المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ترجمة أبي الحسن الزّرويلي صاحب التَّقيِيد على تهذيب البراذعي لمسائل المدونة والمختلطة



أهــل الحـديث
05-05-2014, 11:10 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


ترجمة أبي الحسن الزّرويلي صاحب التَّقيِيد على تهذيب البراذعي لمسائل المدونة والمختلطة (1)

المبحث الأول: كنيته ولقبه واسمه ونَسبُه
اتفق كل من ترجم للمقيِّد رحمه الله على أن كنيته: " أبا الحسن"، وأنه يلقب بالصُّغَيِّر (2) - بضم الصاد، وفتح الغين، وكسر الياء المشددة- كما اتفقوا على أن اسمه: عليٌّ، وأن اسم أبيه: محمدٌ، وأن اسم جده: عبدُ الحقّ.
فهو: أبو الحسن، علي بن محمد بن عبد الحق، الملقب بالصُّغَيِّر، الزرويلي، الفاسي (3) .
ووقع خلافٌ -قد يكون مردُّه إلى خطأ إملائي وقع فيه بعض نساخ مخطوطات الكتب أو محققيها- بين بعضهم في ضبط نسبته، فهي عند جمهورهم: " الزرويلي"، ووقع في مطبوع كتاب "الإحاطة" للسان الدين الخطيب: "الزويلي" بإسقاط الراء بين الزاي والواو، وذكر محققها في هامش ترجمته أنه ورد في نسخة مكتبة دير الإسكوريال: "المزروالي"، بزيادة ميم قبل الزاي وقبل الياء المتوسطة ألفاً، ورجَّحَ الأولى، وقال بعد الترجيح: " وهي نسبة إلى قبيلة بني زروال البربرية" (4) .
ووقع في مطبوع كتاب "توضيح المشتبِه" لابن ناصر الدين، ومطبوع كتاب "الروض العَطِر"، لابن عيشون أنه: "الزروالي"، بإبدال الياء المتوسطة ألفاً (5) .
قال مُحَقِّقُهُ أبو الهيثم الشَّهْبائِيُّ: نسبته إلى "الزرواليين" أو "بنو زروال"؛ وهو بطن صُنْهَاجِيّ –بضم الصاد- اندمج في قبيلة أهل ستيتن، قرب البيض بالصحراء، ومعظمهم يقطن على عَدْوَتَيّ [وادي] ورغة شمالي حَوْز فاس (6) .

المبحث الثاني:
مولده وصفاته الخَلْقِيَّة
لم يُشر أحدٌ من المؤرخين إلى السنة التي ولد فيها الزرويلي رحمه الله - صراحةً - على وجه التحديد؛ ولكن يُستفادُ مما جاء - تصريحاً- في "السلوة"، و"الشجرة" من أنه كان مُعَمِّراً؛ فقد عاش نحواً من مائة وعشرين سنة (7) ، فإذا أضافنا إلى ما فيهما اتفاق مترجميه على أن وفاته كانت سنة تسع عشرة وسبعمائة للهجرة؛ خلصنا من هاتين المقدمتين إلى نتيجة مفادها أن مولده كان على رأس القرن السابع الهجري (أي: نحواً من سنة ستمائة للهجرة).
وقد انفرد لسان الدين الخطيب بذكر جملة من صفاته الخَلْقيَّة، فكان مما قاله في ذلك: "كان رَبعَةً، آدم اللون، خفيف العارضين، يلبس أحسن زيّ صنعة ، وأحسنُ ما فيه ليس بحسن (8) ... ويقعد على كرسي عالٍ ليُسمِع البعيد والقريب، على انخفاض كان في صوته، حسن الإقراء، وقوراً، سَكوناً" (9) .

المبحث الثالث:
الحالة العلمية في فاس أثناء القرنين السابع والثامن
تُعتبَر المائة الثامنة باكورة قرون الجمود العلمي في المغرب الأقصى، والذي تفاقم في القرون التالية، حتى قال ابن خلدون في وصف الحالة العلمية لعصر أبي الحسن رحمه الله: لم نشاهد في المائة الثامنة منْ سلكَ طريق النُّظَّار بفاس, بل في جميع هذه الأقطار, لأجل انقطاع مَلَكة التعليم عنهم, ولم يكن منهم من له عنايةٌ بالرِّحلة, بل قُصِرت هممهم على طريق تحصيل القرآن، ودرس "التهذيب" فقط.
نعم أخذوا شيئاً من مبادئ العربية من أهل الأندلس، القادمين عليهم مِن سَبتة وغيرها، باستدعاء ملوك بني مَرين ... لوجود ملكة النحو في قطر الأندلس، بسبب رِحلة علمائها إلى تلقّيه من أربابه بالمشرق ... وعكس هذا وقع لفقهاء فاس في أواسط المائة الثامنة ... فظهر فقهاء المغرب على فقهاء تونس؛ لحفظهم كتاب "التهذيب" (10) .

