تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : خليك أكثر قراءة



صلاح الأحمدي
18-10-2007, 07:58 PM
،،
،،
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كل عام وانتم بخير وعاد عيدكم وعاش حبيبكم
ومن العايدين والفايزين وعساكم من عواده
>>> ما بقى شي

فكرة الموضوع مفتبسة من موضوع للأستاذة // وجدان ا بـ عنوان

قصائد وبحور

الله يعطيها العافية يارب

.:.:.:.


أعزائي..
القراءة هي زاد الفكر والغذاء السليم والصحي للثقافة ولا يخفى على الجميع أهميتها لأي شخص في أي مجال ولأي مرحله ..
والأدب العربي ولله الحمد زاخر بشتي انواع الفنون الأدبية وعلى مر العصور الى وقتنا الحاضر..
والآن مع انتشار الأنترنت ( الشبكة العنكبوتية ) في عصرنا الحاضر أصبح من السهل الحصول على ما نريد قراءته بكل يسر وسهولة إلا ما ندر..
>>>>يعني وانت جالس ما في داعي تتعب حالك.

ومن هنا أحببت أن يكون هذا المتصفح هو اختيار لنواد هذا الأدب العربي الجميل.

وأنا عني راح استلم كتاب ( مقامات بديع الزمان الهمذاني ) وكل مره نستمتع باحدى هذه النوادر الأدبية.
وراح احط رابط لتحميل كتاب لسان العرب اتمنى الفائدة للجميع.

.:.:.:.

مقامات بديع الزمان الهمذاني

بديع الزمان الهمذاني


فن المقامة يتلمس علاج المجتمع في حلة من اللفظ، إن المتلقي يعجب بالصياغة، وحسن السبك، وجمال ‏السجع، فينشغل بها ولا يفرغ لما تهدف اليه المقامة في مضمونها إلا بعد اكتمال المقامة وعمق التفكير في ‏المضمون.‏
وفن المقامة يقوم على الراوي ْ وهو في مقامات بديع الزمان الهمدانيْ عيسى بن هشام، وعلى البطل، وهو ‏في مقامات البديع أبو الفتح الاسكندري، وجل مقامات بديع الزمان الهمداني في الكدية والبطل في تلك ‏المقامات لديه القدرة على التلون، والخداع، في سبيل الحصول على المال، فهو يلجأ الى ضروب من الحيل، ‏ليظهر بمظهر المستحق، ولديه الطرق المتنوعة، التي يصل عن طريقها الى قلوب الناس، فيستدر عطفهم، ‏ويحصل على المال، والمقامات وان كان جلها في الكدية إلا أنها تعالج موضوعات أخرى، فنجد بعض ‏المقامات تتناول القضاء، وبعض المقامات تعالج موضوع الخرافات السائدة في المجتمع.‏


.:.:.:.


الْمَقَامَةُ الْقَرِيضِيّةُ


حَدّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشَامٍ قَالَ: طَرَحَتْنيِ النّوَى مَطَارِحَهَا حَتّى إذَا وَطِئْتُ جُرْجَان الأَقْصى. فاسْتَظْهَرْتُ عَلَى الأَيامِ ‏بِضِياعٍ أَجَلْتُ فِيهاَ يَدَ الْعِمَارةِ، وَأَمْوَالٍ وَقَفْتُهَا عَلى التّجَارَةِ، وَحَانُوتٍ جَعَلْتُهُ مَثَابَةٍ، وَرُفْقَةٍ اتّخَذْتُهَا صَحَابَةً، وَجَعَلْتُ ‏لِلْدّارِ، حَاشِيَتَيِ النّهَار، وللحَانُوتِ بَيْنَهُمَا، فَجَلَسْنَا يَوْماً نَتَذَاكَرُ القرِيضَ وَأَهْلَهُ، وَتِلْقَاءَنا شَابّ قَدْ جَلَسَ غَيْرَ بَعِيدٍ ‏يُنْصِتُ وَكَأَنّهُ يَفْهَمُ، وَيَسْكتُ وَكَأَنّهُ لاَ يَعْلَمُ حَتّى إِذَا مَالَ الكَلاَمُ بِنَا مَيْلَهُ، وَجَرّ الْجِدَالُ فِينَا ذَيْلَهُ، قَالَ: قَدْ أَصَبْتُمْ ‏عُذَيَقَهُ، وَوَافَيتُمْ جُذَيْلَهُ، وَلَوْ شِئْتُ لَلَفْظْتُ وَأَفَضْتُ، وَلَوْ قُلْتُ لأَصْدَرْتُ وَأَوْرَدْتُ، وَلَجَلَوْتُ الْحقّ في مَعْرَضِ بَيَانٍ يُسْمِعُ ‏الصُّمَّ، وَيُنزلُ الْعُصْمَ، فَقُلْتُ: يَا فَاضِلُ أدْنُ فَقَدْ مَنَّيْتَ، وَهَاتِ فَقَدْ أَثْنَيتَ، فَدَنَا وَقَالَ: سَلُونِي أُجِبْكُمْ، وَاسْمَعُوا ‏أُعْجِبْكُمْ. فَقُلْنَا: مَا تَقُولُ فِي امْرِىءِ الْقَيسِ? قَالَ: هُوَ أَوَّلُ مَنْ وَقَفَ بِالدِّيارِ وَعَرَصَاتِهَا، وَاغْتَدَى وَالطَّيرُ فِي وَكَنَاتِهَا، ‏وَوَصَفَ الْخيلَ بِصِفَاِتهَا، وَلَمْ يَقُلِ الشِّعْرَ كَاسِياً. وَلَمْ يُجِدِ القَوْلَ رَاغِباً، فَفَضَلَ مَنْ تَفَتَّقَ للْحِيلةِ لِسَانُهُ، وَاْنتَجَعَ لِلرَّغْبَة ‏بَنَانُهُ، قُلْنَا: فَما تَقُولُ فِي الْنَّابِغَةِ? قالَ: يَثلِبُ إِذَا حَنِقَ، وَيَمْدَحُ إِذَا رَغِبَ، وَيَعْتَذِرُ إِذَا رَهِبَ، فَلاَ يَرْمي إِلاَّ صَائِباً، ‏قُلْنَا:فَمَا تَقُولُ فِي زُهَيرٍ? قَالَ يُذِيبُ الشِّعرَ، والشعْرُ يُذيبَهُ، وَيَدعُو القَولَ وَالسِّحْرَ يُجِيبُهُ، قُلْنَا: فَمَا تَقُولُ فِي طَرَفَةَ: قَالَ: ‏هُوَ ماَءُ الأشْعَارِ وَطينَتُها، وَكَنْزُ الْقَوَافِي وَمَديِنَتُهَا، مَاتَ وَلَمْ تَظْهَرْ أَسْرَارُ دَفَائِنِهِ وَلَمْ تُفْتَحْ أَغْلاَقُ خَزَائِنِهِ، قُلْنَا: فَمَا تَقُولُ ‏فِي جَرِيرٍ وَالْفَرَزْدَقِ? أَيُّهُمَا أَسْبَقُ? فَقَالَ: جَرِيرٌ أَرَقُّ شِعْراً، وَأَغْزَرُ غَزْراً وَالْفَرَزْدَقُ أَمْتَنُ صَخْراً، وَأَكْثَرُ فَخْراً وَجَرِيرٌ ‏أَوْجَعُ هَجْواً، وَأَشْرَفُ يَوْماً وَالْفَرَزْدَقُ أَكَثَرُ رَوْماً، وَأَكْرَمُ قَوْماً، وَجَرِيرٌ إِذَا نَسَبَ أَشْجَى، وَإِذَا ثَلَبَ أَرْدَى، وَإِذَا مَدَحَ ‏أَسْنَى، وَالْفَرزدقُ إِذَا افْتَخَرَ أَجْزَى، وَإِذَا احْتَقرَ أَزرَى، وَإِذا وصَفَ أَوفَى، قُلنَا: فَمَا تَقُولُ فِي المُحْدَثِينَ منْ الشُّعَراءِ ‏والمُتَقَدِّمينَ مِنهُمْ? قالَ: المُتَقَدِّمونَ أَشْرفُ لَفْظاً، وَأَكثرُ منْ المَعَاني حَظاً، وَالمُتَأَخِّرونَ أَلْطَفُ صُنْعاً، وَأَرَقُّ نَسْجاً، قُلْنا: ‏فَلَو أَرَيْتَ مِنْ أَشْعارِكَ، وَرَوَيْتَ لَنا مِنْ أَخْبارِكَ، قالَ: خُذْهَما في مَعْرِضٍ واحِدٍ، وَقالَ:‏


أَما تَرَوْني أَتَغَشَّـى طِـمْـرَاً=مُمْتَطِياً في الضُّرِّ أَمْراً مُـرَّاً
مُضْطَبناً عَلى اللَّيالي غِـمَـراً =مُلاقِياً مِنْها صُرُوفاً حَـمْـرَا
أَقْصَى أَمانِيَّ طُلُوعُ الشِّعْـرى =فَقَد عُنِينَا بِالأَمَـانـي دَهْـرَاً
وَكانَ هذَا الحُرُّ أَعْلـى قَـدْراً =وَماءُ هذَا الوَجْهِ أَغْلى سِعْـرَا
ضَرَبْتُ لِلسَّرّا قِبَاباً خُـضْـرَا =فِي دَارِ دَارَا وَإِوَانِ كِسْـرى
فَانْقَلَبَ الدَّهْرُ لِبَطْنٍ ظَـهْـرا =وَعَادَ عُرْفُ العَيْشِ عِنْدي نُكْرَا
لَمْ يُبْقِ مِنْ وَفْـرِى إِلاَّ ذِكْـرَا =ثُمَّ إِلى الـيَوْمِ هَـلُـمَّ جَـرَّا
لَوْلا عَجُوزٌ لِي بِسُـرَّ مَـنْ رَا =وَأَفْرُخٌ دونَ جِبَالِ بُـصْـرَى
قَدْ جَلَبَ الدَّهْرُ عَلَيْهِـمْ ضُـرَّا =قَتَلْتَ يَا سَادَةُ نَفْسي‎ ‎صَـبْـرَا

قَالَ عِيسَى بْنُ هِشَامٍ، فَانَلْتُهُ مَا تَاحَ. وَأَعْرَضَ عَنَّا فَرَاحَ. فَجَعَلْتُ أَنْفيهِ وَأُثْبتُهُ، وَأَنْكِرُهُ وَكَأَنِّي أَعْرِفُهُ، ثُمَّ دَلَّتْنِي عَلَيهِ ‏ثَنَاياهُ، فَقُلْتُ: الإِسْكَنْدَريُّ وَاللَّهِ، فَقَدْ كَانَ فَارَقَنَا خِشْفاً، وَوَافانا جِلْفاً، وَنَهَضْتُ عَلى إِثرِهِ، ثَمَّ قَبَضْتُ عَلَى خَصْرِهِ، ‏وَقُلْتُ: أَلَسْتَ أَبَا الفَتْحِ? أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ? فَأَيُّ عَجُوزِ لَكَ بِسُرَّ مَنْ رَا? فَضَحِكَ إِليَّ ‏وَقَالَ:‏


وَيْحَكَ هذَا الزَّمَان زُورُ= فَلَا يَغُرَّنَّكَ الـغُـرُورُ
لاَ تَلْتَزِمْ حَالَةً، وَلكِـنْ=دُرْ بِالَّليَالِي كَمَا‎ ‎تَدُورُ‎

/
\
/


ويا كثر ما راح يحدثنا عيسى بن هشام :p

تحيتي



،،
،،

فهد ابن ناصر
18-10-2007, 10:26 PM
المبدع صلاح ..
مقدمة هادفة وبناءة ، وفكرة الموضوع جميلة وثرية ..
ودائما الجهد الكبير ، ينتج عنه محصلة زاخرة ..
بوركت ..

وجــــدان
18-10-2007, 11:31 PM
مبدع يا أستاذ صلاح والله

برجع لك ألحين


بررب

وجــــدان
19-10-2007, 12:07 AM
صلاح الأحمدي

ربي يعطيك العافيه على هالمجهود الجبّار

وقلت لك من أول مواضيعك 5 نجوم دايم وصدقني أنا على كثر ماقريت عن هالمقامات تمنيت اني اقرأها فعلاً وانت حققت هالامنيه اليوم


قُلنَا: فَمَا تَقُولُ فِي المُحْدَثِينَ منْ الشُّعَراءِ ‏والمُتَقَدِّمينَ مِنهُمْ? قالَ: المُتَقَدِّمونَ أَشْرفُ لَفْظاً، وَأَكثرُ منْ المَعَاني حَظاً، وَالمُتَأَخِّرونَ أَلْطَفُ صُنْعاً، وَأَرَقُّ نَسْجاً،

لاحظ هالمقطع تلقاه ينطبق على كل زمان ومكان حتى على شعرنا النبطي في الوقت الراهن مقارنه بشعر المتقدمين في بداياته

تسلم لمجهودك وأنا بحاول أجد كتاب قريب من روح الموضوع واقتبس منه المفيد واشاركك الارباح هههههههههههههه

انتظرني بس ياصلاح

وبانتظار باقي المقامات الرائعه

تحيتي لك

صلاح الأحمدي
19-10-2007, 01:37 AM
المبدع صلاح ..
مقدمة هادفة وبناءة ، وفكرة الموضوع جميلة وثرية ..
ودائما الجهد الكبير ، ينتج عنه محصلة زاخرة ..
بوركت ..

القدير فهد ( هذيان )


ربي يبارك في عمرك استاذي
شاكر لك حضورك
وأهلا وسهلا بك في المدرسة الأملية للشعر

كن بالجوار سيّدي ،، فـ عملتك نادرة..




تحيتي


،

صلاح الأحمدي
19-10-2007, 01:42 AM
مبدع يا أستاذ صلاح والله

برجع لك ألحين


بررب

هلا وجدان

البركة فيك الفكرة ماخوذه منك ههههههي

تيت ولاااكم بعد ما جيت


تحيتي

وجــــدان
19-10-2007, 02:03 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كان لأخي العزيز الأستاذ صلاح الأحمدي قصب السبق في هذه الفكرة الرائعه والطرح الجميل وسأحاول أنا من جانبي أن أضع مقتطفات من كتاب يعد من المراجع الرئيسيه في الشعر وهو كتاب ( العمده في محاسن الشعر وآدابه ) لمؤلفه إبن رشيق القيرواني

( باب احتماء القبائل بشعرائها )

كانت القبيلة من العرب إذا نبغ فيها شاعر أتت القبائل فهنأتها، وصنعت الأطعمة، واجتمع النساء يلعبن بالمزاهر، كما يصنعون في الأعراس، ويتباشر الرجال والولدان؛ لأنه حماية لأعراضهم، وذب عن أحسابهم،وتخليد لمآثرهم، وإشادة بذكرهم. وكانوا لا يهنئون إلا بغلام يولد، أو شاعر ينبغ فيهم، أو فرس تنتج:

فممن حمى قبيلته زياد الأعجم، وذلك أن الفرزدق هم بهجاء عبد القيس، فبلغ ذلك زياداً وهو منهم، فبعث إليه: لا تعجل وأنا مهد إليك هدية، فانتظر الفرزدق الهدية، فجاءه من عنده:


فما ترك الهاجون لي إن هجوته=مصحاً أراه في أديم الفرزدق
ولا تركوا عظماً يرى تحت لحمه=لكاسره أبقوه للمتعرق
سأكسر ما أبقوا له من عظامه=وأنكت مخ الساق منه وانتقي
فأنا وما تهدي لنا إن هجوتنا=لكالبحر مهما يلق في البحر يغرق

فلما بلغته الأبيات كف عما أراد، وقال: لا سبيل إلى هجاء هؤلاء ما عاش هذا العبد فيهم.
وهجا عبد الله بن الزبعري السهمي بني قصي، فرفعوه برمته إلى عتبة بن ربيعة؛ خوفاً من هجاء الزبير بن عبد المطلب، وكان شاعراً مفلقاً شديد العارضة مقذع الهجاء، فلما وصل عبد الله إليهم أطلقه حمزة بن عبد المطلب وكساه، فقال:


لعمرك ما جاءت بنكر عشيرتي=وإن صالحت إخوانها لا ألومها
فرد جناة الشر؛ إن سيوفنا=بأيماننا مسلولة لا نشيمها
فإن قصياً أهل مجد وعزة=وأهل فعال لا يرام قديمها
هم منعوا يومي عكاظ نساءنا=كما منع الشول الهجان قرومها

وكان الزبير غائباً بالطائف، فلما وصل إلى مكة وبلغه الخبر قال:


فلولا نحن لم يلبس رجال=ثياب أعزة حتى يموتوا
ثيابهم سمال أو طمار=بها ودك كما دسم الحميت
ولكنا خلقنا إذ خلقنا لنا=الحبرات والمسك الفتيت

وهجا رجل من بني حرام الفرزدق، فجاء به قومه يقودونه إليه، فقال الفرزدق:


ومن يك خائفاً لأذاة شعري=فقد أمن الهجاء بنو حرام
هم قادوا سفيههم وخافوا=قلائد مثل أطواق الحمام

وهجا الأحوص بن محمد الأنصاري رجلاً من الأنصار يقال له ابن بشير وكان مكثراً فاشترى هدية، ووفد بها على الفرزدق مستجيراً به، فأجاره، ثم قال: أين أنت من الأحوص بن محمد؟ فقال: هو الذي أشكو، فأطرق الفرزدق ساعة ثم قال: أليس الذي يقول:


ألا قف برسم الدار فاستنطق الرسما=فقد هاج أحزاني وذكرني نعمى

قال: بلى، قال: والله لا أهجو شاعراً هذا شعره، فاشترى ابن بشير أنفس من الهدية الأولى وقدم بها على جرير، فاستجاره فأجاره، ثم قال له: ما فعل ابن عمك الأحوص بن محمد؟ قال: هو صاحبي الذي هجاني، قال: أليس القائل:


تمشى بشتمي في أكاريس مالك=يشيد به كالكلب إذ ينبح النجما

قال: بلى، قال: والله لا أهجو شاعراً هذا شعره، فاشترى أكثر من الهديتين وأهداها إلى الأحوص وصالحه.

ولهذا وأمثاله قال جرير لقومه يعاتبهم في قصيدة خاطب فيها أباه وجده الخطفي ممتناً عليهم بنفسه:


بأي نجاد تحمل السيف بعد ما=قطعت القوى من محمل كان باقياً ؟
بأي سنان تطعن القرن بعد ما=نزعت سناناً من قناتك ماضياً ؟
ألا لا تخافا نبوتي في ملمة=وخافا المنايا أن تفوتكما بيا
فقد كنت ناراً يصطليها عدوكم=وحرزاً لما ألجأتم من ورائيا
وباسط خير فيكم بيمينه=وقابض شر عنكم بشماليا
وإني لعف الفقر مشترك الغنى=سريع إذا لم أرض جاري انتقاليا
جريء الجنان لا أهاب من الردى=إذا ما جعلت السيف من عن شماليا
وليست لسيفي في العظام بقية=ولا السيف أشوى وقعة من لسانيا

وهذا الباب اكثر من أن يستقصى، ورغبتي في الاختصار، وإنما جئت منه ومن سواه بلمحة تدل على المراد، وتبلغ في ذلك حد الاجتهاد.

****************

انتهى كلام المؤلف

ولي عوده مع أبواب اخرى

تحيتي للجميع

عبدالهادي الجهني
19-10-2007, 02:13 AM
،

،

الاساتذة الكرام

مجهودات مذهلة وحثيثة تقومون بها


لكم جزيل الشكر والامتنان


تحيتي

،

،

،

صلاح الأحمدي
19-10-2007, 02:17 AM
صلاح الأحمدي

ربي يعطيك العافيه على هالمجهود الجبّار

وقلت لك من أول مواضيعك 5 نجوم دايم وصدقني أنا على كثر ماقريت عن هالمقامات تمنيت اني اقرأها فعلاً وانت حققت هالامنيه اليوم



لاحظ هالمقطع تلقاه ينطبق على كل زمان ومكان حتى على شعرنا النبطي في الوقت الراهن مقارنه بشعر المتقدمين في بداياته

تسلم لمجهودك وأنا بحاول أجد كتاب قريب من روح الموضوع واقتبس منه المفيد واشاركك الارباح هههههههههههههه

انتظرني بس ياصلاح

وبانتظار باقي المقامات الرائعه

تحيتي لك

هلا اختي وجدان

فعلا اختي وكان الرجل تكلم بلسان عن كل الاجيال ومن اعلى نقطة..
وهذا ما يحدث؟ في كل جيل يزيد التغيير والحياة تتعقد بزيادة أكثر واكثر ..
واكيد راح يزيد كل شي اكثر واكثر ..

