المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جنة آدم.. وجنة الخلد



العجراء
13-10-2007, 11:38 AM
جنة آدم.. وجنة الخلد




الجنة في لغة العرب هي الحديقة الغناء أو البستان الكثيف وجمعها جنان وجنات وجنائن .. وقد وردت بهذا المعنى في آيات كثيرة كقوله تعالى (ولولا إذا دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله ) و (إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين) (أَو تكون لك جنة من نخيل وعِنب فتفجر الأنهَارَ خلالهَا تفجيراً) ...
واعتمادا على هذا المعنى اللغوي - وبناء على الأصل الأرضي لآدم عليه السلام - رأى بعض المفسرين ان الجنة التي وجد فيها آدم - قبل إخراجه منها - هي جنة أرضية تختلف عن الجنة السماوية (الموجودة عند سدرة المنتهى) ..

ومن الدلائل التي ترجح هذا الرأي أن آدم نفسه خلق من أديم الأرض (فسمى آدم) وأن إبليس كان معه في هذه الجنة (رغم أنه طرد من رحمة الله) وأن الشجرة التي أكل منها واستتر بورقها كانت شجرة أرضية سهلة المنال (بعكس أشجار الجنة التي يسير الراكب في ظلها مائة عام) ...

وتفريق القرآن الكريم بين الجنتين يمكن إدراكه من سياق الآيات نفسها ؛ ففي حين يشير سياق الآيات السابقات الى "جنان أرضية" توجد آيات أخرى تؤكد وجود جنة أخروية واحدة (عرضها كعرضِ السماء والأرضِ) .. وهذه الجنة الأخروية قد توصف بجنة النعيم أو جنة المأوى أو جنة الخلد ومثال ذلك قوله تعالى (قل أذلك خير أم جنة الخلد التي وعد المتقون).

.. وفي المقابل - وبعكس القرآن الكريم - لا تفرق التوراة والرنجيل بين "جنة الخلد" و "الجنة الأرضية" التي اجتمع فيها آدم وحواء .. ففي سفر التكوين مثلا ( Genesis : 2: 10-14 ) جاء الحديث عن وجود جنة عدن في منطقة ما من "الشرق الأوسط" بين أربعة أنهار هي سيحون وجيحون ودجلة والفرات .. أما التلمود فيختصر هذه المساحة الشاسعة ويفرق بين "عدن" كاسم لكامل المنطقة وبين "حدائق أو جنائن عدن" كبقعة صغيرة التقى فيها آدم وحواء لأول مرة (حسب Talmud - Brachos 34b) ..

وهذا الخلط الواضح بين جنتي الأرض والسماء - جعل المؤمنين من اليهود والنصارى يعتقدون أن الجنة الأخروية - أو جنة الخلد - موجودة "هنا" على الأرض.. وهكذا نظمت عبر التاريخ حملات استكشافية كثيرة لتحديد موقعها على الأرض اعتمادا على ماجاء في التوراة والإنجيل. واليوم تتراوح المواقع المفترضة بين إيران وفلسطين وأناتوليا أوزبكستان وبلدة القرنة (حيث يلتقي دجلة والفرات وتوجد فيها شجرة تدعى شجرة آدم يزورها الأهالي إلى اليوم) !

.. وبالإضافة الى تفريق القرآن بين جنتي الأرض والسماء يفرض المنطق والواقع صعوبة الجمع بينهما واستحالة وجود جنة الخلد على كوكب الأرض .. فجنة الخلد يجب أن تتمتع بسعة هائلة وعرض كعرض (السماوات والأرض) بحيث تستوعب الصالحين من البشر منذ آدم وحتى نهاية الدنيا (وبالتالي لا يمكن أن توجد على الأرض) .. فمن الناحية الإحصائية - وفي حال اكتفينا برجل وامرأة تزوجا منذ ألفي عام فقط - فإن 80جيلا سيخرج من ذريتهما حتى اليوم . وفي حال رغب كل متوفى منهم أن يُدخل جنة نعيم فهذا يعني ازدحام الجنة بأكثر من 333.231.454.903.657.293.676.543إنساناً من نسل هذين الزوجين فقط (وهذا بالتأكيد عدد لا تستوعبه آلاف الكواكب الأرضية - فضلا عن إيران أو فلسطين أو القرنة في العراق !!)

ندى الحروف
13-10-2007, 10:11 PM
وهذا الخلط الواضح بين جنتي الأرض والسماء - جعل المؤمنين من اليهود والنصارى يعتقدون أن الجنة الأخروية - أو جنة الخلد - موجودة "هنا" على الأرض.. وهكذا نظمت عبر التاريخ حملات استكشافية كثيرة لتحديد موقعها على الأرض اعتمادا على ماجاء في التوراة والإنجيل. واليوم تتراوح المواقع المفترضة بين إيران وفلسطين وأناتوليا أوزبكستان وبلدة القرنة (حيث يلتقي دجلة والفرات وتوجد فيها شجرة تدعى شجرة آدم يزورها الأهالي إلى اليوم) !
!!!!!!!!!!!

تفسيـر جميـل و استمتعت بقراءتـه

لك شكري الجزيلـ

العجراء
15-10-2007, 11:58 PM
اهلا وسهلا ندى وان شاء الله تنا لينها

العجراء
16-10-2007, 11:25 AM
سلمت يمناك لاعدمناك
أبداع تميز
لاحرمك الاجر والثواب

الف شكر على المتابعه المتواصله يا بو مها

الـوافـي
16-10-2007, 01:02 PM
سلمت يمناك لاعدمناك
أبداع تميز
لاحرمك الاجر والثواب

فهد ابن ناصر
17-10-2007, 10:00 AM
موضوع رائع ، ويتضمن وجهة نظر تستحق الإشادة ، قرأته منذ أيام بقلم الكاتب فهد الاحمدي ، في جريدة الرياض ..

وشكرا على هذه الفرصة ..