المبحث الرابع:
مكانته ووظائفه العلمية
لا تخفى على فقيه أو متفقه على مذهب إمام دار الهجرة المكانةُ العلميةُ الرفيعةُ لصاحب التقييد، التي يلمسها من وقف على شيء من تقاييده، أو نظر في شيء من آثاره في مختلف فنون العلم؛ وقد أحسن من قال فيه: " كان قيِّماً على التهذيب للبراذعي؛ حفظاً وتُفقُّهاً، يشارك في شيء من أصول الفقه، يُطَّرِّز بذلك مجالسه (11) ، مُغْرِباً به بين أقرانه من المدرسين في ذلك الوقت، لخُلُوِّهِم من تلك الطريقة بالجملة" (12) .
ونقل المقري في "أزهار الرياض" ما نصه عن بعض التقاييد: "كان الشيخ أبو الحسن إمَام وقته في فقه المدونة، وهو المستقل برياستها بعد شيخه الفقيه راشد ... ولم ينظر في الفقه حتى أتقن علم الفرائض، وفنون البلاغة، وتلقى ذلك من أربابه، وارتحل، وانتقل إلى تازة؛ فلازم أهل اللسان، وفرسان المعارف وقتاً طويلاً، ثم اعتكف على قراءة التهذيب، ولازم الفقيه راشداً، واقتصر عليه، وكان الفقيه راشد لا يُنفِذ -بمدينة فاس- حكماً، ولا جواباً في نازلة؛ حتى يحضره، ويعتني به، وكان لا يَحْجُر عليه في القراءة، بل يقرأ من التهذيب من أيِّ مكان شاء، وقد صدقت فراسته فيه، فكان في ميزان حسناته يوم القيامة" (13) .
وقد أُوكلت إليه رحمه الله وظائف عدِّة، تبوأها خلال عمره المديد وحياته الحافلة بالأحداث، فأبلى فيها بلاءً حسناً، شهد له فيه - بالخيرية-القاسي والداني، ومن الوظائف التي شغلها:

أولاً: الإفتاء:
قال لسان الدين: "كان أحد الأقطاب الذين تدور عليهم الفتوى أيام حياته، ترد عليه السؤالات من جميع بلاد المغرب، فيحسن التوقيع على ذلك، على طريقة من الاختصار، وترك فضول القول" (14) .
وقد جمع فتاواه تلميذُه أبو سالم إبراهيم بن عبد الرحمن بن أبي بكر، التسولي، التازي، المعروف بابن أبي يحيى في كتاب مفرد، بعنوان: " الدر النُّثَيِّر على أجوبة أبي الحسن الصُّغَيِّر"، ثم تعاهده بالترتيب والتنسيق القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن هلال بن علي السجلماسي- صاحب النوازل المعروفة- ووضع عليها تقاييد (15) .

ثانياً: القضاء:
ذكر المؤرِّخون أن أبا يعقوب يوسف بن عبد الحق المريني قدَّم أبا الحسن لقضاء تازة (16) .
وقال لسان الدين: " ولي القضاء بفاس، قدَّمه أبو الربيع (17) سلطان المغرب وأقام أوَدَه، وعَضُدَه، فانطلقت يده على أهل الجاه، فأقام الحق على الكبير والصغير، وجرى من العدل على صراط مستقيم (18) ، ونُقِم عليه اتخاذ شمَّام يستنشق على الناس روائح الخمر (19) ، ويحق أن يُنتقد ذلك"(20) .

ثالثاً: التدريس:
تصدى أبو الحسن رحمه الله للتدريس والتعليم؛ ذكر ذلك صاحب الإحاطة، فقال: "وكان يدُرِّس بجامع الأصدع من داخل مدينة فاس- ويحضر عليه نحو مائة نفس- ويقعد على كرسي عالٍ ليُسمع البعيد والقريب، على انخفاض كان في صوته، حسن الإقراء، وقوراً فيه سكونٌ، مثبتاً، صابراً على هجوم طلبة البربر وسوء طريقتهم في المناظرة والبحث" (21) .

المبحث الخامس
شيوخه
العلم رحم بين أهله، يتواصلون به تواصل ذوي القربة، فيأخذ بعضهم عن بعض، ويوصي بعضهم ببعض، ولا نعرف مكانة من لم نعرف عمَّن أخذ، ومن أخذ عنه، لذلك نذكر ممن تيقَّنا أنه من شيوخ أبي الحسن رحمهم الله؛ كأبي الفضل راشد بن أبي راشد الوليدي، الفاسي، المتوفى سنة 675هـ، الذي انتفع به أبو الحسن، وعليه كان اعتماده (22) ، وأبي الحسن علي بن سليمان بن أحمد بن سليمان بن سليم (وهو صهره)، المتوفى سنة 730هـ (23) ، وأبي عمران الجوْرائي (24) (25) ، وإسحاق بن يحيى بن مطر الورياغلي، المعروف بالأعرج، المتوفى سنة 683هـ (26) ، وأبي زيد عبد الرحمن بن عفان الجزولي، المتوفى سنة 741هـ (27) .