ربي يسلمك ويعافيك يارب
والحمد لله ان تحققت لك امنيتك :110t:
وبانتظار مشاركتك ومتاكد انها راح تكون غيرررررر
ومن الان ننتظر منك وجبة نادرة الدسم ولا مفيش ارباح هتتووزع :ياهو:

تحيتي

وجــــدان
19-10-2007, 02:36 AM
ياحليلك ياصلاح

ههههههههههههههههههه

تصدق عندي شك انك تنام على الكيبورد

ملحوظه : ترى باب الهجاء اللي فوق مهدى للجميع وبالأخص مديرتنا أمل لأنها هجتني أمس هجاء قاسي وقالت فيما قالت ( يا ام القمل ) :icon_cry:

هههههههههههههههههه

الله يستر منها لاتتعلم الهجاء صح ألحين

:ياهو:

ناعمة
19-10-2007, 02:38 AM
,
,
صلاح الاحمدي
احسنت الاختيار بالنصيحة .. والكتاب
اسمح لنا .. سنكون بالجوار
وجــــــدان
شكراً ع الاضافات الرائعة
واصلا ..
ونحن معكما ..

,
,
كونوا بخير

صلاح الأحمدي
19-10-2007, 02:48 AM
يا سلام عليك يا ابله وجدان
من جد وجبة كاملة الدسم ما شاء الله عليك

اختيار رائع ودقيق ومفيد >> بالذات لحقين المحاورة :(
وما زال هذا الأمر الى وقتنا الحاضر.. ، وإن غلب طابع الشعر النبطي في عصرنا الحالي
تبقى كل قبيلة تفخر بكل شاعر يبزغ في سماءها إلى ما شاء الله..

الله يرحم الشاعر العلم // صياف السحيمي ويجعل الجنة قراره باذنه تعالى
وهو من شعراء العصر الحديث القلائل ممن ينطبق عليهم هذا الجانب

وحاجة بالنسبة لـ جرير .. شاعر شامل بحق
وانا شخصيا من أشد المنبهرين وبكل الاعجاب بكل ما ورد عنه في الأدب


ابله وجدان تسلمين ويعطيك الف عافية وعساك على القوة يارب
وبانتظار بقية اختياراتك الرائعة من هذا الكتاب الفريد.


تحيتي

نياف العتيبي
19-10-2007, 03:13 AM
ابوتغريد


اقول إنك موسوعة المدرسه الله لايضرك


اكرر اعجابي بما تكتب واغبطك على ما وصلت اليه في باب العلم والمعرفه

واشكرك جزيل الشكر على هالموضوع القيــّم


واشكر الاخت وجدان على جهودها معك


وتقبلوا كل التقدير


الناااايف

صلاح الأحمدي
19-10-2007, 03:39 AM
،

،

الاساتذة الكرام

مجهودات مذهلة وحثيثة تقومون بها


لكم جزيل الشكر والامتنان


تحيتي

،

،

،


عبدالهادي الجهني


هلا وحيا الله شاعرنا العذب

تسلم والله يعطيك الف عافية

يله شوف لك كتاب حلوو كذا واقطف لنا من الورد



تحيتي

وجــــدان
19-10-2007, 06:01 AM
ناعمه

ربي يسعدك على حضورك الكريم

عبدالهادي

تسلم على تواجدك الراقي دوماً

صلاح

ابشر والأبواب كثيره وأنا بديت بالسهل والمعلومات العامه

نياف

مرحبا فيك ويعطيك العافيه

تحيتي للجميع

صلاح الأحمدي
19-10-2007, 04:06 PM
ياحليلك ياصلاح

ههههههههههههههههههه

تصدق عندي شك انك تنام على الكيبورد

ملحوظه : ترى باب الهجاء اللي فوق مهدى للجميع وبالأخص مديرتنا أمل لأنها هجتني أمس هجاء قاسي وقالت فيما قالت ( يا ام القمل ) :icon_cry:

هههههههههههههههههه

الله يستر منها لاتتعلم الهجاء صح ألحين

:ياهو:

هلا وجدان

تصدقين تجي عليااا بعض ا لاحيان :مزون:

انتي حتقولي لي ... منا شاعد عياااان على المحاورات المباريات ا لحلووو:11ccer:
وياليت لو كل الناس بنقاء وصفاء قلب ابلتنا الزعيمة>>> خايف من الهجاء والقراءة

ولا تصدقي حكاية القمل وغيروو تلاقين ابلتنا متأترة بقصة فرعوون والاهرامات هههههههي
بس بيني وبينك والله احنا المستفيدين من هاالابداع منكم يا اساتذتنا:واو:
مع اني اتوقع بعد الموضوع اللي نزلتيه راح تعيد النظر:11utup:
يعطيك الف عافية

تحيتي

صلاح الأحمدي
19-10-2007, 04:13 PM
,
,
صلاح الاحمدي
احسنت الاختيار بالنصيحة .. والكتاب
اسمح لنا .. سنكون بالجوار
وجــــــدان
شكراً ع الاضافات الرائعة
واصلا ..
ونحن معكما ..

,
,
كونوا بخير

هلا ناعمة
وحياك الله اختي في كل وقت ودايم تعالي
عندنا وجبات دسمة المعرفة ان شاء الله
يعطيك العافية
تحيتي

صلاح الأحمدي
19-10-2007, 04:25 PM
ابوتغريد


اقول إنك موسوعة المدرسه الله لايضرك


اكرر اعجابي بما تكتب واغبطك على ما وصلت اليه في باب العلم والمعرفه

واشكرك جزيل الشكر على هالموضوع القيــّم


واشكر الاخت وجدان على جهودها معك


وتقبلوا كل التقدير


الناااايف

هلا بالناااايف الغالي
حياك الله استاذي وزميلي وقائد كتيبتناااا
وربي حضورك لحالة له هيبة وله معزة خاصة
لا خلا ولا عدم
يعطيك الف عافية
مودتي

أمل عبدالعزيز
19-10-2007, 04:52 PM
,
,
,
الأخ المبدع حدَّ اللاحد ( صلاح الأحمدي ) ..

في الحقيقة يعجز لساني عن الثناء على شخصك الكريم ومنحك ماتستحق من الإشادة على ماتمنحه هذه المدرسة والتى بصدق إن كان فيها اشجار يانِعة فأنت في أوَّل قائمتها أيها البهي ..
تأتي بأمور تكون في القلب ولكن لاتظهر أمام العين إلا ببركة فكرك وروحك وعطاءك اللامنتهي أيها البهي .
.

ولذا فأنا هنا سأبدأ بأول مقامة أملية وأسميتها ( المقامة الأملية في الأشعار الأزلية )..
.
.
حدثنا موسى ابن فلاته الهوساوي عن أبيه فلاته ابن موسى عن أبيه موسى بن فلاته الهوساوي الكبير قال :حدثتنا أمل بنت عبدالعزيز قالت :
ذهبت يوماً ما إلى احدى الحوانيت النسائية الإنترنتية , رغبةً منّي في شرب القهوة الفرنسية , والتأمل في أحوال النساء الحاليَّة , فإذا بجواري فتاتان تأكلا شوكلاتا بلا شفقةٍ وبلا حنان , وأصابع الكتكات تئنُ بين يديهن ولكن بلا أصوات , ويهذرن هذرتن ( بالحيل قويات ) , فرمقتهن من تحتٍ لتحت فإذا بهنَّ يأكُلْنَ بشراهةٍ عجيبة , لارحمةٍ ولارقة , ويلاه ياللغرابة , والنظراتٌ - ويح قلبي - جدُ مريبةٌُ , فقلتُ في نفسي : هيه يابنات , ارفقن شوي بالكتكات !! فأسرعن بالرد علي وقلنَّ لي ومن أنتِ ياتيك!! وماتريدين ياابنت البيك؟( حراق مو حراق ) فقلت لهنَّ: من أنتُنَّ؟وماهذه الهذرة؟ والشراهةُ والدندرة؟فقالت إحداهن: أنا وجدان , مخرعةَ البزران:11ctor: , قاتلة الفئران !! وقالت الأخرى : أنا ليل صاحبة الدليل , آكلةُ الشوكلاته وقبلها البليل ( بليلة ):vampire: قلت: تباً لكًنَّ ألم تعرفنني؟ أنا ( أملُ ابنة عبدالعزيز ):harp:, صاحِبةُ المدرسة قليلةُ الجدل وحينما أضحكُ أقولُ ( تشييز ) :هاها:, !!ففغرن فاههن , وتذكرنني بقوةٍ ووقفن لي وقلن لي بصوتٍ منخفضن( حيالله هالطلي ) ( اشتئنالك والله اي والله ) , فقلت لهنَّ:( تشتاق لكن العافية حبيباتي ) ونزعتُ الكتكات , وقلت بأعلى صوتي ( هات هات هات ) القهوة ياصبايا ياحلوااات ..ودلفن لداخل المقهى وأحضرنَّ لي القهوة , وبدأتُ الألتهام للكتكاتِ بلارحمة , ووجدانُ تنظُرُ لي في الزحمة , وتخافِتُ ليلَ في خفية : ياحسرةَ قلبي ياحظي , لوكنتُ الكتكات المقضي!!
فضحكتُ وقلتُ لهنَّ : الآن شبعتُ يافتيات ولْتسألنني عن كلِ أمورِ الحياة ...
فسألتني جيجي في وجلٍِ : ماقولُك في الشعرِ الحالي!!
فسرحتُ ببصري لبرهةٍ ثمَّ أطرقتُ دقيقتن وقلتُ::11utup:
الشعرُ اليومَ حيران , مابين الصدق الأزلي ومابين خوار الثيران , فهناك من يكتُب شعراً وهناكَ من يسطر شعيراً , ويرى نفسُه مبدعاً ولم يعلم أن ( دندرتُه ) ليست إلا ( ثغاء ) بعيرٍ ...
الشعر اليوم ياحلوة قد باتَ الشهرة والغنوة , فغنيُ القومِ يشريهُ , وفقير الناسِ يهديه , لاروحاً فيه تسعدنا , ولاضمأ في القلب يرويه ..ايهٍ ياشعراً قد باتَ / بل صدقاً ياويلي ماتَ مابين رغاءِ غانيةً أو بين الكاذِب وغباه.
.

قالت لي ليلٌ معلمتي : والعسفُ ماقولُك عنهُ !!
قلتُ : أواهٌ أواها
العسف ياحبة قلبي ,أفكارُ جدٌ خرقاء كــ عجوزٍ شمطاءُ , لاتجدُ حرفاً يسعفها فتصوغُ الشعر كشعيرُ تأكُلُه البقرُ والشاةَ !!
فهناك من يعسِفُ شعراً وهناك من يعسِفُ فكراً وكثيرٌُ من يعسِفُ قلباً قد أمسى ليلاً يقرأهُ !!
العسفُ في زمنٍِ ولَّى كان هو العارُ والعارُ , واليوم ياليلُ العسفَ قد لازَمَ نصفُ الشعَّارِ ..
بل لا أخطيء لو قلتُ لكِ اليومَ العسف عسف مشاعرنا في كل( قرنةٍ ) ياحسرة, والقلب اليوم منه قد صار ( بالحيل ) منهار.
.

قالت في خجلٍ وجدانُ : ماقولُك استاذتنا في الخطفِ وهل كانَ في الماضي من العرفِ؟؟
فضحكتُ بصوتي وسنوني , وطيرتُ فيها عيوني :11retcher, وقلت لهن( الحقوني ) ايهٍ ياخطفون مخطوفون!!
االخطف شيءُ مجنون , بل سرٌ في الكونِ مدفون لايعلمُهُ إلا قليلون , فهناك شعرُ مخطوف وهناك خطفون مشعور والعلم يافتاة كبير ( والشق أكبر من الرقعة ):11utup: ولي عودة تليق ببقية الخطوف والشطوف .
.

ناعمة
20-10-2007, 12:58 AM
ههههههههههههههههههههههههه ههههههههه

امول مالذي اراه
والله انلحس مخي ومخيخي مع الكتكات والقهوة الفرنسية

ومع دندرتكن الجميلة

ننتظر الخطف والخطوف

بشغف لكن نريد المرة شوكلاته باتشي لقد سئمنا من الكتكات :خجل:

,

بالله عليكم تابعوا لأجلي
,
,
كونوا بخير

لــيــل
20-10-2007, 03:16 AM
( وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته )


استاذي الفاضل : ( صلاح الاحمدي )


دائماً انتَ الرائد في هذه المدرسةْ.......


والمبدع في اختياركَ واطروحاتكْ........


ذكرتني بهذه المقامات.....ودراستها......


من اجمل ماقرأتْ.......


كذلكَ كتب الجاحظ.......


وهو من سيقع اختياري عليه بالتأكيد .......


فباركَ الله فيكَ وفي طرحكَ.....وعلمكَ......


وزداكَ الله علماً....ونوراً......


وجزاكَ الله خيراً........


وانتظر مشاركتي قريباً بإذن الله.......


دمتَ بودّ.......


وتحيّةٌ معطّرةٌ بالورد.......

صلاح الأحمدي
20-10-2007, 03:31 AM
،،
،،
ماشاء الله..
والله روووووووووووعة من جد انك رررررررررررررهيبة
مزيج لا يتقنه لا أي أي ولا زي زي
الله عليك يا ابلتنا ...
والله ابقتبس حاجة ابعلق عليها .... امممم طلع ما ينفع التعليق
بجد بجد ابدعت ..


الرهيبة أمل عبد العزيز


ما شاء الله تبارك الله ، اللهم صلِ على يا الحبيب..
بداية الغيث للمقامات الأمولية والتي تحكي باسلوب الطرافة ما طرأ واستجد في العصر الحديث من امور تمس جميع طبقات المجتمع بجميع الوانه وشراحة سواء كانت فوتوشوب او فوتوامباكت او حتى ان شاء الله فوتوبكشر ههههههي .. والتي تقوم على اساس الراوي وهو هنا موسى بن فلاته الهوساوي والبطله وهي هنا الرررررررررررهيبة اموووولووووه ..
ومن هنا نطالب نحن وبكامل قوانا العقلية والنفسية الكادحة والناطحة وحتى المنبطحة من زعيمتنا ومؤسسة المدرسة الأملية الأديبة : أمول الرهيبة بمقامة تخص سوق الاسهم السعودي وما أحدثه من شطوب داخل العمق سواء من منطقة الصندق 18يارده او منطقة السته والتي فيها قد حمى القانون الحارس بموجب ما نصت عليه الدساتير والقوانين والكمنجات وجميع آلات صرف الاوراق المالية والتي من أهم الأهداف التي أسست من أجلها حماية حماية صغار المستثمرين ...

بس خلاص

أبلتنا الرائعة يعطيك الف الف عافية
وخالص الشكر لك على الثناء والاطراء اللي والله اخجلتيني فيه
واللي اعتبره وسام شرف ،،، تسلمين اختي وكل عام وانت بخير ومن العايدين والفايزين


بانتظار وبشغف المقامة الأمولية القادمة

تحيتي

،،
،،

وجــــدان
20-10-2007, 03:32 AM
أمل الهمداني

ههههههههههههههههههههههههه هههههههههه

معالجه ساخره لبعض عيوب الشعر بقالب ممتع ربي يسعدك ياشيخه

اللي فهمته انك نهبتي كتكاتنا أنا وليل وكليتيه كلّه ،،، صح ؟

يعني ورانا ورانا ؟

ههههههههههههههههههههههههه

مبدعه والله يامعلمتنا وبانتظار بقيّة المقامات الأمليه

تحيتي لك

وجــــدان
20-10-2007, 03:37 AM
صلاح الأحمدي

فتحت لنا باب مع أمل الله يهديك من يقفله ألحين ؟

ههههههههههههههههههه

وش قلت لك أمس ؟

خفنا من أبيات الهجاء كتبت فينا مقامه

ههههههههههههههههههههههههه هههه

طاح سوق بديع الزمان :11ap:

المقامه الجايه فيك يارب

أمل عبدالعزيز
20-10-2007, 08:10 AM
ههههههههههههههههههه

الله يوفقكم ياحلوين

اصبروا الغيث توه مازان

ههههههههههههههههههه

لي عودة تليق بكم:7:

بنت الريف
20-10-2007, 08:50 AM
والله وناااااااااااسة :11ap::11ap:

ياحظ ابلة أمل بتلاميذها

وياحظهم فيها:كلوش: ...

انا احسب مقامات بديع الزمان الهمذاني بس كانت بذاك العصر

لكن ماشاء الله لقيت الربع ماقصروا لقيت هنا مو بديع فقط لقيت كلهم بديعين:واو:

انا مارة وقرأت الموضوع والردود بجد حلوة وناسة كانت ليت كل الفصول المدرسية زيكم :11umbup:

ودي انظم الى مدرسة ابجديات الشعر لكن الحق مافلحت بالروضة ولايطلع مني بيت ولا حتى شقة :11utup:

مع اني ودي اشارك ببرنامج شاعر المليون <<<كيف تجي ذي عاد حلوها انتم :خجل::خجل:
مع تحياتي

أمل عبدالعزيز
20-10-2007, 11:34 PM
,
,
,
,
يامية هلا وغلا بالحبيبة الناعمة وحيالله هالطلي ياقمر
وعلى فكرة ناوية إن شاء الله أخليكِ تقومين بدور كومبارس في الحلقة القادمة من مقامتي الأملية بس جهزي عمرك وكثير من الفساتين والجلاليب


.


هلا وغلا بالعسولة ليل:
شفتي بس كيف كنتِ صاحبة دور ومأدبة وشي يجنن
هههههههههههههههههه

بس صراحة للحين أنتِ بالذات مافتريت فيكِ مادري ليه قلبي يحن لك حنين موب طبيعي هههههههههههههههههههه<== الله يستر من تالية جنانك وحنانك

:7:

أمل عبدالعزيز
20-10-2007, 11:37 PM
,

,

مبدعنا القدير والأستاذ الكبير ( صلاح بن الأحمدي )

والله بصراحة أنك أحرجتمونا كثيرون كثيرون وشكلي باسوي لك أنت بالذات مقامة خاصة فيك وفي ربعك من قاموسي الأملي
ياأنت بتندم ندم على الفكرة
ياأنت بتلطم لطم
\
وبتجي وجدان تلطم جنبك
ههههههههههههههههههههههههه

وبصراحة المدح أللي فوق أنا ماقدر عليه
مرررررررررررررة
عشان كذا الله يعينكم علي
دام مدحتوني فعزالله أني بحوس الدنيا وبقوة

أمل عبدالعزيز
21-10-2007, 12:30 AM
,

,
هلا وغلا بوجدان

بعدين يام القمل والصيبان والله أني أحبك يابنت لو أني هجيتك ههههههههههههههههههههههههه هههههههههههه فيه مثل يقول من سبك وحبك

ههههههههههههههههههههههههه ههههه

على العموم ابشري ياشيخة بمقامة خاصة في حضرتك وبلحااالك

شوفي عاد وش بيكون ردك عليها
تراني من الحين معلمتك

ناويتك ناويتك
فلاتحاولين تستنزفين مشاعري وتقولين لي ليش وعشان ايش
وقد أعزر من أنزر
ههههههههههههههههههههههه

