المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الزهرة الندية في طهارة ام المؤمنين مارية القبطية



أهــل الحـديث
08-05-2014, 12:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الحمدُ للهِ ربِ العالمينَ ..والصلاةُ والسلامُ على رسوله الكريم محمدٍ صلى الله عليه وسلم وبعد:
فقد سألني أخٌ كريمٌ عن معنى قول جبريل للرسول الكريم السلام عليك يا أبا إبراهيم ,وبيان ما فيه من غموض, وغموص لحق النبي المصطفى والسيد المجتبى بأبي هو وأمي ونفسي وولدي...
الحديث وطرقه:
لفظ الشك في ماريا عليها السلام:
اخرج ابن أبي عاصم في السنة 5:448:
3127 - حدثنا أبو سعيد دحيم، نا ابن وهب، نا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن الزهري، عن أنس بن مالك، رضي الله عنه قال: لما ولدت أم إبراهيم كأنه وقع في نفس النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك شيء حتى جاءه جبريل عليه السلام فقال: السلام عليك يا أبا إبراهيم "
3128 - حدثنا محمد بن مسكين، وأبو بكر بن عسكر قالا: نا عثمان بن صالح، نا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، وعقيل، عن الزهري، عن أنس، رضي الله عنه قال: لما ولد إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم من جاريته مارية وقع في نفسه منه حتى أتاه جبريل عليه السلام فقال: السلام عليك يا أبا إبراهيم "
واخرجه الدولابي في الكنى 1:7 وابو بكر في الغيلانيات 1:514 ..والطبراني في الأوسط 4:89 وأبو نعيم في المعرفة 1/972وابن عساكر في تاريخ دمشق 3:133 بعضهم اخرجه مختصرً..
قلت الظاهري:وهذا حديث لا يُشتغل بمثله ولو قام على رجليه يركض ,وتكلم بلسانه كما تكلم الغلام في المهد ,فأعوذ بالله ان اكون مسمار نار في كتاب الله..
فآفته ابن لهيعة –رحمه الله وغفر له-فهو مخلط سيئ الحفظ ما طلعت الشمس وغربت ,وتحسين الظن به -إذ روى عنه العبادلة :ابن وهب .وابن المبارك, وعبد الله بن مسلمة القعنبى , عبد الله بن يزيد المقرىء ,وزادوا في اخرة قتيبة بن سعيد ..وممن مشى على هذه القاعدة الشيخان الألبانيان شعيب وناصر.. وهذا–تحسين ظنٍ بضعيف ..فقالوا إن هؤلاء الإربعة رووا عنه قبل احتراق كتبه ,أو أنهم كتبوا هذه الإحاديث عن شيوخه..
قلت الظاهري:وهذا تحسين غير مرضي ,إذ ان علل حديث ابن لهيعة ماثلة أمامنا تصرخُ بصوت جهوري على اختلاطه بوجود رواية العبادلة عنه وهذا المثال بين أيدينا اكبر دليل..
فقد اخرج ابن السني في عمل اليوم والليلة هذا الحديث 1:363 بدون الشك.. 41حدثنا ابن منيع، ثنا أحمد بن عيسى المصري، ثنا ابن وهب، قال: أخبرني ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك، رضي الله عنه قال: لما ولدت أم إبراهيم أتى جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «السلام عليك يا أبا إبراهيم»..
وأخرجه الحاكم في المستدرك 2:660: 4188 - ثنا علي بن حمشاذ العدل، ثنا عبيد بن عبد الواحد بن شريك، وأحمد بن إبراهيم بن ملحان، قالا: ثنا عمرو بن خالد الحراني، ثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، وعقيل، عن ابن شهاب، عن أنس، قال: " لما ولد إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل فقال: السلام عليك يا أبا إبراهيم...
قلت الظاهري:ثم إن هذا الحديث غريب من حديث الزهري ,وإن كان يزيد من تلاميذه فأين اصحاب الزهري عن هذا الحديث أمثال: عمرو بن الحارث المصرى و عمرو بن دينار وعمرو بن شعيب و العلاء بن الحارث و عياض بن عبد الله الفهرى و فليح بن سليمان و القاسم بن هزان الخولانى الدارانى و الليث بن سعد
وقتادة بن دعامةو قرة بن عبد الرحمن بن حيوئيل و مالك بن أنس و محمد بن إسحاق بن يسار ؟؟
قلت الظاهري:وهذا الحديث حديث ثابت عن أنس ,وهو من مشهور حديثه دون الشك في ام المؤمنين رضي الله عنها ,فقد اخرجه مسلم في صحيحه 59 - (2771) حدثني زهير بن حرب، حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا ثابت، عن أنس، أن رجلا كان يتهم بأم ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: «اذهب فاضرب عنقه» فأتاه علي فإذا هو في ركي يتبرد فيها، فقال له علي: اخرج، فناوله يده فأخرجه، فإذا هو مجبوب ليس له ذكر، فكف علي عنه، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله إنه لمجبوب ما له ذكر..
وأخرجه أحمد في مسنده 13989بإبهام المراة فقال: حدثنا عفان، حدثنا حماد، عن ثابت، عن أنس، " أن رجلا كان يتهم بامرأة، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم عليا ليقتله، فوجده في ركية يتبرد فيها، فقال له: ناولني يدك، فناوله يده، فإذا هو مجبوب ليس له ذكر، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره، فقال: والله يا رسول الله إنه لمجبوب، ما له من ذكر ..