المبحث السادس:
تلاميذه
أخذ العلم عن أبي الحسن ثلةٌ من أعيان عصره ومصره النجباء، الذين حملوا آثاره، وقيدوا عنه التقاييد؛ واشتهر منهم:
- علي بن عبد الرحمن بن تميم ، اليفرني، المعروف بالطنجي، المتوفى سنة 734هـ (28) .
- محمد بن علي بن سليمان السطي، المتوفى سنة 750هـ (29) .
- أبو فارس عبد العزيز بن محمد القروي، المتوفى سنة 750هـ (30) .
- أبو إسحاق إبراهيم بن أبي يحيى التسولي، التازي، المتوفى - نحو- سنة 751هـ (31) .
- أبو البركات محمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن حزب الله، المتوفى سنة 771هـ (32) .

المبحث السابع:
آثاره العلمية (33)
ذكر أهل العلم في ترجمة أبي الحسن أن تقاييد قُيِّدَت عنه على التهذيب (34) ، وعلى رسالة ابن أبي زيد (35) ؛ قيدها عنه تلامذته، وأبرزوها تأليفاً (36) .
وجمع فتاواه تلميذه أبو سالم إبراهيم بن عبد الرحمن بن أبي بكر، التسولي، التازي، المعروف بابن أبي يحيى في كتاب مفرد، بعنوان: "الدر النُّثَيِّر على أجوبة أبي الحسن الصُّغَيِّر"، ثم تعاهده بالترتيب والتنسيق القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن هلال بن علي السجلماسي- صاحب النوازل المعروفة- ووضع عليها تقاييد؛ فرغ من تقييدها يوم عيد الأضحى من عام تسعمائة للهجرة (37) .

المبحث الثامن
وفاته
اتفق كلُّ من ترجم أبا الحسن رحمه الله على أن وفاته كانت سنة تسع عشرة وسبعمائة من الهجرة، وهو ما أشار إليه الشيخ عرفات بقوله:
وقد قَضى منْ بعدِ ما العلمَ نشَرْ = بثامنٍ في عام تسعة عشَرْ (38) .
وذكر الخطيب أنها كانت يومَ الثلاثاء السادس من رمضان (39) .
وفي "السلوة"، و"الشجرة" أنه كان مُعَمِّراً؛ فقد عاش نحواً من مائة وعشرين سنة (40) .
ونص صاحب "الجذوة" أن وفاته كانت بفاس، وأنه دفن خارج باب الجيسة بجبل العرض (41) .
***
__________
(1) هذا المبحث مستلٌ من المقدمة التحقيقية لتقييد أبي الحسن الزرويلي على تهذيب البراذعي لمسائل المدونة والمختلطة.
من مصادر ترجمة المقيِّد رحمه الله التي أفادنا منها في هذه الترجمة:
- الأنيس المطرب بروض القِرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس، لأبي الحسن علي ابن أبي زرع الفاسي، المتوفى سنة 726هـ (ط: 2، بمراجعة عبد الوهاب بنمنصور، المطبعة الملكية، الرباط: 1999م)، ص: 520.
- الإحاطة في أخبار غرناطة، لأبي عبد الله محمد بن عبد الله بن سعيد، المعروف بلسان الدين الخطيب، المتوفى سنة 776هـ (ط: 1، بتحقيق محمد عبد الله عنان، مكتبة الخانجي، القاهرة: 1974م): 4/186، 187.
- الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب، لبرهان الدين إبراهيم ابن نور الدين المعروف بابن فرحون، المتوفى سنة 799هـ (بتحقيق د. محمد الأحمدي أبو النور، دار التراث في القاهرة، ومكتبة ابن الطالب في الرباط: 1972م): 2/119، وما بعدها.
- توضيح المشتبِه في ضبط أسماء الرواة وأنسابهم وألقابهم وكناهم، لشمس الدين محمد بن عبد الله بن محمد القيسي الدمشقي، المعروف بابن ناصر الدين، المتوفى سنة 842هـ(ط: 1، بتحقيق محمد نعيم العرقسوسي، مؤسسة الرسالة، بيروت: 1993م).
- جذوة الاقتباس في ذكر من حَلَّ من الأعلام مدينة فاس، لأحمد بن أبي العافية المكناسي، المعروف بابن القاضي، المتوفى سنة 1025هـ (دار المنصور، الرباط: 1973م): 2/472.
