vip050h
15-10-2007, 12:19 AM
السلام عليكم معشر النبلاء
هنيئا لكم العيد الذي أنتم عيده .. أعاده الله علينا وعليكم باليمن والمسرات وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وختم لنا شهر رمضان برضوانه والعتق من نيرانه ..
أيها الفضلاء ..
في ليلة رمضانية من ليالي العشر الأخيرة وبعد أحد الصلوات رأيت شابا يافعا شديد القامة ... رأيته بيد واحدة فقد كانت إحدى يديه مبتورة من مفصل المرفق .. حمدت الله على العافية ودعوت له بالأجر والعوض ..
سألته بعد أن دعوت له وقلت بالحرف الواحد سأسألك سؤالا دعاني له شيء من الفضول .. أطرق وكأنما عرف السؤال لكثرة ما يُسأل عنه .. قلت .. أين شمالك وهل ولدت بدونها أم فقدتها بعد إلف بينكما ..
قال .. كلا فقد ولدت صحيحا وقبل خمس سنوات من هذا اليوم وكنا في
السيارة أنا وبعض إخوتي وكنت حينها غلاما صغير ا .. كنا نسير بأمان الله وحفظه حتى فاجأتنا في طريق خريص سيارة مراهق يمارس لعبة الموت ليملأ نقصا عشش في فؤاده .. قلت وما لعبة الموت . . قال إنها التفحيط ..
انحرف هذا الغر الأحمق المتهور على سيارتنا فصدمنا فتقلبت سيارتنا حتى استقر بها الحال على أحد جنبيها في قارعة الطريق ..
كانت السيارة المكلومة وتحتها الشارع الأسود وبينهما لحم ودم .. إنه أخي الصغير الذي ودع دنياه بين فكي حديد وإسفلت ..
أما أنا فدخلت في غيبوبة لمدة ستة أشهر كنت فيها ميتا بين الأحياء غير أن أجلي لم يستكمل فكتب الله لي الإفاقة بعد هذه الإغماءة الطويلة .. استيقظت في صباح حزين .. تلفت يمنة ويسرة لعلي أفهم موقعي .. فمن جاء بي إلى هنا .. ومتى وكيف .. حاولت أن أستجمع ذهني لأتذكر شيئا فارتد الفكر خالي الوفاض ..
هممت بالحركة بعد لحظات من الإفاقة .. أردت الاعتماد على يدي فلم أجد يدي .. قال ببراءة دامعة .. بحثت عنها لم أجدها .. بحثت وبحثت لا فائدة !
جاءني الزوار .. كان أول سؤال لأبي الذي جاء مستبشرا بإفاقتي .. أن يا بابا أين يدي ؟؟ تنهد بعمق وقال وهو يحمد الله على قضائه .. لقد بتروا يدك يا ولدي فقد أصابتك الغرغرينا حال إغماءتك فبتروها ..
خيم الصمت .. لم أعلم ما أقوله وقتها سوى النظر إلى يدي الثانية وكأنما هي نظرة عزاء لأعزيها في أختها .. وأن العبء القادم سيكون عليها وحدها .. رضيت بما اختاره الله لي ...
ودعت أخي ويدي وعند الله تجتمع الخصوم أيها المفحط المجرم .
قد يكون المفحط فر أو قبض عليه ثم خرج بكفالة ثم هو يعيش مع أسرته .. ربما تزوج ورزق بأبناء .. ليعلم أن هذا الشاب المكلوم يدعو عليه كلما لا حقته نظرات العطف والرحمة في المجالس ..
يدعو عليه ويرفع يدا واحدة للسماء لا يملك غيرها ليقول .. يا رب انتقم لي ممن اعتدى علي يارب انتقم لي ممن ظلمني ولسان حاله :
إلى ديان يوم الدين نمضي ........... وعند الله تجتمع الخصوم
وبعد .. إنها همسة في أذن كل من عصى الله عز وجل بنعمه التي وهبها له من بصر وسمع ولسان ويد .. أن أطرق مليا واسأل نفسك جليا ..
أليس الله الذي وهبني هذه النعمة بقادر على أن يسلبها مني جزاء مجاهرتي له بالمعصية وبالنعمة التي وهبها لي .. هل بيني وبين الله نسب .. هل أنا خير ممن سلبهم الله هذه النعم .. أفيكون شكر المنعم هو معصيته بنعمته .. وايم الله ما هكذا تشكر النعم .