وهذا الحديث على صحة اسناده ,وانه كالشمس في رابعة النهار إلا أن متنه مشكل,ومن مشكلاته:
1-كيف يبعث النبي صلى الله عليه وسلم عليًّا ليقتل رجلاً دون بيّنة أو شهود؟
2- كيف يقتل النبي صلى الله عليه وسلم الرجلَ ولا يقتل المرأة؟
قال ابن الجوزي في كشف المشكل 3:309: وعلى هذا الحديث اعتراض: وهو أن يقال: كيف أمر صلى الله عليه وسلم بقتل رجل بالتهمة؟ فقد أجاب عنه ابن جرير فقال: جائز أن يكون قد كان من أهل العهد، وقد تقدم إليه بالنهي عن الدخول على مارية فعاد، فأمر بقتله لنقض العهد.
قلت الظاهري:
وطوّفت بصري لعلي أبصرُ شيئًا يرفع غبشَ عيني فلم أجد إلا عند شيخ الإسلام ودرة المغرب وشمعتها فيلسوف المسلمين,وأستاذ وفقيه المحدّثين أبي محمد علي بن حزم الاندلسي في المحلى 12:439 فقال رحمه الله -: ويبين هذا ما روينا من طريق مسلم ني زهير بن حرب نا عفان بن مسلم نا حماد بن سلمة نا ثابت البناني عن أنس «أن رجلا كان يتهم بأم ولد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لعلي: اذهب فاضرب عنقه، فأتاه علي فإذا هو في ركي يتبرد فيها، فقال له علي: اخرج، فناوله يده، فأخرجه، فإذا هو مجبوب - ليس له ذكر - فكف علي عنه، ثم أتى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال: يا رسول الله إنه لمجبوب، ماله ذكر؟» قال أبو محمد - رحمه الله -: هذا خبر صحيح، وفيه من آذى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وجب قتله، وإن كان لو فعل ذلك برجل من المسلمين لم يجب بذلك قتله؟ فإن قال قائل: كيف يأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقتله دون أن يتحقق عنده ذلك الأمر، لا بوحي، ولا بعلم صحيح، ولا ببينة، ولا بإقرار؟ وكيف يأمر - عليه السلام - بقتله في قصة بظن قد ظهر كذبه بعد ذلك وبطلانه؟ وكيف يأمر - عليه السلام - بقتل امرئ قد أظهر الله تعالى براءته بعد ذلك بيقين لا شك فيه؟ وكيف يأمر - عليه السلام - بقتله ولا يأمر بقتلها، والأمر بينه وبينها مشترك؟
قال أبو محمد - رحمه الله -: وهذه سؤالات لا يسألها إلا كافر أو إنسان جاهل يريد معرفة المخرج من كل هذه الاعتراضات المذكورة؟ قال أبو محمد - رحمه الله -: الوجه في هذه السؤالات بين واضح لا خفاء به والحمد لله رب العالمين، ومعاذ الله أن يأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقتل أحد بظن بغير إقرار، أو بينة، أو علم أو مشاهدة، أو وحي، أو أن يأمر بقتله دونها، لكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد علم يقينا أنه بريء، وأن القول كذب فأراد - عليه السلام - أن يوقف على ذلك مشاهدة فأمر بقتله لو فعل ذلك الذي قيل عنه، فكان هذا حكما صحيحا فيمن آذى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد علم - عليه السلام - أن القتل لا ينفذ عليه لما يظهر الله تعالى من براءته، وكان - عليه السلام - في ذلك، كما أخبر به عن أخيه سليمان - عليه السلام -، وقد روينا من طريق البخاري نا أبو اليمان - هو الحكم بن نافع - نا شعيب - هو ابن أبي حمزة - نا أبو الزناد قال: إن عبد الرحمن الأعرج حدثه أنه سمع «أبا هريرة يقول: إنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: مثلي ومثل الناس - فذكر كلاما - وفيه أنه - عليه السلام - قال: وكانت امرأتان معهما ابناهما جاء الذئب فذهب بابن إحداهما، فقالت صاحبتها، إنما ذهب بابنك، وقالت الأخرى: إنما ذهب بابنك، فتحاكما إلى داود - عليه السلام -، فقضى به للكبرى، فخرجتا على سليمان - عليه السلام - فأخبرتاه، فقال: ائتوني بالسكين أشقه بينهما، فقالت الصغرى: لا تفعل يرحمك الله، هو ابنها، فقضى به للصغرى - قال أبو هريرة: والله إن سمعت بالسكين إلا يومئذ وما كنا نقول إلا المدية؟» قال أبو محمد - رحمه الله -: فبيقين ندري أن سليمان - عليه السلام - لم يرد قط شق الصبي بينهما، وإنما أراد امتحانهما بذلك، وبالوحي - فعل هذا بلا شك - وكان حكم داود - عليه السلام - للكبرى على ظاهر الأمر؛ لأنه كان في يدها، وكذلك رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ما أراد قط إنفاذ قتل ذلك " المجبوب " لكن أراد امتحان علي في إنفاذ أمره، وأراد إظهار براءة المتهم، وكذب التهمة عيانا - وهكذا لم يرد الله تعالى إنفاذ ذبح إسماعيل بن إبراهيم - صلى الله عليهما وسلم - إذا أمر أباه بذبحه، لكن أراد الله تعالى إظهار تنفيذه لأمره - فهذا وجه الأخبار - والحمد لله رب العالمين.
فصح بهذا أن كل من آذى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر مرتد يقتل، ولا بد - وبالله تعالى التوفيق؟
قلت الظاهري:اللهم لك الحمد ورضي الله عن أم إبراهيم ام المؤمنين وصلى الله على سيدنا محمدٍ وآله وأصحابه أجمعين..