- دُرة الحِجَال في غرَّة أسماء الرِّجال، ، لأحمد بن أبي العافية المكناسي، المعروف بابن القاضي، المتوفى سنة 1025هـ (ط: 1، بتحقيق مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت: 2002م)، ص: 402، 403.
- نيل الابتهاج بتطريز الديباج، لأحمد بابا التنبكتي، المتوفى سنة 1036هـ (ط: 1، بتحقيق د. علي عمر، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة: 2004م).
- كفاية المحتاج لمعرفة من ليس في الديباج، لأحمد بابا التنبكتي، المتوفى سنة 1036هـ (ط: 1، بضبط وتعليق أبي يحيى عبد العال الكندري، دار ابن حزم، بيروت: 2002م).
- الروض العطر الأنفاس بأخبار الصالحين من أهل فاس، المنسوب إلى أبي عبد الله محمد بن عيشون الشراط، المتوفى سنة 1109هـ (ط: 1، بتحقيق زهراء النظام، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة محمد الخامس، الرباط: 1997م).
- الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى، لأبي العباس أحمد بن خالد بن محمد الناصري، المتوفى سنة 1315هـ ، (بتحقيق جعفر الناصري، ومحمد الناصري، دار الكتاب، الدار البيضاء: 1954م).
- سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس بمن أُقبِر من العلماء والصلحاء بفاس، لأبي عبد الله محمد بن جعفر بن إدريس الكتَّاني، المتوفى سنة 1345هـ(ط: 1، بتحقيق عبد الله الكامل الكتَّاني، وحمزة بن محمد الطيب الكتَّاني، ومحمد حمزة بن علي الكتَّاني، دار الثقافة، الدار البيضاء: 2004م).
- شجرة النور الذكية في طبقات المالكية، لمحمد بن محمد بن عمر بن قاسم مخلوف، المتوفى سنة 1360هـ(دار الفكر، بيروت).
- الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي، لمحمد بن الحسن الحجوي الثعالبي الفاسي المغربي المتوفى سنة 1376هـ (ط: 1، بتخريج وتعليق عبد العزيز بن عبد الفتاح القارئ، دار التراث، القاهرة: 1977م).
- الأعلام (قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين)، لخير الدين بن محمود الزِرِكْليّ، المتوفى سنة 1396 هـ(ط: 15، دار العلم للملايين، بيروت: 2002م).
- معجم المؤلفين، لعمر رضا كحالة، المتوفى سنة 1408هـ (مكتبة المثنى - دار إحياء التراث العربي، بيروت).
- الموسوعة المغربية للأعلام البشرية والحضارية (معلمة الصحراء، ومعلمة المدن والقبائل)، لعبد العزيز بنعبد الله، المتوفى سنة 1433هـ ( وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الرباط).
- المسند الصحيح الحسَن في مآثر ومحاسن مولانا (السلطان المريني) أبي الحسن، لأبي عبد الله محمد بن مرزوق العجيسي التلمساني، المتوفى سنة 781هـ (ط: 1، بتحقيق: د. ماريا خيسون بيغيرا، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر: 1981م).
- رشف الفضال من تراجم أعلام الرجال، لمحمد الأمين (عرفات) بن فتى العلوي (ط: 1، مركز نجيبويه للمخطوطات وخدمة التراث: 2013م).
(2) عَلَّلت زهراء النظام- محققة كتاب "الروض العطر الأنفاس"، لابن عيشون- تلقيب أبي الحسن الزرويلي بالصُّغيِّر؛ بِقِصَر قامته، ولعلها ذهبت إلى هذا التعليل استناداً إلى قول الخطيب في "الإحاطة": "وكان ربعةً ... ويقعد على كرسي عالٍ"، أو قول ابن القاضي في "الجذوة": 2/472، "وكان قصيراً".
انظر: الإحاطة، للسان الدين الخطيب: 4/186، والروض العطر، لابن عيشون، ص: 80 (هامش: 3).
وقال الحجوي الفاسي في " الفكر السامي": 4/237: "الشهير بالصغير؛ مُصغّراً ومُكبّراً".
وقال الشيخ عرفات في "رشف الفضال، ص: 47، 48:
أما أبو الحسَنِ فالصُّغَيِّرُ = ينمى إلى زرويلَ هوّ الأكبرُ
وقد يُكبَّرُ كما في الشجرهْ = وهُوَ ذو الأجوبةِ المُشتهرَه
عنه تقاييدُ على الكِتابِ = - كذا الرسالةُ - مِنَ الطلّاب
(3) وذكر الكتاني في " سلوة الأنفاس": 3/180، والحجوي الفاسي في " الفكر السامي": 4/237: " أن أبا الحسن الزرويلي؛ مشهور عند أهل إفريقية بالمغربي".
