ اَخِي؟ فَهَذَا الْحَدِيثُ الشَّرِيفُ يَشْتَرِطُ رِضَا الْمَرْاَةِ اَوِ الْفَتَاةِ الَّتِي يُرِيدُ اَنْ يُزَوِّجَهَا وَلِيُّهَا بِطَرِيقَتَيْنِ مُخْتَلِفَتَيْنِ؟ مِنَ السُّكُوتِ الْبِكْرِيِّ لِمَنْ لَمْ يَسْبِقْ لَهَا الزَّوَاجُ مَعَ مُرَاعَاةِ الْمُلَاحَظَاتِ الْفِقْهِيَّة؟ اَوِ النُّطْقِ وَالتَّصْرِيحِ الثَّيِّبِيِّ لِمَنْ سَبَقَ لَهَا الزَّوَاج؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَكَذَلِكَ هُنَاكَ اَحَادِيثُ اَخْرَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَال؟ جَاءَتْ فَتَاةٌ اِلَى النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ؟ فَقَالَتْ يَارَسُولَ الله؟ اِنَّ اَبِي اَرَادَ اَنْ يُزَوِّجَنِي رَغْماً عَنِّي؟ فَعَقَدَ الْعَقْدَ وَزَوَّجَنِي وَاَنَا مُكْرَهَة؟ فَاَمَرَ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام وَاسْتَدْعَى اَبَاهَا وَاَمَرَهُ بِاَلَّا يُجْبِرَهَا عَلَى هَذَا الزَّوَاج؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَهُنَا وَقْفَةٌ لَابُدَّ مِنْهَا؟ مَاذَا لَوْ اَجْبَرَهَا اَبُوهَا عَلَى الزَّوَاجِ وَهِيَ غَيْرُ رَاضِيَةٍ بِهَذَا الزَّوَاج؟ وَمَعَ ذَلِكَ اَمْضَى اَبُوهَا عَقْدَ الزَّوَاجِ عَلَيْهَا؟ فَهَلْ عَقْدُ الزَّوَاجِ هُنَا يَكُونُ صَحِيحاً اَمْ بَاطِلاً؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَخِي؟ اَنَّهُ لَايَكُونُ صَحِيحاً مُطْلَقاً؟ وَلَايَكُونُ بَاطِلاً مُطْلَقاً؟ وَاِنَّمَا يَكُونُ مَوْقوُفاً؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ صَحِيحٌ؟ وَلَكِنَّهُ مَوْقُوفٌ عَلَى رِضَا الْفَتَاة؟ فَاِذَا رَضِيَتِ الْفَتَاةُ؟ فَاِنَّهُ يُصْبِحُ عَقْداً نَافِذاً سَارِيَ الْمَفْعُول؟ وَنَضْرِبُ لِذَلِكَ مَثَلاً؟ وَهُوَ مَايُسَمَّى بَيْعُ الْفُضُولِي الْحِشَرِي وَهُوَ الَّذِي يَتَدَخَّلُ فِيمَا لَايَعْنِيه؟ فَلَوْ اَنَّ اِنْسَاناً مَا اَخِي جَاءَ اِلَيْكَ وَقَالَ اُرِيدُ اَنْ اَشْتَرِيَ مِنْ زَمِيلِكَ شَيْئاً مَا لَايَخُصُّكَ وَاِنَّمَا يَخُصُّ صَاحِبَكَ فَهَلْ تَمُونُ عَلَيْهِ وَهَلْ يَسْمَحُ لَكَ بِالتَّصَرُّفِ فِي اَمْلَاكِه؟ فَاِذَا قُلْتَ لَهُ اَخِي لَايَسْمَحُ لِي صَاحِبِي وَلَكِنِّي مَعَ ذَلِكَ سَاَبِيعُكَ اِيَّاهُ وَلَوْ لَمْ يُوَكِّلْنِي فِي بَيْعِهِ وَلَوْ لَمْ يَجْعَلْنِي وَلِيَّ اَمْرِ مَبِيعَاتِه؟ فَهَلْ عَقْدُ الْبَيْعِ بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ صَحِيحٌ شَرْعاً؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَخِي اَنَّ عَقْدَ الْبَيْعِ هُنَا صَحِيحٌ وَلَكِنَّهُ غَيْرُ نَافِذٍ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ نَفَاذَهُ يَتَوَقَّفُ عَلَى مُوَافَقَةِ الطَّرَفِ الثَّانِي وَهُوَ صَاحِبُكَ لِمَاذَا؟ لِاَنَّكَ اَخِي فُضُولِيٌّ وَحِشَرِيٌّ وَقَدْ عَقَدْتَّ هَذَا الْعَقْدَ مِنَ الْبَيْعِ مِنْ دُونِ وَكَالَةِ صَاحِبِكَ وَمِنْ دُونِ وَلَايَتِهِ وَاِشْرَافِه؟ لِمَاذَا اَنْتَ بِحَاجَةٍ اِلَى وَلَايَتِهِ وَاِشْرَافِه؟ لِاَنَّهُ لَوْلاَ وَلَايَتُهُ وَاِشْرَافُهُ عَلَى اَمْلَاكِهِ؟ فَاِنَّ كُلَّ اِنْسَانٍ مِنَّا يَسْتَطِيعُ اَنْ يَبِيعَ اَمْلَاكَ غَيْرِهِ وَاَمْوَالَهُمْ مِنْ دُونِ عِلْمٍ مُسْبَقٍ مِنْهُمْ؟ ثُمَّ يَاْتِي اِلَى اَحَدِهِمْ وَيَقُولُ لَه؟ اَبْشِرْ يَاجِحَا بِيك؟ فَقَدْ بِعْتُ لَكَ بَيْتَكَ وَاَمْلَاكَكَ وَاَمْوَالَكَ وَاَنْتَ قَاعِدٌ تَلُفُّ رِجْلاً عَلَى رِجْلٍ؟ وَمَعَ ذَلِكَ نَحْنُ لَانُنْكِرُ اَنَّ هَذَا الْعَقْدَ بِهَذِهِ الصُّورَةِ مِنَ الْبَيْعِ هُوَ عَقْدٌ صَحِيح؟ وَلَكِنَّهُ لَايَنْفَذُ وَلَايُصْبِحُ سَارِيَ الْمَفْعُولِ؟ اِلَّا بَعْدَ مُوَافَقَةِ جَمِيعِ الْاَطْرَاف؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَكَذَلِكَ هُنَاكَ اَحَادِيثُ اُخْرَى اَيْضاً عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ؟ جَاءَتْ فَتَاةٌ اِلَيْنَا وَقَالَتْ؟ اِنَّ اَبِي زَوَّجَنِي مِنِ ابْنِ اَخِيهِ لِيَرْفَعَ خَسِيسَتَه@(لِيَرْفَعَ مِنْ مَكَانَتِهِ الِاجْتِمَاعِيَّةِ مِنْ اِنْسَانٍ وَضِيعٍ وَخَسِيسٍ مَادِّيّاً فِي عُيُونِ قَوْمِهِ اِلَى اِنْسَانٍ شَرِيفٍ مُحْتَرَمٍ مَهْيُوبٍ صَاحِبِ جَاهٍ وَعِزَّةٍ وَرِفْعَةٍ فِي قَوْمِه؟ وَالظَّاهِرُ اَنَّهُ كَانَ فَقِيراً وَكَانَ ابْنُ اَخِيهِ هَذَا غَنِيّاً[@وَاَنَا لَسْتُ رَاضِيَةً بِهَذَا الزَّوَاج؟ فَقَالَتْ لَهَا اجْلِسِي حَتَّى يَاْتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؟ فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ؟ فَحَدَّثَتْهُ بِذَلِكَ؟ فَطَلَبَ وَلِيَّهَا؟ فَجَاءَ الْوَلِيُّ؟ فَمَاذَا قَالَتِ الْفَتَاة؟ قَالَتْ لَقَدْ رَضِيتُ بِهَذَا الزَّوَاجِ يَارَسُولَ الله؟ وَلَكِنِّي اَرَدْتُّ اَنْ اُعْلِمَ الْآبَاءَ اَنَّهُمْ لَيْسَ لَهُمُ الْحَقُّ اَنْ يُزَوِّجُوا بَنَاتِهِمْ بِغَيْرِ رِضَاهُنّ؟ نَعَمْ اَخِي وَالْمَعْنَى فِي هَذَا الْحَدِيثِ؟ اَنَّهَا كَانَتْ تُمَثِّلُ عَلَى رَسُولِ اللهِ وَعَلَى النَّاسِ بِاَنَّهَا غَيْرُ رَاضِيَةٍ عَنْ هَذَا الزَّوَاجِ مِنِ ابْنِ عَمِّهَا؟ وَلَكِنَّ الْحَقِيقَةَ اَنَّهَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ نَفْسِهَا رَاضِيَة؟ وَلَكِنْ لِمَاذَا كَانَتْ تَتَصَنَّعُ اَنَّهَا غَيْرُ رَاضِيَة؟ لِاَنَّهَا اَرَادَتْ اَنْ تَنْفَعَ الْآخَرِينَ وَتُعْطِيَ دَرْساً لَهُمْ لِيَكُونَ هَذَا الْحُكْمُ الشَّرْعِيُّ مَعْلُوماً بَيْنَ النَّاسِ جَمِيعاً وَهُوَ قَوْلُهَا رَضِيتُ بِهَذَا الزَّوَاجِ وَلَكِنْ اَرَدْتُّ اَنْ يَعْلَمَ آبَاءُ الْمُسْلِمِينَ جَمِيعاً اِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ اَنَّهُمْ لَايَجُوزُ لَهُمْ اَنْ يُزَوِّجُوا بَنَاتِهِمْ بِغَيْرِ رِضَاهُنّ؟ نَعَمْ اَخِي وَمَعَ الْاَسَف؟ فَاِنَّ الْعَادَاتِ الْجَاهِلِيَّةَ مَاتَزَالُ سَارِيَةَ الْمَفْعُولِ وَمُنْتَشِرَةً فِي مُجْتَمَعَاتِنَا اِلَى اَيَّامِنَا هَذِهِ؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّكَ اَخِي تَرَى فِي بَعْضِ الْبِيئَاتِ الْجَاهِلِيَّةِ؟ اَنَّهُ يَجِبُ عَلَى الْمَرْاَةِ رَغْماً عَنْهَا اَنْ تَتَزَوَّجَ مِنِ ابْنِ عَمِّهَا رَضِيَتْ اَوْ لَمْ تَرْضَ؟ وَقَدْ يُجْبَرُ ابْنُ عَمِّهَا اَيْضاً عَلَى الزَّوَاجِ بِهَا؟ وَرُبَّمَا يَقُولُ لَهُ اَبُوه؟ اِمَّا اَنْ تَتَزَوَّجَ مِنِ ابْنَةِ عَمِّكَ؟ وَاِلَّا سَاَحْرِمُكَ مِنَ الْمِيرَاثِ بَعْدَ مَوْتِي؟ وَنَقُولُ لَهَؤُلَاء؟هَذِهِ عَادَاتٌ جَاهِلِيَّةٌ شَنِيعَة وَخَاصَّةً مَعَ ابْنَةِ الْعَمِّ وَابْنِ الْعَمِّ؟ حِينَمَا يُرَبِّيهِمْ آبَاؤُهُمْ مُنْذُ نُعُومَةِ اَظْفَارِهِمْ وَطُفُولَتِهِمْ وَيَجْتَمِعُونَ مَعَ بَعْضِهِمْ عِنْدَ الطَّعَامِ وَعِنْدَ الشَّرَاب؟ وَرُبَّمَا يَنَامُونَ فِي غُرْفَةٍ وَاحِدَة؟ حَتَّى اِذَا بَلَغُوا سِنَّ التَّكْلِيفِ وَصَارُوا شَبَاباً وَشَابَّات؟ فَاِنَّ ابْنَ الْعَمِّ رُبَّمَا يَشْعُرُ حِينَمَا يَنْظُرُ اِلَى ابْنَةِ عَمِّهِ بِنَفْسِ الشُّعُورِ الْاَخَوِيِّ الَّذِي يَشْعُرُ بِهِ حِينَمَا يَنْظُرُ اِلَى اُخْتِهِ الشَّقِيقَةِ اَوْ اُخْتِهِ لِاَبٍ اَوْ اُخْتِهِ لِاُمٍّ اَوْ اُخْتِهِ مِنَ الرَّضَاعَة؟ وَرُبَّمَا لَايَشْعُرُ بِاَيِّ تَحْرِيضٍ جِنْسِيٍّ اِذَا نَظَرَ اِلَى ابْنَةِ عَمِّهِ اَوِ ابْنَةِ خَالِه؟ وَنَحْنُ لَانُنْكِرُ اَنَّ زَوَاجَهُمَا فِي هَذِهِ الْحَالَةِ حَلَال؟ وَلَكِنَّهُ اَبْغَضُ الْحَلَالِ اِلَى الله؟ بَلْ اِنَّ طَلَاقَهُمَا الَّذِي هُوَ اَبْغَضُ الْحَلَالِ اِلَى اللهِ اَيْضاً فِي هَذِهِ الْحَالَة؟ اَرْحَمُ مِنْ هَذَا الزَّوَاجِ الْخَالِي مِنَ التَّحْرِيضِ الْجِنْسِيّ؟ اِلَّا اِذَا حَصَلَ تَحْرِيضٌ جِنْسِيٌّ فُجَائِيٌّ لَمْ يَكُنْ مُتَوَقَّعاً بَعْدَ مُرُورِ سَنَةٍ كَامِلَةٍ عَلَى زَوَاجِهِمَا فَهُنَا لَابُدَّ لَنَا اَنْ نَلْتَزِمَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَاتُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَااَحَلَّ اللهُ لَكُمْ وَلَاتَعْتَدُوا اِنَّ اللهَ لَايُحِبُّ الْمُعْتَدِين( نَعَمْ اَخِي؟ وَكَذَلِكَ بِالنِّسْبَةِ لِزَوْجَةِ عَمِّكَ اَوْ زَوْجَةِ خَالِكَ اِذَا طَلَّقَاهُمَا اَوْ مَاتَا عَنْهُمَا؟ فَاِنَّهُ يَجُوزُ لَكَ شَرْعاً اَنْ تَتَزَوَّجَ اِحْدَاهُمَا اَوْ كِلْتَيْهِمَا اِذَا كُنْتَ قَادِراَ عَلَى التَّعَدُّدِ بَعْدَ انْقِضَاءِ عِدَّتِهِمَا طَلَاقاً اَوْ وَفَاةً؟ لَكِنْ اَحْيَاناً اَخِي؟ فَاِنَّكَ تَشْعُرُ مَعَ امْرَاَةِ عَمِّكَ اَوِ امْرَاَةِ خَالِكَ؟ وَكَاَنَّهَا اُمُّك؟ وَلِذَلِكَ اَقُولُ لَكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ لَايَجُوزُ الْاِكْرَاهُ عَلَى الزَّوَاجِ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ اِلَّا بِرِضَا الطَّرَفَيْنِ وَشُعُورِهِمَا بِشَيْءٍ وَلَوْ بَسِيطٍ مِنَ التَّحْرِيضِ الْجِنْسِيِّ بَيْنَهُمَا قَابِلٍ لِلزِّيَادَةِ فِي الْمُسْتَقْبَل؟ وَاِلَّا فَلَايَجُوزُ الْاِكْرَاهُ عَلَى هَذَا الزَّوَاجِ شَرْعاً؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَحَتَّى فِي مَجَالِ الْبَيْعِ وَالشِّرَاء؟ فَاِنَّهُ لَايَجُوزُ لَكَ اَنْ تُكْرِهَ الْمَرْاَةَ رَغْماً عَنْهَا عَلَى بَيْعِ مَاعِنْدَهَا لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْاِسْلَامَ يَعْتَرِفُ بِالْمُلْكِيَّةِ الْخَاصَّةِ الْمُسْتَقِلَّةِ لِلْمَرْاَةِ سَوَاءٌ كَانَتْ مُتَزَوِّجَةً اَوْ غَيْرَ مُتَزَوِّجَة؟ فَلَوْ اَنَّ هَذِهِ الْفَتَاةَ تَمْلِكُ شَيْئاً مَا مَادِّيّاً؟ فَلَا يَجُوزُ لِاَبِيهَا اَنْ يُجْبِرَهَا عَلَى بَيْعِهِ؟ وَلَايَجُوزُ لِاَبِيهَا اَيْضاً اَنْ يُجْبِرَهَا عَلَى تَاْجِيرِه؟ نَعَمْ اَخِي؟ فَاِذَا كَانَتْ هَذِهِ الْعُقُودُ الشَّرْعِيَّةُ الصَّارِمَةُ مِنْ اَجْلِ الْحِفَاظِ عَلَى حُقُوقِ الْمَرْاَةِ سَارِيَةَ الْمَفْعُولِ عَلَى اَمْوَالِهَا وَاَمْلَاكِهَا؟ فَمَابَالُكَ اَخِي بِمَا تَمْلِكُ الْمَرْاَةُ مِنْ اَعْضَائِهَا التَّنَاسُلِيَّةِ مِنْ مُسْتَقَرٍّ وَمُسْتَوْدَعٍ لِلْاِيجَارِ فِي بَيْتِ رَحِمِهَا لَايَجُوزُ شَرْعاً تَاْجِيرُهُ بِعَقْدِ اِيجَارٍ نِكَاحِيٍّ اِلَّا بِرِضَاهَا لِمَنْ يَتَقَدَّمُ اِلَى الزَّوَاجِ مِنْهُ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَفُضَّ بَكَارَتَهُ وَيَفْتَحَ قِفْلَهُ بِمَا اَعْطَاهُ اللهُ مِنَ الْمِفْتَاحِ وَهُوَ عُضْوُهُ الذَّكَرِي لِيَحْفَظَ فِيهِ بِضَاعَتَهُ مِنْ نَسْلِهِ وَذُرِّيَّتِه؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَقَدْ بَعَثَ اِلَيَّ اَحَدُ الْاِخْوَةِ بِرِسَالَةٍ يَقُولُ فِيهَا؟ اُرِيدُ اَنْ اَتَزَوَّجَ مِنْ فَتَاةٍ لَاتُرِيدُنِي؟ وَلَكِنِّي اُحِبُّهَا حُبّاً شَدِيداً؟ وَقَدْ حَاوَلْتُ التَّقَدُّمَ اِلَيْهَا مِرَاراً؟ وَلَكِنْ دُونَ جَدْوَى؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ اِنَّ الْاِنْسَانَ الشَّهْمَ مِنْ اَمْثَالِكَ؟ يَنْبَغِي عَلَيْهِ اَلَّا يَتَزَوَّجَ مِنْ فَتَاةٍ لَاتُرِيدُهُ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ لَايَتَحَقَّقُ بِزَوَاجِكَ مِنْهَا شَيْئاً مِنَ الْحِكْمَةِ الَّتِي يُرِيدُهَا اللهُ فِي قَوْلِهِ{وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَة(فَاِذَا تَزَوَّجْتَ بِهَا رَغْماً عَنْهَا؟ فَرُبَّمَا خَانَتْكَ مَعَ عَشِيقٍ لَهَا تُحِبُّهُ وَلَاتُحِبُّكَ؟ فَتَكُونَ اَنْتَ السَّبَب؟ وَرُبَّمَا لَا يَحْصَلُ بَيْنَكُمَا شَيْءٌ مِنْ هَذِهِ الْمَوَدَّةِ وَالرَّحْمَةِ الَّتِي ذَكَرَهَا الله؟ وَرُبَّمَا يَحْصَلُ شَيْءٌ مِنَ الرَّحْمَةِ وَالشَّفَقَةِ الَّتِي قَدْ تَكْفِي مَعَ بَعْضِ النَّاس؟ وَرُبَّمَا لَاتَكْفِي مَعَ بَعْضِ النَّاسِ الْآخَرِ مِنْ اَجْلِ الِاسْتِمْرَارِ فِي هَذِهِ الْعَلَاقَةِ عَلَى النَّحْوِ الَّذِي يُرْضِي اللهَ مِنْ قَوْلِهِ{فَاِمْسَاكٌ بِمَعْرُوف{وَعَاشِرُوهُنّ� � بِالْمَعْرُوفِ؟ فَاِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ(اَوْ كَرِهَتْكَ هِيَ اَيْضاً؟ فَاِنَّ اللهَ يُخَاطِبُ الزَّوْجَ وَالزَّوْجَةَ مَعاً بِقَوْلِهِ{فَعَسَى اَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيرَا(فَهَذِهِ الْآيَةُ تَقُولُ اَنَّ الْعَلَاقَةَ الزَّوْجِيَّةَ كَمَا اَنَّهَا مَبْنِيَّةٌ عَلَى الْمَوَدَّةِ وَالرَّحْمَةِ؟ فَاِنَّهَا اَيْضاً مَبْنِيَّةٌ عَلَى الْكُرْهِ وَالْبَغْضَاء؟ بَلْ اِنَّ الْخَيْرَ الْكَثِيرَ لَايَاْتِي اِلَّا مِنَ الْعَلَاقَةِ الزَّوْجِيَّةِ الْمَبْنِيَّةِ عَلَى الْكُرْهِ وَالْبَغْضَاء؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ اُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً(لِمَاذَا مَاعَلَاقَةُ الْحِكْمَةِ بِالزَّوَاج؟ وَمَاعَلَاقَةُ الْخَيْرِ الْكَثِيرِ الَّذِي يَاْتِي مِنَ الزَّوَاجِ الْقَائِمِ عَلَى الْبَغْضَاءِ بِالْخَيْرِ الْكَثِيرِ الَّذِي يَاْتِي مِنَ الْحِكْمَة؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي لَهُ عَلَاقَةٌ وَثِيقَةٌ بِالزَّوَاجِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ رَاْسَ الْحِكْمَةِ مَخَافَةُ اللهِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الَّذِي يَخَافُ اللهَ؟ اِذَا اَحَبَّهَا اَكْرَمَهَا؟ وَاِذَا كَرِهَهَا لَمْ يَظْلِمْهَا؟ وَلِاَنَّ الَّتِي تَخَافُ اللهَ اَيْضاً اِذَا اَحَبَّتْهُ اَكْرَمَتْهُ وَاِذَا كَرِهَتْهُ لَمْ تَظْلِمْهُ؟ بَلْ لَايَجُوزُ لَكَ اَخِي اَنْ تَظْلِمَ اِنْسَاناً مَهْمَا كُنْتَ تَكْرَهُهُ وَتُعَادِيهِ حَتَّى وَلَوْ كَانَ يَهُودِيّاً اَوْ مُشْرِكاً مِنْ اَلَدِّ اَعْدَائِكَ وَمُحَارِبِيكَ وَمُبْغِضِيك؟ بَلْ اِنَّ اللهَ اَمَرَكَ اَنْ تَنْصُرَ عَدُوَّكَ الْمَظْلُومَ وَلَوْ عَلَى حِسَابِ مَنْ ظَلَمَهُ مِنْ خَاصَّتِكَ وَنَفْسِكَ وَاَقْرَبِ الْمُقَرَّبِينَ اِلَيْك بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى(أيْ وَلَوْ عَلَى حِسَابِ ذِي الْقُرْبَى مِنْ اَقْرِبَائِكُمْ وَاَرْحَامِكُمُ الظَّالِمِينَ لِعَدُوِّكُمْ حَتَّى تَاْخُذُوا مِنْهُمُ الْحَقَّ وَتُعْطُوهُ لِعَدُوِّكُمُ الْمَظْلُوم{وَلَايَجْرِمَ� �َّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى اَلَّا تَعْدِلُوا اِعْدِلُوا هُوَ اَقْرَبُ لِلتَّقْوَى( وَلِذَلِكَ اَخِي فَاِنَّ هَؤُلَاءِ الْمَشَاهِيرَ مِنْ اَصْحَابِ الْفَنِّ وَالطَّرَبِ وَالنُّجُومِيَّةِ الْعَالَمِيَّة؟ لَوْ كَانَ لَدَيْهِمْ ذَرَّةٌ مِنْ مَخَافَةِ اللهِ؟ مَالَجَؤُوا اِلَى الطَّلَاقِ فَوْراً؟ وَلَمْ يَمْضِ عَلَى زَوَاجِهِمْ اَيَّامٌ مَعْدُودَة؟ وَلَكِنَّ التَّرْبِيَةَ الْعَاهِرَةَ الْخَبِيثَةَ الَّتِي تَرَبَّوْا عَلَيْهَا؟ وَهِيَ تَرْبِيَةُ الْخُمْسِ وَالْمُتْعَةِ الْحَقِيرَةِ الصَّلِيبِيَّةِ الْيَهُودِيَّةِ النَّجِسَة؟ جَعَلَتْهُمْ يَنْسَوْنَ الْحَلِيبَ الَّذِي رَضِعُوهُ مِنَ التَّرْبِيَةِ الْاِسْلَامِيَّةِ الْفَاضِلَةِ الْمَبْنِيَّةِ عَلَى اَسَاسٍ مِنْ تَقْوَى اللهِ وَالْخَوْفِ مِنْهُ سُبْحَانَه؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْحُبَّ مِنْ طَرَفٍ وَاحِدٍ وَهُوَ الزَّوْجَة الَّتِي تُحِبُّ زَوْجَهَا وَلاَيُحِبُّهَا هُوَ؟ رُبَّمَا يَكْفِي وَيَنْفَعُ مَعَ بَعْضِ النَّاسِ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَخَافُونَ اللهَ وَلَوْ كَرِهَ زَوْجَتَه؟ فَاِذَا لَمْ يَكْفِ حُبٌّ مِنْ طَرَفٍ وَاحِدٍ مَعَ الْبَعْضِ الْآخَرِ ضَعِيفِ الْاِيمَانِ وَالْخَوْفِ مِنَ الله؟ اَوْ قَامَ الطَّرَفُ الْآخَرُ بِاسْتِغْلَالِهِ اَبْشَعَ اسْتِغْلَال؟ اَوِ انْعَدَمَ الْحُبُّ بَيْنَ الطَّرَفَيْن؟ فَاِنَّ اللهَ رَاعَى مَشَاعِرَ النَّاسِ هُنَا اَيْضاً وَلِذَلِكَ لَابُدَّ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ مِنْ{تَسْرِيحٍ بِاِحْسَان( وَهُوَ الطَّلَاقُ بَيْنَ الزَّوْجِ وَالزَّوْجَةِ مِنْ اَجْلِ الْهُرُوبِ مِنَ الظُّلْمِ وَالْفَسَادِ فِي هَذِهِ الْعَلَاقَةِ الزَّوْجِيَّةِ الرَّكِيكَةِ الضَّعِيفَةِ الْهَزِيلَةِ الَّتِي اَصْبَحَتْ جَحِيماً لَايُطَاق بَعْدَ اَخْذِ جَمِيعِ الِاحْتِيَاطَاتِ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنّ{وَاِنِ امْرَاَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً اَوْ اِعْرَاضاً فَلَاجُنَاحَ عَلَيْهِمَا اَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحَا(مِنْ دُونِ اَنْ يَتَدَخَّلَ اَحَدٌ مِنْ اَهْلِ الزَّوْجِ وَلَا مِنْ اَهْلِ الزَّوْجَةِ بَيْنَهُمَا؟ فَاِذَا فَشِلَتْ جَمِيعُ الْوَسَائِلِ الَّتِي ذَكَرَهَا اللهُ فِي اِصْلَاحِ الْعَلَاقَةِ الزَّوْجِيَّة فَعَلَى اَهْلِ الزَّوْجِ وَاَهْلِ الزَّوْجَةِ هُنَا اَنْ يَتَدَخَّلُوا بِالْعِلَاجِ الْبَدِيلِ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{ وَاِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فابْعَثُوا حَكَماً مِنْ اَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ اَهْلِهَا(وَلَمْ يَقُلْ سُبْحَانَهُ فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ غَيْرِ اَهْلِهِ وَمِنْ غَيْرِ اَهْلِهَا مِنْ شَيَاطِينِ الْاِنْسِ وَالْجِنِّ الَّذِينَ يُمَارِسُونَ السِّحْرَ وَالشَّعْوَذَةَ وَالطَّلَاسِمَ وَالتَّعْوِيذَاتِ الْغَيْرِ شَرْعِيَّة؟ بَلْ اِنَّ هُنَاكَ مِنَ الرُّقَى وَالتَعْوِيذَاتِ الشَرْعِيَّةِ الْخَاصَّةِ الَّتِي لَايَتَقَبَّلُهَا اللهُ اِلَّا مِنْ اَهْلِهِ وَاَهْلِهَا وَلَايَجُوزُ شَرْعاً اَنْ يُمَارِسَهَا عَلَى الزَّوْجِ وَالزَّوْجَةِ اَحَدٌ مِنْ غَيْرِ اَهْلِهِ وَاَهْلِهَا بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنْ يُرِيدَا اِصْلَاحاً يُوَفّقِ اللهُ بَيْنَهُمَا؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ الْكِرَام؟ يَنْبَغِي عَلَيْنَا اَنْ نَتَخَلَّى عَنْ كُلِّ هَذِهِ الْعَادَاتِ الْجَاهِلِيَّةِ وَعَلَى رَاْسِهَا الزَّوَاجُ بِالْاِكْرَاهِ وَبِدُونِ رِضَى الطَّرَفَيْنِ اَوْ رِضَى اَحَدِهِمَا دُونَ رِضَى الْآخَر؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ لَايَجُوزُ لَكُمْ شَرْعاً اَنْ تَفْرِضُوا عَلَى الْمَرْاَةِ وَلَا عَلَى الرَّجُلِ اَنْ يَتَزَوَّجَ اَحَدُهُمَا اَوْ كِلَاهُمَا مِن ِابْنَةِ عَمِّهِ اَوِ ابْنِ عَمِّهَا اَوِ ابْنَةِ خَالَتِهِ اَوِ ابْنِ خَالَتِهَا مِمَّا لَايُقِرُّهُ شَرْعٌ وَلَادِينٌ وَلَانَصٌّ مِنَ الْقُرْآنِ وَلَانَصٌّ مِنَ السُّنَّة بَلْ جَاءَ فِيهِمَا مَايُعَاكِسُ ذَلِك؟ نَعَمْ اَخِي كَذَلِكَ فِي بَعْضِ الْبِيئَاتِ اِلَى الْآنَ يَسْمَحُونَ لِلرَّجُلِ اَنْ يَتَزَوَّجَ مِنْ أيِّ جِنْسِيَّةٍ كَانَتْ عَرَبِيَّةً اَوْ اَجْنَبِيَّة؟ وَاَمَّا الْمَرْاَةُ فَلَايَسْمَحُونَ لَهَا اَنْ تَتَزَوَّجَ اِلَّا مِنْ بِيئَتِهَا الَّتِي تَعِيشُ فِيهَا اَوْ جِنْسِيَّتِهَا؟ فَهَلْ هَذَا الْكَلَامُ اَيُّهَا الْاِخْوَة يَتَّفِقُ مَعَ الشَّرْعِ وَمَعَ الدِّينِ وَالْمَنْطِق؟ اَم اَنَّهُ يَجْعَلُ مُشْكِلَةَ الْعَوَانِسِ الْبَايْرَاتِ فِي هَذَا الْبَلَدِ تَزِيدُ وَتَتَفَاقَم؟ بَلْ يَجْعَلُ مُشْكِلَةَ الْعُنُوسَةِ تَتَضَخَّمُ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الرَّجُلَ فِي بِلَادِهِمْ يَسْتَطِيعُ اَنْ يَتَزَوَّجَ مِنْ أيِّ بَلَد؟ وَاَمَّا هِيَ فَلَاتَسْتَطِيعُ الزَّوَاجَ اِلَّا مِنَ الْبَلَدِ الَّذِي تُقِيمُ فِيهِ خَوْفاً مِنْ اَنْ يَحْصَلَ زَوْجُهَا الْغَرِيبُ عَنْ بَلَدِهَا عَلَى جِنْسِيَّةِ هَذَا الْبَلَدِ الْاَنَانِيِّ الَّذِي لَايُفَكِّرُ بِمَصْلَحَةِ نِسَائِهِ كَمَا يُفَكِّرُ فِي مَصْلَحَةِ رِجَالِهِ الْمُسْتَبِدِّينَ فِي الزَّوَاجِ وَرُبَّمَا يَكُونُونَ مُسْتَبِدِّينَ فِي الرَّاْيِ اَيْضاً؟ نَعَمْ اَخِي؟ كُلُّ هَذِهِ الْاَحْكَام؟ وَكُلُّ هَذِهِ الْعَادَات؟ هِيَ عَادَاتٌ جَاهِلِيَّةٌ مَااَنْزَلَ اللهُ بِهَا مِنْ سُلْطَان وَلَايُقِرُّهَا الشَّرْعُ الْاِسْلَامِيُّ الْحَنِيفُ بَلْ يَنْهَى عَنْهَا؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَالْخُلَاصَةُ مِنْ هَذَا الْكَلَامِ الَّذِي قُلْنَاهُ؟ اَنَّهُ لَايَجُوزُ الْاِجْبَارُ عَلَى الزَّوَاج؟ وَاَنَّهُ لَابُدَّ اَنْ يَتَحَقَّقَ الرِّضَا مِنَ الطَّرَفَيْنِ وَهُمَا الرَّجُلُ وَالْمَرْاَة؟ فَاِذَا كَانَتِ الْعُقُودُ الْمَادِّيَّةُ لَاتَنْعَقِدُ اِلَّا بِالرِّضَا بَيْنَ الطَّرَفَيْنِ؟ فَمِنْ بَابِ اَوْلَى الزَّوَاجُ اَيْضاً لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْبَيْعَ وَالشِّرَاءَ وَالرَّهْنَ وَالْاِجَارَةَ وَغَيْرَهَا مِنْ بَقِيَّةِ الْعُقُودِ مِنْ شَرِيعَةِ الْمُتَعَاقِدِينَ الَّتِي لَاتُخَالِفُ شَرْعَ الله؟ فَاِنَّهَا لَاتَكُونُ اِلَّا بِالرِّضَا بَيْنَ الطَّرَفَيْنِ حَتَّى وَلَوْ كَانَتْ حَلَالاً بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَاتَاْكُلُوا اَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ اِلَّا اَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ(فَاِذَا كَانَتِ الْعَلَاقَةُ الْمَادِّيَّةُ الْحَلَالُ بَيْنَ النَّاسِ لَايَجُوزُ لَهُمْ شَرْعاً اَنْ تَحْصَلَ بَيْنَهُمْ اِلَّا بِالتَّرَاضِي؟ فَمَا بَالُكَ اَخِي بِالزَّوَاج؟ بَعْدَ ذَلِكَ نُجِيبُ عَنْ سُؤَالٍ اَيْضاً وَرَدَنَا مِنْ اَحَدِ الْاِخْوَةِ يَقُولُ فِيه؟ هَلْ يَجُوزُ لِلْمَرْاَةِ اَنْ تَتَزَوَّجَ مِنْ غَيْرِ وَلِيٍّ اَوْ لَايَجُوز؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَخِي؟ اَنَّ جُمْهُورَ الْفُقَهَاءِ قَالُوا لَايَجُوز؟ وَنَقُولُ لِجُمْهُورِ الْفُقَهَاء؟ وَمَاهُوَ دَلِيلُكُمْ؟ قَالُوا دَلِيلُنَا هُوَ قَوْلُ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[لَازَوَاجَ اِلَّا بِوَلِيّ[وَلَانِكَاحَ اِلَّا بِوَلِيّ(وَاَمَّا الْاِمَامُ الْاَعْظَمُ اَبُو حَنِيفَةَ وَاَصْحَابُهُ رَحِمَهُمُ اللهُ جَمِيعاً فَقَالُوا؟ يَجُوزُ لِلْمَرْاَةِ الْبِكْرِ اَوِ الثَّيِّبِ اَنْ تُزَوِّجَ نَفْسَهَا بِغَيْرِ رِضَا وَلِيِّهَا؟ وَاِنْ كَانَ الْاَفْضَلُ اَنْ تُزَوِّجَ نَفْسَهَا بِرِضَا وَلِيِّهَا؟ وَنَقُولُ لِلْحَنَفِيَّة؟ وَمَا هُوَ رَاْيُكُمْ فِيمَا احْتَجَّ بِهِ عَلَيْكُمْ جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ الشَّرِيف[لَانِكَاحَ اِلَّا بِوَلِيّ(قَالُوا اِنَّ شُرُوطَ الصِّحَّةِ لِهَذَا الْحَدِيثِ لَمْ تَتَوَفَّرْ عِنْدَنَا مُكْتَمِلَة؟ بِمَعْنَى اَنَّنا لَمْ نَجِدِ الشُّرُوطَ الَّتِي اشْتَرَطْنَاهَا كَامِلَةً لِيَكُونَ هَذَا الْحَدِيثُ صَحِيحاً وَحُجَّةً عَلَيْنَا لِنَاْخُذَ بِهِ فِي الْاَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ النِّكَاحِيَّةِ عَلَى اِطْلَاقِهِ مِنْ بَابِ الْوُجُوب؟ بَلْ نَكْتَفِي بِاَخْذِهِ احْتِيَاطاً مِنْ بَابِ النَّدْبِ وَالِاسْتِحْبَابِ فَقَطْ لِلْمَرْاَةِ اَلَّا تَتَزَوَّجَ مِنْ دُونِ رِضَا الْوَلِيّ(وَكَمَا ذَكَرْنَا لَكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة فِي مُشَارَكَةٍ سَابِقَةٍ بِعُنْوَان(مَاهِيَ بَعْضُ الْاَسْبَابِ الَّتِي جَعَلَتْ بَعْضَ الْعُلَمَاءِ يَخْتَلِفُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ) اَنَّ مِنْ اَسْبَابِ الِاخْتِلَافِ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ وَالْفُقَهَاءِ كَالْحَنَفِيَّةِ وَغَيْرِهِمْ؟ اَنَّ بَعْضَهُمُ اشْتَرَطَ لِصِحَّةِ الْحَدِيثِ شُرُوطاً خِلَافَ الْآخَر؟ فَمَثَلاً اَخِي لَوْ قَرَاْتَ حَدِيثاً مَا عَنِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ فَرُبَّمَا تَجِدُ فِي نِهَايَتِهِ مَايَلِي(صَحِيحٌ عَلَى شَرْط ِالْبُخَارِي فَقَطْ؟ اَوْ صَحِيحٌ عَلَى شَرْط ِالشَّيْخَيْنِ وَهُمَا الْبُخَارِي وَمُسْلِم)بِمَعْنَى اَنَّ هَذَا الْحَدِيث[لَانِكَاحَ اِلَّا بِوَلِيّ(صَحِيحٌ عَلَى شُرُوطِ جُمْهُورِ الْفُقَهَاءِ وَقَدِ اكْتَمَلَتْ شُرُوطُ صِحَّتِهِ عِنْدَهُمْ وَاَخَذَ الْمَرْتَبَةَ الْاُولَى فِي صِحَّتِهِ؟ وَلَكِنَّهُ لَمْ تَكْتَمِلْ شُرُوطُ صِحَّتِهِ وَلَمْ تَنْطَبِقْ جَمِيعُهَا عَلَى شُرُوطِ الْحَنَفِيَّةِ الَّتِي اشْتَرَطُوهَا هُمْ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْحَنَفِيَّةَ اَضَافُوا شُرُوطاً اُخْرَى غَيْرَ مَوْجُودَةٍ عِنْدَ شُرُوطِ جُمُهُورِ الْفُقَهَاءِ لِيُصَادِقُوا عَلَى صِحَّةِ هَذَا الْحَدِيث وَيَقْبَلُوهُ عَلَى اِطْلَاقِهِ وُجُوباً وَحُجَّةً عَلَيْهِمْ وَلَكِنَّ الشُّرُوطَ الَّتِي اَضَافُوهَا لَمْ تَفِ بِالْغَرَضِ الَّذِي وَفَّى بِهِ شُرُوطُ جُمْهُورُ الْفُقَهَاء؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْحَنَفِيَّةَ جَعَلُوا هَذَا الْحَدِيثَ فِي الْمَرْتَبَةِ الثَّانِيَةِ فِي صِحَّتِهِ فَاَخَذُوهُ عَلَى اِطْلَاقِهِ نَدْباً وَاسْتِحْبَاباً لَا وُجُوباً لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْحَنَفِيَّةَ لَايَقْبَلُونَ اَنْ يَكْتَفُوا بِشُرُوطِ جُمْهُورِ الْفُقَهَاءِ الَّتِي جَعَلُوهَا حَكَماً عَلَى صِحَّةِ هَذَا الْحَدِيثِ اَوْ عَدَمِ صِحَّتِه؟ بَلْ يُضِيفُونَ اِلَيْهَا مِمَّا جَعَلُوهُ هُمْ اَيْضاً مِنْ شُرُوطِهِمْ حَكَماً عَلَى صِحَّةِ هَذَا الْحَدِيثِ اَوْ عَدَمِ صِحَّتِه؟ وَاَمَّا السَّبَبُ الثَّانِي فَاِنَّهُمْ لَمْ يَاْخُذُوا هَذَا الْحَدِيثَ عَلَى حَرْفِيَّتِهِ الَّتِي تُوحِي لِلْبَعْضِ بِاَنَّهَا حَرْفِيَّةٌ صَارِمَةِ كَمَا اَنَّهُمْ لَمْ يَاْخُذُوا صَدَقَةَ الْفِطْرِ عَلَى حَرْفِيَّتِهَا فِي وُجُوبِ التَّمْرِ اَوِ الشَّعِيرِ اَوِ الزَّبِيبِ اَوْ غَالِبِ قُوتِ الْبَلَدِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُمُ اسْتَبْعَدُوا مِنْ فِقْهِهِمْ وَرَاْيِهِمْ اَنَّ رَسُولَ اللهِ يَهُمُّهُ مَصْلَحَةَ الْفَقِيرِ قُوتاً اَوْ تَمْراً اَوْ زَبِيباً وَلَايَهُمُّهُ مَصْلَحَةُ الْفَقِيرِ نَقْداً؟ فَاِنِ احْتَجَّ الْمَالِكِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ عَلَى الْحَنَفِيَّةِ بِالْقَاعِدَةِ الشَّرْعِيَّةِ الَّتِي تَقُول[اَلْاَصْلُ فِي الْعِبَادَاتِ الْحَظْرُ اَوِ الْمَنْعُ اِلَّا مَا كَانَ مِنْهَا عَلَى طَرِيقَةِ رَسُولِ اللهِ قَوْلاً وَفِعْلاً وَسُكُوتاً اَوْ اِقْرَاراً؟ وَصَدَقَةُ الْفِطْرِ عِبَادَة(فَاِنَّنَا نَقُولُ لَهُمْ نَعَمْ اَلْاَصْلُ فِي فَرَائِضِ الْعِبَادَاتِ وَسُنَنِهَا وَمَنْدُوبَاتِهَا وَمُسْتَحَبَّاتِهَا اَنَّهَا مَمْنُوعَةٌ عَلَى غَيْرِ الطَّرِيقَةِ الْمُحَمَّدِيَّةِ اِلَّا فِيمَا اجْتَهَدَ فِيهِ الْحَنَفِيَّةُ مِنَ الِاجْتِهَادِ الصَّحِيحِ فِي مُرَادِ رَسُولِ اللهِ مِنْ صَدَقَةِ الْفِطْرِ وَاَنَّهُ لَايَقْتَصِرُ عَلَى مَاتُفْتُونَ بِهِ مِنْ حَصْرِ مَصْلَحَةِ الْفَقِيرِ وَالتَّضْيِيقِ عَلَيْهِ بِغَالِبِ قُوتِ الْبَلَدِ؟