المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ../ حــقــيــقــة رحــيل بــيريـرا - ماجد الدوسي - صحيفة هاتريك



الاهلي الراقي
19-05-2014, 07:20 AM
.
.
.
.
.
.





حقيقة رحيل بيريرا




الرابط في الصحيفه : حقيقة رحيل بيريرا .! | صحيفة هاتريك الرياضية (http://hatrik.net/2014/05/17/49474.html)



م.ماجد الدوسي

رحل بيريرا، واختلفت الآراء بين إقالة واستقالة، والحجة التي اصبحت حكراً للنادي الاهلي هي “ظروف عائليه”.! لا بأس في طرح ظرف يغوي عن حقيقة الأمر إحتراما لمشاعر الجمهور، إذ لا زلت اتذكر انفعال كامل الموسى بجانبي وخروجه مباشرة بعد الخبر منفعلاً وذاك الصمت الكبير الذي سكنت على إثره قاعة المؤتمر التوديعي لبيريرا إثر صدمة في انهيار مشروع أو بمعنى اصح إنهيار فكر جديد استجد به النادي عن فكر قديم لم يقدم للاهلي الكثير طيلة ثلاثين عام .!


بعد هدوء الصدمه وإفاقة منها اتجه الجميع لبيريرا جماهير وإعلام لأخذ اخر ما تبقى من حرارة دم بيريرا. وبينما اشاهد المنظر، اتجهت بعيداً عنهم لآتي بنبأ جديد، حصلت على ما أريد حين كانت وجهتي (مساعد بيريرا) حيث تجاذبنا الحديث بعيدا عن صخب الانظار التي توجهت للمدرب العالمي وبدأت الحديث معه بالسؤال المتوقع: لماذا رحل بيريرا.؟ وقبل أن يجيب قلت ليست ظروف عائليه بل هي يأس من عقول أليس كذلك .! ابتسم وقال: هل أنت جمهور أو إعلام، قلت: جمهور,! فاطمأن وسرد ما سرد من واقع لم يذكره مدرب آخر.


حكى لي أن بيريرا كان يريد الاستمرار إلا أنه قرر بعد نهائي الملك مباشرة الرحيل بعد أن “غسل شراع لاعبيه” من أجل الجمهور؛ توقعنا من اللاعبين استيعاب نهجنا في غضون شهرين إلى ثلاث؛ إلا أننا عانينا من مزاجية البعض وعدم استيعاب البعض، حاول بيريرا وقدم ما يستطيع إلا أن عقلياتهم هزمت عقله. دعمته في قوله وأيدته فيما فعل المدرب العالمي عندما ابعد فيكتور وبرونو حين قلت: ان بيريرا كان محقا في كل ما قال عنهم إذ اشتكت انديتهم من نفس ما قاله بيريرا ففاز هو وهم خسروا، أعجبه قولي حين أيدت “نسيبه” واندفع بقوله واستطرد: أن لاعبي الأهلي لديهم كل ما يمكن من حفظ الحقوق وليس كأندية أخرى، فهم يحصلون على (أكثر مما يستحقوا) ماديا وفكريا، فالامير خالد بن عبدالله كان أباً جميلا لهم، لكنهم كانوا أبناء غير جيدين له.! بيريرا كان يلعب بخمسة لاعبين فقط ولا يملك البدائل الجيده كالبدين معتز وكالغير مستقر لياقيا السوادي والذي لا يجيد المشي أساساً بالغيث انتهاءً بعدم تأقلم سوك وتأخر تأقلم ليال.! قلت المنتخب دائما يأخذ مافوق ستة لاعبين وفي اخر مرة سبعه.! رد بأنه يختلف النهجين والوضع فالمنتخب يختلف عن الاندية. ربما اقتنعت بكلامه إلا انني اتجهت باصابع العتب إداريا حين استفسرت عن بعض الامور الاداريه التي لم تكن حازمه فكرر مقولة “الدلال” الذي يحظى به اللاعبون برغم أن ناديي الأهلي والهلال هم أكثر الاندية المهيأة للسيطرة على كل شيء.! أدركت حينها أن الروح في اللاعبين لا تزرعها إلا إدارة لها إرادة تفوق الطموح الاعتيادي وتستطيع وضع سقف طموح للاعب ليتخيله مستقبلا لا كيف يحصل على مستحقاته و(يفلها) وينسى أنه لاعب كرة قدم.!


نعاني كثيرا من فقاعات الصابون، فالسوادي قالوا أن شباب تشيلسي يرغبه.! والفهمي موهبة ابدعت بالحواري أكثر من النادي وسعيد المولد نال المديح أولمبياً و”صدق نفسه” إلى غيرهم من لاعبين ظنوا أنهم “بلغوا” كرويا وهم لم يتجاوزوا الثانية والعشرين فاهتموا بشكلياتهم قبل فنياتهم حتى أصبحت إشكالاً ؛ لا عجب فمراهقتهم وأمطار الأموال التي فاقت أعمارهم غلبتهم.!


هنا جمهور يحترق، يزحفون زحفاً خلف ناديهم حبا وعشقا؛ وهناك لاعبين يحتاجون نظام “مكتب عمل وعمال”.! فإما أن تثبت نفسك أو اذهب مع ما حصدته من مال وأكمل مسيرتك في القصات والحواري والشاليهات، فبإمكانك بعد أي هزيمة في الحواري الاتجاه للأي شاليه وإكمال الليلة الفاشلة وهكذا حتى يسجلك التاريخ في ورقة بيضاء بحبر أبيض، لتكون نسياً منسيا.!


إلى هنا قد وصلتُ لحقيقة الرحيل؛ مدرب بحجم بيريرا لن يتحمل عقول لاعبي “عيال الحاره”.! ها قد بانت العلّه يا إدارة الاهلي في لاعبيكم، فافعلوا ما استطعتم ليس من أجل الأمجاد، بل من أجل جمهور تحمّل كل شيء من أجل لاعبين لا يفقهون شيء؛ أما الأمجاد ستأتي حين يوضع الجمهور فوق كل شيء.

.



majid_aldawsi@

تقديري ؛

.