(4) انظر: الإحاطة، للسان الدين الخطيب: 4/186.
(5) انظر: توضيح المشتبِه، لابن ناصر الدين: 5/428، والروض العَطِر، لابن عيشون، ص: 80.
(6) نصَّ عليه عبد العزيز بنعبد الله، في "الموسوعة المغربية للأعلام البشرية والحضارية" [معلمة الصحراء]، ص: 114، وفي [معلمة المدن والقبائل]، ص: 213.
(7) انظر: جذوة الاقتباس، لابن القاضي: 2/472، وشجرة النور الزكية، لمخلوف، ص: 215.
(8) قال صاحب "الجذوة": 2/472: "يلبس الثياب البيض الحسنة".
(9) انظر: الإحاطة، للسان الدين الخطيب: 4/186، وما نُقِل عنه في: الديباج المذهب، لابن فرحون: 2/120، ودُرة الحِجَال، لابن القاضي، ص: 403، وجذوة الاقتباس، له: 2/472، والاستقصا، للناصري: 3/178، وسلوة الأنفاس، للكتاني: 3/180.
(10) أزهار الرياض، للمقري: 3/26، وما بعدها.
(11) قال أبو الهيثم الشهبائي: هذه الإشادة بتفرد أبي الحسن - بين أقرانه- بما حباه الله من علم أصول الفقه؛ تدفع ما يظن غمزاً لقناته في كلام ينسب إلى ابن عرفة؛ حيث حدّث الإمام البُرْزُلي رحمه الله، قال: لما قدِم الفقيه القَبَّاب، حافظ مدينة فاس، وزعيم فقهائها في عصره، يريد أداء فريضة الحجّ، فاجتاز بحضرة تونس، فحضر مجلسَ شيخنا ابن عرَفة، هو ومَن كان معه من الفقهاء، فاستطرد الشيخ رحمه الله الكلام إلى أن قال: وكثيرًا ما نجد في تقييد الشيخ أبي الحسن: "يؤخذ من هذه المسألة"، فلا أدري صورة ذلك الأخذ ما هو؟ هل هو من طريق الاستقراء، أو الاستنباط، أو القياس، أو المَفْهوم؛ وكلُّ قسم من هذه الأقسام يَفْتقر إلى شرط، ولا شيء من ذلك؟
فقال القبَّاب لأصحابه: علمتم ما تحصَّل بأيدينا من الفِقه، وصحّ عندكم أن المَلَكة التامَّة في التحصيل والتصرُّف، إنّما هي في قُوَى أهل تونس ومن يَليهم من أهل المشرق، وأنّ قصارَى ما عندنا وعند مشايخنا إنّما هو حِفْظ النُّصوص، وإبقاؤها على ما هي عليه. اهـ. من أزهار الرياض، للمقري: 3/32.
(12) هذا ما نص عليه لسان الدين الخطيب في "الإحاطة": 4/186، وأعقَبَه بقوله: "حضرت مجلس إقرائه"، وقد تعقب محقق "الإحاطة" محمد عبد الله عنان هذه الجملة بكلام سديد قال فيه: "هذا القول مما يلفت النظر؛ لأن المترجَم له توفي حسبما ورد آخر ترجمته سنة 719هـ، وقد ولد ابن الخطيب سنة 713هـ، ومن جهة أخرى فإنه لم يزر فاس أول مرة إلا في سنة 755هـ، في عهد السلطان أبي عنان، ويحق لنا أن نتساءل كيف اتفق مع ذلك أن يحضر مجلس قراءة هذا الفقيه في فاس، في هذا التاريخ المبكر"؛ فتنبَّه!!
ونقل عن لسان الدين قولَه السابق -بتصرف يسير- أهلُ التراجم بعده؛ ومنهم: ابن فرحون في "الديباج": 2/119، 120، وقال بعدَه: "نقلتُ من خط شيخنا الإمام العالم أبي عبد الله بن مرزوق على طرة كتاب الإحاطة -عند ذكر أبي الحسن الصغير- ما نصُّه: قَصَّرَ المصنفُ في التعريف والإعلام بالشيخ أبي الحسن -شيخ الإسلام- وهو الذي ما عاصَرَه مثلُهُ؛ بل وما تَقَدَّمَهُ فيما قارب من الأعصار، وهو الذي جمع بين العلم والعمل، وبِمَقامِه في التفقُّه والتحصيل يُضرَبُ المثَل، رحمه الله تعالى".
وابن القاضي في "الجذوة": 2/ 472، و"درة الحجال"، ص: 402، وزاد فيهما على ما في "الإحاطة" قولَه: " كان يفتح في مجلسه ما ينيف على الثمانين ديواناً، فيعرضها حفظاً عن ظهر قلب، وكان حافظاً، محصلاً".
ونُقِلَ نصُّ "الإحاطة"، وما زاد عليه صاحب "الجذوة" في "سلوة الأنفاس"، للكتاني: 3/180.
