المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثبوت حكاية الإجماع عن الشافعي رحمه الله في الإيمان



أهــل الحـديث
18-05-2014, 02:30 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



بسم الله الرحمن الرحمن
فهذا جزء من جمع جمعتُه فيه حكايات الإجماع عن أئمة سلفنا الصالح في مسائلة تارك عمل الجوارح بالكلية
وسميته:



فَضَلُ ٱللهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيد



بِجَمْعِ حِكَايَاتِ ٱلْإِجْمَاعِ ٱلَّذِي لَيْسَ بَعْدَ حُجِّيَّتِهِ مَزِيد



بِأَنَّ ٱلْإِيمَانَ بِلَا عَمَلٍ لَّا يَنْفَعُ وَلَا يُفِيد



وَكَلَامِ أَئِمَّةِ ٱلسَّلَفِ لِلِاسْتِزَادَةِ وَٱلتَّوْكِيد



وَإِيرَادُ شُبُهَاتِ ٱلْمُخَالِفِينَ مَعَ ٱلرَّدِّ وَٱلتَّفْنِيد

أسأل الله عز وجل أن يزرقني إتمامه إنه ولي ذلك والقادر عليه


3- محمد بن إدريس الشَّافِعِيُّ رحمه الله (ت 204 هـ)
قال اللالكائي رحمه الله في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (5/956) (1593):
قال الشَّافِعِيُّ رحمه الله فِي كِتَابِ الْأُمِّ(1) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn1) فِي بَابِ النِّيَّةِ فِي الصَّلَاةِ:
نَحْتَجُّ بِأَن لَّا تُجْزِئَ صَلَاةٌ إِلَّا بِنِيَّةٍ؛ لِحَدِيثِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم : «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ». ثُمَّ قَالَ:
وَكَانَ الْإِجْمَاعُ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِمَّنْ أَدْرَكْنَاهُمْ أَنَّ الْإِيمَانَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ وَنِيَّةٌ، لَا يُجْزِئُ وَاحِدٌ مِنَ الثَّلَاثَةِ إِلَّا بِالْآخَرِ.(2) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn2)

(1) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref1)قلت: وهـٰذا النقل هو عزوٌ من ثقة في كتاب ثقة؛ وهي حجة على المعتمد كما مر نقله عن الشيخ الألباني رحمه الله في التعليق (5) في حاشية ص(19)، وأن رده بحجة أنه غير موجود في النسخة المطبوعة تسرع من قائله ومنهج مردود وغير مقبول لأسباب التالية:
[1] أن نفي ثبوت ما عزاه اللالكائيُّ للشافعيِّ لمجرد عدم وجوده في المطبوع يتضمن رَمْيَ اللالكائيِّ بالوهم بلا مستند، فاللالكائي رحمه الله موصف بالفهم والحفظ والاتقان والضبط، وَصَفَهُ بذٰلك الخطيب البغدادي في تاريخه (16/108)، وأورد قصة تدل علىٰ إتقانه وضبطه؛ حدثه بها البَرْقاني وكانت بينه وبين اللالكائي؛ أعترض فيها اللالكائي على الحافظ أبي مسعود الدمشقي في إسناد حديث في صحيح مسلم، قال البرقاني في نهايتها: فنظرت فإذا الأمر علىٰ ما قال. [أي: اللالكائي]، ووَصَفَهُ بذٰلك أيضًا شجاع بن فارس الذهلي، كما نقله عنه ابن نقطة الحنبلي في التقييد (640).
[2] أن الشافعي رحمه الله ألف كتبًا مستقلة لم يرتبها ترتيبًا محددًا، ولم يجمعها بين دفتي كتاب، حتىٰ جاء تلميذاه البويطي والربيع فرتباه على الكتب والأبواب والمسائل الفقهيه، وألحقا النظير بنظيره، والشبيه بالشبيه، حتىٰ بدا الكتاب علىٰ ترتيب قريب من المطبوع الحالي - وهو الترتيب القديم - ، وكان هـٰذا الترتيب فيه كثير من الارتجالية والتكرار، مما حدا بسراج الدين البُلْقِيني أن يعيد ترتيب الكتاب علىٰ ترتيب وافق ترتيب المزني - صاحب الشافعي - في مختصره الذي أخذه عن الشافعي، وهو الترتيب الذي طبع عليه كتاب الأم بطبعتيه: الأولىٰ ببولاق بمصر سنة 1321 هـ ، - وما تولد منها من طبعات مصورة - ، والأولي لدار الوفاء سنة 1422 هـ ، ولكن البلقيني عندما رتب الكتاب سقطت منه بعض الأبواب، وبعض النصوص، وإن كانت قليلة، كما بين ذٰلك وحققه محقق طبعة دار الوفاء (1/24:15)، فكيف يحاسب اللالكائي رحمه الله (ت 418 هـ) عند عدم الوقوف على النص الذي عزاه لكتاب الأم لترتيب البلقيني رحمه الله (ت 805 هـ) الذي سقط بعض الشيء منه؟!.
[3] وختام الأسباب - وهو أهمها في وجه نظري - أن النص الذي عزاه اللالكائي لكتاب الأم في باب النية في الصلاة فيه احتجاجٌ للشافعي رحمه الله بحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه مرفوعًا: «إنما الأعمال بالنية»، وهـٰذا الحديث ليس موجودًا في باب النية في الصلاة في طبعتي الكتاب، وبدأ كلام الشافعي رحمه الله في هـٰذا الباب في الطبعتين بقوله: «فَرَضَ اللهُ عز وجل الصَّلَاةَ، وَأَبَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم عَدَدَ كُلِّ وَاحِدَةِ مِنْهُنَّ، .....»، وبدأ البيهقي رحمه الله (ت 458 هـ) هـٰذا الباب في معرفة السنن والآثار (2/326) - وهو كتاب تخريج أحاديث كتاب الأم - بذكر حديث عمر رضي الله عنه مرفوعًا: «إنما الأعمال بالنيات»، مما يؤكد وجود سقط في ترتيب البلقيني رحمه الله لكتاب الأم في هـٰذا الباب.