صلاح الأحمدي
21-10-2007, 02:45 PM
،،
،،
Mudir MT

الْمَقَامَةُ السِّجِسْتَانَّيةُ


حَدَثَنَا عِيسَى بْنُ هِشَامٍ قَالَ:‏حَدا بِي إِلى سِجِسْتَانَ أَرَبٌ، فَاقْتَعَدْتُ طِيَتَّهُ، وَامْتَطَيْتُ مَطِيَّتَهُ، وَاسْتَخَرْتُ الله فِي العَزْمِ جَعَلْتُهُ أَمَامِي، وَالْحَزْمِ جَعَلْتُهُ ‏إِمَامِي حَتَّى هَدَانِي إِلَيْهَا، فَوَافَيْتُ دُرُوبَهَا وَقَدْ وَافَتِ الشَّمْسُ غُرُوبَهَا، وَاتَّفَقَ المَبِيتُ حَيْثُ انْتَهَيْتُ، فَلَمَّا انْتُضيَ نَصْلُ ‏الصَّبَاحِ، وَبَرَزَ جَيْشُ الْمِصْبَاحِ، مَضَيْتُ إِلى السُّوقِ أَخْتَارُ مَنْزِلاً، فَحِينَ انْتَهَيْتُ مِنْ دَائِرَةُ الْبَلَدِ إِلَى نُقْطَتِهَا، وَمِنْ قِلادَةِ ‏السُّوقِ إِلى وَاسِطَتِهَا، خَرَقَ سَمْعِي صَوْتٌ لَهُ مِنْ كُلِّ عِرْقٍ مَعْنىً، فَانْتَحَيْتُ وَفْدَهُ حَتَّى وَقَفْتُ عِنْدَهُ، فَإذَا رَجُلٌ عَلى ‏فَرَسِهِ، مُختَنِقٌ بِنَفسِهِ، قَدْ ولاَّنِي قَذَالَهُ، وَهُوَ يَقُولُ: مَنْ عَرَفَني فَقَدْ عَرَفَني، وَمَنْ لَمْ يَعْرِفني فأَنا أُعَرِّفُهُ بِنَفْسي: أَنَا با كُورَةُ ‏اليَمَنِ وَأُحْدُوثةُ الزَّمَنِ أَنَا أُدْعِيَّةُ الرِّجالِ، وَأُحْجيَّةُ رَبَّاتِ الحِجالِ، سَلُوا عنِّي البِلادَ وَحُصُونَها، وَالجِبالَ وَحُزُونَها، ‏وَالأوْدية وَبُطُونَها، وَالبِحارَ وَعُيُونَهَا، والخيلَ وَمُتُونَها، مَنِ الذَّي مَلَكَ أَسْوَارَها، وَعَرَفَ أَسْرَارَهَا، وَنَهَجَ سَمْتَها، وَوَلَجَ ‏حَرَّتَهَا? سَلُوا المُلوكَ وَخَزَائِنَها، وَالأَغْلاقَ وَمَعادِنَها، وَالأُمُورَ وَبَوَاطِنَها، وَالعُلُومَ وَمَوَاطِنها، وَالخُطُوبَ وَمَغالِقَهَا، وَالحُروبَ ‏وَمَضَايِقَهَا، مَنِ الذَّي أَخَذَ مُخْتَزَنَها، وَلَمْ يُؤَدِّ ثَمَنَهَا? وَمَنِ الذَّي مَلَكَ مَفَاتِحَها، وَعَرَفَ مَصَالِحَها? أَنَا وَاللهِ فَعَلْتُ ذلِكَ، ‏وَسَفَرْتُ بَيْن المُلُوكِ الصِّيدِ، وَكَشْفُت أَسْتَارَ الخُطُوبِ السُّودِ، أَنَا وَاللهِ شَهِدْتُ حَتّى مَصارِعَ العُشَّاقِ، وَمَرِضْتُ حَتَّى ‏لِمَرَضِ الأَحْدَاقِ، وَهَصَرْتُ الغُصُونَ النَّاعِماتِ، وَأَجْتَنَيْتُ وَرْدَ الْخُدُودِ الْمُوَرَّداتِ، وَنَفَرْتُ مَعَ ذَلِكَ عَنْ الدُّنْيَا نُفُورَ طَبْعِ ‏الْكَرِيمِ عَنْ وُجُوهِ اللِّئَامِ، وَنَبَوتُ عَنْ الْمُخْزِياتِ نُبُوَ السَّمْعِ الشَّريفِ عَنْ شَنْيعِ الْكَلامِ وَالآنَ لَمَّا أَسْفَرَ صُبْحُ الْمَشِيبِ، ‏وَعَلَتْنِي أُبَهةُ الْكِبَرِ، عَمَدْتُ لإِصْلاحِ أَمْرِ الْمَعَادِ، بإِعْدَادِ الزَّادِ، فَلَمْ أَرَ طَرِيقاً أَهْدَى إِلى الرَّشَادِ مِمَّا أَنْا سَالِكُهُ، يَرَانِي ‏أَحَدُكُمْ رَاكِبَ فَرَسٍ، نَاثِرَ هَوَسٍ، يَقُولُ: هذاَ أَبُو الْعَجَبِ، لاَ وَلَكِّنِيَ أَبُو الْعَجَاِئبِ، عَايَنْتُهَا وَعَانَيْتُهَا، وَأُمُّ الْكَبَائِرِ قَايَسْتُهَا ‏وَقَاسَيْتُهَا، وَأَخُو الاْغْلاَقِ: صَعْباً وَجَدْتُهَا، وَهَوْناً أَضَعْتُهَا، وَغَالِياً اشْتَرَيْتُهَا، وَرَخِيصاً ابْتَعْتُهَا، فَقَدْ واللهِ صَحِبْت لهَا ‏الْمَواكِبَ، وَزَاحَمْتُ الْمَنَاكِبَ، وَرَعَيْتُ الْكَواكِبَ، وأَنْضَيْتَ الْمَراكِبَ، دُفِعْتُ إِلى مَكَارِهَ نَذَرْتُ مَعَهَا أَلاَّ أَدَّخِرَ عَنِ ‏المُسْلِمِينَ مَنَافِعَهَا، وَلاَ بُدَّ لِي أَنْ أَخْلَعَ رِبْقَةَ هَذِهِ الأَمَانَة مِنْ عُنُقِي إِلَى أَعْنَاِقكُمْ، وَأَعْرِضَ دَوائِي هَذا فِي أَسْوَاقِكُمْ، ‏فَلْيَشْتَرِ مِنِّي مَنْ لاَ يَتَقَزُّزُ مِنْ مَوْقِفِ الْعَبِيدِ، ولاَ يَأَنَفُ مِنْ كَلِمَةِ الْتَّوحِيدِ، وَلْيَصُنْهُ مَنْ أَنْجَبَتْ جُدُودُهُ، وَسَقَى بِالْمَاءِ ‏الطَّاهِرِ عُوُدُهُ.
قَالَ عِيسَى بْنُ هِشَامٍ: فَدُرْتُ إِلَى وَجْهِهِ لأَعْلَمَ عِلْمَه فَإِذَا هُوَ وَاللهِ شَيْخُنَا أَبْو الْفتْحِ الإِسْكَنْدَرِيُّ، وَانْتَظَرْتُ إَجْفَالَ ‏النَّعَامَةِ بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ تَعَرَّضْتُ فَقُلْتُ: كَمْ يُحِلُّ دَوَاءَكَ هَذَا? فَقَالَ: يُحِلُّ الْكِيسُ مَا شِئْتَ، فَتَرَكْتُهُ وَانْصَرَفْتُ.‏


تحيتي

،،
،،

صلاح الأحمدي
21-10-2007, 02:47 PM
،،
،،

2

الْمَقَامَةُ السِّجِسْتَانَّيةُ


حَدَثَنَا عِيسَى بْنُ هِشَامٍ قَالَ:‏حَدا بِي إِلى سِجِسْتَانَ أَرَبٌ، فَاقْتَعَدْتُ طِيَتَّهُ، وَامْتَطَيْتُ مَطِيَّتَهُ، وَاسْتَخَرْتُ الله فِي العَزْمِ جَعَلْتُهُ أَمَامِي، وَالْحَزْمِ جَعَلْتُهُ ‏إِمَامِي حَتَّى هَدَانِي إِلَيْهَا، فَوَافَيْتُ دُرُوبَهَا وَقَدْ وَافَتِ الشَّمْسُ غُرُوبَهَا، وَاتَّفَقَ المَبِيتُ حَيْثُ انْتَهَيْتُ، فَلَمَّا انْتُضيَ نَصْلُ ‏الصَّبَاحِ، وَبَرَزَ جَيْشُ الْمِصْبَاحِ، مَضَيْتُ إِلى السُّوقِ أَخْتَارُ مَنْزِلاً، فَحِينَ انْتَهَيْتُ مِنْ دَائِرَةُ الْبَلَدِ إِلَى نُقْطَتِهَا، وَمِنْ قِلادَةِ ‏السُّوقِ إِلى وَاسِطَتِهَا، خَرَقَ سَمْعِي صَوْتٌ لَهُ مِنْ كُلِّ عِرْقٍ مَعْنىً، فَانْتَحَيْتُ وَفْدَهُ حَتَّى وَقَفْتُ عِنْدَهُ، فَإذَا رَجُلٌ عَلى ‏فَرَسِهِ، مُختَنِقٌ بِنَفسِهِ، قَدْ ولاَّنِي قَذَالَهُ، وَهُوَ يَقُولُ: مَنْ عَرَفَني فَقَدْ عَرَفَني، وَمَنْ لَمْ يَعْرِفني فأَنا أُعَرِّفُهُ بِنَفْسي: أَنَا با كُورَةُ ‏اليَمَنِ وَأُحْدُوثةُ الزَّمَنِ أَنَا أُدْعِيَّةُ الرِّجالِ، وَأُحْجيَّةُ رَبَّاتِ الحِجالِ، سَلُوا عنِّي البِلادَ وَحُصُونَها، وَالجِبالَ وَحُزُونَها، ‏وَالأوْدية وَبُطُونَها، وَالبِحارَ وَعُيُونَهَا، والخيلَ وَمُتُونَها، مَنِ الذَّي مَلَكَ أَسْوَارَها، وَعَرَفَ أَسْرَارَهَا، وَنَهَجَ سَمْتَها، وَوَلَجَ ‏حَرَّتَهَا? سَلُوا المُلوكَ وَخَزَائِنَها، وَالأَغْلاقَ وَمَعادِنَها، وَالأُمُورَ وَبَوَاطِنَها، وَالعُلُومَ وَمَوَاطِنها، وَالخُطُوبَ وَمَغالِقَهَا، وَالحُروبَ ‏وَمَضَايِقَهَا، مَنِ الذَّي أَخَذَ مُخْتَزَنَها، وَلَمْ يُؤَدِّ ثَمَنَهَا? وَمَنِ الذَّي مَلَكَ مَفَاتِحَها، وَعَرَفَ مَصَالِحَها? أَنَا وَاللهِ فَعَلْتُ ذلِكَ، ‏وَسَفَرْتُ بَيْن المُلُوكِ الصِّيدِ، وَكَشْفُت أَسْتَارَ الخُطُوبِ السُّودِ، أَنَا وَاللهِ شَهِدْتُ حَتّى مَصارِعَ العُشَّاقِ، وَمَرِضْتُ حَتَّى ‏لِمَرَضِ الأَحْدَاقِ، وَهَصَرْتُ الغُصُونَ النَّاعِماتِ، وَأَجْتَنَيْتُ وَرْدَ الْخُدُودِ الْمُوَرَّداتِ، وَنَفَرْتُ مَعَ ذَلِكَ عَنْ الدُّنْيَا نُفُورَ طَبْعِ ‏الْكَرِيمِ عَنْ وُجُوهِ اللِّئَامِ، وَنَبَوتُ عَنْ الْمُخْزِياتِ نُبُوَ السَّمْعِ الشَّريفِ عَنْ شَنْيعِ الْكَلامِ وَالآنَ لَمَّا أَسْفَرَ صُبْحُ الْمَشِيبِ، ‏وَعَلَتْنِي أُبَهةُ الْكِبَرِ، عَمَدْتُ لإِصْلاحِ أَمْرِ الْمَعَادِ، بإِعْدَادِ الزَّادِ، فَلَمْ أَرَ طَرِيقاً أَهْدَى إِلى الرَّشَادِ مِمَّا أَنْا سَالِكُهُ، يَرَانِي ‏أَحَدُكُمْ رَاكِبَ فَرَسٍ، نَاثِرَ هَوَسٍ، يَقُولُ: هذاَ أَبُو الْعَجَبِ، لاَ وَلَكِّنِيَ أَبُو الْعَجَاِئبِ، عَايَنْتُهَا وَعَانَيْتُهَا، وَأُمُّ الْكَبَائِرِ قَايَسْتُهَا ‏وَقَاسَيْتُهَا، وَأَخُو الاْغْلاَقِ: صَعْباً وَجَدْتُهَا، وَهَوْناً أَضَعْتُهَا، وَغَالِياً اشْتَرَيْتُهَا، وَرَخِيصاً ابْتَعْتُهَا، فَقَدْ واللهِ صَحِبْت لهَا ‏الْمَواكِبَ، وَزَاحَمْتُ الْمَنَاكِبَ، وَرَعَيْتُ الْكَواكِبَ، وأَنْضَيْتَ الْمَراكِبَ، دُفِعْتُ إِلى مَكَارِهَ نَذَرْتُ مَعَهَا أَلاَّ أَدَّخِرَ عَنِ ‏المُسْلِمِينَ مَنَافِعَهَا، وَلاَ بُدَّ لِي أَنْ أَخْلَعَ رِبْقَةَ هَذِهِ الأَمَانَة مِنْ عُنُقِي إِلَى أَعْنَاِقكُمْ، وَأَعْرِضَ دَوائِي هَذا فِي أَسْوَاقِكُمْ، ‏فَلْيَشْتَرِ مِنِّي مَنْ لاَ يَتَقَزُّزُ مِنْ مَوْقِفِ الْعَبِيدِ، ولاَ يَأَنَفُ مِنْ كَلِمَةِ الْتَّوحِيدِ، وَلْيَصُنْهُ مَنْ أَنْجَبَتْ جُدُودُهُ، وَسَقَى بِالْمَاءِ ‏الطَّاهِرِ عُوُدُهُ.
قَالَ عِيسَى بْنُ هِشَامٍ: فَدُرْتُ إِلَى وَجْهِهِ لأَعْلَمَ عِلْمَه فَإِذَا هُوَ وَاللهِ شَيْخُنَا أَبْو الْفتْحِ الإِسْكَنْدَرِيُّ، وَانْتَظَرْتُ إَجْفَالَ ‏النَّعَامَةِ بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ تَعَرَّضْتُ فَقُلْتُ: كَمْ يُحِلُّ دَوَاءَكَ هَذَا? فَقَالَ: يُحِلُّ الْكِيسُ مَا شِئْتَ، فَتَرَكْتُهُ وَانْصَرَفْتُ.‏


تحيتي

،،
،،

صلاح الأحمدي
21-10-2007, 03:40 PM
( وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته )


استاذي الفاضل : ( صلاح الاحمدي )


دائماً انتَ الرائد في هذه المدرسةْ.......


والمبدع في اختياركَ واطروحاتكْ........


ذكرتني بهذه المقامات.....ودراستها......


من اجمل ماقرأتْ.......


كذلكَ كتب الجاحظ.......


وهو من سيقع اختياري عليه بالتأكيد .......


فباركَ الله فيكَ وفي طرحكَ.....وعلمكَ......


وزداكَ الله علماً....ونوراً......


وجزاكَ الله خيراً........


وانتظر مشاركتي قريباً بإذن الله.......


دمتَ بودّ.......


وتحيّةٌ معطّرةٌ بالورد.......


،،
،،


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

هلا بشاعرتنا الرائعة ليل


ما شاء الله عليك اختيار موفق ورائع
وأنا متاكد كل الثقة ان الجميع سوف يستمتع بما سيقع اختيارك عليه
فنانة ورسامة وشاعر ما شاء الله..

بانتظار وبشغف اختياراتك وطرحك:11umbup:


يعطيك الف عافية
تحيتي

،،
،،

صلاح الأحمدي
21-10-2007, 04:06 PM
صلاح الأحمدي

فتحت لنا باب مع أمل الله يهديك من يقفله ألحين ؟

ههههههههههههههههههه

وش قلت لك أمس ؟

خفنا من أبيات الهجاء كتبت فينا مقامه

ههههههههههههههههههههههههه هههه

طاح سوق بديع الزمان :11ap:

المقامه الجايه فيك يارب

،،
،،

هلا وجدان

ههههههههههههههههي


بصراحة انا منتظرها وعامل حساب الضربات الوقائية
وشكلها قربت المقامة بس الله يستر:مزون:

بس بقول لك شي زعيمتنا شكلها قوية وعندها واسطه في مجلس الامن
من يوم ما جابت سيرة كوفي عنان مدري أنان مدري الونان والله مدري يا وجدان :11utup:
لااااااا يبغالنا نسوي حزب لتجمع الشعراء الاحرار ههههه
يعني نسوي عليها انقلاب ونستحل المدرسة واللي مو معانا ضدنا :tongue:
ونجيب الاعلام والاعلان والسي ان ان والسي بنل
عشان قواعد البيانات اللي ابو عبدالرحمن كل شوية مدري ايش قاعد يسوي
واحنا تضيع مشاركاتنا بسبت التحديث >>> وين راح دااا

الموووهم
يوسف شعبان الايام هذي مدري عنوو يقدر يقوم بالدور ولا شيب :11oto:


تحيتي

،،
،،

وجــــدان
21-10-2007, 06:52 PM
( باب في الرد علي من يكره الشعر )

روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إنما الشعر كلام مؤلف فما وافق الحق منه فهو حسن، ومالم يوافق الحق منه فلا خير فيه"، وقد قال عليه الصلاة والسلام: "إنما الشعر كلام، فمن الكلام خبيث وطيب"، وقالت عائشة رضي الله عنها: الشعر فيه كلام حسن وقبيح، فخذ الحسن واترك القبيح، ويروي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم بنى لحسان بن ثابت في المسجد منبراً ينشد عليه الشعر، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: الشعر علم قوم لم يكن لهم علم أعلم منه، وقال على بن أبي طالب رضي الله عنه: الشعر ميزان القول، ورواه بعضهم: الشعر ميزان القوم. وروى ابن عائشة يرفعه قال: قال رسول الله صلى الله علية وسلم: "الشعر كلام من كلام العرب جزل، تتكلم به في بواديها، وتسل به الضغائن من بينها" وأنشد ابن عائشة قول أعشى بني قيس بن ثعلبة:




قلدتك الشعر ياسلامة ذا=فايش، والشيء حيث ما جعلا
والشعر يستنزل الكريم كما=ينزل رعد السحابة السبلا

ويروى عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: مر الزبير بن العوام رضي الله عنه بمجلس لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وحسان ينشدهم، وهم غير آذنين لما يسمعون من شعره، فقال: مالي أراكم غير آذنين لما تسمعون من شعر ابن الفريعة؟ لقد كان ينشد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيحسن استماعه، ويجزل عليه ثوابه، ولا يشتغل عنه إذا أنشده.

ويروى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مر بحسان وهو ينشد الشعر في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: أرغاء كرغاء البكر؟ فقال حسان: دعني عنك يا عمر، فوالله إنك لتعلم لقد كنت أنشد في هذا المسجد من هو خير منك فما يغير علي ذلك، فقال عمر: صدقت.

وكتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي موسى الأشعري: مر من قبلك بتعلم الشعر؛ فإنه يدل علىمعالي الأخلاق، وصواب الرأي، ومعرفة الأنساب وقال معاوية رحمه الله: يجب على الرجل تأديب ولده، والشعر أعلى مراتب الأدب وقال: اجعلوا الشعر أكبر همكم، وأكثر دأبكم، فلقد رأيتني ليلة الهرير بصفين وقد أتيت بفرس أغر محجل بعيد البطن من الأرض، وأنا أريد الهرب لشدة البلوى فما حملني على الإقامة إلا أبيات عمرو بن الإطنابة:




أبت لي همتي وأبى بلائي=وأخذي الحمد بالثمن الربيح
وإقحامي على المكروه نفسي=وضربي هامة البطل المشيح
وقولي كلما جشأت وجاشت=مكانك تحمدي أو تستريحي
لأدفع عن مآثر صالحات=وأحمي بعد عن عرض صحيح

ويروى أن أعرابياً وقف على علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: إن لي إليك حاجة رفعتها إلى الله قبل أن أرفعها إليك، فإن أنت قضيتها حمدت الله تعالى وشكرتك، وإن لم تقضها حمدت الله تعالى وعذرتك، فقال له علي: خط حاجتك في الأرض، فإني أرى الضر عليك، فكتب الأعرابي على الأرض إني فقير فقال له علي: يا قنبر؛ ادفع إليه حلتي الفلانية، فلما أخذها مثل بين يديه فقال:




كسوتني حلة تبلى محاسنها=فسوف أكسوك من حسن الثنا حللا
إن الثناء ليحيي ذكر صاحبه=كالغيث يحيي نداه السهل والجبلا
لا تزهد الدهر في عرف بدأت به=فكل عبد سيجزى بالذي فعلا

فقال علي: يا قنبر، أعطه خمسين ديناراً، أما الحلة فلمسألتك، وأما الدنانير فلأدبك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " أنزلوا الناس منازلهم" وقيل لسعيد بن المسيب: إن قوماً بالعراق يكرهون الشعر، فقال: نسكوا نسكاً أعجمياً.

وقال ابن سيرين: الشعر كلام عقد بالقوافي، فما حسن في الكلام حسن في الشعر، وكذلك ما قبح منه. وسئل في المسجد عن رواية الشعر في شهر رمضان وقد قال قوم: إنها تنقض الوضوء فقال:




نبئت أن فتاة كنت أخطبها عرقوبها=مثل شهر الصوم في الطول

ثم قام فأم الناس وقال الزبير بن بكار: سمعت العمري يقول: رووا أولادكم الشعر؛ فإنه يحل عقدة اللسان، ويشجع قلب الجبان، ويطلق يد البخيل، ويحض على الخلق الجميل.

وكان ابن عباس يقول: إذا قرأتم شيئاً من كتاب الله فلم تعرفوه فاطلبوه في أشعار العرب؛ فإن الشعر ديوان العرب. وكان إذا سئل عن شيء من القرآن أنشد فيه شعراً. وكانت عائشة رضي الله عنها كثيرة الرواية للشعر. يقال: إنها كانت تروي جميع شعر لبيد وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لا تدع العرب الشعر حتى تدع الإبل الحنين" وكان أبو السائب المخزومي على شرفه، وجلالته، وفضله في الدين والعلم يقول: أما والله لو كان الشعر محرماً لوردنا الرحبة كل يوم مراراً. والرحبة: الموضع الذي تقام فيه الحدود، يريد أنه لا يستطيع الصبر عنه فيحد في كل يوم مراراً ولا يتركه.

