المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ترجمة موجزة لشيخنا المحدث الناقد محمد ناصر الدين الزعايري التونسي



أهــل الحـديث
15-05-2014, 09:10 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه؛
وبعد، فهذه ترجمة موجزة لعالمٍ زيتونيّ جليل، محدّث ناقد نبيل، من العلماء الذين آثروا العلم على الزواج، فكرّس حياته وأوقاته في طلب العلم وتدريسه سيما علم الحديث والسيرة، فمنذ أوائل الثمانينات يدرّس الحديث بجامعة الزيتونة العامرة، رجلٌ وقور مهيب، محبّ لسنّة الحبيب صلى الله عليه وسلّم، له مواقف ثابتة ضد نظام بن علي المستبد (ومن قبله بورقيبة) في الجامعة سطّرها له التاريخ، فكان مدافعًا عن حدود الله لا يخاف في الله لومة لائم، غير أنّه لا يحبّ الظهور، يكرّس وقته للعلم وكأنّه خلق له!!
إنّه الشيخ المحدّث الناقد الدكتور محمد ناصر الدّين الزعايري التونسي حفظه الله تعالى.. وهو الآن أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الزيتونة العامرة وعضو وحدة الحديث والسيرة بها.. لازم الشيخ العلاّمة محمد الشاذلي النيفر كثيرا وأجازه بعموم مروياته وكذا الشيخ المفتي محمد الحبيب ابن الخوجة الحنفي أجازه أيضًا.. رحمهما الله.. ويروي عن غيرهما.. له دراسة عظيمة نال بها رسالة الدكتوراه مرحلة ثالثة بعنوان "الحافظ ابن حجر ومقدمته هدي الساري"، ورسالته للدكتوراه حول "الإسرائليات" وله بحوث قيّمة في فقه الحديث وفقه السيرة.. ومعرفة واسعة بالمستشرقين لا سيما الرّوس..
فالشيخ حفظه الله تعالى تعلّم اللغة الرّوسيّة وزار روسيا مرّات.. واكتسب خبرة واسعة بما كتبه المستشرقون الروس حول السيرة والحديث وله في ذلك مناقشات وردود ارتشفنا من رحيقها عندما درسنا عنده مرحلة الماجستير.. فرأينا علمًا غزيرًا وفهمًا ثاقبًا ومعارف واسعة.. فالشيخ حفظه الله تعالى ونفع به: لا يشعرك بالملل إطلاقًا أثناء دروسه، فإذا نطق لسانه لا يتوقّف طوال الحصّة.. وكأنّه موسوعة علميّة جامعة لمختلف العلوم والفنون الشرعيّة..
وشيخنا المترجم، إخوتي الأعزاء عُرف ببـرّه الكبير بأمّه، حتى أنّه في كلّ إمضاءاته الرسمية يكتب "الزعايري خادم أمّه رقيّة".. وكان لأمّه رحمها الله تعالى وأسكنها بحبوحة الجنّة دورٌ بارزٌ في نحت شخصيّته العلميّة الفذّة، كيف لا وهي الحائزة على الدكتوراه الفخريّة للأمّ المثاليّة.. وكان الشيخ بارًّا بها إلى أبعد الحدود ولنا في ذلك قصص عجيبة ليس هذا موضع بسطها بالتفصيل..
ولازلنا ننهل من هذا المورد العذب الذي نعتبره من بقيّة علماء الزّيتونة العظام، في علمه العزيز وأخلاقه الرّفيعة ومكانته العالية.. فالله نسأل أن يحفظه ويديم عزّه..
وكتبه أخوكم المحبّ عمر الشبلي التونسي عرفانًا وإجلالاً وتقديرًا..