المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (مختصر) في انتقالي من الشيعة إلى السنة



أهــل الحـديث
10-05-2014, 10:20 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله الرحمن الرحيم، السلام على الأحبّة في هذا الملتقى.

كان أحد الإخوة قد بعث لي برسالة يسألني كتابة قصة انتقالي من مذهب الشيعة إلى مذهب أهل السنة، فأجبته بأنني فعلاً مشغول بكتابة كتاب تفصيلي قد يكون مجلداً كبيراً في حدود ألف صفحة، ولكن بما أنه كان متشوقاً لمعرفة القصة فآثرت كتابتها بإيجاز شديد، وسأترك التفصيل للكتاب إن وفّقنا الله.

فأقول أنا من أسرة شيعية بحرينية ذات أصول فارسية، والناس في البحرين يمكن تقسيمهم لهذه الأقسام:

1- أهل السنة.
2- البحارنة أو الشيعة العرب.
3- العجم وهم ذوو الأصول الفارسية، ويتكلمون الفارسية (فيما بينهم) والعربية (بما أنها لغة الأغلبية واللغة الرسمية للبلاد).

والعجم هم من الشيعة كذلك ولكنهم يتميزون عن البحارنة (الشيعة العرب) بلغتهم أولاً ثمّ بتديّنهم ثانياً حيث أن الغالبية الساحقة من العجم غير متدينين ولنقل أنهم شيعة بالاسم فقط. على عكس البحارنة الذين هم من أكثر الفئات الشيعية تديناً وتمسكاً بالتشيع لا في البحرين فحسب بل بين كل شيعة العالم.

وأسرتي ليست استثناءاً من المجتمع العجمي، فهي كذلك قليلة التدين، أي أن الدين له تأثير محدود جداً في الحياة لا يتعدى الصلاة والصوم والحجاب. فمن ينشأ في هذا المجتمع لا يكون عادة معادياً للطوائف الأخرى لأننا نُلقن من صغرنا أننا جميعاً أبناء وطن واحد وأن البشر سواسية و... إلخ

ولكن أنا بنفسي قد شذذت عن هذا المجتمع في السنوات الأولى من بلوغي (حين كنت طالباً في المدرسة)، لأنني وجدت نفسي منساقاً نحو الدين والمظاهر الدينية ومتأثراً بالإعلام الإيراني بنحو كبير خصوصاً أن العجم يعتزّون كثيراً بأصلهم الفارسي ويعدون أنفسهم جزءاً لا يتجزأ من الشعب الفارسي، فكان هذا سبباً آخراً لتأثري بالإعلام الديني الإيراني أي أنني أجد نفسي منساقاً لأن أكون مثلي مثل الشيعة الإيرانيين المتدينين لأنني واحد منهم.

وكنت مندفعاً بنحو كبير في التدين وأحضر مجالس بعض خطباء الشيعة ومتكلميهم في البحرين، ولكنني مع تديني بدين التشيع لم أكن أكره أهل السنة الذين هم زملائي وشركائي أبداً، وكل ما هنالك أنني كنت أعتبرهم ضالين ينبغي هدايتهم.

بالنسبة للأسباب؛ فهما في الأساس مسألتان، ومن هاتين المسألتين هدمت عقيدتي (السابقة) فتركتها، وسترون بالتفصيل وبالأدلة والبراهين كل ذلك في الكتاب المرتقب:

1- القول بتحريف القرآن: لا تجد أحداً ممن كتب في فضح عقيدة الشيعة وردها إلا وتطرق لهذه المسألة، وفي الكتاب الذي نسأل الله أن يكتب له النور، سأبيّن لأهل السنة الطريقة المثلى لإفحام الشيعة في هذه المسألة لأن بعض أهل السنة يأخذون بعض تصريحات علماء الشيعة في ذلك ولكن التصريحات التي يأخذونها (قابلة للتأويل)، أي أن الشيعة يسعهم اللف والدوران والهروب، ولكن ما سأعرضه في الكتاب لا يسعهم الهروب منه، وسأذكر شواهد لم يتطرق لها أحد من أهل السنة قبل ذلك، لأنها في مخطوطات وباللغة الفارسية التي قلّما يجيدها أحد من الباحثين السنة المتخصصين في رد الشيعة، وليس من اليسير الحصول عليها، وسأبين مواقع وجود هذه المخطوطات (في أي مكتبة) بالفهارس التي هم بنفسهم كتبوها، وفي جملة مختصرة، سيُسد المفر عليهم في هذه المسألة. وهذه المسألة كانت لي مفتاح الهداية؛ فهي التي فتحت لي الباب لترك التشيع.

2- الإمامة: وحيث أن الأصل الذي ابتُني عليه دين التشيع هو القول بالإمامة، والإمامة كما يعتقدها الشيعة لم ترد في كتاب الله صراحةً، فلماذا لا نُكلف ما لم نعلم؟ وقد استدل الشيعة على عقيدتهم هذه ببعض الآيات والروايات، واستدلالاهم مردود، وتفصيل ذلك في كتاب (تحفهٔ اثنی عشریه) للشاه عبد العزيز الدهلوي الذي حملته ثم طبعته (طبعة شخصية لي) من موقع عقيدة (http://www.aqeedeh.com/)، وهو مطبوع باللغة العربية بعنوان (مختصر التحفة الإثني عشرية) لمن أحب مراجعته.

3- زواج المتعة: لم يكن هذا الموضوع شاغلاً بالي لأنه موضوع فقهي لا علاقة له بالعقيدة التي هي الأساس، لكنني بحثت فيه بعدما هُدم دين الشيعة عندي؛ ولذلك فنصيحتي للإخوة من أهل السنة جعل مسألة زواج المتعة مسألة ثانوية، بمعنى أن لا يتجاهلوها ولكن ليركزوا على المسألتين الأولتين لأنك إذا أفحمتهم في هاتين المسألتين لم يكن لهم باقية في المسائل الأخرى. ولأقل بعبارة أخرى أنه لو لم يثبت لي بطلان دين الشيعة بالمسألتين الأولتين وبحثتُ مباشرة في موضوع زواج المتعة لربّما جعلني الشيطان أُكابر في قبول الحق، لأن المسألة ليست بالتي لها ذلك التأثير الكبير.

ختاماً، لا أسأل منكم إلا الدعاء لي بالثبات على الإيمان وأن يوفقني الله لإكمال الكتاب حيث أن وقت العمل يأخذ أكثر أوقات حياتي فليس لي متسع من الوقت أقوم فيه بهذا العمل، وكذا أن تدعو الله أن يوفقني لطباعته وإخراجه إلى النور. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.