فأما احتجاج من لا يفهم وجه الكلام بقوله تعالى: "والشعراء يتبعهم الغاوون، ألم تر أنهم في كل واد يهيمون، وأنهم يقولون ما لا يفعلون" فهو غلط، وسوه تأول؛ لأن المقصودين بهذا النص شعراء المشركين الذين تناولوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهجاء، ومسوه بالأذى، فأما من سواهم من المؤمنين فغير داخل في شيء من ذلك، ألا تسمع كيف استثناهم الله عز وجل ونبه عليهم فقال: " إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراً وانتصروا من بعد ما ظلموا" يريد شعراء النبي صلى الله عليه وسلم في ينتصرون له، ويجيبون المشركين عنه، كحسان بن ثابت، وكعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة. وقد قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: "هؤلاء النفر أشد على قريش من نضح النبل"، وقال لحسان بن ثابت " اهجهم يعني قريشاً فوالله لهجاؤك عليهم أشد من وقع السهام، في غلس الظلام، اهجهم ومعك جبريل روح القدس، وألق أبا بكر يعلمك تلك الهنات" فلو أن الشعر حرام أو مكروه ما اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم شعراء يثيبهم على الشعر، ويأمرهم بعمله، ويسمعه منهم.وأما قوله عليه الصلاة والسلام:" لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعراً" فإنما هو من غلب الشعر على قلبه، وملك نفسه حتى شغله عن دينه وإقامة فروضه، ومنعه من ذكر الله تعالى وتلاوة القرآن، والشعر غيره مما جرى هذه المجرى من شطرنج وغيره سواء. وأما غير ذلك ممن يتخذ الشعر أدباً وفكاهة وإقامة مروءة فلا جناح عليه وقد قال الشعر كثير من الخلفاء الراشدين، والجلة من الصحابة والتابعين، والفقهاء المشهورين، وسأذكر من ذلك طرفاً يقتدي به في هذا الباب، إن شاء الله

********

انتهى كلام المؤلف

تحيتي للجميع

وجــــدان
21-10-2007, 07:27 PM
استاذ صلاح واستاذه أمل

برجع لردودكم الرووعه ويمكن اجيب مقامه بعد أنا

ههههههههههههه

تحيتي لكم

صلاح الأحمدي
22-10-2007, 01:23 AM
،،
،،

ابله وجدان

يا سلام عليك يا استاذتنا اختيار يبغاله كاسة شاهي الظهرية

بس خليني اتغدى وارجع امخمخ على هالموضوع الرائع

بررررررررررررب


،،
،،

صلاح الأحمدي
22-10-2007, 03:40 PM
،،
،،

الله صلِ وسلم وبارك على المصطفى الحبيب



وقد قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: "هؤلاء النفر أشد على قريش من نضح النبل"، وقال لحسان بن ثابت " اهجهم يعني قريشاً فوالله لهجاؤك عليهم أشد من وقع السهام، في غلس الظلام، اهجهم ومعك جبريل روح القدس


وهذا دليل على ان الشعر وسيلة اعلامية نافذة كالسهم في جميع الحالات وخاصة الحرب ولكن بصورة ادبية وهي الوسيلة المنتشرة في تلك الايام وعرف عن العرب قديما والى حد قريب التذاكر والرواية من جيل لجيل... وتاثيره لا يقل أن لم يزد عن تأثير القنوات الحالية وما تقوم به من تسويق واستعراض لمواد تدفع وتصرف عليها الاموال الطائلة لو استغل ربعها أو اقل من ذلك في الادب والعلم ... على الاقل ستعاد الرواية ولكن بتصرف.


وأما قوله عليه الصلاة والسلام:" لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعراً" فإنما هو من غلب الشعر على قلبه، وملك نفسه حتى شغله عن دينه وإقامة فروضه، ومنعه من ذكر الله تعالى وتلاوة القرآن،

الله صلِ على الحبيب ما ترك لنا شي الا وعلمنا ادبه وتأدبه.




كسوتنـي حلـة تبلـى محاسنهـا=فسوف أكسوك من حسن الثنا حللا
إن الثناء ليحيـي ذكـر صاحبـه=كالغيث يحيي نداه السهل والجبـلا

الله الله
راحت الكسوة وجلس الثناء
وهذا هو الادب تخليد في ذاكرة التاريخ.

الأستاذة الرائعة // وجدان

تسلم الانامل على هاالاختيار الرائع والمفيد
بصراحة استمتع كثير كثير في القراءة هنا

يعطيك الف عافية

،،
،،

أمل عبدالعزيز
26-10-2007, 11:28 AM
,
,
,
الغالية الحبيبة وجدان :

بصدق أنتِ مبدعة وتأتين بنفائس وفرائد في الموضوعات والمشاركات ذات النكهة العجيبة والنقية في ذات الوقت
تمنيت لو أنكِ قمت بطرحه في المنتدى العام في موضوع مستقل...
تبقين ذات حضور مختلف عن كل حضور ...
لكِ حبي وتقديري.

.
ملحوظة:

لازلت أنتظر منكِ مقامة تخصين بها هذا الموضوع ويكون فيها روح ونبض وجدان المبدعة في كل وقت وحين.

.

وجــــدان
01-11-2007, 11:39 AM
،،
،،

2

الْمَقَامَةُ السِّجِسْتَانَّيةُ


حَدَثَنَا عِيسَى بْنُ هِشَامٍ قَالَ:‏حَدا بِي إِلى سِجِسْتَانَ أَرَبٌ، فَاقْتَعَدْتُ طِيَتَّهُ، وَامْتَطَيْتُ مَطِيَّتَهُ، وَاسْتَخَرْتُ الله فِي العَزْمِ جَعَلْتُهُ أَمَامِي، وَالْحَزْمِ جَعَلْتُهُ ‏إِمَامِي حَتَّى هَدَانِي إِلَيْهَا، فَوَافَيْتُ دُرُوبَهَا وَقَدْ وَافَتِ الشَّمْسُ غُرُوبَهَا، وَاتَّفَقَ المَبِيتُ حَيْثُ انْتَهَيْتُ، فَلَمَّا انْتُضيَ نَصْلُ ‏الصَّبَاحِ، وَبَرَزَ جَيْشُ الْمِصْبَاحِ، مَضَيْتُ إِلى السُّوقِ أَخْتَارُ مَنْزِلاً، فَحِينَ انْتَهَيْتُ مِنْ دَائِرَةُ الْبَلَدِ إِلَى نُقْطَتِهَا، وَمِنْ قِلادَةِ ‏السُّوقِ إِلى وَاسِطَتِهَا، خَرَقَ سَمْعِي صَوْتٌ لَهُ مِنْ كُلِّ عِرْقٍ مَعْنىً، فَانْتَحَيْتُ وَفْدَهُ حَتَّى وَقَفْتُ عِنْدَهُ، فَإذَا رَجُلٌ عَلى ‏فَرَسِهِ، مُختَنِقٌ بِنَفسِهِ، قَدْ ولاَّنِي قَذَالَهُ، وَهُوَ يَقُولُ: مَنْ عَرَفَني فَقَدْ عَرَفَني، وَمَنْ لَمْ يَعْرِفني فأَنا أُعَرِّفُهُ بِنَفْسي: أَنَا با كُورَةُ ‏اليَمَنِ وَأُحْدُوثةُ الزَّمَنِ أَنَا أُدْعِيَّةُ الرِّجالِ، وَأُحْجيَّةُ رَبَّاتِ الحِجالِ، سَلُوا عنِّي البِلادَ وَحُصُونَها، وَالجِبالَ وَحُزُونَها، ‏وَالأوْدية وَبُطُونَها، وَالبِحارَ وَعُيُونَهَا، والخيلَ وَمُتُونَها، مَنِ الذَّي مَلَكَ أَسْوَارَها، وَعَرَفَ أَسْرَارَهَا، وَنَهَجَ سَمْتَها، وَوَلَجَ ‏حَرَّتَهَا? سَلُوا المُلوكَ وَخَزَائِنَها، وَالأَغْلاقَ وَمَعادِنَها، وَالأُمُورَ وَبَوَاطِنَها، وَالعُلُومَ وَمَوَاطِنها، وَالخُطُوبَ وَمَغالِقَهَا، وَالحُروبَ ‏وَمَضَايِقَهَا، مَنِ الذَّي أَخَذَ مُخْتَزَنَها، وَلَمْ يُؤَدِّ ثَمَنَهَا? وَمَنِ الذَّي مَلَكَ مَفَاتِحَها، وَعَرَفَ مَصَالِحَها? أَنَا وَاللهِ فَعَلْتُ ذلِكَ، ‏وَسَفَرْتُ بَيْن المُلُوكِ الصِّيدِ، وَكَشْفُت أَسْتَارَ الخُطُوبِ السُّودِ، أَنَا وَاللهِ شَهِدْتُ حَتّى مَصارِعَ العُشَّاقِ، وَمَرِضْتُ حَتَّى ‏لِمَرَضِ الأَحْدَاقِ، وَهَصَرْتُ الغُصُونَ النَّاعِماتِ، وَأَجْتَنَيْتُ وَرْدَ الْخُدُودِ الْمُوَرَّداتِ، وَنَفَرْتُ مَعَ ذَلِكَ عَنْ الدُّنْيَا نُفُورَ طَبْعِ ‏الْكَرِيمِ عَنْ وُجُوهِ اللِّئَامِ، وَنَبَوتُ عَنْ الْمُخْزِياتِ نُبُوَ السَّمْعِ الشَّريفِ عَنْ شَنْيعِ الْكَلامِ وَالآنَ لَمَّا أَسْفَرَ صُبْحُ الْمَشِيبِ، ‏وَعَلَتْنِي أُبَهةُ الْكِبَرِ، عَمَدْتُ لإِصْلاحِ أَمْرِ الْمَعَادِ، بإِعْدَادِ الزَّادِ، فَلَمْ أَرَ طَرِيقاً أَهْدَى إِلى الرَّشَادِ مِمَّا أَنْا سَالِكُهُ، يَرَانِي ‏أَحَدُكُمْ رَاكِبَ فَرَسٍ، نَاثِرَ هَوَسٍ، يَقُولُ: هذاَ أَبُو الْعَجَبِ، لاَ وَلَكِّنِيَ أَبُو الْعَجَاِئبِ، عَايَنْتُهَا وَعَانَيْتُهَا، وَأُمُّ الْكَبَائِرِ قَايَسْتُهَا ‏وَقَاسَيْتُهَا، وَأَخُو الاْغْلاَقِ: صَعْباً وَجَدْتُهَا، وَهَوْناً أَضَعْتُهَا، وَغَالِياً اشْتَرَيْتُهَا، وَرَخِيصاً ابْتَعْتُهَا، فَقَدْ واللهِ صَحِبْت لهَا ‏الْمَواكِبَ، وَزَاحَمْتُ الْمَنَاكِبَ، وَرَعَيْتُ الْكَواكِبَ، وأَنْضَيْتَ الْمَراكِبَ، دُفِعْتُ إِلى مَكَارِهَ نَذَرْتُ مَعَهَا أَلاَّ أَدَّخِرَ عَنِ ‏المُسْلِمِينَ مَنَافِعَهَا، وَلاَ بُدَّ لِي أَنْ أَخْلَعَ رِبْقَةَ هَذِهِ الأَمَانَة مِنْ عُنُقِي إِلَى أَعْنَاِقكُمْ، وَأَعْرِضَ دَوائِي هَذا فِي أَسْوَاقِكُمْ، ‏فَلْيَشْتَرِ مِنِّي مَنْ لاَ يَتَقَزُّزُ مِنْ مَوْقِفِ الْعَبِيدِ، ولاَ يَأَنَفُ مِنْ كَلِمَةِ الْتَّوحِيدِ، وَلْيَصُنْهُ مَنْ أَنْجَبَتْ جُدُودُهُ، وَسَقَى بِالْمَاءِ ‏الطَّاهِرِ عُوُدُهُ.
قَالَ عِيسَى بْنُ هِشَامٍ: فَدُرْتُ إِلَى وَجْهِهِ لأَعْلَمَ عِلْمَه فَإِذَا هُوَ وَاللهِ شَيْخُنَا أَبْو الْفتْحِ الإِسْكَنْدَرِيُّ، وَانْتَظَرْتُ إَجْفَالَ ‏النَّعَامَةِ بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ تَعَرَّضْتُ فَقُلْتُ: كَمْ يُحِلُّ دَوَاءَكَ هَذَا? فَقَالَ: يُحِلُّ الْكِيسُ مَا شِئْتَ، فَتَرَكْتُهُ وَانْصَرَفْتُ.‏


تحيتي

،،
،،


صلاح الأحمدي

كلما جيت اقتبس مقطع من المقامه لقيت اللي بعده أجمل فاقتبستها كلها سجع جميل وفي مكانه الصحيح بدون حشو لمجرد السجع بالفعل تدريب جميل عل انتقاء المفردات واستخدامها بشكل صحيح

ربي يعافيك

تحيتي لك

وجــــدان
01-11-2007, 11:41 AM
الأستاذة الرائعة // وجدان

تسلم الانامل على هاالاختيار الرائع والمفيد
بصراحة استمتع كثير كثير في القراءة هنا

يعطيك الف عافية

يسلم غاليك ياصلاح

بعض من اللي عندكم من روائع

تحيتي لك

وجــــدان
01-11-2007, 11:43 AM
,
,
,
الغالية الحبيبة وجدان :

بصدق أنتِ مبدعة وتأتين بنفائس وفرائد في الموضوعات والمشاركات ذات النكهة العجيبة والنقية في ذات الوقت
تمنيت لو أنكِ قمت بطرحه في المنتدى العام في موضوع مستقل...
تبقين ذات حضور مختلف عن كل حضور ...
لكِ حبي وتقديري.

.
ملحوظة:

لازلت أنتظر منكِ مقامة تخصين بها هذا الموضوع ويكون فيها روح ونبض وجدان المبدعة في كل وقت وحين.

.

ربي يعافيك يامديرتنا

وتسلمين على كلامك العسل ياقمر وتم طرح الموضوع في العام بناء على اقتراحك

والمقامه في الطريق انتظريها بس

ههههههههههه

تحيتي القلبيه لك

صلاح الأحمدي
03-11-2007, 06:30 PM
,’,


عدنا بعد وعكة صحية بسيطة وكيييييييييفك حاااالووووكم كووولكم

ابله امل كيفك حالك ما في تشجيع ولا اي مجاملة لااااالاااا
عسى خير يا ابلتنا مهي بالعادة >>> زعلان هههه

ابله وجدان يسلم كلك اختي وتشجيعك له الاثر الكبير
مدري اشبها ابله امل!!!! والبقية وينهم ؟؟؟


انتظرووواااا القادم من حدثنا عيسى بن هشام


تحيتي
,’,

صلاح الأحمدي
03-11-2007, 06:34 PM
،
،
،
الْمَقَامَةُ الكُوفِيَةُ


حَدَثَنَا عِيسَى بْنُ هِشَامٍ قَالَ:‏كُنْتُ وَأَنَا فَتِىُّ السِّنِّ أَشُدُّ رَحْلِي لِكُلِّ عَمَايَةٍ، وَأَرْكُضُ طِرْفَي إِلَى كلِّ غِوَايَةٍ، حَتَّى شَرِبْتُ مِنَ العُمْرِ سَائِغَهُ، ‏وَلَبِسْتُ مِنَ الدَّهْرِ سابِغَهُ، فَلَمَّا انْصَاحَ النَّهَارُ بِجَانِبِ لَيْلَى، وَجَمَعْتُ للمَعَادِ ذَيْلي، وَطِئتُ ظَهْرَ المَرُوضةِ، لأداءِ ‏المَفْرُوضَةِ، وَصَحِبَني فِي الطَّريقِ رَفيقٌ لَمْ أُنْكِرْهُ مِنْ سُوءٍ، فَلَمَّا تجَالَيْنا، وَخَبَّرْنا بحالَيْنا، سَفَرَتِ القِصَّةُ عَنْ أصْلٍ ‏كُوفيّ، وَمَذْهَبٍ صُوفِيّ، وَسِرْنا فَلَمَّا أَحَلَّتْنا الكُوفَةُ مِلْنا إِلى دَارِهِ، وَدَخلْنَاهَا وَقَدْ بَقَلَ وَجْهُ النَّهَارِ وَاخْضَرَّ جَانِبُهُ ‏وَلَّما اغْتَمَضَ جَفْنُ اللَّيْلِْ وَطَرَّ شَارِبُهُ، قُرِعَ عَلَيْنا البابُ، فَقُلْنا: مَنِ القارِعُ المُنْتابُ? فقالَ: وَفْدُ اللَّيْلِ وَبَريدُهُ، وَفَلُّ ‏الجُوعِ وَطَريدُهُ، وَحُرُّ قَادَهُ الضُّرُّ، والزَّمَنُ المُرُّ، وَضَيْفٌ وَطْؤُهَ خَفيفٌ، وَضَالَّتُهُ رَغيفٌ، وَجَارٌ يَسْتَعْدِى عَلى الجُوعِ، ‏وَالجْيبِ المَرْقُوعِ، وَغَرِيبٌ أَوقِدَتِ النَّارُ عَلى سَفَرِهِ، وَنَبَحَ العَوَّاءُ عَلَى أَثَرِهِ، وَنُبِذَتْ خَلْفَهُ الحُصَيَّاتُ، وَكُنِسَتْ بَعْدَهُ ‏العَرَصاتُ، فَنِضْوُهُ طَليحٌ ، وَعَيْشُهُ تَبْريحٌ، وَمِنَ دُونِ فَرْخَيْهِ مَهَامِهُ فِيحٌ.
قَالَ عِيسى بْنُ هِشَامٍ: فَقَبَضْتُ مِنْ كِيسي قَبْضَةَ اللَّيْثِ، وَبَعَثْتُها إِلَيهِ وَقُلْتُ: زِدْنا سُؤَالاً، نَزِدْكَ نَوَالاً، فَقَالَ: ما ‏عُرِضَ عَرْفُ العُودِ، عَلى أَحَرَّ مِنْ نَارِ الجُودِ، وَلا لُقِيَ وَفْدُ البِرِّ، بأَحْسَنَ مِنْ بَريدِ الشُّكْرِ، وَمَنْ مَلَكَ الفَضْلَ ‏فَلْيُؤَاسِ، فَلَنْ يَذْهَبَ العُرْفُ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ، وَأَمَّا أَنْتَ فَحَقَّقَ اللهُ آمَالَكَ، وَجَعَلَ اليَدَ العُلْيا لَكَ.
قَالَ عِيسى بْنُ هِشامٍ: فَفَتَحْنا لَهُ البَابَ وَقُلْنا: ادْخُلْ، فَإِذا هُوَ وَاللهِ شَيْخُنا أَبُو الفَتْحِ الإِسْكَنْدَريُّ، فَقُلْتُ: يا أَبَا ‏الفَتْح، شَدَّ مَا بَلَغتْ مِنْكَ الخصَاصَةُ. وَهذَا الزِّيِّ خَاصَّةٌ، فَتَبَسَّمَ وَأَنْشأَ يَقولُ:‏



لاَ يَغُـرَّنَـكَ الـذِي=أَنَا فيهِ مِنَ الطَّلَـبْ
أَنَا فِي ثَـرْوَةٍ تُـشَ=قُّ لَهَا بُرْدَةُ الطَّرَبْ
أَنَا لَوْ شِئْتُ لاَتَّـخَـذْ=تُ سُقُوفاً مِنَ الذَهَبْ





تحيتي

،

صلاح الأحمدي
03-11-2007, 06:46 PM
,’,


الأعزاء


أكيد ان البعض راح يحصل صعوبة في فهم او ايجاد معاني بعض الكلمات في المقامات هنا عشان كذا......حصلت لسان العرب كامل وفي في 29 صفحة وورد حجمها تقريبا وصل( 50قيقا ) وجمعتها في ملف تكست وصل( 19قيقا ) وبعد الضغط تقريبا( 5قيقا ) . المهم المطلوب اللي يعرف موقع يقبل رفع ملف بحجم( 5قيقا ) يجيب لنا الرابط هنا وجزاه الله كل خير ، مع اني افضل رفعه هنا في غرابيل أو اي موقع شخصي عشان تكون الفائدة مستمرة لان مواقع الرفع كل بعد مده يحذفون كل الملفات وتروووح فشوووش ....

مودتي
,’,

وجــــدان
03-11-2007, 10:58 PM
,’,


عدنا بعد وعكة صحية بسيطة وكيييييييييفك حاااالووووكم كووولكم

ابله امل كيفك حالك ما في تشجيع ولا اي مجاملة لااااالاااا
عسى خير يا ابلتنا مهي بالعادة >>> زعلان هههه

ابله وجدان يسلم كلك اختي وتشجيعك له الاثر الكبير
مدري اشبها ابله امل!!!! والبقية وينهم ؟؟؟


انتظرووواااا القادم من حدثنا عيسى بن هشام


تحيتي
,’,


صلاح الأحمدي

ماتشوف شر وألف لاباس عليك

وللأسف أنا ما اعرف موقع لرفع الملف لكن بسأل عليه

ولي رجعه للمقامه الكوفيه

تحيتي لك

أمل عبدالعزيز
04-11-2007, 12:39 AM
,
,
,

الأخ القدير ( صلاح الأحمدي )..

