المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل أصلحتِ تلكَ الفوضى ؟!



أهــل الحـديث
22-05-2014, 05:00 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




رفيقتي يا من أنتِ بصددِ أنْ تصبحي زوجةً وسيّدة ، وأنتِ أيّتها الزوجةُ المُكرَّمة !
قُبيلَ ترتيبِ المهامِّ والموافقةِ بينَ الحقوقِ والواجبات !

لعلّي وإيّاك تُسائل إحدانا أختَها : هل أصلحنا تلكَ الفوضى القابعة في دواخلِنا ؟!
هل يغشانا ترتيبٌ في جنباتِ تيكَ الأنفُسِ التي تسكننُنا حتّى ننتقلَ لترتيبِ المهامِّ حولَنا ؟؟
إنّهُ تساؤلٌ حقيقٌ بأن تطرحهُ كُلُّ قاصدةٍ لتنظيمِ أمورِها وترتيبِ مهامّها !

فتعالَيْ ، أحدّثكِ بشيءٍ تنتظرُهُ كلُّ رفيقةٍ من رفيقتها !

(ووصفةً سحريّةً ، أسألُ العليَّ القديرَ أن يجعلَ فيها انقلاباً لحياتِك وسائرَ شأنك لخير الأمورِ وأصفاها ، ويجعلَ فيها توفيقَك ونجاتَك )!


(*) باديَ الأمر : كوني تلكَ الواثقة ، بل المُعتقِدة اعتقادا محقّقا جازما أن لن يصلحَ أيُّ شأنٍ من شئونها حتّى تُصلحَ بواطنَها ودواخلَها كما لو أنّها عاكفةٌ على إصلاحٍ الظّاهر !

- لا توفيقَ للحقِّ والخيرِ ، ولا نورٌ يغشىَ القلبَ ، ولا زكاءَ للنّفسِ بغيرِ الإقبالِ على الربِّ حقَّ الإقبالِ!
ولعلَّ البعضَ يمرُّ على هاتيكِ العبارةِ كثيرا ؛ فما تقرعُ شيئًا من قلبهِ ولا تأخذُ بعضًا من لُبِّه ، والحقَّ أنّها مِفتاحٌ لكلِّ نجاح ، وسبيلٌ لأهنئِ حياةٍ وأطيبِ عيشة ، ومن جهلَ قدرَها وما عرفَ لها مكانتَها ؛ فلْيبكِ طويلاً على عتباتِ مولاه ؛ علّهُ يفتحْ لهُ بابا من السّعادةٍ موصدا لم يكُن ببالغهِ دون أن يطرقَ بابَه ، ويستجدي جوابَه !

- حسنُ النّوايا ، وطيبُ المقاصدِ والسّجايا ؛ جنّةٌ معجّلةٌ لصاحبِها في الدُّنيا إن هيَ لزمتْ قلبَه ؛ فمن طالَ شوقُها لساعاتٍ طويلةِ اللذاذةِ ، عظيمةِ البركةِ والبهجة ؛ فلتلزم حُسنَ الظنِّ بأهلِ الملّة ، ولتحمل فِعالَهم وأقوالَهم على أحسنِ مَحملٍ وأزكى مأخَذ ، وتبذُل لهم الخيرَ وُسعَها . ولتدرك أن لا عصمةَ إلا لمن عصمهُ اللهُ ، وإلّا ؛ فمن ذا الذي ما ساءَ قطّ ... ومن لهُ الحُسنى فقط ؟!
إن كانَ نهجُكِ طولُ الوقوفِ عندَ كُلِّ خطأٍ أو زلّةٍ لمُسلم ؛ فاعلمي متيقّنةً أن لا معبرَ للرّاحةِ والسّكينةِ إلى قلبكِ وإن عشتِ سنونَ تلوَ السّنين!
انظري البحرَ الخضمَّ ذا ، ما أوسعَه! وأشرحَ نفسَه ! ما آتاهُ اللهُ عقلا ، وقد أوتيتِ ، ومع ذا ؛ ما قذفَ أحدٌ جنباتِه بشيءٍ من الحجارةِ إلّا بقيَ على حالهِ واسعاً نبيلا !

- " الفكرُ مبدأ الإرداة " ؛ عبارةٌ للإمامِ العلمِ ابن القيّمِ - عليهِ رحمةُ ربّي - رمقَها بصري يوما ؛
فاستوقفتني طويلا!
ولمستُ فيها سرّا عجيبا ، و مدخلا عظيما لصفاءِ النّفسِ وسعادةِ القلب .. !
كيف ذلك ؟
تأمّلي معيَ الآن ؟
أطلقي العِنان لخواطرِ ذا الفكرِ عندَك بما تبغينَ سواءَ من خيرٍ أو شر ؟!
ستجدينَكَ ساعةً في شقاءٍ مستديم ، وأخرى في فرَح غامرٍ وسعادة!
هوَ فكرُكِ أنتِ ، ما زلتِ في مكانكِ ذاتِه لم تُغادريه ؛ لكنّكِ بطريقةِ تفكيرِك ؛ جلبتِ لنفسكِ الخيرَ ، وبه جلبتِ لكِ الشرَّ والكدرَ والضرر !
إذن : استغرقي في النّظرِ لمصالحِ العبادِ والمعاد ، اجعلي الخيرَ بفكركِ لصيقا ، واصرفي عنهُ مفاسدَ الأفكارِ وسيّئَها ، وانظري بعدَها تلكَ الجنّةَ وارفةَ الظّلالِ حواليك !