(13) أزهار الرياض، للمقري: 3/33، وما نُقِل عنه في: "السلوة"، للكتاني: 3/181، 182.
(14) انظر: الإحاطة، للسان الدين الخطيب: 4/186، 187، وما نُقِل عنه في: الديباج المذهب، لابن فرحون: 2/120، وجذوة الاقتباس، لابن القاضي: 2/472، وسلوة الأنفاس، للكتاني: 3/180، والاستقصا، للناصري: 3/102.
(15) في خزانتنا الخاصة (مركز نجيبويه للمخطوطات وخدمة التراث) نسخة خطِّيَّة أصلية من هذا الكتاب -قد تكون بخط مؤلفه رحمه الله- وقد طبع على الحجر بفاس سنة 1319هـ، بتصحيح سيدي محمد بن محمد بن عبد العزيز الرايس، وحُقِّقَ فيما بعد في ثلاث رسائل تخصص (ماجستير) نوقشت في الجامعة الأسمرية للعلوم الإسلامية في ليبيا عامَيْ 2006- 2007م، وطبعته - في مجلدين - دار ابن حزم ببيروت سنة 2011م.
(16) انظر: جذوة الاقتباس، لابن القاضي: 2/472، وسلوة الأنفاس، للكتاني: 3/180، والفكر السامي، للحجوي: 4/237.
(17) هو: السلطان سليمان بن عبد الله بن يوسف بن يعقوب بن عبد الحق المريني، كنيته أبو الربيع ... بويع بقَصَبة طنجة يومَ الاثنين التاسع من شهر صفر عام ثمانية وسبعمائة، وسنُّه يوم بويع تسعة عشرة سنة وأربعة أشهر، ثم فرق الأموال في قبائل مرين والأغزاز والعرب والأندلس، وارتحل إلى مدينة فاس فدخلها في اليوم الحادي عشر من ربيع الأول من سنة ثمان المذكورة، وجدد الصلح مع أصحاب تلمسان في شهر جمادى الأولى أول يوم منه عام ثمانية وسبعمائة، وعزل أبا غالب المغيلي من قضاء فاس وقدَّم أبا الحسن الصغير صاحب التقييد على قضائها مكانه، وتوفي برباط تازة ليلة الأربعاء بين العشاءين منسلخ جمادى الآخرة من سنة عشر وسبعمائة، ودفن بصحن جامعها والملكُ لله وحده . اهـ من جذوة الاقتباس: 2/514.
(18) قال أبو الهيثم الشَّهْبائِيُّ: من إقامة العدل، وإنفاذه الحدود، ما ذكره الناصري في "الاستقصا": 3/101، 102، حيث قال: "لمَّا انعقد الصلح بين السلطان أبي الربيع وابن الأحمر، وحصلت المصاهرة بينهما والمودة، كانت رُسُل ابن الأحمر لا تزال تتردد إلى حضرة السلطان بفاس؛ فقدم منهم ذات يوم بعض المنهمكين في اللهو، المدمنين للشرب، والقصف، فكشف صفحة وجهه في معاقرة الخمر، وتجاهر بذلك بين الناس، وكان السلطان أبو الربيع قد عزل قاضي فاس أبا غالب المغيلي، وَوَلَّى القضاء مكانه الشيخ الفقيه أبا الحسن الزرويلي، المعروف بالصغير -صاحب التقييد على المدونة- وكان رحمه الله قد شدد على أهل الفسوق والمناكير، فسيق إليه ذات يوم هذا الأندلسي- وهو سكران- فأمر العدول فاستروحوه واشتموا منه رائحة الخمر، وأدَّوا شهادتهم على ذلك؛ فأمضى القاضي حكم الله فيه وجلده الحد".
ومن ذلك ما ذكره الحجوي في "الفكر السامي": 4/237، حيث قال: "أقام الحق على الكبير والصغير؛ حتى أمراء بني مرين، ووجد الدين متضعضعاً فأقامه، وشدَّد عليهم كثيراً".
(19) قال الحجوي في "الفكر السامي": 4/237، عن هذه المسألة ما نصّه: "ومن تشديداته التي عيبت عليه- وهو معذور فيها- أنه نصَّبَ من يثق به لاستنكاه ريح الخمر من أفواه من يتهم بشربها".
(20) انظر: الإحاطة، للسان الدين الخطيب: 4/186، وما نُقِل عنه في: الديباج المذهب، لابن فرحون: 2/120، وجذوة الاقتباس، لابن القاضي: 2/472، والاستقصا، للناصري: 3/102، وسلوة الأنفاس، للكتاني: 3/180، وما أورده مختصراً عمر كحالة في معجم المؤلفين: 7/207.