.
ألف سلامة عليك أخوي ووالله أنا فاقدينك في الأيام أللي راحت لكن ماأتاحت لنا الظروف عن السؤال.

.

المهم الحمد لله على سلامتك

وطهور إن شاء الله .
.
.

والمقامة فيما أرى أن ألفاظها واضحة للغاية ولكن عن زيادة الخير فهو كذلك
.
.

تحيتي لك وكل التقدير.
.

صلاح الأحمدي
04-11-2007, 01:04 PM
صلاح الأحمدي

ماتشوف شر وألف لاباس عليك

وللأسف أنا ما اعرف موقع لرفع الملف لكن بسأل عليه

ولي رجعه للمقامه الكوفيه

تحيتي لك


,’,


وجدان

تسلمين اختي وعساك سالمة يارب من كل باس

وللمف انا سالت ودلوني على موقع اسمة فور شارد لكني اعرفه مشاكلة كثيرة

بانتظار رجعتك ياابلتنا ،، لاني كنت بنزل كل مقامة في راس كل صفحة

لكن الحين ان شاء الله كل يومين ثلاثة راح انزل مقامة

وبعدها راح نحول على مقامات الحريري والزمخشري ونشوف بعدها ايش راح يطلع معانا :مزون:



تحيتي
,’,

صلاح الأحمدي
04-11-2007, 01:15 PM
,
,
,

الأخ القدير ( صلاح الأحمدي )..

.
ألف سلامة عليك أخوي ووالله أنا فاقدينك في الأيام أللي راحت لكن ماأتاحت لنا الظروف عن السؤال.

.

المهم الحمد لله على سلامتك

وطهور إن شاء الله .
.
.

والمقامة فيما أرى أن ألفاظها واضحة للغاية ولكن عن زيادة الخير فهو كذلك
.
.

تحيتي لك وكل التقدير.
.

,’,


أستاذتي ومديرتنا أمل عبد العزيز


الله يسلمك ابلتنا من كل باس ، وما تفقدين غالي يارب

والله يعينك على الحرب الشعواء اللي قايمة مع اني متابع لكل الاحداث اليومية

ومستغرب عليك صراحة استمرار الخوض في هذه المعركة المحسومة من البداية لصالحك

ومع كذا اهنئك على طولت البال مع اني ما ني عارف ليش :11utup:




تحيتي
,’,

وجــــدان
05-11-2007, 05:50 PM
باب من قضى له الشعر ومن قضى عليه

أنشد النابغة الجعدي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم قصيدة يقول فيها:


علونا السماء عفة وتكرماً=وإنا لنبغي فوق ذلك مظهراً

فغضب النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: أين المظهر يا أبا ليلى؟ فقال: الجنة بك يا رسول الله، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أجل إن شاء الله، فقضت له دعوة النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، وسبب ذلك شعره. وأنشده حسان بن ثابت حين جاوب عنه أبا سفيان بن الحارث بقوله:


هجوت محمداً فأجبت=عنه وعند الله في ذاك الجزاء

فقال له: جزاؤك عند الله الجنة يا حسان، فلما قال:


فإن أبي ووالده وعرضي=لعرض محمد منكم وقاء

قال له: وقاك الله حر النار، فقضى له بالجنة مرتين في ساعة واحدة، وسبب ذلك شعره ولما تنافر عامر بن الطفيل وعلقمة بن علائة أقاما عند هرم بن قطبة بن سنان سنة لا يقضي لأحدهما على الآخر، إلى أن قدم الأعشى وكانت لعامر عنده يد فقال:


علقم ما أنت إلى عامر=الناقض الأوتار والواتر
إن تسد الحوص فلم تعدهم=وعامر ساد بني عامر
حكمتموه فقضى بينكم=أزهر مثل القمر الباهر
لا يقبل الرشوة في حكمه=ولا يبالي غبن الخاسر

فرواه الناس، وافترقوا وقد نفر عامر على علقمة بحكم الأعشى في شعره وكان في رأي هرم على قول أكثر الناس خلاف ذلك وإلى هذا وأشباهه أشار أبو تمام الطائي بقوله في صفة الشعر:


يرى حكمة ما فيه وهو فكاهة=ويقضى بما يقضي به وهو ظالم

وكانت لرجل شهادة عند أبي دلامة، فدعاه إلى تبليغها عند القاضي بن أبي ليلى، فقال له: إن شهادتي لاتنفعك عنده، فقال الرجل: لا بد من شهادتك، فشهد عند القاضي وانصرف وهو يقول:


إذا الناس غطوني تغطيت دونهم=وإن بحثوا عني ففيهم مباحث

فقضى القاضي على الخصم بشهادة أبي دلامة، وقبض المشهود له المال، وغرمه القاضي للمشهود عليه تحرجاً من ظلمه، ويقال: إنما شهد لطبيب عالج ولده من علة به، وأمره أن يدعي على من شاء بألف درهم، ففعل الطبيب وشهد أبو دلامة، وهذا أشبه بمجونه من الأول وذكر العتبي أن رجلاً من أهل المدينة ادعى حقا على رجل، فدعاه إلى ابن حنطب قاضي المدينة، فقال:

من يشهد بما تقول؟ فقال: زنقطة، فلما ولي قال القاضي: ماشهادته له إلا كشهادته عليه، فلما جاء زنقطة القاضي قال له: فداك أبي وأمي، أحسن والله الشاعر حيث يقول:


من الحنطبيين الذين وجوههم=دنانير مما شيف في أرض قيصرا

فأقبل القاضي على الكاتب، فقال: كبير ورب السماء، ما أحسبه شهد إلا بالحق فأجز شهادته ,, وخاصم جرير بن الخطفي الحماني الشاعر إلى قاضي اليمامة، فقال في أبيات رجز بها:


أعوذ بالله العلي القهار=من ظلم حمان وتحويل الدار

فقال الحماني مجيباً له:


ما لكليب من حمى ولا دار=غير مقام أتن وأعيار

قب البطون داميات الأظفار ويروي قعس الظهور داميات الأظفار فقال جرير: مقام أتنى وأعياري لا أريد غيره، وقد اعترف به، فقال القاضي: هي لجرير، وقضى على الحماني بشعره الذي قال وكان الفرزدق يجلس إلى الحسن البصري، فجاءه رجل فقال: يا أبا سعيد، إنا نكون في هذه البعوث والسرايا فنصيب المرأة من العدو وهي ذات زوج أفتحل لنا من قبل أن يطلقها زوجها؟ فقال الفرزدق: قد قلت أنا مثل هذا في شعري، فقال الحسن: وما قلت؟ قال: قلت:


وذات حليل أنكحتنا رماحنا=حلالاً لمن يبني بها لم تطلق

فقال الحسن: صدق، فحكم بظاهر قوله، وما أظن الفرزدق والله أعلم أراد الجهاد في العدو المخالف للشريعة، لكن أراد مذهب الجاهلية في السبايا. كأنه يشير إلى العزة وشدة البأس وقيل: إن عمر بن الخطاب كان يتعجب من قول زهير:


فإن الحق مقطعه ثلاث=أداء أو نفار أو جلاء

وسمي زهير قاضي الشعراء بهذا البيت، يقول: لا يقطع الحق إلا الأداء، أو النفار وهو الحكومة أو الجلاء وهو العذر الواضح ويروي يمين أو نفار وهذه الثلاث على الحقيقة هي مقاطع الحق كما قال، على أنه جاهلي، وقد وكدها الإسلام.

******

انتهى كلام المؤلف


تحيتي لكم

أمل عبدالعزيز
06-11-2007, 12:39 AM
,
,

,
الغالية وجدان.
.

تأتين ياغالية بالدرر

بصدق قرأت أمر ممتع للغاية


لكِ أصدق تحية وكلَّ الود.
.
.

لــيــل
12-11-2007, 04:26 AM
كتاب ( الـبـيـان والـتّـبـيـيـن ) لابـي عـثـمـان عـمـرو بـن بـحـرالجـاحـظ

نـبـذه عن الكتاب :

من أشهر الكُتُب الأدبيّة، جاء في ثلاثة أجزاء، بدأه صاحبه بمقدمة: ضَمَّنَهَا حديثًا عن الفصاحة
والطلاقة، والعي والحصر، ثم شَرَعَ في تفصيل البيان، وذِكْر أشهر الخطباء، وأهم الخُطَب،
والرسائل الأدبية التاريخية,كما عَرَضَ المؤلف لظاهرة الشعوبية السائدة ـ آنئذ ـ من خلال الحديث عن العصا، التي من عادة العرب اتخاذها في مواضع متباينة. والجزء الأخير جعله أخلاطًا: من الشعر، والنوادر، والأحاديث، وتعازي الملوك.

( بسم الله الرحمن الرحيم )

قال أبو عثمان عمرو بن بَحْر رحِمه الله :

اللهم إنّا نَعوذ بك من فِتنة القول كما نعوذ بك من فتنة العمل ونعوذ بك من التكلُّف لما لا نُحِسن كما نعوذ بك من العُجْب بما نحسن ونعوذ بك من السَّلاطة والهَذَر كما نعوذ بك من العِيّ والحَصَر وقديماً ما تَعَوَّذُوا بالله من شرّهما وتضرَّعوا إلى الله في السلامة منهما

وقد قال النَّمر بن تولب:

أعِذْنِي ربِّ من حصَرٍ وعِيّ = ومن نَفْسٍ أعالجُهَا عِلاجَـا
وقال الهُذَليّ:

ولا حَصِرٌ بخُطَبتِـهِ = إذا ما عَزَّتِ الخُطَبُ
وقال مكّيُّ بنُ سَوادة:

حَصِرٌ مُسْهَبٌ جرِيء جَـبـانٌ = خيرُ عِيِّ الرجال عِيّ السُّكوت
وقال الآخر:

مَليٌّ بِبُهْرٍ والتفَاتٍ وسَعْـلةٍ = ومسحةِ عُثْنونٍ وفتل أصابِع
ومما ذمُّوا به العِيَّ قولُه:

وما بيَ مِن عِيٍّ ولا أنطقُ الخَـنَـا= إذا جمع الأقوامَ في الخطب مَحْفِلُ
وقال الراجز وهو يمتَحُ بدلوه:

علقتُ يا حارثُ عند الوِردِ= بجابئ لا رَفِلِ التَّـردي
ولا عَيِيّ بابْتنِاءِ المجـدِ
وهذا كقول بشّارٍ الأعْمى:

وعِيُّ الفَعَالِ كعِيّ المـقـال = وفي الصّمت عِيٌّ كعِيّ الكلمْ
وهذا المذهب شبيهٌ بما ذهَبَ إليه شُتَيْم بن خُويلد في قوله:

ولا يَشعبون الصَّدْع بعـد تـفـاقُـمٍ= وفي رِفق أيديكم لِذِي الصَّدْع شاعبُ
ومثل هذا قول زَبَّان بن سَيّار:

ولسـنـا كـأقـوامٍ أجـدُّوا رِيَاسة= يُرَى مالُها ولا يُحَسُّ فـعَـالُـهـا
يُرِيغون في الخِصْبِ الأمورَ ونفعهمْ= قليلٌ إذا الأموالُ طال هُـزالُـهـا
وقُلْنا بلا عِيّ وسْسّـنـا بـطـاقةٍ = إذا النارُ نارُ الحربِ طال اشتعالُها
لأنَّهم يجعلون العجزَ والعِيّ من الخُرْق، كانا في الجوارح أم في الألسنة، وقال ابن أحمر الباهليّ:

لو كنتُ ذا علمٍ علمتُ وكيف لي= بالعلم بـعـد تَـدَبُّـرِ الأمـرِ
وقالوا في الصمت كقولهم في المنطق، قال أُحَيْحَة بن الجُلاح: مجزوء الكامل

والصمت أجْمَل بالفتى = ما لم يكن عِيٌّ يَشينُهْ
والقول ذو خَطَـل إذا = مَا لم يكن لُبٌّ يُعينُـهْ
وقال مُحرِزُ بن علقمة:

لقد وارَى المقابرُ من شَرِيكٍ = كثِيرَ تحلُّمٍ وقـلـيلَ عـابِ
صموتاً في المجالس غير عَيٍّ= جديراً حين ينطق بالصّوابِ
وقال مكّيُّ بنُ سوادةَ:

تسَلَّمَ بالسُّكوت مـن الـعـيوب= فكان السَّكْتُ أجلَبَ للـعـيوبِ
ويرتجلُ الكـلامَ ولـيس فـيه= سوى الهَذَيانِ من حَشْدِ الخطيبِ
وقال آخر:

جَمَعْتَ صنوف العِيِّ من كلِّ وِجهَةٍ= وكنتَ جديراً بالبلاغة من كَـثَـبْ
أبوكَ مُعِمٌّ في الكـلام ومُـخْـوَِلٌ = وخالك وثّابُ الجراثيمِ في الخُطَبْ
وقال حُمَيدُ بن ثورٍ الهلاليّ:

أتانا ولم يعدِلْهُ سحبـانُ وائلٍ = بياناً وعلماً بالذي هو قـائلُ
فما زال عنه اللَّقْمُ حتَّى كأنه = من العِيِّ لما أنْ تكلّمَ باقلُ
سحْبانُ مثَلٌ في البيان، وباقِلٌ مثل في العِيّ، ولهما أخبارٌ، وقال الآخر:

ماذا رُزِينا منـكِ أمَّ الأسْـودِ = من رَحَبِ الصَّدرِ وعقلٍ مُتْلَد
وهي صنَاعٌ باللسانِ والـيدِ=
وقال آخر:

لو صَخِبَتْ شَهْرينِ دأْباً تَمَـلّ= وجَعلَتْ تُكثر من قولٍ وَبَلْ
حبُّكَ للباطل قِدْماً قد شَغَـلْ = كسْبَكَ عن عِيالنا، قلتُ: أجَلْ
تضجُّراً مِنَّي وعِيّاً بالحِـيَلْ=

