المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدرة في بيان زيادة فليطل غرته:ابو عبد الرحمن الظاهري



أهــل الحـديث
07-05-2014, 10:50 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..وبعد:
سألني بعض أخوتي عن ما في الصحيحين من الزيادة ، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل وهي من حديث نعيم بن المُجمِر قال :رقيت مع أبي هريرة على ظهر المسجد، فتوضأ، فقال: إني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول «إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل»..
فقال لي حفظه الله:شيخنا أليس صنيع البخاري ومسلم أنهما يريان صحتها؟ ,وانهما لم ينبها عليها مما يدل على صحة هذه الزيادة عندهما؟
أقول وبالله أستعين:اخرج البخاري هذا الحديث في صحيحه فقال: 136 - حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، عن خالد، عن سعيد بن أبي هلال، عن نعيم المجمر، قال: رقيت مع أبي هريرة على ظهر المسجد، فتوضأ، فقال: إني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول «إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل»35
ورواه مسلم في صحيحه - (246) وحدثني هارون بن سعيد الأيلي، حدثني ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن نعيم بن عبد الله، أنه رأى أبا هريرة يتوضأ فغسل وجهه ويديه حتى كاد يبلغ المنكبين ثم غسل رجليه حتى رفع إلى الساقين، ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن أمتي يأتون يوم القيامة غرا محجلين من أثر الوضوء، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل»
وصبيع البخاري ومسلم صنيع من يحتج بهذه الزيادة لو لم يعللها العارفون بعلل هذا الحديث..فرواه ابن مسعود وحذيفة وأبي هريرة وعبد الله بن بسر وحذيفة وابي أمامة ومعاوية وابي سعيد وجميعهم لم يذكروا هذه الزيادة في رواياتهم,
وجاء التصريح في الشك فيها اهي من قول أبي هريرة أم من قول النبي صلى الله عليه وسلم كما في المسند 8413 - حدثنا أبو عامر، حدثنا فليح بن سليمان، عن نعيم بن عبد الله المجمر،أنه رقي إلى أبي هريرة على ظهر المسجد وهو يتوضأ، فرفع في عضديه، ثم أقبل علي، فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن أمتي يوم القيامة هم الغر المحجلون من آثار الوضوء، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته، فليفعل " فقال نعيم: لا أدري قوله: " من استطاع أن يطيل غرته فليفعل من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو من قول أبي هريرة...
قلت الظاهري :وممن عللها الحافظ في الفتح فقال: 1:236 :ولم أر هذه الجملة في رواية أحد ممن روى هذا الحديث من الصحابة وهم عشرة ولا ممن رواه عن أبي هريرة غير رواية نعيم هذه والله أعلم..
قلت الظاهري:وعللها المنذري في الترغيب والترهيب 1:90 فقال: - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل
رواه البخاري ومسلم وقد قيل إن قوله من استطاع إلى آخره إنما هو مدرج...
قلت الظاهري :وعللها شيخ الاسلام رحمه الله في قاعدة في التوسل 1:218 فإن هذا وإن استحبه طائفة من العلماء اتباعاً لهما، فقد خالفهم في ذلك آخرون وقالوا: سائر الصحابة لم يكونوا يتوضئون هكذا، والوضوء الثابت عنه صلى الله عليه وسلم الذي في الصحيحين وغيرهما من غير وجه ليس فيه أخذ ماء جديد للأذنين، ولا غسل ما زاد على المرفقين والكعبين، ولا مسح العنق، ولا قال النبي صلى الله عليه وسلم: من استطاع أن يطيل غرته فليفعل بل هذا من كلام أبي هريرة، جاء مدرجاً في بعض الأحاديث، وإنما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنكم تأتون يوم القيامة غراً محجلين من آثار الوضوء". وكان صلى الله عليه وسلم يتوضأ، حتى يشرع في العضد والساق، فقال أبو هريرة: من استطاع أن يطيل غرته فليفعل . وظن من ظن أن غسل العضد من إطالة الغرة، وهذا لا معنى له فإن الغرة في الوجه لا في اليد والرجل، وإنما في اليد والرجل الحجلة. والغرة لا يمكن إطالتها، فإن الوجه يغسل كله، لا يغسل الرأس، ولا غرة في الرأس، والحجلة لا يستحب إطالتها، وإطالتها مثلة...
وعللها أيضا تلميذه ابن القيم في إغاثة اللهفان 1:182 وكذا في نونيته فقال:
ومن استطاع يطيل غرته فمو ... قوف على الراوي هو الفوقاني
فأبو هريرة قال ذا من كيسه ... فغدا يميزه أولو العرفان
ونعيم الراوي له قد شك في ... رفع الحديث كذا روى الشيباني
وإطالة الغرات ليس بممكن ... أبدا وذا في غاية التبيان...