وفي خير قبس
(( وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد ))
م ن ق و ل
هنيئا لكم العيد الذي أنتم عيده .. أعاده الله علينا وعليكم باليمن والمسرات وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وختم لنا شهر رمضان برضوانه والعتق من نيرانه ..
أيها الفضلاء ..
في ليلة رمضانية من ليالي العشر الأخيرة وبعد أحد الصلوات رأيت شابا يافعا شديد القامة ... رأيته بيد واحدة فقد كانت إحدى يديه مبتورة من مفصل المرفق .. حمدت الله على العافية ودعوت له بالأجر والعوض ..
سألته بعد أن دعوت له وقلت بالحرف الواحد سأسألك سؤالا دعاني له شيء من الفضول .. أطرق وكأنما عرف السؤال لكثرة ما يُسأل عنه .. قلت .. أين شمالك وهل ولدت بدونها أم فقدتها بعد إلف بينكما ..
قال .. كلا فقد ولدت صحيحا وقبل خمس سنوات من هذا اليوم وكنا في
السيارة أنا وبعض إخوتي وكنت حينها غلاما صغير ا .. كنا نسير بأمان الله وحفظه حتى فاجأتنا في طريق خريص سيارة مراهق يمارس لعبة الموت ليملأ نقصا عشش في فؤاده .. قلت وما لعبة الموت . . قال إنها التفحيط ..
انحرف هذا الغر الأحمق المتهور على سيارتنا فصدمنا فتقلبت سيارتنا حتى استقر بها الحال على أحد جنبيها في قارعة الطريق ..
كانت السيارة المكلومة وتحتها الشارع الأسود وبينهما لحم ودم .. إنه أخي الصغير الذي ودع دنياه بين فكي حديد وإسفلت ..
أما أنا فدخلت في غيبوبة لمدة ستة أشهر كنت فيها ميتا بين الأحياء غير أن أجلي لم يستكمل فكتب الله لي الإفاقة بعد هذه الإغماءة الطويلة .. استيقظت في صباح حزين .. تلفت يمنة ويسرة لعلي أفهم موقعي .. فمن جاء بي إلى هنا .. ومتى وكيف .. حاولت أن أستجمع ذهني لأتذكر شيئا فارتد الفكر خالي الوفاض ..
هممت بالحركة بعد لحظات من الإفاقة .. أردت الاعتماد على يدي فلم أجد يدي .. قال ببراءة دامعة .. بحثت عنها لم أجدها .. بحثت وبحثت لا فائدة !
جاءني الزوار .. كان أول سؤال لأبي الذي جاء مستبشرا بإفاقتي .. أن يا بابا أين يدي ؟؟ تنهد بعمق وقال وهو يحمد الله على قضائه .. لقد بتروا يدك يا ولدي فقد أصابتك الغرغرينا حال إغماءتك فبتروها ..
خيم الصمت .. لم أعلم ما أقوله وقتها سوى النظر إلى يدي الثانية وكأنما هي نظرة عزاء لأعزيها في أختها .. وأن العبء القادم سيكون عليها وحدها .. رضيت بما اختاره الله لي ...
ودعت أخي ويدي وعند الله تجتمع الخصوم أيها المفحط المجرم .
قد يكون المفحط فر أو قبض عليه ثم خرج بكفالة ثم هو يعيش مع أسرته .. ربما تزوج ورزق بأبناء .. ليعلم أن هذا الشاب المكلوم يدعو عليه كلما لا حقته نظرات العطف والرحمة في المجالس ..
يدعو عليه ويرفع يدا واحدة للسماء لا يملك غيرها ليقول .. يا رب انتقم لي ممن اعتدى علي يارب انتقم لي ممن ظلمني ولسان حاله :
إلى ديان يوم الدين نمضي ........... وعند الله تجتمع الخصوم
وبعد .. إنها همسة في أذن كل من عصى الله عز وجل بنعمه التي وهبها له من بصر وسمع ولسان ويد .. أن أطرق مليا واسأل نفسك جليا ..
أليس الله الذي وهبني هذه النعمة بقادر على أن يسلبها مني جزاء مجاهرتي له بالمعصية وبالنعمة التي وهبها لي .. هل بيني وبين الله نسب .. هل أنا خير ممن سلبهم الله هذه النعم .. أفيكون شكر المنعم هو معصيته بنعمته .. وايم الله ما هكذا تشكر النعم .
وفي خير قبس
(( وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد ))
م ن ق و ل