قال‏:‏ وقيل لبُزُرْجِمِهْرَ بن البختكان الفارسيّ‏:‏ أيُّ شيءٍ أستَر للعَيِّ قال‏:‏ عقلٌ يجمِّله قالوا‏:‏ فإن لم يكن له عقلٌ قال‏:‏ فمالٌ يستره قالوا‏:‏ فإن لم يكن له مال قال‏:‏ فإخوانٌ يعبِّرون عنه قالوا‏:‏ فإن لم يكن له إخوانٌ يعبرون عنه قال‏:‏ فيكون عيِيّاً صامتاً قالوا‏:‏ فإن لم يكنْ ذا صَمْت قال‏:‏ فموت وحيٌّ خيرٌ له من أن يكونَ في دار الحياة وسأل اللّه عزّ وجلّ موسى بنُ عمران عليه السلام حين بعثه إلى فرعونَ بإبلاغ رسالته والإبانةِ عن حجّته والإفصاح عن أدِلّته فقال حين ذكر العُقْدة التي كانت في لسانه والحُبْسةَ التي كانت في بيانه‏:‏ ‏"‏ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي ‏"‏ طه‏:‏ 72 وأنبأنا اللّهُ تبارك وتعالى عن تعلُّق فرعونَ بكلِّ سببٍ واستراحته إلى كل شَغَب ونبَّهنا بذلك على مذهبِ كلِّ جاحدٍ معاند وكلِّ مُحْتالٍ مكايِد حينَ خبَّرنا بقوله‏:‏ ‏"‏ أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلاَ يكادُ يُبِينُ ‏"‏ الزخرف‏:‏ 25 وقال موسى عليه السلام‏:‏ ‏"‏ وَأخي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسانَاً فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءاً يُصَدِّقُني ‏"‏ القصص‏:‏ 43 وقال‏:‏ ‏"‏ وَيَضيقُ صَدْرِي وَلاَ يَنْطَلقُ لِسَانِي ‏"‏ الشعراء‏:‏ 31 رغبةً منه في غاية الإفصاح بالحجّة والمبالغةِِ في وضوح الدَّلالة لتكون الأعناقُ إليه أَمْيَلَ والعقولُ عنه أفهمَ والنفوسُ إليه أسرع وإن كان قد يأتي من وَرَاءِ الحاجة ويَبْلغ أفهامَهم على بعض المشقّة وللَّهِ عزّ وجلّ أن يمتحِنَ عبادَه بما شاء من التخفيف والتّثقيل ويبلُوَ أخبارَهم كيف أحَبَّ من المحبوب والمكروه ولكلِّ زمانٍ ضرب من المصلحة ونوعٌ من المِحْنة وشكلٌ من العبادة ومن الدَّليل على أنّ اللّه تعالى حَلّ تلك العقدة وأطلق ذلك التعقيد والحُبْسة قولُه‏:‏ ‏"‏ رَبِّ اشْرَحْ لي صَدْرِي وَيَسِّر لي أمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِن لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي وَاجْعَل لي وَزِيراً منْ أهْلِي هَارُونَ أَخي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ في أَمْرِي ‏"‏ طه‏:‏ 52 - 23 إلى قوله‏:‏ ‏"‏ قَدْ أُوتِيتَ سُؤلَكَ يَا مُوسَى ‏"‏ طه‏:‏ 63 فلم تقع الاستجابة على شيءٍ من دعائه دون شيء لعُموم الخبر وسنقُول في شأنِ موسى عليه السلام ومسألتِه في موضعه من هذا الكتاب إن شاء اللّه وذكر اللّهُ تبارك وتعالى جميلَ بلائه في تعليم البيان وعظيمَ نِعمته في تقويم اللسان فقال‏:‏ ‏"‏ الرَّحْمنُ عَلَّمَ القُرْآنَ خَلَقَ الإنْسَانَ عَلَّمَهُ البَيَانَ ‏"‏ الرحمن‏:‏ 1 - 4 وقال تعالى‏:‏ ‏"‏ هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ ‏"‏ آل عمران‏:‏ 831 ومدح القرآنَ بالبيان والإفصاح وبِحسن التَّفصيل والإيضاح وبجودة الإفهام وحكمة الإبلاغ وسماه فرقاناً كما سمّاه قرآناً وقال‏:‏ ‏"‏ عَرَبِيّ مُبِين ‏"‏ النحل‏:‏ 301 وقال‏:‏ ‏"‏ وَكَذلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِياً ‏"‏ الرعد‏:‏ 73 وقال‏:‏ ‏"‏ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ تبْياناً لكُلِّ شَيْءٍ ‏"‏ النحل‏:‏ 98 وقال‏:‏ ‏"‏ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً ‏"‏ الإسراء‏:‏ 21 وذكر اللّه عزّ وجلّ لنبيّه عليه السلام حالَ قريش في بلاغةِ المنطق ورجاحة الأحلامِ وصحّة العقول وذكر العربَ وما فيها من الدَّهاء والنَّكْراء والمَكْر ومن بلاغة الألسنة واللّدَدِ عند الخُصومة فقال تعالى‏:‏ ‏"‏ فَإذَا ذَهَبَ الخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ ‏"‏ الأحزاب‏:‏ 91 وقال‏:‏ ‏"‏ وتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدّاً ‏"‏ مريم‏:‏ 79 وقال‏:‏ ‏"‏ وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِِهِِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ‏"‏ البقرة‏:‏ 402 وقال‏:‏ ‏"‏ ءَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لكَ إلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ‏"‏ الزخرف‏:‏ 85 ثم ذكَر خلابةَ ألسنتهم واستمالتَهم الأسماعَ بِحُسنِ منطقهم فقال‏:‏ ‏"‏ وَإنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقوْلهِمْ ‏"‏ المنافقون‏:‏ ثمَّ قال‏:‏ ‏"‏ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ في الْحياةِ الدُّنْيَا ‏"‏ البقرة‏:‏ 402 مع قوله‏:‏ ‏"‏ وَإذَا تَوَلّى سَعَى في الأرْض لِيُفْسِدَ فِيها وَيُهْلِكَ الحَرْثَ وَالنَّسْلَ ‏"‏ البقرة‏:‏ 502 وقال الشاعر في قوم يُحسنون في القول ويسيئون في العمل قال أبو حفص‏:‏ أنشدني الأصمعيّ للمكَعْبَر الضَّبّيّ‏:‏ من الطويل كُسالى إذا لاقيتَهم غيرَ منطقٍ يُلَهَّى بِه المحروبُ وهو عناءُ وقيل لزُهمان‏:‏ ما تقول في خُزاعة قال‏:‏ جوعٌ وأحاديث وفي شبيه بهذا المعنى قال أُفنون بن صُرَيم التغلبيّ‏:‏ من البسيط لو أنّني كنتُ مِن عادٍ ومن إرَمٍ غذِيَّ قَيل ولقمانٍ وذي جَدَنِ لَمَا وقَوْا بأخيهم من مهُوِّلَةٍ أخا السَّكونِ ولا حادُوا عن السَّنَنِ أنَّى جَزَوْا عامراً سُوءَى بفِعلهِمُ أم كيفَ يَجزُونني السُّوءَى من الحَسَن أمْ كيفَ ينفَعُ ما تُعطِي العَلُوقُ به رئمَانُِ أنفٍ إذا ما ضُنَّ باللَّبنِ رئمان أصله الرّقة والرّحمة والرَّؤُوم أرقُّ من الرؤوف فقال‏:‏ رئمان أنف كأنها تَبَرُّ ولدَها بأنفها وتمنعُه اللبن ولأنّ العربَ تجعلُ الحديثَ والبَسط والتأنيس والتلَقِّيَ بالبشر من حقوق القِرَى ومن تمام الإكرام به وقالوا‏:‏ مِن تمام الضِّيافةِ الطَّلاقةُ عند أوّلِ وَهْلة وإطالةُ الحديث عند المواكلة وقال شاعرهُم - وهو حاتم الطائيّ‏:‏ من الطويل سَلِي الجائعَ الغَرثَانَ يا أمّ مُنْذِرِ إذا ما أتاني بين ناري ومَجْزَِرِي هَلَ أبسُطُ وجهي أَنّه أوّلُ القِرَى وأبذلُ معروفي له دون مُنكَري وقال الآخر‏:‏ من الرجز إنّك يا ابنَ جعفرٍ خيرُ فتَى وخيرهُمْ لطارقٍ إذا أتى ورُبَّ نِضوٍ طَرَقَ الحيَّ سُرَى صادفَ زاداً وحديثاً ما اشتهى إنّ الحديثَ جانبٌ من القِرَى وقال الآخر‏:‏ من الطويل لحافي لحافُ الضَّيفِ والبيتُ بيتُه ولم يُلهِني عنه غزالٌ مقنَّعُ أُحَدِّثُه إنّ الحديثَ من القِرى وتعلمُ نفسي أنّه سوف يهجعُ ولذلك قال عمرو بن الأهتم‏:‏ من الطويل فقلت له‏:‏ أهلاً وسهلاً ومرحباً فهذا مَبيتٌ صالحٌ وصديقُ أُضاحِكُ ضيفي قبلَ إنزال رَحْلِه ويُخصب عندي والمحلُّ جَديبُ وما الخِصْب للأضياف أن يكثُر القِرَى ولكنّما وجهُ الكريمِ خصيبُ ثم قال اللّه تبارك وتعالى في باب آخر من صفة قريش والعرب‏:‏ ‏"‏ أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلاَمُهُمْ بِهذَا ‏"‏ الطور‏:‏ 23 وقال‏:‏ ‏"‏ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ ‏"‏ الحشر‏:‏ 2 وقال‏:‏ ‏"‏ انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمْثَالَ ‏"‏ الإسراء‏:‏ 84 وقال‏:‏ ‏"‏ وَإنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ منْهُ الجِبَالُ ‏"‏ إبراهيم‏:‏ 64 وعلى هذا المذهب قال‏:‏ ‏"‏ وَإنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ ‏"‏ القلم‏:‏ 15 وقد قال الشاعر في نظر الأعداء بعضِهم إلى بعض‏:‏ من الكامل يتقارضون إذا التَقَوْا في موقفٍ نَظَراً يُزِيلُ مَوَاطِئَ الأقدامِ وقال اللّه تبارك وتعالى‏:‏ ‏"‏ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إلاّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ‏"‏ إبراهيم‏:‏ 4 لأنَّ مدار الأمر على البيان والتبيُّن وعلى الإفهام والتَّفهُّم وكلّما كان اللّسانُ أبْيَنَ كان أحمدَ كما أنّه كلما كان القلبُ أشدّ استبانةً كان أحمد والمفهمُ لك والمتفهِّم عنك شريكان في الفضل إلاّ أنّ المفهِم أفضل من المتفهِّم وكذلك المعلِّم والمتعلِّم هكذا ظاهرُ هذه القضية وجمهور هذه الحكومة إلا في الخاصّ الذي لا يُذكَر والقليلِ الذي لا يُشهرَ وضرب اللّه عزّ وجل مثلاً لعيِّ اللسان ورداءة البيان حين شبّه أهلَه بالنساء والولدان‏:‏ فقال تعالى‏:‏ ‏"‏ أَوَ مَنْ يُنَشَّأُ فيِ الْحِلْيَةِ وَهُوَ في الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ ‏"‏ الزخرف‏:‏ 81 ولذلك قال النَّمر بن تولَب‏:‏ من المتقارب وكلُّ خليلٍ عليه الرِّعا - ثُ والحُبُلاتُ ضعيفٌ مَلِقْ الرِّعاث‏:‏ القِرَطَة والحُبُلات‏:‏ كلُّ ما تزيَّنت به المرأةُ من حَسَن الحلْى والواحدةُ حُبْلَة وليس حَفِظك اللَّه مضرَّةُ سلاطة اللسان عند المنازعة وسَقَطات الخطل يوم إطالة الخُطبة بأعظمَ مما يحدُث عن العيّ من اختلال الحجّة وعن الحَصَر مِنْ فوت دَرَك الحاجة والناس لا يعيِّرون الخُرس ولا يلومون مَن استولى على بيانه العجز وهم يذمون الحَصِرَ ويؤنِّبون العييّ فإن تكلّفا مع ذلك مقاماتِِ الخطباء وتعاطَيَا مناظرة البلغاء تضاعف عليهما الذمّ وترادَفَ عليهما التأنيب ومماتنةُ العَيِّ الحصِرِ للبليغِ المِصقَع في سبيل مماتَنَة المنقطع المفحَم للشاعر المفلق وأحدُهما ألْومُ من صاحبه والألسنةُ إليه أسرع وليس اللَّجلاج والتّمتام والألثغ والفأفاء وذو الحُبسَة والحُكلة والرُّتَّةِ وذو اللَّفَفِ والعجلة في سبيل الحَصِرِ في خطبته والعييّ في مناضلة خصومه كما أن سبيلَ المُفْحَم عند الشعراء والبكئ عند الخطباء خلافُ سبيل المسْهَب الثَّرثار والخَطِل المِكْثار ثم اعلم - أبقاك اللّه - أنّ صاحب التشديق والتقعير والتقعيب من الخطباء والبلغاء مع سماحةالتكلّف وشُنعةِ التزيُّد أعذَرُ من عييّ يتكلف الخطابة ومن حَصِرٍ يتعرض لأهل الاعتياد والدُّرْبَة ومَدارُ اللائمة ومستقَرُّ المذَمّة حيث رأيتَ بلاغةً يخالطها التكلف وبياناً يمازجه التزيّد إلا أنّ تعاطِيَ الحَصِر المنقوصِ مَقامَ الدرِب التامّ أقبَحُ من تعاطي البليغ الخطيب ومن تشادُقِ الأعرابيِّ القُحّ وانتحالُ المعروفِ ببعض الغَزارة في المعاني والألفاظ وفي التحبير والارتجال أنّه البحرُ الذي لا يُنزَح والغَمْر الذي لا يُسبَر أيسَرُ من انتحال الحَصِر المنخُوب أنّه في مِسلاخِ التام الموفّر والجامع المحكّك وإن كان النبي # قد قال‏:‏ إياي والتشادُق وقال‏:‏ أبغضكُم إليَّ الثّرثارون المتفيهقون وقال‏:‏ مَن بدا جَفا وعاب الفَدَّادِينَ والمتزيِّدين في جَهارة الصوت وانتحال سعة الأشداق ورُحْبِ الغلاصم وهَدَل الشِّفاه وأَعْلَمنَا أن ذلك في أهل الوبر أكثَر وفي أهل المدَر أقلّ - فإذا عابَ المدريَّ بأكثَرَ مما عاب به الوبريّ فما ظنُّك بالمُولَّد القَرَويّ والمتكلِّف البلديّ - فالحَصِرُ المتكلّف والعِييُّ المتزيّد ألوَمُ من البليغ المتكلِّف لأكَثرَ مما عنده وهو أعذر لأنّ الشُّبهة الداخلةَ عليه أقوى فَمنْ أسوأ حالاً - أبقاك اللّه - ممّن يكون ألْوَمَ من المتشدِّقين ومن الثّرثارين المتفيهقين وممن ذكره النبي # نصاَّ وجعل النَّهي عن مذهبه مفسَّراً وذكر مقْته له وبغضَه إياه ولمَّا علم واصلُ بنُ عطاء أنّه ألثغُ فاحش اللَّثَغ وأنّ مَخرج ذلك منه شنيع وأنه إذ كان داعيةَ مقالةٍ ورئيسَ نحلة وأنّه يريد الاحتجاج على أرباب النحل وزعماء الملل وأنّه لا بُدَّ له من مقارعَة الأبطال ومن الخطب الطِّوال وأنّ البيان يحتاج إلى تمييزٍ وسياسة وإلى ترتيب ورياضة وإلى تمام الآلة وإحكام الصنعة وإلى سهولة المخرج وجَهارة المنطق وتكميل الحروف وإقامة الوزن وأنّ حاجة المنطق إلى الحلاوة كحاجته إلى الجزالة والفخامة وأن ذلك من أكثر ما تُستمال به القلوب وتُثْنَى به الأعناق وتزيَّن به المعاني وعلِمَ واصلٌ أنهّ ليس معه ما ينوب عن البيان التامّ واللسان المتمكِّن والقوة المتصرِّفة كنحو ما أعطى اللَّه تبارك وتعالى نبيَّه موسى عليه السلام من التوفيق والتَّسديد مع لباس التَّقوى وطابَعِ النبوة ومع المِحْنة والاتساع في المعرفة ومع هَدْيِ النبيِّين وسَمْت المرسَلين وما يُغَشِّيهم اللَّهُ به من القَبول والمهابة ولذلك قال بعضُ شعراء النبي #‏:‏ من البسيط لو لم تكن فيه آياتٌ مُبيِّنةٌ كانت بداهتُه تُنْبيك بالخبرِ ومع ما أعطى اللّهُ تبارك وتعالى موسى عليه السلام من الحجَّة البالغة ومن العلامات الظاهرة والبرهانات الواضحة إلى أن حلّ اللَّه تلك العقدة وأطْلَقَ تلك الحُبْسة وأسقط تلك المحنة ومن أجْل الحاجة إلى حُسن البيان وإعطاء الحروف حقوقَها من الفصاحة رامَ أبو حذيفةَ إسقاطَ الراء من كلامه وإخراجَها من حروفِ منطِقِه فلم يزل يكابِد ذلك ويغالبُه ويناضله ولولا استفاضةُ هذا الخبرِ وظهورُ هذه الحال حتّى صار لغرابته مثلاً ولطَرافته مَعْلماً لما استجزَنْا الإقرارَ به والتأكيدَ له ولستُ أَعْنِِي خُطَبه المحفوظة ورسائله المخلَّدة لأنَّ ذلك يحتمل الصَّنعة وإنما عَنيْتُ محاجَّة الخصوم ومناقلَة الأكْفاء ومفاوضةَ الإخوان واللُّثغة في الراء تكون بالغين والذال والياء والغينُ أقلُّها قبحاً وأوجَدُها في كبار الناس وبلغائهم وأشرافهم وعلمائهم وكانت لُثْغة محمد بن شبيب المتكلم بالغين فإذا حمل على نفسه وقوَّم لسانه أخرج الراء وقد ذكره في ذلك أبو الطُّرُوق الضبّيّ فقال‏:‏ من الطويل عليمٌ بإبدال الحروف وقامعٌ لكلِّ خطيبٍ يغلبُ الحقَّ باطلُه وكان واصلُ بن عطاءٍ قبيحَ اللُّثغة شنيعَها وكان طويلَ العنق جِداً ولذلك قال بَشَّارٌ الأعمى‏:‏ من البسيط ما لِي أشايعُ غزَّالاً له عنقٌ كنِقْنِقِ الدَّوِّ إن ولّى وإن مََثَلا عُنْقَ الزَّرافةِ ما بالي وبالُكُمُ أتُكْفِرون رجالاً أكفَروا رجُلا فلما هجا واصلاً وصوَّب رأيَ إبليسَ في تقديم النَّار على الطِّين وقال‏:‏ من البسيط الأرض مظْلمةٌ والنارُ مُشرِقةٌ والنار معبودةٌ مذْ كانت النارُ وجعل واصل بنَ عطاءٍ غَزَّالاً وزعَم أنَّ جميعَ المسلمين كفَروا بعد وفاة الرسول # فقيل له‏:‏ وعليٌّ أيضاً فأنشد‏:‏ وما شَرُّ الثلاثةِ أمَّ عمرٍو بصاحبك الذي لا تَصْبَحينا قال واصلُ بن عطاءٍ عند ذلك‏:‏ أمَا لهذا الأعمى الملحِد المُشنَّف المكَنَّى بأبي معاذٍ مَن يقتله أما واللَّه لولا أن الغِيلة سجِيّةٌ من سجايا الغالية لبعثْتُ إليه من يبعَج بطنه على مضجعه ويقتُله في جوف منزلِه وفي يوم حَفْله ثم كان لا يتولَى ذلك منه إلا عُقَيليٌّ أو سَدُوسيّ قال إسماعيل بن محمّدٍ الأنصاريُّ وعبدُ الكريم بن رَوح الغِفَاريّ‏:‏ قال أبو حفص عُمر بن أبي عثمان الشَّمَّرِيُّ‏:‏ ألا تَريان كيف تجنب الراء في كلامه هذا وأنتما لِلَّذي تريان من سلامته وقلة ظهور التكلُّف فيه لا تظُنّان به التكلّف مع امتناعه من حَرْفٍ كثير الدَّوران في الكلام ألا تريانِ أنّه حين لم يستطعْ أن يقول بشَّار وابن بُرد والمرعَّث جعل المشنَف بدلاً من المرعَّث والملحِد بدلاً من الكافر وقال‏:‏ لولا أنّ الغِِيلة سجيَّةٌ من سجايا الغالية ولم يذكر المنصوريّة ولا المُغِيريَّة لمكان الراء وقال‏:‏ لبعثت من يبعج بطنه ولم يقل‏:‏ لأرسلتُ إليه وقال‏:‏ عَلَى مضجعه ولم يقل‏:‏ على فراشه وكان إذا أراد أن يَذْكُر البُرّ قال‏:‏ القمح أو الحنطة والحنطةُ لغةٌ كوفيَّة والقمح لغة شاميّة هذا وهو يعلم أنّ لغةَ من قال بُرّ أفصحُ من لغة مَن قال قمح أو حنطة وقال أبو ذؤيب الهذليّ‏:‏ من البسيط لا دَرَّ دَرِّيَ إن أطعمتُ نازلهم قِرف الحَتِيِّ وعندي البُرّ مكنوزُ وقال أميّة بن أبي الصلت في مديح عبد اللّه بن جُدْعان‏:‏ من الوافر له داعٍ بمكة مشمعِلٌّ وآخرُ فوقَ دارَتِه يُنادِي إلى رُدُح من الشِّيزَى عليها لُباب البُرّ يُلبكُ بالشِّهادِ وقال بعض القرشيِّين يذكر قيسَ بن مَعْد يَكرِبَ ومَقدمَهُ مكة في كلمةٍ له‏:‏ من الرجز قيسٌ أبو الأشعثِ بِطْريقُ اليمنْ لا يسأل السائلُ عنه ابنُ مَنْ أشبَعَ آل اللَّه من بُرِّ عَدَنْ وقال عمر بن الخطاب رحمه اللَّه‏:‏ أتَرُوْنَ إنّي لا أعرف رقيق العيش لُبابُ البُرّ بصغار المِعْزَى وسمع الحسنُ رجلاً يعيب الفالوذَق فقال‏:‏ لُبابُ البُرّ بُلعاب النَّحل بخالص السَّمن ما عاب هذا مسلمٌ وقالت عائشة‏:‏ ما شَبع رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم من هذه البُرّة السّمراء حتّى فارقَ الدُّنيا وأهلُ الأمصار إنّما يتكلمون على لُغة النازلة فيهم من العرب ولذلك تَجد الاختلافَ في حدّثني أبو سعيدٍ عبدُ الكريم بن رَوح قال‏:‏ قال أهل مكّةَ لمحمد بن المُناذِر الشاعر‏:‏ ليست لكم معاشرَ أهل البصرة لغةٌ فصيحة إنّما الفصاحة لنا أهلَ مكّة فقال ابن المُناذر‏:‏ أمّا ألفاظُنا فأحْكَى الألفاظِ للقرآن وأكثرُها له موافقةً فضَعُوا القرآنَ بعد هذا حيثُ شِئتم أنتم تُسمُون القِدر بُرْمَة وتجمعون البُرمة على بِرَامٍ ونحن نقول قِدر ونجمعها على قُدور وقال اللَّه عز وجل‏:‏ ‏"‏ وجِفَان كالجَوَابِي وقُدورٍ رَاسِياتٍ ‏"‏ سبأ‏:‏ 31 وأنتم تسمُّون البيت إذا كان فوق البيت عُلِّيَّةً وتجمعون هذا الاسم على عَلالِيّ ونحن نسمِّيه غرفة ونجمعها على غُرفاتٍ وغرفٍ وقال اللّه تبارك وتعالى‏:‏ ‏"‏ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيّةٌ ‏"‏ الزمر‏:‏ 02 وقال‏:‏ ‏"‏ وَهُمْ في الغُرُفَاتِ آمِنُونَ ‏"‏ سبأ‏:‏ 73 وأنتم تسمُّون الطَّلعَ الكافورَ والإغْريضَ ونحن نُسمّيه‏:‏ الطَّلْع وقال اللَّه تبارك وتعالى‏:‏ ‏"‏ وَنَخْلٍ طَلْعُها هَضِيمٌ ‏"‏ الشعراء‏:‏ 841 فعَدّ عشر كلماتٍ لم أحفظ أنّا منها إلا هذا ألا ترى أنّ أهلَ المدينة لما نزل فيهم ناسٌ من الفُرْس في قديم الدّهر عَلِقُوا بألفاظ من ألفاظهم ولذلك يسمُّون البِطِّيخ‏:‏ الخِرْبِز ويسمُّون السميط‏:‏ الرَّزْدَق ويسمُّون المَصُوص‏:‏ المَزُور ويسمون الشِّطرنج‏:‏ الأشْترَنْج في غير ذلك من الأسماء وكذلك أهلُ الكوفة فإنّهم يسمُّون المِسحاة‏:‏ بال وبَالْ بالفارسيّة ولو عَلِق ذلك لغةَ أهل البصرة إذْ نزلوا بأدنى بلاد فارس وأقصى بلاد العرب كان ذلك أشبَهَ إذ كان أهلُ الكوفة قد نزلُوا بأدنى بلاد النَّبَط وأقصى بلاد العرب ويسمي أهلُ الكوفة الحَوْك‏:‏ الباذَرُوج والباذروج بالفارسية والحَوْك كلمة عربيّة وأهلُ البصرة إذ التقت أربعُ طرق يسمُّونَها‏:‏ مُربَّعة ويُسمّيها أهلُ الكوفة‏:‏ الجهار سوك والجهار سُوك بالفارسيّة ويسمّون السُّوق والسُّوَيقة‏:‏ وازار والوازار بالفارسيّة ويسمُّون القِثَّاء‏:‏ خِيَاراً والخيار بالفارسيّة ويسمُّون المجدوم‏:‏ وَيذِي بالفارسية وقد يستخفُّ النَّاسُ ألفاظاً ويستعملونها وغيرُها أحقُّ بذلك منها ألا ترى أن اللَّه تبارك وتعالى لم يذكُر في القرآن الجوعَ إلا في موضع العقاب أو في موضع الفقر المدْقع والعجز الظاهر والناس لا يذكرون السَّغَب ويذكرون الجوع في حال القدرة والسلامة وكذلك ذِكر المطر لأنّك لا تجد القرآنَ يلفظِ به إلاّ في موضع الانتقام والعامّة وأكثرُ الخاصّة لا يَفصِلون بين ذِكر المطر وبين ذكر الغَيث ولفظُ القرآن الذي عليه نَزَلَ أنّه إذا ذكر الأبصار لم يقُل الأسماع وإذا ذكر سبع سموات لم يقل الأرَضين ألا تراه لا يجمع الأرض أَرَضين ولا السمعَ أسماعا والجاري على أفواه العامةِ غيرُ ذلك لا يتفقّدون من الألفاظ ما هو أحقُّ بالذكر وأولى بالاستعمال وقد زعم بعضُ القرّاء أنّه لم يجد ذكر لفظ النكاح في القرآن إلاّ في موضع التزويج والعامّة ربّما استخفت أقلَّ اللغتين وأضعفَهما وتستعمل ما هو أقلُّه في أصل اللغة استعمالاً وتدَعُ ما هو أظهر وأكثر ولذلك صِرنا نجد البيت من الشعر قد سار ولم يسر ما هو أجودُ وقد يبلغ الفارسُ والجوادُ الغايةَ في الشهرة ولا يُرزَق ذلك الذكرَ والتنويه بعضُ من هو أولى بذلك منه ألا ترى أنّ العامّةَ ابنُ القِرِّيّة عندها أشهر في الخطابة مِن سحبان وائل وعُبَيدُ اللَّه بن الحُرّ أذكَرُ عندهم في الفروسيّة من زُهير بن ذؤيب وكذلك مذهبُهم في عنترةَ بن شدَّاد وعُتَيبة بنِ الحارث بن شهاب وهم يضربون المثل بعمرو بن مَعْد يِكَرِب ولا يعرفون بِسطام بنَ قيس وفي القرآن معان لا تكاد تفترق مثل الصلاةِ والزكاة والجوعِ والخوف والجنة والنار والرَّغبة والرهبة والمهاجرين والأنصار والجنّ والإنس قال قطرب‏:‏ أنشدني ضِرار بن عمرو قولَ الشاعر في واصل بن عطاء‏:‏ من البسيط ويجعل البُرَّ قمحاً في تصرُّفه وجانَبَ الراءَ حتّى احتال للشّعَرِ ولم يُطِقْ مطَراً والقول يُعجِلُه فعاذَ بالغيث إشفاقاً من المَطرِ قال وسألت عُثمانَ البُرّي‏:‏ كيف كان واصلٌ يصنع في العدد وكيف كان يصنع بعشرةٍ وعشرين وأربعين وكيف كان يصنع بالقَمر والبدر ويوم الأربعاء وشهر رمضان وكيف كان يصنع بالمحرم وصفر وربيع الأول وربيع الآخِر وجمادى الآخِرة ورجب فقال‏:‏ ما لي فيه قولٌ إلا ما قال صفوان‏:‏ من البسيط ملقَّن ملهَمٌ فيما يحاوله جَمٌّ خواطرُه جوّابُ آفاقِ وخَلَّةُ اللفظ في الياءات إن ذكِرَت كخَلَّةِ اللفظ في اللاماتِ والألِف وخَصْلَة الرَّاء فيها غيرُ خافيةٍ فاعرِفْ مواقعَها في القَول والصّحُف يزعم أنّ هذه الحروفَ أكثر تَرداداً من غيرها والحاجة إليها أشدّ واعتبِرْ ذلك بأن تأخذ عِدّةَ رسائلَ وعدة خطبٍ من جملةِ خطب الناس ورسائلهم فإنَّك متى حَصَّلتَ جميع حروفها وعددْت كلَّ شكل على حِدَة علمت أنّ هذه الحروفَ الحاجةُ إليها أشدّ.