(21) انظر: الإحاطة، للسان الدين الخطيب: 4/186، والديباج المذهب، لابن فرحون: 2/120، وسلوة الأنفاس، للكتاني: 3/180، ومعجم المؤلفين، لعمر كحالة: 7/207.
(22) انظر: الإحاطة، للسان الدين الخطيب: 4/187، وما نُقِل عنه في: الديباج المذهب، لابن فرحون: 2/121، وقد ذكره ابن القاضي في "جذوة الاقتباس": 1/196، وقال في ترجمته: "راشد بن أبي راشد الوليدي، يكنى أبا الفضل، وهو مؤلف كتاب (الحلال والحرام ) وله أجوبة وطرر على المدونة ... روى عنه أبو الحسن بن سليمان القرطبي، وأبو الحسن الزرويلي، وغيرهما، وله تأليف آخر ذكره المنتوري".
(23) انظر: الإحاطة، للسان الدين الخطيب: 4/187، وما نُقِل عنه في: الديباج المذهب، لابن فرحون: 2/121، ودرة الحجال، لابن القاضي، ص: 403.
(24) كذا ضبطه أكثر المترجمين، وضبطه لسان الدين الخطيب في "الإحاطة"هكذا: "الجورماني".
(25) انظر: الإحاطة، للسان الدين الخطيب: 4/187، وما نُقِل عنه في: الديباج المذهب، لابن فرحون: 2/121، و"السلوة" للكتاني: 3/181.
(26) ذكره ابن القاضي المكناسي في "جذوة الاقتباس": 1/164، 165، وقال في ترجمته: " إسحاق بن يحيى بن مطر الورياغلي، المعروف بالأعرج، أخذ عنه أبو الحسن الصغير الزرويلي وجماعة، وكان آيةَ الله في المدونة، وهو صاحب الطرر على المدونة، وفقيه فاس، توفي بمدينة فاس سنة ثلاث وثمانين وستمائة".
وذكره الكتاني في "سلوة الأنفاس": 3/177، وقال في ترجمته: " أبو إبراهيم سيدي إسحاق بن يحيى بن مطر الورياغلي ؛ من قبيل "بني ورياغل"، ومن فخذ "بني يَمَّلَكْ"، كما ذكره في "المقصد الوريف" على ما في بعض نسخه ؛ قال فيها: "ويعرف في وقته بالأعرج؛ لأنه خرج عليه اللصوص ليلاً في مسجد من بلاد صدْراته حين قراءته فيها؛ فأصيبت رجله، فعرج منها عرجاً شديداً ". اهـ .
أخذ عن الشيخ أبي محمد صالح الهسْكوري؛ صاحب الشرح على "الرسالة"، وأخذ عنه هو: الشيخ أبو الحسن الزرويلي، وجماعة... كانت وفاته رحمه الله بفاس سنة ثلاث وثمانين وستمائة ، ودفن بهذا الخارج".
(27) ذكره ابن القاضي في " درة الحجال"، ص: 329، وفي "الجذوة": 2/401، 402، وقال في ترجمته: "شيخ المدونة، كان أعلم الناس بمذهب مالك بن أنس، وأصلح الناس، وأورعهم، وكان يحضر مجلسه أكثر من ألف فقيه معظمهم يستظهر المدونة ... أخذ عن أبي الفضل راشد الوليدي، وعن أبي عمران الجورائي ... وقيدت عنه على الرسالة تقاييد ثلاثةٌ، أحدها في سبعة أسفار، والآخَر في ثلاثة، والآخِر في اثنين، وكلها مفيدة، انتفع الناس بها بعده، وقد طَعَنَ في السن وعمَّرَ أكثرَ من مائة وعشرين سنة، وما قطع التدريس حتى توفي ... سنة إحدى وأربعين وسبعمائة. أخذ عنه أبو الحسن الصغير وغيره".
وذكره التنبكتي في " النيل": 1/265، 266، وزاد في ترجمته على ما قاله صاحب الجذوة: "وذكر الشيخ زروق أنه مات عن مائة وعشرين سنة، وذكر غيره أنه مات عن نحو تسعين سنة وكأنه أشبه".
وذكره- أيضاً- الكتاني في "السلوة": 2/138، 139، وأضاف: " كانت شهرته بالصلاح والانقطاع إلى الله تعالى كشهرته بالعلم أو أكثر، مؤيَداً في "الرسالة"، وقيد الطلبة عنه -بمجلس إقرائه- عليها ثلاثة تقاييد ... وكلها مفيدة ... وكانت وفاته -بفاس- سنة إحدى وأربعين وسبعمائة - على ما هو الأصح في ذلك - وهو الذي في "الدرة"، و"الجذوة"، و"لقط الفرائد"، و"النيل"... وغيرها، خلافاً لقول زروق أنه: توفي عام تسعة وأربعين، ولقول غيره: توفي في سنة أربع وأربعين".