(2) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref2) علق أحد الفضلاء في مقال له، فقال:
لا يثبت هـٰذا النقل عن الإمام الشافعي، ولا يوجد في كتبه لا « الأم » ولا غيرها، وقد صرّح محقق كتاب اللالكائي بأنه لم يجده في « الأم » للشافعي، والأمر كـٰذلك.
وقال أيضًا:
قد تبين .... أن تعريف الإيمان المنسوب إلى الشافعي رحمه الله لم يثبت.
قلت: بل ثبت كما مر بيانه، وعلىٰ فرض عدم ثبوته عن الشافعي؛ فالثابت عن غيره يشهد لمعناه.

- وتسائل - أيضًا في نفس المقال - فقال:
من نقل هـٰذا الإجماع - المنسوب إلى الشافعي - غيرُ الشافعي؟ فهاته، وإلا فهـٰذه الدعوىٰ من الأباطيل التي لا أصل لها.
قلت: دونكم إياهم.

- وقال - أيضًا في نفس المقال -:
الصحابة ما عرّفوا الإيمان بأي تعريف، لأن أسباب تعريفه - من الإرجاء وغيره - لم تظهر إلا بعد عصرهم .....
وأن التابعين ومن بعدهم ما عرّفوه إلا بقولهم: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص.
كما نُقل ذٰلك عن أئمة الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها.
وأنهم ما قالوا: لا يجزئ واحدٌ من الثلاثة إلا بالآخر، وأنه لا يقبل إيمانُ أحدٍ إلا إذا استكمل الثلاثة.
قلت: قد ثبت كما ترىٰ عن غير واحد أنه حكىٰ عن السلف الإجماع علىٰ أن الإيمان بلا عمل ...:
(لا يستقيم) كما حكاه الثوريُّ عن السلف.
أو (لا يجوز) كما حكاه الثوريُّ عن السلف.
أو (لا يكون) كما حكاه عن السلف ابنُ عيينة، والمزني، وابن أبي زيد القيرواني.
أو (لا يجزئ) كما حكاه عن السلف الشافعيُّ، والآجريُّ، وابن بطة العكبريُّ.
أو (لا يقبل) كما حكاه ابن بطة العكبريُّ عن السلف.
أو (لا ينفع) كما حكاه عن السلف ابنُ عيينة، والحميديُّ، والآجريُّ، وابن بطة العكبريُّ.
أو هو (ذهاب الإيمان) كما حكاه أبو طالب المكيُّ عن السلف.
أو (هـٰذا هو الكفر بالله) كما حكاه عن السلف الحميديُّ، وأبو طالب المكي، وابنُ تيمية.

- وقال - أيضًا في نفس المقال -:
وتأمل التعريف الذي نسبه شيخ الإسلام إلىٰ من ذكرهم من أن الإيمان قول وعمل؛ قول القلب واللسان، وعمل القلب والجوارح، ولم ينقل عنهم بقية هـٰذا التعريف المنسوب إلى الشافعي رحمه الله .
قلت: بل نَقَلَ شيخُ الإسلام الإجماعَ الذي حكاه الشافعي محتجًا به علىٰ أن الإيمان قول وعمل ونية، لا يجزئ واحد من الثلاثة إلا بالآخر، كما في موضعين من مجموع الفتاوىٰ (7/209)، و(8/308).




الصور المرفقة http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/attach/jpg.gif Scan_20140518_001025.jpg‏ (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=113585&d=1400365344) (1.53 ميجابايت) http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/attach/jpg.gif Scan_20140518_001025_001.jpg‏ (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=113586&d=1400365344) (1.37 ميجابايت)