تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الإعجاز العلميّ حقيقة لا أُسطورة



أهــل الحـديث
18-05-2014, 07:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الحمد لله الذي جعل كتابه معجزة خالدة و ختم بمحمّدٍ صلى الله عليه و سلّم رسله و على آله و أصحابه الى يوم الدّين:

أمّا بعد:

في ظلّ تنافس الغرب في علوم الطبّ و الآلة نتنافس فيما بيننا في الإعجاز العلميّ و لا ضير في هذا بيد أنْ نلتزم و نقتصر على المتواتر عند القوم لنُثبت لهم صحّة قولهم .

أمّا و للوهلة الأولى و عندما يطرق أسماعنا أنّ العالم المشرك اكتشف حقيقة علميّة نؤيده بآيات و سور لنُثبت له أنّ كتابنا من ألف و أربعمئة نطق بها ثمّ ما إنْ نلبث هنيّة فيأتي عالم آخر ليُدحض مقولة منْ سبقه بحقيقة علميّة أخرى!!! فيا ليت شعري نكون كذّبنا كتاب ربّنا من حيث لا نعلم!!!

و للإنصاف أقول:
عندما كان موسى بني إسرائيل عليه السّلام في قومٍ طغى عليهم السّحر و الخداع البصريّ كانت من آياته ( وأن ألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ..)

و عندما كان عيسى بني اسرائيل عليه السّلام في قومٍ انتشر فيهم علوم الطبّ كانت من آياته { وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي )

و عندما كانت قريش الجاهليّة فصحاء شعراء ابتعث الله تعالى نبيّة بكتابٍ يُبهر العقول لجماله و صياغة آياته و ترتيب سوره فكانت من آياته (أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون اللّه إن كنتم صادقين}

و كانت آياته كفيلة أنْ يشهد لها شعراء قريش و فصحائها فأسلم بعضهم لسماعه آية أو سورة...

و بعد انقراض أرباب اللغة و وجهائها و حلّ مكانهم أرباب (you are(() و ()theirs()....أخشى ما أخشاه حقيقة أنْ يأتي سفيه فيعتلي المنابر و المحافل ليقول أنّ محمّداً صلّى الله عليه و سلّم نطق باللغة الانكليزيّة و الفرنسيّة و الالمانيّة...

و يأتي الى آيات القرآن ليُقطّع بين حروفها ليُبثت فحوى دعواه!!! كقوله أنّ محمّداً قال (()you( في سورة كيت و كيت...يؤمنون...يجاهدون...يو...م ن أول كلمة يؤمنون و ياء من اول كلمة يجاهدون!!!

و قسّ على هذا ما يشيب لذكره الولدان,و أجمل ما نُثبت لعبّاد الصليب بطلان دينهم محاربتهم في عقر دارهم كفعل (احمد ديدات) يرحمه الله,و غير هذا ضرره أكبر من نفعه.

و الذي أراه أنْ بعض الإعجاز فيه خير شرط أن نحدّه بحدود و نضبطه بضوابط و منها على سبيل المثال:

عندما تثبتَ عندهم حقيقة علميّة و تتواتر بحيث لا منكرٍ لها لا ضير أنْ نؤيد هذا من كتاب ربّنا دون ليّ الآيات و لا افراط و لا تفريط.

و أنْ ندع الآيات التي تتحدّث عن الفزع الأكبر و يوم العرض و تتطاير الصّحف و أهوال السّاعة لذاك اليوم ليبقى لها وجل في قلوب النّاس و خوف,أمّا أن نأتي بها لنقول (و الشمس اذا كوّرت) و نُثبت تكويرها في دنيا فانية...فلنْ يبقى لها شيئ من الوجل للباقية.

هذا ما أحببتُ قوله على عُجالة من أمري...ارجو من الله تعالى أنْ يصادف قلوباً واعية و آذانا صاغية إنّه وليّ ذلك سبحانه في علاه.

كتبه: علي سليم