تحيّتي للجميع....

أمل عبدالعزيز
14-11-2007, 06:30 AM
,
,
,

الغالية الحبيبة ليل

ماشاء الله عليكِ
مشاركة ولا أروع
لله در ذائقتك الراقية.
.

لك حبي وتقديري.
.

لــيــل
14-11-2007, 09:41 AM
,
,
,
الأخ المبدع حدَّ اللاحد ( صلاح الأحمدي ) ..

في الحقيقة يعجز لساني عن الثناء على شخصك الكريم ومنحك ماتستحق من الإشادة على ماتمنحه هذه المدرسة والتى بصدق إن كان فيها اشجار يانِعة فأنت في أوَّل قائمتها أيها البهي ..
تأتي بأمور تكون في القلب ولكن لاتظهر أمام العين إلا ببركة فكرك وروحك وعطاءك اللامنتهي أيها البهي .
.

ولذا فأنا هنا سأبدأ بأول مقامة أملية وأسميتها ( المقامة الأملية في الأشعار الأزلية )...
حدثنا موسى ابن فلاته الهوساوي عن أبيه فلاته ابن موسى عن أبيه موسى بن فلاته الهوساوي الكبير قال :حدثتنا أمل بنت عبدالعزيز قالت :
ذهبت يوماً ما إلى احدى الحوانيت النسائية الإنترنتية , رغبةً منّي في شرب القهوة الفرنسية , والتأمل في أحوال النساء الحاليَّة , فإذا بجواري فتاتان تأكلا شوكلاتا بلا شفقةٍ وبلا حنان , وأصابع الكتكات تئنُ بين يديهن ولكن بلا أصوات , ويهذرن هذرتن ( بالحيل قويات ) , فرمقتهن من تحتٍ لتحت فإذا بهنَّ يأكُلْنَ بشراهةٍ عجيبة , لارحمةٍ ولارقة , ويلاه ياللغرابة , والنظراتٌ - ويح قلبي - جدُ مريبةٌُ , فقلتُ في نفسي : هيه يابنات , ارفقن شوي بالكتكات !! فأسرعن بالرد علي وقلنَّ لي ومن أنتِ ياتيك!! وماتريدين ياابنت البيك؟( حراق مو حراق ) فقلت لهنَّ: من أنتُنَّ؟وماهذه الهذرة؟ والشراهةُ والدندرة؟فقالت إحداهن: أنا وجدان , مخرعةَ البزران:11ctor: , قاتلة الفئران !! وقالت الأخرى : أنا ليل صاحبة الدليل , آكلةُ الشوكلاته وقبلها البليل ( بليلة ):vampire: قلت: تباً لكًنَّ ألم تعرفنني؟ أنا ( أملُ ابنة عبدالعزيز ):harp:, صاحِبةُ المدرسة قليلةُ الجدل وحينما أضحكُ أقولُ ( تشييز ) :هاها:, !!ففغرن فاههن , وتذكرنني بقوةٍ ووقفن لي وقلن لي بصوتٍ منخفضن( حيالله هالطلي ) ( اشتئنالك والله اي والله ) , فقلت لهنَّ:( تشتاق لكن العافية حبيباتي ) ونزعتُ الكتكات , وقلت بأعلى صوتي ( هات هات هات ) القهوة ياصبايا ياحلوااات ..ودلفن لداخل المقهى وأحضرنَّ لي القهوة , وبدأتُ الألتهام للكتكاتِ بلارحمة , ووجدانُ تنظُرُ لي في الزحمة , وتخافِتُ ليلَ في خفية : ياحسرةَ قلبي ياحظي , لوكنتُ الكتكات المقضي!!
فضحكتُ وقلتُ لهنَّ : الآن شبعتُ يافتيات ولْتسألنني عن كلِ أمورِ الحياة ...
فسألتني جيجي في وجلٍِ : ماقولُك في الشعرِ الحالي!!
فسرحتُ ببصري لبرهةٍ ثمَّ أطرقتُ دقيقتن وقلتُ::11utup:
الشعرُ اليومَ حيران , مابين الصدق الأزلي ومابين خوار الثيران , فهناك من يكتُب شعراً وهناكَ من يسطر شعيراً , ويرى نفسُه مبدعاً ولم يعلم أن ( دندرتُه ) ليست إلا ( ثغاء ) بعيرٍ ...
الشعر اليوم ياحلوة قد باتَ الشهرة والغنوة , فغنيُ القومِ يشريهُ , وفقير الناسِ يهديه , لاروحاً فيه تسعدنا , ولاضمأ في القلب يرويه ..ايهٍ ياشعراً قد باتَ / بل صدقاً ياويلي ماتَ مابين رغاءِ غانيةً أو بين الكاذِب وغباه.
.

قالت لي ليلٌ معلمتي : والعسفُ ماقولُك عنهُ !!
قلتُ : أواهٌ أواها
العسف ياحبة قلبي ,أفكارُ جدٌ خرقاء كــ عجوزٍ شمطاءُ , لاتجدُ حرفاً يسعفها فتصوغُ الشعر كشعيرُ تأكُلُه البقرُ والشاةَ !!
فهناك من يعسِفُ شعراً وهناك من يعسِفُ فكراً وكثيرٌُ من يعسِفُ قلباً قد أمسى ليلاً يقرأهُ !!
العسفُ في زمنٍِ ولَّى كان هو العارُ والعارُ , واليوم ياليلُ العسفَ قد لازَمَ نصفُ الشعَّارِ ..
بل لا أخطيء لو قلتُ لكِ اليومَ العسف عسف مشاعرنا في كل( قرنةٍ ) ياحسرة, والقلب اليوم منه قد صار ( بالحيل ) منهار.
.

قالت في خجلٍ وجدانُ : ماقولُك استاذتنا في الخطفِ وهل كانَ في الماضي من العرفِ؟؟
فضحكتُ بصوتي وسنوني , وطيرتُ فيها عيوني :11retcher, وقلت لهن( الحقوني ) ايهٍ ياخطفون مخطوفون!!
االخطف شيءُ مجنون , بل سرٌ في الكونِ مدفون لايعلمُهُ إلا قليلون , فهناك شعرُ مخطوف وهناك خطفون مشعور والعلم يافتاة كبير ( والشق أكبر من الرقعة ):11utup: ولي عودة تليق ببقية الخطوف والشطوف ..


ماشاء الله تباركَ الله.....ولا قوّةَ الاّ بالله......

رائعة ياامل....واكثر من رائعة......<<<< اشتهيت الكت كات.......

لافضَّ فوكِ......

ونحنُ في لهفةٍ وانتظار للمقامة الثانيةْ......

دمتي بود.....

وتحيةٌ معطّرةٌ باورد.......

لــيــل
14-11-2007, 09:51 AM
استاذي ( صلاح الاحمدي )


رائعٌ في كلّ ماتقدّمه لنا.....


ونحنُ في انتظار البقيّةِ منها......


دمتَ بود......


وتحيّةٌ معطّرةٌ بالورد.......

لــيــل
14-11-2007, 09:54 AM
( وجدان )


راقية في كلّ ماتأتين به......


لله درّكِ.....


ونحنُ في لهفةٍ الى البقيّة......


دمتي بودّ......


وتحيّةٌ معطّرةٌ بالورد......

لــيــل
14-11-2007, 10:04 AM
,

هلا وغلا بالعسولة ليل:
شفتي بس كيف كنتِ صاحبة دور ومأدبة وشي يجنن
هههههههههههههههههه

بس صراحة للحين أنتِ بالذات مافتريت فيكِ مادري ليه قلبي يحن لك حنين موب طبيعي هههههههههههههههههههه<== الله يستر من تالية جنانك وحنانك

:7:


وربي ومن غير مجاملة جناااااااااااااااان.....

لا انا سامحة لك افتري فيني زي ماتبين..انا راضية...وزي العسل على قلبي...:huglove:

وانتظر وبلهفة المقامة الثانية منكِ....

دمتي بود.......

وتحيّةٌ معطّرةٌ بالورد......

لــيــل
14-11-2007, 10:07 AM
( بنت الريف - ناعمة )

الله حيهم.....ارحبو......

واي والله حنا محظوظين بابلتنا ( امل ) ......

واللي يبي يوسّع صدره يجي عندنا.......

ونتمنّى انكم تستفيدون معنا.......

دمتما بود.......

وتحيّةٌ معطّرةٌ بالورد......

لــيــل
14-11-2007, 10:15 AM
,
,
,

الغالية الحبيبة ليل

ماشاء الله عليكِ
مشاركة ولا أروع
لله در ذائقتك الراقية.
.

لك حبي وتقديري.
.


غاليتي.....الروعةُ تكمن دائماً في حضوركِ.....ورقيّك......

وحسن تفاعلكِ معنا........

لاحرمنا الله من اطلالتكِ البهيّةْ......

دمتي بود......

وتحيّةٌ معطّرةٌ بالورد......

صلاح الأحمدي
14-11-2007, 04:38 PM
,’,


الأستاذة وجدان



ما شاء الله تبارك الله ..
والله كل اختيار لك عن محاضرة كاملة..
يسلم فكرك وكلك


,’,’

صلاح الأحمدي
14-11-2007, 04:40 PM
,’,


والله الزعيمة زعيمة


يسلم كلك


,’,’

صلاح الأحمدي
14-11-2007, 04:56 PM
,’,

ما شاء الله تبارك الله ..

مع اني ما قريت المشاركة بالكامل بس اكيد راح اكملها
لان هالمشاركة يبغالها سهره كاملة ما شاء الله ...
يسلم فكرك اختي على الاختيار الرائع
وبانتظار بقية المشاركات فلا تتاخري كثيرااا


الأستاذة ليل


يعطيك الف عافية على هالمجهود
ونسال الله الفائدة للجميع



,’,’

لــيــل
15-11-2007, 10:06 AM
استاذي الفاضل ( صلاح الاحمدي )

جزاك الله خيراً على المرور الرائع.......وعلى مجهدوكَ الجبّار....والملاحظ من قِبل الكلّ.....

ونحنُ ايضاً في انتظار البقيّة من مشاركاتكَ......والمقامات......

ونسأل الله الفائدة لنا ولكم وللجميع.....بإذنه......

دمتَ بحفظ الرحمن ورعايته.......

تحيّتي وتقديري لك.......

صلاح الأحمدي
21-12-2007, 03:41 PM
استاذي الفاضل ( صلاح الاحمدي )

جزاك الله خيراً على المرور الرائع.......وعلى مجهدوكَ الجبّار....والملاحظ من قِبل الكلّ.....

ونحنُ ايضاً في انتظار البقيّة من مشاركاتكَ......والمقامات......

ونسأل الله الفائدة لنا ولكم وللجميع.....بإذنه......

دمتَ بحفظ الرحمن ورعايته.......

تحيّتي وتقديري لك.......


المشرفة الرائعة ليل

تسلمين اختي وربي يعطيك الف عافية

وكل الشكر لمرورك الرائع وتواصل المعطاء

وباذن الله بعد هالانقطاع الطاري راح يكون لنا عوده من جديد

كل عام وأنت بخير

تحيتي لك

.,.

صلاح الأحمدي
24-12-2007, 06:51 PM
،
،
،
المَقَامَةُ الأَزَاذِيَّةِ

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشَامٍ قَالَ: كُنْتُ بِبَغْذَاذَ وَقْتَ الاَزَاذِ، فَخَرَجْتُ أَعْتَامُ مِنْ أَنْواعِهِ لاِبْتِيَاعِهِ، فَسِرْتُ غَيْرَ بَعِيدٍ إلى رَجُلٍ ‏قَدْ أَخَذَ أَصْنَافَ الفَوَاكِهِ وَصَنَّفَهَا وَجَمَعَ أَنْوَاعَ الرُّطَبِ وَصَفَّفَهَا، فَقَبَضْتُ مِنْ ُكلِ شَيءٍ أَحْسَنَهُ، وَقَرَضْتُ مِنْ كُلِ نَوعٍ ‏أَجْوَدَهُ، فَحِينَ جَمَعْتُ حَوَاشِيَ الإِزَارِ، عَلى تِلْكَ الأَوْزَارِ أَخَذَتْ عَيْنَايَ رَجُلاً َقدْ لَفَّ رَأْسَهُ بِبُرْقُعٍ حَيَاءً، وَنَصَبَ ‏جَسَدَهُ، وبَسَطَ يَدَهُ وَاحْتَضَنَ عِيَاَلهُ، وَتَأَبَّطَ أَطْفَالَهُ، وَهُوَ يَقُولُ بِصَوْتٍ يَدْفَعُ الضَّعَفَ فِي صَدْرِهِ، وَالْحَرضَ فِي ظَهْرِهِ:‏


وَيْلِي عَلَى كَفَّينِ مِنْ سَويقِ=أوْ شَحْمَةٍ تُضْرَبُ بالدَّقِيقِِ
أَوْ قَصْعَةٍ تُمْلأُ مِنْ خِرْدِيقِِ =يَفْتَأُ عَنَّا سَطَواتِ الـرِّيقِ
يُقِيمُنَا عَنْ مَنْهَجِ الطَـرِيقِ =يَارَازِقَ الثَّرْوَةِ بَعْدَ الضِّيقِِ
سَهِّلْ عَلى كَفِّ فتىً لَبِـيقِ =ذِي نَسَبٍ فِي مَجْدِهِ عَرِيقِ
يَهْدي إِلَيْنا قَدَمَ التَّـوْفـيقِ =يُنْقِذُ عَيِشي مِنْ يَدِ‎ ‎التَّرْنيقِ


قالَ عِيسى بْنُ هِشامِ: فَأخَذْتُ مِنَ الكِيس أَخْذَةً وَنُلْتُهُ إِياهَا، فَقَالَ:‏


يَا مَنْ عَنَانِي بِجَمِـيلِ بِـرِّهِ=أَفْضِ إِلى اللهِ بِحُسْنِ سِرِّهِ
وَاسْتَحْفظِ الله جَمِيلَ ستْـرِهِ=إِنْ كانَ لا طَاقَةَ لِي بِشُكْرِهِ‏

فَاللهُ رَبِّي مِنْ وَرَائي أَجْرِهِ قَالَ عِيسى بْنُ هِشَامٍ: فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ فِي الكيسِ فَضْلاً فَاُبْرُزْ لِي عَنْ بَاطِنِكَ أَخْرُجْ إِلَيْكَ عَنْ ‏آخِرِهِ، فَأَمَاطَ لِثَامَهُ، فَإِذَا وَاللهِ شَيْخُنَا أَبُو الفَتْحِ الإِسْكَندريُّ، فَقُلْتُ: وَيْحَكَ أَيُّ دَاهِيَةٍ أَنْتَ? فَقَالَ:‏


فَقَضِّ العُمْرَ تَشْبيهَاً=عَلَى النَّاسِ وَتَمْويهَا
أَرَى الأَيَّامَ لا تَبْقَـى=عَلَى حَالٍ فَأَحْكِيهَا
فَيَوْماً شَرُّهَـا فِـيَّ=‎وَيَوْماً شِرَّتِي فِيهَا
،

أمل عبدالعزيز
25-12-2007, 05:18 AM
,
,
,

لازلتُ هنا ياصلاح أنتظر هتّان قلمك النقي.
.
.

صلاح الأحمدي
25-12-2007, 04:46 PM
,
,
,

لازلتُ هنا ياصلاح أنتظر هتّان قلمك النقي.
.
.

،
،

تعلمين يا معلمتي أني مولود هُنا .

.
.