ونحن نحتج عليكم بِاَنَّ الحنفية لم يجتهدوا في اصل العبادة ولكنهم اجتهدوا في مراد رسول الله منها؟ وَنُبَشِّرُكُمْ بِاَنَّ صَدَقَةَ الْفِطْرِ هي عِبَادَةٌ مَالِيَّة؟ وَالْعِبَادَاتُ الْمَالِيَّة هِيَ مُعَامَلَات؟ وَالْمُعَامَلَاتُ تَنْدَرِجُ تَحْتَ الْقَاعِدَةِ الشَّرْعِيَّة[اَلْاَصْلُ فِي الْمُعَامَلَاتِ الْاِبَاحَة اِلَّا مَا حَرَّمَهُ الشَّرْعُ مِنْ اَكْلِ اَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِل( فَاِنْ اَبَيْتُمْ اِلَّا الْمُكَابَرَة؟ فَاِنَّنَا نُلْزِمُكُمْ رَغْماً عَنْكُمْ بِصَلَاةِ الْوِتْرِ عَلَى الطَّرِيقَةِ الْحَنَفِيَّةِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّكُمْ اِنْ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ اَنَّكُمْ حَرِيصُونَ اَكْثَرَ مِنْ حِرْصِ الْحَنَفِيَّةِ عَلَى اَدَاءِ صَدَقَةِ الْفِطْرِ بِالطَّرِيقَةِ الْمُحَمَّدِيَّة؟ فَاِنَّ الْحَنَفِيَّةَ اَحْرَصُ مِنْكُمْ عَلَى اَدَاءِ صَلَاةِ الْوِتْرِ بِالطَّرِيقَةِ الْمُحَمَّدِيَّةِ لماذا؟ لِاَنَّهَا وَاجِبٌ عِنْدَهُمْ بِمَا يُعَادِلُ الْفَرْضَ عِنْدَكُمْ وَلَيْسَتْ وَاجِباً عِنْدَكُمْ بَلْ هِيَ سُنَّةٌ مُؤَكَّدَة؟ فَاِذَا اَلْزَمْتُمُ الْحَنَفِيَّةَ بِاَدَاءِ صَدَقَةِ الْفِطْرِ عَلَى الطَّرِيقَةِ الْمُحَمَّدِيَّةِ مِنْ غَالِبِ قُوتِ الْبَلَدِ دُونَ النَّقْدِ؟ فَاِنَّنَا اَيْضاً نُلْزِمُكُمْ بِاَدَاءِ صَلَاةِ الْوَتْرِ تَتَابُعاً لَاتَفَرُّقاً وَعَلَى الطَّرِيقَةِ الْمُحَمَّدِيَّةِ الْحَنَفِيَّة؟ وَرَحِمَ اللهُ الْاِمَامَ مِالِكاً وَالَّذِي كَانَ يَقُولُ عَنِ الْاِمَامِ الْاَعْظَمِ مَايَلِي[اَبُو حَنِيفَةَ يَسْتَطِيعُ اَنْ يُقْنِعَنِي وَيُقْنِعَ النَّاسَ جميعا بِفِقْهِهِ الْعَظِيمِ وَرَاْيِهِ السَّدِيدِ الْحَكِيم اِلَى دَرَجَةٍ تَجْعَلُنِي اُصَدِّقُ اَنَّ هَذَهِ السَّارِيَةَ اَوِ الْعَمُودَ الْحَجَرِيَّ فِي مَسْجِدِي هَذَا مَصْنُوعٌ مِنْ ذَهَب؟ وَالنَّاسُ كُلُّهُمْ عِيَالٌ فِي الْفِقْهِ عَلَى اَبُو حَنِيفة] نَعَمْ اَخِي وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْحَنَفِيَّةَ لَمْ يَفْهَمُوا مِنْ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[لَانِكَاحَ اِلَّا بِوَلِيّ(لَمْ يَفْهَمُوا مِنْهُ رِضَا الْوَلِيِّ وُجُوباً عَلَى الْمَرْاَة؟ وَاِنَّمَا فَهِمُوهُ اسْتِحْبَاباً لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْحَدِيثَ يُوحِي بِمَعْنَاهُ اَنَّ الْوَلِيَّ لَابُدَّ مِنْ وُجُودِهِ عِنْدَ عَقْدِ النِّكَاح؟ فَاِذَا وُجِدَ فَرُبَّمَا يَكُونُ غَيْرَ رَاضٍ عَنْ هَذَا الْعَقْد؟ فَبِمُجَرَّدِ وُجُودِهِ وَلَوْ مِنْ غَيْرِ رِضَاه؟ فَقَدْ قَامَ الْحَنَفِيَّةُ بِالْوَاجِبِ الَّذِي اَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللهِ فِي وُجُودِهِ؟ وَلَاجُنَاحَ عَلَيْهِمْ اِذَا اَفْتَوْا بِصِحَّةِ عَقْدِ الزَّوَاجِ وَلَوْ مِنْ غَيْرِ رِضَاهُ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْحَدِيثَ يُوحِي بِمَعْنَاهُ وَيَحْتَمِلُ اَيْضاً بِمَعْنَاهُ اَنَّهُ يُكْتَفَى بِوُجُودِهِ وَلَايُشْتَرَطُ رِضَاهُ اِلَّا اسْتِحْبَاباً لَا وُجُوباً؟كَمَا اَنَّهُ يُوحِي بِمَعْنَاهُ اَيْضاً اَنَّهُ لَايُكْتَفَى بِوُجُودِهِ بَلْ يُشْتَرَطُ رِضَاهُ اَيْضاً وُجُوباً عَلَى رَاْيِ جُمْهُورِ الْفُقَهَاء؟بِمَعْنَى اَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ لَهُ مَعْنَيَانِ صَحِيحَان؟ وَهُمَا الْمَعْنَى الَّذِي اَرَادَهُ جُمْهُورُ الْفُقَهَاء؟ وَالْمَعْنَى الَّذِي اَرَادَهُ الْحَنَفِيَّةُ؟ وَكِلَاهُمَا صَحِيح؟ وَلِذَلِكَ يَقُولُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَحِمَهُ الله؟ اَلْحَمْدُ لِلهِ اَنَّ الْفُقَهَاءَ اخْتَلَفُوا؟ فَقِيلَ لَهُ لِمَاذَا يَا اَيُّهَا الْخَلِيفَةُ الْعَادِلُ تَحْمَدُ اللهَ عَلَى اخْتِلَافِهِمْ؟ فَقَالَ حَتَّى لَايُوقِعُوا النَّاسَ فِي الْحَرَجِ الشَّدِيد؟ وَالْخُلَاصَةُ اَخِي اَنَّ الرَّاْيَ الَّذِي نُرَجِّحُهُ؟ هُوَ حَدٌّ وَسَطٌ بَيْنَ رَاْيِ جُمْهُورِ الْفُقَهَاء؟ وَبَيْنَ رَاْيِ الْحَنَفِيَّة؟ وَهُوَ اَنَّهُ لَابُدَّ مِنْ رِضَا الْوَلِيِّ فِي عَقْدِ الزَّوَاجِ عَلَى شَرْطِ؟ اَلَّا يَعْضُل؟ بِمَعْنَى عَلَى شَرْط؟ اَلَّا يَمْنَعَ هَذَا الزَّوَاج؟ وَاَلَّا يَقِفَ عَقَبَةً فِي طَرِيقِ هَذَا الزَّوَاجِ مِنْ دُونِ مُبَرِّرٍ اَوْ سَبَبٍ شَرْعِيٍّ مُقْنِع؟ لِمَاذَا لَابُدَّ مِنْ رِضَا الْوَلِيّ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي تَكْرِيماً لَهَذِهِ الْفَتَاة؟ لِمَاذَا تَكْرِيماً لِهَذِهِ الْفَتَاة؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي لِاَنَّهَا حِينَمَا تَتَزَوَّجُ رَغْماً عَنْ وَالِدِهَا؟ فَاِنَّهَا بِمُجَرَّدِ اَنْ يَحْصَلَ أيُّ خِلَافٍ بَيْنَهَا وَبَيْنَ زَوْجِهَا؟ اَوْ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اَخَوَاتِ زَوْجِهَا؟ اَوْ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اَقْرِبَاءِ زَوْجِهَا؟ اَوْ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمَاتِهَا وَهِيَ اُمُّ زَوْجِهَا الَّتِي لَاتَخَافُ اللهَ مِثْلَهُمْ جَمِيعاً؟ فَاِنَّهَا تَقُولُ لَهَا مُبَاشَرَةً وَمِنْ دُونِ (اِحِمْ وَلاَ دَسْتُور( اَنْتِ الَّتِي خَرَجْتِ عَنْ طَوْعِ اَبِيكِ اَوْ اُمِّكِ اَوْ اَخِيكِ اَوْ اَهْلِكِ اَوْ عَمِّكِ اَوْ خَالِكِ؟ ثُمَّ رَمَيْتِ نَفْسَكِ فِي اَحْضَانِ وَلَدِي؟ وَفَرَضْتِّ نَفْسَكِ عَلَيْنَا فَرْضاً؟ وَنَحْنُ لَمْ نَرْمِ وَلَدَنَا فِي اَحْضَانِكِ؟ بَلْ اَنْتِ الَّتِي كَانَ قُوطُكِ مُفَلْفَلاً وَمُبَهَّراً وَمُشْتَاقاً اِلَى عُضْوِ ابْنِي الذَّكَرِي بِسْمِ الله عَلَى بَيْضَاتُو وَعَلَى كَشْكَشْ بَدَنُو؟ وِاتْفُووو عَلَى قُوطِكِ الْحَامِي؟ وَنَحْنُ كَانَ بِاِمْكَانِنَا اَنْ نَخْتَارَ لِابْنِنَا عَرُوساً اَجْمَلَ مِنْكِ؟ بَلْ هِيَ سَيِّدَتُكِ؟ بَلْ هِيَ سَيِّدَةُ سَيِّدَتِكِ؟ اِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْكَلَامِ الْمُؤْذِي الَّذِي نَسْمَعُهُ مِمَّنْ لَايَخَافُونَ الله؟ مِمَّنْ اَصْبَحَ الزَّوَاجُ الْمَشْرُوعُ عِنْدَهُمْ عُهْراً وَدَعَارَةً وَعَاراً عَلَى الْمَرْاَةِ وَعِزّاً وَفَخْراً لِلرَّجُلِ حَتَّى وَلَوْ زَنَى فَهُوَ فِي نَظَرِ هَؤُلَاءِ الْاَوْغَادِ السَّفَلَةِ الْاَقْذَارِ الْمُنَحَطّين كَالْقَصْرِ اِذَا انْبَنَى؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَكَمْ هَذِهِ الْفَتَاةُ سَتُؤْذَى اِذَا تَزَوَّجَتْ مِنْ دُونِ رِضَا وَلِيِّهَا لِمَاذَا؟ لِاَنَّ وَلِيَّهَا لَنْ يَتَدَخَّلَ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ عَلَى ضَوْءِ قَوْلِهِ تَعَالَى{فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ اَهْلِهِ وَ حَكَماً مِنْ اَهْلِهَا اِنْ يُرِيدَا اِصْلَاحاً يُوَفّقِ اللهُ بَيْنَهُمَا(بَلْ رُبَّمَا يَشْمَتُ الْاَبُ بِابْنَتِهِ وَالْاَخُ بِاُخْتِهِ لِاَنَّهَا تَزَوَّجَتْ بِغَيْرِ رِضَاهُمْ؟ وَرُبَّمَا يَكُونُ اَبُوهَا هُوَ الْوَحِيدُ الَّذِي يَسْتَطِيعُ اَنْ يَضَعَ حَدّاً لِمُعَانَاةِ ابْنَتِهِ مَعَ زَوْجِهَا وَحَمَاتِهَا وَسِلْفَتِهَا اُخْتِ زَوْجِهَا وَغَيْرِهِمْ مِنْ اَهْلِهِ وَاَقْرِبَائِهِ وَاَحْمَائِهَا؟ فَاِذَا تَدَخَّلَ الْاَبُ فَاِنَّهُ يَسْتَطِيعُ بِكُلِّ ثِقَةٍ اَنْ يَقُولَ لِصِهْرِهِ زَوْجِ ابْنَتِهِ هَلْ اَكْرَمْتُكَ بِهَا وَزَوَّجْتُكَهَا اَيُّهَا اللَّئِيمُ وَيَالُكَعُ بْنُ لُكَعٍ مِنْ اَجْلِ اَنْ تُهِينَهَا وَتُمَكِّنَ اُمَّكَ حَمَاتَهَا مِنْ اِهَانَتِهَا اَيْضاً؟نَعَمْ اُخْتِي فَرُبَّمَا فِي هَذِهِ الْحَالَةِ يَمْتَنِعُ زَوْجُكِ عَنْ اِهَانَتِكِ وَيَمْنَعُ اَهْلَهُ اَيْضاً وَيَحْسَبُ لِاَبِيكِ وَاَخِيكِ وَعَمِّكِ وَخَالِكِ وَاَهْلِكِ اَلْفَ حِسَابٍ قَبْلَ اَنْ يُهِينَكِ هُوَ وَاَهْلُهُ وَاَقْرِبَاؤُهُ مِنْ اَحْمَائِكِ وَسَلَايِفِكِ؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ كَرَامَةَ الْفَتَاةِ؟ اَنْ تَخْرُجَ مِنْ بَيْتِ وَلِيِّهَا بِاِذْنِهِ مَرْفُوعَةَ الرَّاْسِ؟ وَذَلِكَ اَلْيَقُ بِحَالِهَا؟ حَتَّى تَكُونَ مُكَرَّمَةً عِنْدَ زَوْجِهَا وَاَحْمَائِهَا مِنْ اَقْرِبَاءِ زَوْجِهَا؟ فَرُبَّمَا اُخْتُ زَوْجِهَا هَتَّتْهَا وَعَيَّرَتْهَا بِالْحَلَالِ الَّذِي تَفْعَلُهُ مَعَ زَوْجِهَا؟ وَرُبَّمَا حَمَاتُهَا اَيْضاً؟ وَرُبَّمَا عَمَّةُ زَوْجِهَا اَيْضاً؟ وَرُبَّمَا خَالَةُ زَوْجِهَا اَيْضاً؟ مُتَجَاهِلِينَ جَمِيعاً؟ وَضَارِبِينَ بِعُرْضِ الْحَائِطِ؟ قَوْلَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[وَمَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ امْرِىءٍ مُسْلِمٍ(رَجُلٍ كَانَ اَوِ امْرَاَة بِالْحَلَالِ كَانَ اَوْ بِالْحَرَام؟ وَمَا بَالُكِ اُخْتِي وَاَخِي اِذَا تَتَبَّعُتُمَا عَوْرَتَهُ اَوْ عَوْرَتَهَا وَتَجَسَّسْتُمَا عَلَى الْحَلَالِ مِنَ الزَّوَاجِ الْمَشْرُوعِ وَكَشَفْتُمْ سِتْرَ اللهِ عَلَيْهِمَا فِيمَا يَفْعَلَانِ مِنَ الْمُمَارَسَةِ الشَّرْعِيَّةِ الْحَلَالِ وَلَوْ تَصْرِيحاً بِهَا بَلْ وَلَوْ تَلْمِيحاً فَمَاذَا تَكُونُ النَّتِيجَةُ عَلَيْكُمْ يَااَقْرِبَاءَ الزَّوْج[تَتَبَّعَهُ اللهُ حَتَّى يَفْضَحَهُ فِي بَيْتِه(وَتَصَوَّرْ مَعِي اَخِي وَاُخْتِي مِنْ اَقْرِبَاءِ الزَّوْجِ؟ اَنَّكُمْ جَمِيعاً يَحْرُمُ عَلَيْكُمْ اَنْ تُعَيِّرُوا اِنْسَاناً بِمَا يَقُومُ بِهِ مِنَ الْحَرَامِ بِدَلِيل[اَرَاَيْتَ يَارَسُولَ اللهِ اِنْ كَانَ فِي اَخِي مَااَقُول؟ فَقَالَ اِنْ كَانَ فِيهِ مَاتَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَه(وَالْغِيبَةُ مُحَرَّمَةٌ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَلَايَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضَا(وَاَمَّا اَنْ تُعَيِّرُوا اِنْسَاناً فِي حُضُورِهِ كَمَا تَفْعَلُونَ مَعَ الزَّوْجَةِ الَّتِي رَمَتْ نَفْسَهَا عَلَيْكُمْ وَعَلَى اَحْضَانِ ابْنِكُمْ؟ فَاِنَّ ذَلِكَ اَشَدُّ حُرْمَةً وَاِجْرَاماً عِنْدَ اللهِ مِنَ الْغِيبَةِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[بِحَسْبِ امْرِىءٍ مِنَ الشَّرِّ اَنْ يَحْقِرَ اَخَاهُ الْمُسْلِمَ(فِي غَيْبَتِهِ اَوْ فِي حُضُورِهِ(فَاِذَا كَانَ تَهْدِيدُ اللهِ وَرَسُولِهِ حَاصِلاً بِسَبَبِ مَاتُعَيِّرُونَهُ اَوْ تُعَيِّرُونَهَا بِهِ* فِيمَا يَفْعَلَانِهِ مِنَ الزِّنَى الْحَرَامِ *فِي حُضُورِهَا اَوْ غَيْبَتِهَا؟ فَمَا بَالُكُمْ بِغَضَبِ اللهِ وَلَعْنَتِهِ عَلَيْكُمْ وَانْتِقَامِهِ مِنْكُمْ وَشِدَّةِ عِقَابِهِ بِسَبَبِ مَاتُعَيِّرُونَهَا بِهِ مِنَ الْحَلَالِ فِي الْعَلَاقَةِ الزَّوْجِيَّةِ الْحَلَالِ حِينَمَا خَدَشْتُمْ حَيَاءَهَا وَاِيمَانَهَا بِقَوْلِكُم اَنَّهَا فَرَضَتْ نَفْسَهَا عَلَيْكُمْ وَرَمَتْ بِنَفْسِهَا فِي اَحْضَانِ وَلَدِكُمْ؟ فَكَيْفَ غَابَ عَنْ بَالِكُمْ اَنَّكُمْ لَمْ تَخْدِشُوا حَيَاءَهَا فَقَطْ؟ بَلْ خَدَشْتُمْ اِيمَانَهَا اَيْضاً؟ وَطَعَنْتُمْ فِيهِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ حَيَاءَهَا الَّذِي خَدَشْتُمُوهُ هُوَ شُعْبَةٌ مِنْ شُعَبِ اِيمَانِهَا كَمَا قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟وَاِيَّاكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة اَنْ تَحْتَجُّوا عَلَيَّ بِاَنِّي اَخْدِشُ حَيَاءَكُمْ بِكَلَامٍ بَذِيءٍ فِي جَمِيعِ مُشَارَكَاتِي لِاَنِّي شَرْعاً يَحِقُّ لِي ذَلِكَ وَاَنْتُمْ لَايَحِقُّ لَكُمْ لِمَاذَا؟ لِاَنِّي اَخْدِشُ حَيَاءَكُمْ مِنْ اَجْلِ تَعْلِيمِكُمُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ وَالْحَلَالَ وَالْحَرَامَ وَالطَّهَارَةَ وَالنَّجَاسَةَ الْمَادِّيَّةَ وَالْمَعْنَوِيَّةَ وَلَيْسَ مِنْ اَجْلِ تَحْقِيرِكُمْ بِغَيْرِ حَقّ؟ وَدَلِيلِي عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ هَذَا الْخَدْشِ هُوَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[لَاحَيَاءَ فِي الدِّين(فَكَمَا اَنَّ نَاقِلَ الْكُفْرِ لَيْسَ بِكَافِرٍ فَكَذَلِكَ نَاقِلَةُ الْكَلَامِ الْبَذِيءِ لَيْسَتْ بَذِيئَة؟ وَلَابُدَّ مِنْ بَيَانِ هَذِهِ الْاَلْفَاظِ الْبَذِيئَةِ لِلنَّاسِ وَتَوْضِيحِهَا حَتَّى لَايَقَعُوا فِيهَا؟ فَمَثَلاً قَوْلُهُ تَعَالَى{وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ(طَيِّبْ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ بِمَاذَا؟ لَابُدَّ مِنَ الشَّرْحِ وَالتَّوْضِيحِ لِلنَّاسِ جَيِّداً حَتَّى يَفْهَمُوا اَنَّهُمْ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ بِقَوْلِهِمْ مَثَلاً يَاقَحْبَة؟ يَاشَرْمُوطَة؟ يَاعَاهِرَة؟ يَازَانِيَة؟ يَاكَذَا؟ يَاكَذَا حَتَّى يَفْهَمَ النَّاسُ جَيِّداً مَعْنَى هَذِهِ الْآيَة؟ بَلْ اِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ مَوْجُودَةٌ فِي سُورَةِ النُّورِ الَّتِي يَقُولُ رَسُولُ اللهِ عَنْهَا [عَلّمُوا اَوْلَادَكُمْ سُورَةَ النُّور(وَلَابُدَّ مِنْ تَعْلِيمِ الْاَطْفَالِ هَذِهِ الْاَلْفَاظَ الْبَذِيئَةَ عَلَى اَنَّهَا مُحَرَّمَةَ حَتَّى يَكْرَهُوهَا وَيَنْفِرُوا مِنْهَا؟ فَاِذَا لَمْ نُعَلّمْهُمْ اِيَّاهَا؟ فَاِنَّ اَوْلَادَ الشَّوَارِعِ الشَّيَاطِينِ سَيُعَلّمُونَهُمْ اِيَّاهَا وَيُحَبِّبُونَهُمْ وَيُرَغِّبُونَهُمْ فِي نُطْقِهَا وَالتَّلَفُّظِ بِهَا{وَيَحْسَبُونَهَا هَيِّنَة وَهِيَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمَة} بَعْدَ ذَلِكَ هُنَاكَ سُؤَالٌ مِنْ اَحَدِ الْاِخْوَة؟ هَلْ يَجُوزُ لِوَلِيِّهَا اَنْ يَعْضِلَهَا عَنِ الزَّوَاجِ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي اَوّلاً اِنَّ الْعَضْلَ فِي اللُّغَةِ مَعْنَاهُ هُوَ اَنْ يَمْنَعَ الْوَلِيُّ وَهُوَ اَبُوهَا اَوْ غَيْرُهُ زَوَاجَهَا مِنْ رَجُلٍ كُفْؤٍ مُنَاسِبٍ لَهَا؟ وَمَعَ الْاَسَف؟ فَاِنَّ هُنَاكَ مِنَ الْآبَاءِ الَّذِينَ لَايَخَافُونَ اللهَ؟ مَنْ يُزَوِّجُ جَمِيعَ بَنَاتِهِ؟ وَلَاتَبْقَى عِنْدَهُ اِلَّا بِنْتٌ وَاحِدَة؟ فَاِذَا سَاَلْتَهُ اَخِي لِمَاذَا لَاتُزَوِّجُهَا اَيُّهَا الْاَبُ الْقَاسِي؟ فَاِنَّهُ يَقُولُ لَكَ عَنْهَا اَنَّهَا آخِرُ الْعَنْقُود؟ وَاَنَا بِحَاجَةٍ اِلَيْهَا لِتَبْقَى عِنْدِي وَتَخْدِمَنِي؟ فَهَلْ تَحْسُدُونَنِي عَلَيْهَا؟ لِمَاذَا مِنْ كُلِّ هَؤُلَاءِ الْبَنَاتِ اللَّوَاتِي رَزَقَنِي اللهُ بِهِنَّ لاَ اَسْتَاْثِرُ بِوَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ لِتَخْدِمَنِي؟ هَلْ كَثِيرٌ عَلَيَّ اَنْ اَحْصَلَ عَلَى وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ فَقَطْ لِتَخْدِمَنِي؟ وَنَقُولُ لِهَذَا الْاَبِ الْقَاسِي اللَّئِيم؟ وَهَلْ مِنَ الضَّرُورِي اَنْ تَظْلِمَهَا وَلَاتُزَوِّجَهَا وَلاتُرَاعِيَ مَشَاعِرَهَا الْجِنْسِيَّةَ وَالْاُمُومِيَّةَ الَّتِي فَطَرَهَا اللهُ عَلَيْهَا؟ مَنِ الَّذِي اَعْطَاكَ الْحَقَّ اَنْ تَتَغَافَلَ عَنْ طَبِيعَةِ الْاِنْسَانِ ذَكَراً كَانَ اَوْ اُنْثَى وَعَنْ شُعُورِهِ وَعَنْ غَرِيزَتِهِ مِنْ اَجْلِ اِرْضَاءِ اَنَانِيَّتِك؟ وَمَاذَا عَنْ بَقِيَّةِ بَنَاتِكَ الْمُتَزَوِّجَات؟ فَاِذَا كُنْتَ بِحَاجَةٍ اِلَى خِدْمَتِهِنَّ لَكَ اِلَى هَذِهِ الدَّرَجَة؟ لِمَاذَا لَاتُخَصِّصُ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ مَعَ آخِرِ الْعَنْقُودِ بِدَوْرِهَا هِيَ اَيْضاً؟ يَوْماً وَاحِداً فَقَطْ فِي الْاُسْبُوعِ مِنْ اَجْلِ خِدْمَتِكَ؟ ثُمَّ تَذْهَبُ اِلَى بَيْتِ زَوْجِهَا لِتَاْتِيَ الْاُخْرَى فِي الْيَوْمِ التَّالِي بِالتَّنَاوُبِ مَعَ اَخَوَاتِهَا عَلَى خِدْمَتِك؟ نَعَمْ اَخِي وَبَعْضُ الْآبَاءِ الْاَنَانِيِّينَ اَيْضاً يُفَضِّلُونَ الِاحْتِفَاظَ بِآخِرِ الْعَنْقُودِ لِمَاذَا؟ طَمَعاً فِي دَخْلِهَا وَرَاتِبِهَا الشَّهْرِي؟ وَرُبَّمَا اِذَا تَزَوَّجَتْ؟ فَاِنَّ اَبَاهَا يَخَافُ اَنْ تَتَخَلَّى عَنْ مُسَاعَدَتِهِ؟ وَلِذَلِكَ يَعْضُلُهَا اَوْ يَمْنَعُهَا مِنَ الزَّوَاج؟ وَنَقُولُ لَهَذِهِ؟ لَايَسْقُطُ عَنْكِ بِرُّ اَبِيكِ اَوْ اُمِّكِ؟ وَلَايُعْفِيكِ رَبُّكِ سُبْحَانَهُ مِنْ بَرِّهِمَا وَلَوْ تَزَوَّجْتِ وَمَهْمَا رُزِقْتِ مِنَ الْاَوْلَاد؟ لَكِنْ عَلَيْكِ اَنْ تُسَاعِدِيهِمَا حَسَبَ طَاقَتِكِ اَنْتِ وَاَخَوَاتُكِ وَاِخْوَانُكِ الذُّكُورُ اَيْضاً{وَلَايُكَلّفُ اللهُ نَفْساً اِلَّا وُسْعَهَا(وَقَدْ بَعَثَ اِلَيَّ اَحَدُ الْاِخْوَةِ بِرِسَالَةٍ يَقُولُ فِيهَا؟ مَاذَا لَوْ لَمْ يَكُنْ اَحَدٌ مِنْ اَبَوَيَّ بِحَاجَةٍ اِلَى بِرِّي لَهُمَا اَوْ لِاَحَدِهِمَا؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ وَمَنْ قَالَ لَكَ اَنَّ اللهَ بِحَاجَةٍ اِلَى صَلَاتِكَ وَصِيَامِكَ وَعِبَادَتِكَ لَهُ؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّهُ يَاْمُرُكَ رَغْماً عَنْكَ بِعِبَادَتِهِ وَبِرِّهِ وَبِرِّ وَالِدَيْكَ اَيْضاً؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ}وَاَمَّا اَنْتَ اَيُّهَا الْاَب؟ يَامَنْ تَقُومُ بِعَضْلِ ابْنَتِكَ وَمَنْعِهَا مِنَ الزَّوَاج؟ هَلْ تُرِيدُ اَنْ تَقْضِيَ عَلَى ابْنَتِكَ وَرَغْبَتِهَا فِي الْمُمَارَسَةِ الْجِنْسِيَّةِ الْحَلَال؟ بَلْ وَرَغْبَتِهَا فِي الْاُمُومَةِ اَيْضاً؟ وَهَلْ تُرِيدُهَا اَنْ تَبْقَى عَطْشَى اِلَى الْاَبَد وَجَوْعَى اِلَى الْحُبِّ وَالْحَنَانِ الزَّوْجِيِّ وَالْجِنْسِيِّ وَالْاُمُومِيِّ الَّذِي لَنْ تَجِدَهُ عَلَى صَدْرِكَ مَهْمَا ضَمَمْتَهَا اِلَيْه؟ لِمَاذَا اِذاً خَلَقَ اللهُ لَهَا هَذَا الْمُسْتَقَرَّ وَالْمُسْتَوْدَعَ التَّنَاسُلِيَّ الْمُحَرَّمَ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْاَب؟ هَلْ لِيَبْقَى مُغْلَقاً وَمُعَلَّقاً فِي بَيْتِ الْوَقْفِ عِنْدَكَ اِلَى الْاَبَد؟ وَلِذَلِكَ اُخْتِي يَجُوزُ لَكِ شَرْعاً وَيَجُوزُ شَرْعاً اَيْضاً لِمَنْ يَتَقَدَّمُ اِلَى خِطْبَتِكِ؟ اَنْ يُقِيمَ دَعْوَى اَمَامَ الْقَضَاءِ عَلَى اَبِيكِ يَقُولُ فِيهَا؟ اَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَان؟ تَقَدَّمْتُ مِنْ اَجْلِ الزَّوَاجِ مِنْ فُلَانَة؟ وَاَنَا كُفْؤٌ لَهَا وَاَسْتَحِقُّهَا وَتَسْتَحِقُّنِي؟ وَلَكِنَّ وَلِيَّهَا لَايَرْضَى بِذَلِك؟ فَعِنْدَ ذَلِكَ اِذَا كَانَ هَذَا الرَّجُلُ فِعْلاً كُفْؤاً لِهَذِهِ الْفَتَاة؟ فَاِنَّ الْقَاضِي يُزَوِّجُهَا رَغْماً عَنْ اَبِيهَا لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْقَاضِي يُعْتَبَرُ وَلِيَّ مَنْ لَاوَلِيَّ لَهَا يُزَوِّجُهَا لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْمَفْرُوضَ عَلَى الْوَلِيِّ الْاَبِ لِهَذِهِ الْفَتَاة؟ اَلَّا يَكُونَ مَنْعُهُ اَوْ عَضْلُهُ لِهَذَا الزَّوَاجِ مِنْ دُونِ سَبَبٍ شَرْعِيٍّ مُقْنِعٍ وَبِغَيْرِ وَجْهِ حَقٍّ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ يَسْتَعْرِضُ عَضَلَاتِهِ عَلَى ابْنَتِهِ وَعَلَى مَنْ تَقَدَّمَ لِلزَّوَاجِ مِنْهَا بِغَيْرِ حَقّ؟ مِمَّا يُلْحِقُ بِزَوَاجِهَا وَجِسْمِهَا وقلبها وعقلها عَضْلاً قَوِيّاً يَصْعُبُ تَحْرِيكُهُ اِلَّا بِاَلَمٍ شَدِيدٍ عَلَيْهَا وَعَلَى جَمِيعِ مَنْ يَتَقَدَّمُ مِنْ اَجْلِ الزَّوَاجِ مِنْهَا؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْمَفْرُوضَ بِكَ اَخِي الْوَلِيُّ الْاَبُ الْعَاضِلُ الْقَاسِي وَالْمُتَحَجِّرُ فِي قَلْبِكَ؟ اَنْ تَرْعَى مَصْلَحَةَ مَنْ تَحْتَ وَلَايَتِكَ؟ وَهَذِهِ الْفَتَاةُ وَهِيَ ابْنَتُكَ؟ هِيَ تَحْتَ وَلَايَتِكَ؟ وَمِنْ مَصْلَحَتِهَا اَنْ تُزَوِّجَهَا بِالْكُفْؤِ ؟ فَاِذَا لَمْ تَفْعَلْ ذَلِكَ؟ تَكُونُ قَدْ عَضَلْتَهَا وَحَجَرْتَ عَلَى مَشَاعِرِهَا وَزَوَاجِهَا بِغَيْرِ وَجْهِ حَقّ؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَالْخُلَاصَةُ اَنَّ الْاِسْلَامَ يُرَاعِي مَشَاعِرَ النَّاس؟ وَيُرَاعِي مَشَاعِرَ الْمَرْاَةِ؟ وَيُرَاعِي مَشَاعِرَ الرَّجُلِ فِي آنٍ وَاحِد؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ مِنَ الْجُرْمِ وَمِنَ الذَّنْبِ الْعَظِيمِ؟ اَنْ يُكْرَهَ الرَّجُلُ اَوْ تُكْرَهَ الْمَرْاَةُ عَلَى الزَّوَاجِ اِكْرَاهاً؟ وَخَاصَّةً بِالتَّهْدِيدِ وَالْوَعِيدِ الَّذِي يَقُولُهُ مَنْ لَايَخَافُونَ اللَهَ لِوَلَدِهِمْ حِينَمَا يَقُولُونَ لَهُمْ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً مَايَلِي؟ اِسْمَعْ يَامَغْضُوب؟ اِذَا لَمْ تَتَزَوَّجْ مِنِ ابْنَةِ عَمِّكَ؟ فَاِنِّي سَاَحْرِمُكَ مِنَ الْمِيرَاث؟ وَاسْمَعِي يَامَغْضُوبَة؟ سَاَفْعَلُ بِكِ كَذَا وَكَذَا وَكَذَا اِذَا لَمْ تَتَزَوَّجِي مِنِ ابْنِ عَمِّكِ؟ وَكُلُّ هَذَا مِمَّا لَايَلِيقُ بِشَرْعِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الَّذِي جَاءَ مِنْ اَجْلِ مَصْلَحَةِ النَّاسِ وَرَفْعِ الْحَرَجِ عَنْهُمْ؟ وَلَمْ يَاْتِ مِنْ اَجْلِ الْاِضْرَارِ بِهِمْ وَالتَّحَكُّمِ فِي عَوَاطِفِهِمْ وَمَشَاعِرِهِمْ بِمَا لَايُرْضِي اللهَ وَرَسُولَه؟ بَعْدَ ذَلِكَ هُنَاكَ سُؤَالٌ مِنْ اَحَدِ الْاِخْوَةِ يَقُولُ فِيه؟ مَاذَا لَوْ اَجْبَرَهَا وَلِيُّهَا عَلَى هَذَا الْعَقْدِ وَزَوَّجَهَا رَغْماً عَنْهَا؟ فَهَلْ عَقْدُ الزَّوَاجِ هَذَا يُعْتَبَرُ صَحِيحاً؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَخِي؟ نَعَمْ يُعْتَبَرُ صَحِيحاً؟ وَلَكِنَّهُ مَوْقُوفٌ عَلَى رِضَاهَا؟ وَلَايَسْرِي مَفْعُولُهُ اَبَداً اِلَّا بَعْدَ مُوَافَقَتِهَا وَرِضَاهَا؟ فَاِذَا لَمْ تَرْضَى؟ يُفْسَخُ الْعَقْدُ فَوْراً؟ وَلَايَتَرَتَّبُ عَلَى فَسْخِهِ شَيْءٌ لَهَا مِنَ الْمَهْرِ الْمُعَجَّلِ اَوِ الْمُؤَخَّرِ الَّذِي فَرَضَهُ الزَّوْجُ عَلَى نَفْسِهِ وَلَاشَيْءَ عَلَيْه؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ الْكِرَام؟ وَالْخُلَاصَةُ اَنَّ هُنَاكَ عَادَاتٍ سَيِّئَةً مُنْتَشِرَةً فِي مُجْتَمَعَاتِنَا؟ سَوَاءٌ اَخَذْنَاهَا مِنَ الْجَاهِلِيَّةِ الْاُولَى اَوِالْجَاهِلِيَّة الْمُعَاصِرَة الشَّرْقِيَّة؟ اَمْ اَخَذْنَاهَا مِنْ ثَقَافَةِ الْغَرْبِ الصَّلِيبِي؟ وَنَحْنُ عِنْدَنَا مِنْ ثَقَافَتِنَا الْاِسْلَامِيَّةِ الرَّائِعَةِ مَايَكْفِي وَلَسْنَا بِحَاجَةٍ اِلَى ثَقَافَةِ الصُّلْبَانِ الْخَنَازِيرِ الْخَوَنَةِ الشُّيُوعِيِّينَ وَغَيْرِهِمْ؟ وَحِينَمَا نَفْهَمُ دِينَنَا عَلَى حَقِيقَتِهِ؟ نَسْتَطِيعُ اَنْ نُحَاجِجَ النَّاسَ جَمِيعاً بِالْمَنْطِقِ وَبِالْعَقْلِ؟ وَهَذَا مِنْ اِظْهَارِ الدِّينِ الَّذِي اَمَرَنَا اللهُ تَعَالَى بِهِ اَنْ نَكُونَ رَبَّانِيِّينَ مُنْقَادِينَ وَخَاضِعِينَ وَمُسْلِمِينَ لِلرَّبِّ سُبْحَانَهُ فِي دِينِهِ{لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلّهِ(لِمَاذَا نَقِفُ بِخَجَلٍ وَاسْتِحْيَاءٍ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ اَمَامَ آرَاءِ غَيْرِنَا؟ لِاَنَّنَا مَعَ الْاَسَف؟ لَانَتَثَقَّفُ بِثَقَافَةِ الدَّلِيلِ الشَّرْعِيِّ الَّذِي نُدَلِّلُ بِهِ عَلَى صِحَّةِ مَاعِنْدَنَا؟ فَالْبِيئَةُ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ يَتَاَثَّرُ بِهَا الْاِنْسَان؟ وَالْاَحْكَامُ الِاجْتِهَادِيَّةُ؟ قَدْ تَتَغَيَّرُ مِنْ ظَرْفٍ اِلَى ظَرْف؟ وَاَمَّا الْمَنْصُوصُ عَلَيْهَا نَصّاً؟ فَلَا تَتَغَيَّرُ اَبَداً لِاَنَّهَا اَحْكَامٌ صَرِيحَةٌ لَاتَحْتَمِلُ اِلَّا مَعْنَى وَاحِداً؟ وَاَمَّا الْاُمُورُ الَّتِي تَخْضَعُ لِلِاجْتِهَادِ؟ فَاِنَّهَا تَتَغَيَّرُ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ تَغْيِيرَ الْاَحْكَامِ فِيهَا اَيْضاً؟ قَدْ يَخْضَعُ لِتَغْيِيرِ الْاَزْمَان؟ وَمِنْهَا مَاسَاَلَنِي عَنْهُ اَحَدُ الْاِخْوَةِ قَائِلاً؟ هَلْ يَجُوزُ شَرْعاً اَنْ نَقْبَلَ شَهَادَةً مِنْ اِنْسَانٍ عَارِي الرَّاْسِ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ كَانَ فِيمَا مَضَى مَنْ لَاتُقْبَلُ شَهَادَتُهُ اِذَا مَشَى فِي الشَّارِعِ مَكْشُوفَ الرَّاْسِ مِنْ دُونِ طَرْبُوشٍ تُرْكِيٍّ عُثْمَانِيٍّ اَوْ غَيْرِهِ مِنْ غِطَاءِ الرَّاْسِ؟ وَاَمَّا فِي اَيَّامِنَا؟ فَهَلْ نَسْتَطِيعُ اَنْ نُفْتِيَ بِعَدَمِ قَبُولِ الشَّهَادَةِ لِمَنْ يَمْشِي مَكْشُوفَ الرَّاْسِ؟ طَبْعاً لَا لِمَاذَا؟ لِاَنَّ مَنْ يَضَعُ عَلَى رَاْسِهِ فِي اَيَّامِنَا رِيشَةً اَوْ تَاجاً يُوضَعُ عَلَى رُؤُوسِ الْمُلُوكِ؟ رُبَّمَا لَاتُقْبَلُ شَهَادَتُهُ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ النَّاسَ فِي اَيَّامِنَا بَاعُوا ضَمَائِرَهُمْ وَوُجْدَانَهُمْ اِلَى الشَّيْطَانِ اِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ{وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَاَمْلَاَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ اَجْمَعِين(نَعَمْ اَخِي؟ فَهَذِهِ الْاُمُورُ الِاجْتِهَادِيَّةُ فِي قَبُولِ الشَّهَادَةِ بِطَرْبُوشٍ اَوْ مِنْ دُونِ طَرْبُوشٍ تُرْكِيّ؟ تَتَغَيَّرُ بِحَسَبِ تَغَيُّرِ الزَّمَانِ وَالْاَحْوَال؟ وَفِعْلاً كَانُوا فِيمَا مَضَى اِذَا اَرَادَ اَحَدُهُمْ اَنْ يَسْتَقْبِلَ ضَيْفاً فِي بَيْتِهِ؟ فَاِذَا طَرَقَ الضَّيْفُ بَابَهُ؟ فَلَا يَخْرُجُ لِاسْتِقْبَالِهِ اِلَّا وَاضِعاً طَرْبُوشَهُ عَلَى رَاْسِهِ؟ وَكَانُوا يَعْتَبِرُونَ ذَلِكَ عَيْباً كَبِيراً مِنْهُمْ اَنْ يَسْتَقْبِلَ اَحَدُهُمْ اِنْسَاناً اَوْ ضَيْفاً وَهُوَ عَارِي الرَّاْسِ؟ وَكَانُوا لَايَقْبَلُونَ شَهَادَةَ اِنْسَانٍ اِذَا مَشَى فِي الشَّارِعِ اَوْ خَرَجَ لِاسْتِقْبَالِ ضُيُوفِهِ عَارِيَ الرَّاْسِ؟ وَكَانُوا يَتَعَامَلُونَ مَعَهُ كَمَا يَتَعَامَلُونَ مَعَ رَامِي وَقَاذِفِ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فِي عِرْضِهِنَّ وَشَرَفَهِنَّ بِعَدَمِ قَبُولِ شَهَادَتِه؟ لَكِنْ كَمَا ذَكَرْتُ لَكَ اَخِي؟ فَاِنَّ هَذِهِ الْاَحْكَامَ تَتَغَيَّرُ بِتَغَيُّرِ الْاَزْمَانِ وَالْاَمْكِنَة؟ وَلِذَلِكَ فَلَاحَرَجَ عَلَيْكَ اَخِي فِي اَيَّامِنَا اَنْ تُدْلِيَ بِشَهَادَتِكَ اَمَامَ الْقَضَاءِ وَغَيْرِهِ بِطَرْبُوشٍ اَوْ بِعُقَالٍ وَكُوفِيَّةٍ اَوْ مِنْ دُونِهَا جَمِيعاً بِشَرْط؟ اَلَّا تَكُونَ شَهَادَةَ زُورٍ وَالْعَيَاذُ بِالله؟ لِاَنَّ شَهَادَةَ الزُّورِ تَعْدِلُ الْاِشْرَاكَ بِالله؟ اَللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مُوَحِّدِينَ لَكَ بِرَايَةِ التَّوْحِيدِ الْكُبْرَى لَا اِلَهَ اِلَّا الله مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله؟ وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته من اختكم في الله غصون وآخر دعوانا اَنِ الحمد لله رب العالمين