- كم تُراها تدومُ الأنفاسُ بينَ خافقيْك ، وإلى متى سيظلُّ هذا القلبُ نابضاً عاملاً متحرّكا ؟!
سنتان ؟ ستَّ سنين ؟ عشرَ سنين؟ عشرونَ سنة ؟ ثلاثون ؟ أربعون ؟
ذلكَ أمرٌ غُيّبَ عنّا ، و صُرفَ علمهُ عن العقولِ والأبصار !
فحقيقٌ بكُلٍّ عاقلةٍ أن تتوقّف عند ذا الأمرَ ، حينَ لا تجدْ من نفسِها سعيا وبذلا ، أو رفعةً ونهوضا!
كوني تلكَ النّبيلةَ الرّاشدةَ الرّزينةَ في عينِ نفسِك ، أخبريها أنَّها خُلقت لأجلِ أمرٍ سامٍ ، وأنَّ وجودَها في ذي الحياةِ سيختفي يوما .. فما تُراها صانعةٌ فاعلةٌ لمولاها ونفسِها الأنَ قبلَ أن تلقاهُ سُبحانَه وتُعرَض عليهِ كأنْ لم تلبَث في دنياها ساعةً من نهار ؟!

- آتاكِ اللهَ نعماً عدَّ الرّمال ، وقدرَ الجبال ، وما إن يعرِض عليك خدشٌ أو يسيرُ بلاءٍ ؛ غرقتِ في نشيجك ولأوائك ، تسائلينَ مولاك : لم هذا ؟!
أما سائلتِهِ حينَ الرّخاء : ما ( صنعتُ ) لتغدقَ عليَّ كُلَّ ذي المغانمَ والنّعَم ؟!
حينَ ذا يكونُ اختبارُ محبّة العظيمِ سبحانهُ في فؤادك ؛ انظري قلبَك حينَ حلولِ المصائبِ والصّبرِ عندَ الرّزايا ، وتفحّصي نظرتَك لما يحصُل معكِ من أمورَ طرأتْ ليومِك ؛ ما كُنتِ قد حسبتِ لها حِسابا ، ولم تتأهّبي لها ؛ فداهتمكِ فُجاءةً !

- لا أحلى وأزكى وأهنئَ للنّفسِ من ساعاتٍ تنسلُّ فيها من كُلِّ دُنياها ؛ لتبلغ هاتيكَ المُتعةَ الباقية ، فتعِش مع كُرّاسِها والكتاب ؛ تقلبهما ، وتنهل من فيضِ معينيهما ، وتغترف من سلسبيلها ما يقرّبها لمولاها درجات ! ويصفو بها ويزكو ، ويُغرقها في ألوانِ المباهج !


تلكَ لفتاتٌ خططتُها لكِ ، قادتْني إليها بعضُ تجاربُ الحياة .. خذي منها ما شئت ودعي الذي شئت ، المهمّ أن تدركي يا حبيبةَ الوجدانِ أنَّ دُنيانا ذي ليستْ إلّا معبرا وممرّا لدارٍ فيها الصّحبُ والأهلُ والأحباب ؛ حيثُ النّعيمُ الخالدُ الباقي ، والهناءُ الذي لا ينقضي ولا ينفد !

فأصلحي النّفسَ والقلبَ في دارِك حيثُ أنت ؛ يعمُر لكِ اللهُ بصلاحِهما كلتا الدّاريْنِ بإذنه !

ودونكِ هذه الوُريقات قليلاتِ الكمِّ ، جليلاتِ القدرِ و الفحوى ؛ خطّها العلمُ الربّاني ، الشّيخ عبدِ الرّحمن بن ناصر السّعدي ، كانَ عليَّ أن أجعلها في رأسِ المقالِ -غفرَ اللهُ لي- ، لكنْ لعلَّ ختامَ مطالعةِ ما كتبتُ يكونُ بها مسكاً و طيْبا !

( الوسائل المفيدة للحياة السّعيدة (http://www.islamhouse.com/2113/ar/ar/books/%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D9%84_%D8%A7% D9%84%D9%85%D9%81%D9%8A%D8%AF%D8%A9_%D9%84%D9%84%D 8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9 %8A%D8%AF%D8%A9) ) ، وموجود الكتيّب هُنا ( مسموعا (http://ar.islamway.net/lesson/66268) )!
كتبها الشّيخ بعدَ أن قرأ كتابا لـ ( دايل كارينجي ) صاحب كتاب دع القلق وابدأ الحياة!
فسُرَّ الشّيخُ بذلكَ الكتاب ، ووجدَ أن يُجملهُ في رسالةٍ مختصرةٍ معتصرة ؛ مقنّنةٍ موافقةٍ لشرعةِ ربِّ البريّة ، كتبَ فيها الوسائلَ المفيدة للحياةِ السّعيدة .