وجــــدان
28-12-2007, 03:08 PM
صلاح الأحمدي

ماشاء الله تواصل رائع للمقامات الجميله

لي عوده بعد القراءه

تحيتي لك

صلاح الأحمدي
19-02-2008, 04:33 PM
صلاح الأحمدي

ماشاء الله تواصل رائع للمقامات الجميله

لي عوده بعد القراءه

تحيتي لك





؛

الأخت العزيزة وجدان
حياااك استاذتي في كل وقت وكل حين :) ،،
ونعود من جديد لمواصلة طرح هذا الفن الرائع والجميل ،،
خالص التحايا استاذتي،،
؛
http://up101.arabsh.com/my/f0e0c1d.gif
؛

صلاح الأحمدي
19-02-2008, 04:42 PM
؛
الْمَقَامَةُ الْبَلُخِيَّةُ
حَدَّثَنَا عِيسى بْنُ هِشَامٍ قَالَ: نَهَضَتْ بِي إِلى بَلخَ تِجَارَةُ الْبَزِّ فَوَرَدْنُهَا وَأَنَا بِعُذْرَةِ الشَّبَابِ وَبَالِ الفَرَاغِ وَحِلْيَةِ الثَّرْوَةِ، لا ‏يُهِمُّنِي إِلاَّ مُهْرَةُ فِكْرٍ أَسْتَقِيدُهَا، أَوْ شَروُدٌ مِنَ الْكَلِمِ أَصِيدُهَا، فَمَا اسْتَأْذَنَ عَلَى سَمْعِي مَسَافَةً مُقَاِمي??، أَفْصَحُ مِنْ ‏كَلاِمي، وَلمَّا حَنَى الْفِراقُ بِنَاقَوْسَهُ أَو كَادَ دَخَلَ عَليَّ شَابٌّ في زَيٍّ مِلءِ العَيْنِ، وَلْحَيةٍ تَشُوكُ الأَخْدَعَيْنِ، وَطَرفٍ قْد ‏شَرِبَ مَاءَ الرَّافِدَيْنِ، وَلَقِيَنِي مِنَ الْبرِّ فِي السَّناءِ، بِمَا زِدْتُهُ فِي الثَّناءِ، ثُمَّ قَالَ: أَظَعْناً تُرِيدُ? فَقُلْتُ: إِيْ وَاللهِ، فَقَالَ: ‏أَخْصَبَ رَائِدُكَ، وَلاَ ضَلَّ قَائِدُكَ، فَمَتَى عَزَمْتَ? فَقُلْتُ: غَدَاةَ غَدٍ، فَقَالَ:‏

صَبَاحُ اللهِ لا صُبْحُ انطِـلاقٍ=وَطَيرُ الوَصْلِ لا طَيْرُ الفِراقِ
فأَيْنَ تُريدُ? قُلْتُ: الوَطَنَ، فَقَالَ:بُلِّغْت الوَطَنَ، وَقَضَيْتَ الوَطَرَ، فَمَتَى العَوْدُ? قُلْتُ: القَابِلَ، فَقَالَ: طَوَيْتُ الرَّيْطَ، وَثَنَيْتَ ‏الْخيْطَ، فَأَيْنَ أَنْتَ مِنَ الكَرَمِ? فَقُلْتُ: بِحَيْثُ أَرَدْتَ، فَقَالَ: إِذَا أَرْجَعَكَ اللهُ سَالِماً مِنْ هَذَا الطَّريقِ، فَاسْتَصْحِبْ لي ‏عَدُوّاً في بُرْدَةِ صَديقٍ، مِنْ نِجار الصُّفْرِ، يَدْعُو إِلى الكُفْرِ، وَيَرْقُصُ عَلَى الظُّفرِ، كَدَارَةِ العَيْنِ، يَحُطُّ ثِقَلَ الدَّيْنِ، وَيُنافِقُ ‏بِوَجْهَيْنِ.‏
قَالَ عِيسى بْنُ هِشَامٍ: فَعَلِمْتُ أَنَّهُ يَلْتَمِسُ دِيناراً، فَقُلْتُ: لَكَ ذلِك نَقْداً، وَمِثْلُهُ وَعْداً، فَأَنْشأَ يَقُولُ:‏

رَأيُكَ مِمَّا خَطَبْتُ أَعْـلَـى=لا زِلْتَ لِلمَكْرُمَاتِ أَهْـلا
صَلُبْتَ عُوداً، وَدُمْتَ جُوداً =وَفُقْتَ فَرْعاً، وَطِبْتَ أَصْلا
لا أَسْتَطيعُ العَطَاءَ حَمْـلاً=وَلا أُطيقُ السُّؤَالَ ثِـقْـلا
قَصُرْتُ عَنْ مُنْتَهَاكَ ظَنّـاً=وَطُلْتَ عَمَّا ظَنَنْتُ فِعْـلا
يا رُجْمَةَ الدَّهْر والمَعَالـي=لا لَقِىَ الدَّهْرُ مِنْكَ‎ ‎ثُكْـلا
قَالَ عِيسَى بْنُ هِشَام: فَنُلْتُهُ الدِّينَارَ، وَقُلتُ: أَينَ مَنْبِتُ هَذا الفَضْلِ? فَقَالَ: نَمَتْنِي قُرَيشٌ وَمُهِّدَ لِيَ الشَّرفُ فِي ‏بَطَائِحِهَا، فَقالَ بَعْضُ مَنْ حَضَرَ: أَلَسْتَ بِأَبِي الْفَتْحِ الإْسْكَنْدَريِ? أَلَمْ أَرَكَ بِالْعِراقِ، تَطُوفُ فِي الأَسْواقِ، مُكَدِّياً ‏بِالأَوْرَاقِ? فَأَنْشِأَ يَقُولُ:‏

إِنَّ لـلـهِ عَـبِـيدَاً=أَخَذُوا الْعُمْرَ خَلِيطاً
فَهُمُ يُمْسُونَ أَعْـرَا=باً، وَيُضْحُونَ نَبِيطا
؛
http://up101.arabsh.com/my/f0e0c1d.gifإِلَى حِين لِقَاء بِمَقَامَة أُخْرَى ،، وكل الود،،،.
؛

صلاح الأحمدي
21-02-2008, 04:30 PM
؛
الْمَقَامَةُ الأَسَدِيةُ
حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشَامٍ قَالَ:‏ كانَ يَبْلُغُنِي مِنْ مَقَامَاتِ الإِسْكَنْدَريِّ وَمَقَالاتِهِ مَا يَصْغَى إِلَيْهِ النُّفُورُ، وَيَنْتَفِضُ لَهُ العُصْفُورُ، وَيَرْوَي لَنَا مِنْ شِعْرِهِ مَا يَمْتَزِجُ ‏بأَجْزَاءِ النَّفْسِ رقَّةً، وَيَغْمُضُ عَنْ أَوْهَامِ الكَهَنَةِ دِقَةً، وَأَنَا أَسْأَلُ اللهُ بَقَاءَهُ، حَتْى أُرْزَقَ لِقَاءَهُ، وَأَتَعَجَّبُ مِنْ قُعُودِ هِمَّتِهِ ‏بِحَالَتِهِ، مَعَ حُسْنِ آلَتِهِ، وَقَدْ ضَرَبَ الدَّهْرُ شُؤُونَهَ، بِأَسِدَادِ دُونَهُ، وَهَلَّمَ جَرًّا، إِلَى أَنْ اتَّفَقَتْ لِيَ حَاجَةٌ بِحِمْصَ ‏فَشَحَذْتُ إِليَهَا الحِرصَ، فِي صُحْبَةِ أَفْرِادٍ كَنُجُومِ اللَّيلِ، أَحْلاسٍ لِظُهُورِ الخَيلِ، وَأَخذْنَا الطَرِيقَ نَنْتَهِبُ مَسَافَتَهُ، وَنَسْتَأْصِلُ ‏شأْفَتَهُ، وَلَمْ نَزَلْ نَفْرِي أَسْنِمَةَ النِّجَادِ بِتِلْكَ الْجِيَادِ، حَتَّى صِرْنَ كَالْعِصِيِّ، وَرَجَعْنَ كَالْقِسِيِّ، وَتَاخَ لَنَا وَادٍ فِي سَفْحِ جَبَلٍ ‏ذِي أَلاءٍ وأَثْلٍ، كَالعَذَارَى يُسَّرِحْنَ الضَّفَائِرَ، وَيَنْشُرْنَ الغَدَائِرَ، وَمَالتِ الهَاجِرَةُ بِنَا إِليْهَا، وَنَزَلْنَا نُغَوِّرُ وَنَغُورُ، وَرَبَطْنَا ‏الأَفْرَاسَ بِالأَمْراسِ، وَمِلنَا مَعَ النُّعَاسِ، فَمَا رَاعَنَا إِلاَّ صَهِيلُ الخَيلِ، وَنَظَرتُ إِلى فَرَسِي وَقَدْ أَرْهَفَ أُذَنَيِهِ، وَطَمَحَ بِعَيْنَيهِ، ‏يَجُّذُ قُوَى الحَبْلِ بِمَشَافِرِهِ، وَيَخُدُّ خَدَّ الأَرْضِ بِحَوافرهِ، ثُمَّ اضْطَرَبَتِ الخَيْلُ فَأَرْسَلَتِ الأَبْوَالَ، وَقَطَّعَتِ الحِبَالَ، وَأَخَذَتْ ‏نَحْوَ الجِبَالِ، وَطَارَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا إِلَى سِلاحِهِ؛ فإِذَا السَّبُعُ فِي فَرْوَةِ المَوتِ، قَدْ طَلَعَ مِنْ غَابِهِ، مُنْتَفِخاً فِي إِهَابِهِ، كَاشِراً ‏عَنْ أَنْيَابِهِ، بِطَرْفٍ قَدْ مُلِئَ صَلَفاً، وَأَنْفٍ قَدْ حُشِىَ أَنَفَاً، وَصَدْرٍ لاَ يَبْرَحُهُ القَلْبُ، ولاَ يَسْكُنُهُ الرُّعْبُ، وَقُلْنَا خطْبٌ ‏مُلِمٌ، وَحَادِثٌ مُهِمٌ، وَتَبَادرَ إِلَيِهِ مِنْ سُرْعَانِ الرُّفْقَةِ فَتَىً:‏

أَخْضَرُ الجِلْدَةِ فِي بَيْتِ العَرَبْ=يَمْلأُ الدَّلْوً إِلَى عَقْدِ‎ ‎الكَـرَبْ
بِقَلْبٍ سَاقَهُ قَدْرٌ، وَسَيْفٍ كُلُّهُ أَثْرٌ، وَمَلَكَتْهُ سَوْرَةُ الأَسَدِ فَخَانَتْهُ أَرْضُ قَدَمِهِ، حَتَّى سَقَطَ لِيَدِهِ وَفَمِهِ، وَتَجَاوَزَ الأَسَدُ ‏مَصْرَعَهُ، إِلَى مَنْ كَانَ مَعَهُ، وَدَعَا الْحَيْنَ أَخَاهُ، بِمِثْلِ مَا دَعَاهُ، فَصارَ إِلَيْهِ، وَعَقَلَ الرُّعْبُ يَدَيهِ، فَأَخَذَ أَرْضَهُ، وَافْتَرشَ ‏اللَّيثُ صَدْرَهُ، وَلَكِّنْي رَمَيْتُهُ بِعِمَامَتِي، وَشَغلتُ فَمَهُ، حَتَّى حَقَنْتُ دَمَهُ، وَقَامَ الفَتَى فَوَجَأَ بَطْنَهُ، حتَّى هَلَكَ الفَتَى مِنْ ‏خَوْفِهِ، والأَسَدُ لِلْوَجْأَةِ في جَوفِهِ، ونَهَضْنا فِي أَثَرِ الخَيْلِ فَتَأَلَّفْنا مِنْهَا ما ثَبَتَ، وَتَرَكْنَا مَا أَفْلَتَ، َوعُدْنَا إِلى الرَّفِيقِ لِنُجَهِّزَهُ، فَلمَّا حَثَونَا التُّرْبَ فَوْقَ رَفِيقَنَاجَزِعْنَا‎ ‎وَلَكِنْ أَيُّ سَاعَةِ مَجْزَعِ، وَعُدُنَا إِلَى الفَلاةِ، وَهَبَطْنَا أَرْضَهَا، وَسِرْنَا حَتَّى إِذَا ضَمِرَتِ المَزَادُ، وَنَفِدَ الزَّادُ أَوْ كَادَ يُدْرِكُهُ الْنَّفادُ، وَلَمْ نَمْلِكِ الذَّهَابِ ‏وَلاَ الرُّجُوعَ، وَخِفْنَا القَاتِلِينَ الظَّمَأَ وَالجُوعَ، عَنَّ لَنَا فَارِسٌ فَصَمَدْنَا صَمْدَهُ، وَقَصَدْنَا قَصْدَهُ، وَلَمَّا بَلَغَنَا نَزَلَ عَنْ حُرِّ فَرَسَهَ ‏يَنْقُشُ الأَرْضَ بِشَفَتَيهِ، ويَلْقِي التُّرَابَ بِيَدَيْهِ، وَعَمَدَنْي مِنْ بَيْنِ الجَمَاعَةِ، فَقَّبَلَ رِكَابِي، وَتَحَّرَمَ بِجَنَابِي، وَنَظَرْتُ فَإِذْا هُوَ ‏وَجْهٌ يَبْرُقُ بَرْقَ العَارِضِ المُتَهَلِّلِ، وَقَوَامٌ مَتَى مَا تَرَقَّ العَيْنُ فِيهِ تَسَهَّل، وَعَارِضٌ قَدِ اخْضَرَّ، وَشَارِبٌ قَدْ طَرًّ، وَسَاعِدٌ ‏مَلآنٌ، وَقَضِيبٌ رَيَّانُ، ونِجَارٌ تُرْكِيٌ، وَزِيٌ مَلَكِيٌ، فَقُلْنَا: مَالَكَ لاَ أَبَالكَ? فَقَالَ: أَنَا عَبْدُ بَعْضِ الْمُلوكِ، هَمَّ مِنْ قَتْلي بِهَمٍّ، ‏فَهِمْتُ عَلى وَجْهِي إِلى حَيْثُ تَرانِي، وَشَهِدَتْ شَوَاهِدُ حالهِ، على صِدْقِ مَقَالِهِ، ثُمَّ قَالَ: أَنَا اليَومَ عَبْدُكَ، وَمَالِي مَالُكَ، ‏فَقُلْتُ: بُشْرَى لَكَ وَبِكَ، أَدَّاكَ سَيْرُكَ إِلَى فِنَاءٍ رَحْبٍ، وَعَيْشٍ رَطْبٍ، وَهَنْأَتْنِي الْجَمَاعَةُ، وَجَعَلَ ينْظُرُ فَتَقْتُلَنَا أَلْحَاظَهُ، ‏وَيَنْطِقُ فَتَفْتِنٌنَا أَلْفَاظَهُ، فَقَالَ: يَا سَادَةُ إِنَّ فِي سَفْحِ الجَبَلِ عَيْنَاً، وَقَدْ رَكِبْتُمْ فُلاَةً عَوْرَاءَ، فَخُذُوا مِنْ هُنَالِكَ الْمَاءَ، فَلَوَيْنَا ‏الأَعِنَةَ إِلى حَيثُ أشَارَ، وَبَلَغْنَاهُ وَقَدْ صَهَرَتِ الهَاجِرَةُ الأَبْدَانَ، وَرَكِبَ الجَنَادِبُ الْعِيدَانَ، فَقَالَ: أَلاَ تَقِيلُونَ فِي الظِّلِّ ‏الْرَّحْبِ، عَلى هَذا المَاءِ الْعَذْبِ? فَقُلْنَا: أَنْتَ وَذَاكَ فَنَزَلَ عَنْ فرَسِهِ، وَحَلَّ مِنْطَقَتَهُ، وَنَحَى قُرْطَقَتَهُ فَمَا اسْتَرَعَنَّا إِلاَّ ‏بِغِلاَلَةٍ تَنِمُّ عَنْ بَدَنِهِ، فَمَا شَكَكْنَا أَنَّهُ خَاصَمَ الوِلْدَانَ، فَفَارَقَ الْجِنَانَ، وَهَرَبَ مِنْ رِضْوَانٍ، وَعَمَدَ إِلَى السُّرُوجِ فَحَطَّهَا، ‏وإِلَى الأَفْراسِ فَحشَّهَا، وإِلَى الأَمْكِنةِ فَرَشَّهَا، وَقَدْ حَارَتِ الْبَصَائِرُ فِيهِ، وَوَقَفْتِ الأَبْصَارُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا فَتَى مَا أَلْطَفَكَ ‏فِي الٍخِدْمَةِ، وَأَحْسَنَكَ فِي الجُمْلَةِ، فَالْوَيْلُ لِمَنْ فَارَقْتَهُ، وَطُوبَى لِمَنْ رَافَقْتَهُ، فَكَيِفَ شُكْرُ اللهِ عَلَى الْنِعْمَةَ بِكَ? فَقَالَ: مَا ‏سَتَرُونَهُ مِنِّي أَكْثَرُ، أَتُعْجِبُكُمْ خِفَّتي فِي الخِدْمَةِ، وَحُسْنِيَ فِي الجُمْلَةِ? فَكَيِفَ لَوْ رَأَيْتُمُونِي فِي الْرُّفْقًةِ? أُرِيكُمْ مِنْ حِذْقِيَ ‏طُرَفَا، لِتَزْدَاُدوا بِي شَغَفَاً? فَقٌلْنَا: هَاتِ: فَعَمَدَ إِلَى قَوْسِ أَحَدِنَا فَأَوْتَرَهُ، وَفَوَّقَ سَهْمَاً فَرَمَاهُ فِي السَّماءِ، وَأَتْبَعَهُ بِآخَرَ ‏فَشَقَّهُ في الهَواءِ، وَقَالَ: سَأُرِيكمْ نَوعَاً آخَرَ، ثُمَّ عَمَدَ إِلى كِنَانَتي فَأَخَذَهَا، وإِلَى فَرَسِي فَعَلاهُ، وَرَمَى أَحَدَنا بِسَهْمٍ أَثْبَتَهُ ‏فِي صَدْرِهِ، وَآخَرَ طَيَّرَهُ منْ ظَهْرِهِ، فَقُلْتُ وَيْحَكَ مَا تَصْنَعُ? قَالَ: اسْكُتْ يَا لُكَعُ، وَاللهِ لَيَشُدَّنَ كُلٌ مِنْكُمْ يَدَ رَفِيِقِهِ، أَوْ ‏لأُغِصِنَّهُ بِرِيِقهِ، فَلَمْ نَدْرِ مَا نَصْنَعْ وَأَفْرَاسُنَا مَرْبُوطَةٌ، وَسُروجَنَا مَحْطُوطَةٌ، وَأَسْلِحَتُنْا بَعِيدَةٌ، وَهْوَ رَاكِبٌ وَنَحْنُ رَجَّالَةٌ، ‏وَالقَوْسُ فِي يَدِهِ يَرْشِقُ بِهَا الظُّهُورَ، وَيَمْشُقُ بِهَا الْبُطُونَ والْصُّدُورَ، وَحِينَ رَأَيْنَا الْجِدَّ، أَخَذْنَا الْقِدَّ، فَشَدَّ بَعْضُنَا بَعْضَاً، ‏وَبَقَيْتُ وَحْدِيَ لاَ أَجِدُ مَنْ يَشُدُّ يَدِي، فَقَالَ: اخْرُجْ بإِهَابِكَ، عَنْ ثِيَابِكَ، فَخَرَجْتُ ثُمَّ نَزَلَ عَنْ فَرَسِهِ، وِجِعِلِ يِصْفَعُ ‏الواحِدَ مِنَّا بَعْدَ الآخَرِ، وَيَنْزَعُ ثِيَابَهُ وَصَارَ إِلَيَّ وَعَليَّ خُفَّانِ جَدِيدانِ، فَقَالَ: اخْلَعْهُمَا لاَ أُمَّ لَكَ، فَقُلْتُ: هَذا خُفٌ ‏لَبِسْتُهُ رَطْباً فَلَيْسَ يُمْكِنُي نَزْعَهُ، فَقَالَ: عَلَيَّ خَلْعُهُ، ثُمَّ دَنَا إِلَيَّ لِيَنْزَعَ الخُفَّ، وَمَدَدْتُ يَدْي إِلَى سِكْينٍ كَانَ مَعْي فِي ‏الخُفِّ وَهْوَ فِي شُغْلِهِ فَأَثْبَتَّهُ فِي بَطْنِهِ، وَأَبَنْتَهُ مِنْ َمَتْنهِ، فَمَا زَادَ عَلى فَمٍ فَغَرَهُ، وأَلَقَمَهُ حَجَرَهُ، وَقُمْتُ إِلى أَصْحَابِي ‏فَخَلَلْتُ أَيْدِيِهِمْ، وَتَوَزْعَنَا سَلَبَ القَتِيلَينِ، وأَدَرَكْنَا الرَّفِيقَ وَقَدْ جَادَ بِنَفْسِهِ، وِصِارَ لِرَمْسِهِ، وَصِرْنَا إِلى الطَّرِيقِ، وَوَرَدْنا ‏حِمْصَ بَعْدَ لَيَالٍ خَمْسٍ، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلى فُرْضَةِ مِنْ سُوقِهَا رَأَيْنَا رَجُلاً قَدْ قَامَ عَلى رأَسِ ابْنٍ وَبُنَيةٍ، بِجِرابٍ وَعَصِيةٍ، ‏وهُوَ يَقُولُ:

رَحِمَ اللهُ مَنْ حَشَـا=فِي جِرَابِي مَكَارِمَهْ
رَحِمَ اللهُ َمـنْ رَنَـا=لِسَعِيدٍ وَفَاطِـمَـهْ
إِنَّـهُ خَـادِمٌ لَـكُـمْ=وَهْيَ لاَ شَكَّ خَادِمَهْ
قَالَ عِيسَى بْنُ هِشَامٍ: فَقُلْتُ إِنَّ هَذا الرَّجُلَ هُوَ الإِسْكَنْدَرِيُّ الَّذي سَمِعْتُ بِهِ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَإِذَا هُوَ هُوَ، فَدَلَفْتُ ‏إَلَيهِ، وَقُلْتُ: احْتَكِمْ حُكْمَكَ فَقَالَ: دِرْهَمٌ، فَقُلْتُ:‏

لَكَ دِرْهَمٌ فِي مِثْـلِـهِ=مَا دَامَ يُسْعِدُنِي النَّفَسْ
فَاحْسُبْ حِسَابَكَ وَالتَمِس=كَيْمَا أُنِيلُ‎ ‎الْملْتَـمَـس
وَقُلْتُ لَهُ: دِرْهَمٌ فِي اثْنَينِ فِي ثَلاثَةٍ فِي أَرْبَعةٍ فِي خَمْسَةٍ، حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى العِشْرِينَ، ثُمَّ قُلْتُ: كَمْ مَعَكَ? قَالَ: عِشْرونَ ‏رَغِيفاً، فَأَمَرْتُ لَهُ بِهَا، وَقُلْتُ: لاَ نَصْرَ مَعَ الخِذَلاَنِ، وَلاَ حِيلَةَ مَعَ الْحِرْمَانِ.‏
؛
http://up101.arabsh.com/my/f0e0c1d.gifإِلَى حِين لِقَاء بِمَقَامَة أُخْرَى ،، وكل الود،،،.
؛

وجــــدان
06-03-2008, 12:23 PM
الأخ العزيز الاستاذ صلاح الأحمدي

مقامات رائعه

وأعتذر عن عدم تفاعلي هنا في الفتره الأخيره وسيكون لي رجعه لها بحول الله

من جد والله برجع

هههههههههههههههههههههه

تحيتي لك يا استاذ