وترجمه المختار السوسي في "المعسول": 17/60، 61: "عبد الرحمن الجزولي -نزيل فاس- من أحفاد ييسمور، وهو المعروف بشارح الرسالة والمدونة ...كانت دار أهله خربة في "توغزيفت"، ولعله آخِر أهله، وقد رأيت ما قال محمد بن الحسن التوغزيفتي ... قال فيه الكرامي -في بشارة الزائرين-: ومنهم الشيخ العالم العلامة شارح الرسالة والمدونة، وفاتح مقفلهما ومغلقهما سيدي عبد الرحمن بن عفان الجزولي السملالي -أيضاً من أهل توغزيفت- ما زالت خربة هناك يقال لها خِرْبِة الجزولي، وفي فاس درَّس ومات, وقبره مشهورٌ مزورٌ بفاس، وقد طبق ذكره الآفاق شرقاً وغرباً... أقول: إن للمترجَم ذكرٌ واسعٌ في كتب التاريخ الفاسية".
وله ترجمة في طبقات الحضيكي: 2/500، 501، أحال فيها على: وفيات ابن قنفذ، ص: 351، ووفيات الونشريسي، ص: 14، ولقط الفرائد، ص: 193، ودرة الحجال، ص: 329 ، ووفيات الرسموكي، ص: 22.
قال أبو الهيثم الشهبائي: قال أحمد بن يحيى الونشريسي مستهجناً ما آل إليه حال الطلب عند أهل فاس في زمنه: ما قُيَّدَ عن الشيخ الجَزولي، وأبي الحسن الصُّغَيِّر، فإنك تجِدُهم يزدحمون عليها في كل زمان، وخصوصاً فصلَ الشتاء، لا يَلحقُ الآخِرُ منها ورقة واحدة، مع كثرة عددها بحيث ذُكِر، بل تجدهم يتنافسون في اقتنائها بالأثمان العظيمة المُجْحِفة، ومَن مَلَك منهم المسبَّع من الجَزولي، وتقييد اليَحْمُدي عن أبي الحسن، أو حصلت له عناية بنقلها، فهو عالِمُ العالَم بأسره، وحائز مذهب إمام دار الهجرة على التمام، والقائم بأمره. ولقد كان الحسن المَغِيليُّ عندهم في أعلى طبقة من الفقه والتفقه، لقيامه على مُسَبَّع الجزوليّ نقلاً، ولقد شاهدتهم يتساقطون كالفَراش، على نسخة من الجَزُوليّ بخزانة القَرويين، زعموا أنها بخط أبي علي الحسن المذكور، وهي مشحونة بالتصحيف، تُعْمِي البَصر والبصائر، نَوَّر الله قلوبَنا بذكره، وعَمَّر ألسنتنا بشكره. اهـ. نقلاً عن "أزهار الرياض" : 3/36.
(28) ذكره التنبكتي في " كفاية المحتاج"، ص : 247، وفي " نيل الابتهاج"، ص: 365، وقال في ترجمته: "علي بن عبد الرحمن بن تميم، اليفرني، المعرف بالطنجي، فقيه حافظ فرضي حسابي، له تقييد على المدونة، أخذ عن أبي الحسن الزرويلي، وعنه الحافظ السطي، وتوفي سنة أربع وثلاثين وسبعمائة ".
(29) أول من ترجمه هو ابن مرزوق في "المسند الحسن"، ومما قال فيه: "أبو عبد الله محمد بن علي بن سليمان السطي، خزانة مذهب مالك، مع مشاركة تامة في الحديث، والأصلين، واللسان، وديانة شهيرة، وصلاح متين ... قرأ على شيوخ عصره من أهل فاس ... وكان مقبلاً على ما يعنيه، مُكِبّاً على النظر والقراءة والتقييد، لا تراه -أبداً- إلا على هذه الأحوال ... مات رضي الله عنه شهيدًا غريقًا".
وذكره ابن القاضي المكناسي في "الجذوة ": 1/228، 229، وقال في ترجمته: "محمد بن على بن سليمان السطي، من قبيلة سطة -بطن من بطون أوروبة- نزل أبوه مدينةَ فاس ونشأ بها محمد -المذكور-، أخذ الفقه عن أبي الحسن الصغير الزرويلي صاحب التقييد على المدونة، والفرائض".
(30) ذكره ابن القاضي المكناسي في "الجذوة ": 2/451، وقال في ترجمته: " أبو فارس عبد العزيز بن محمد القروي، الشيخ، الفقيه، الصالح، أحد المقيِّدين على أبي الحسن علي بن عبد الحق الزرويلي، المعروف بالصُّغَيِّر، قيد على المدونة تقييدًا جميلاً، وهو أكبر أصحاب أبي الحسن ... أخذ عنه جماعة منهم موسى بن معطي العبدوسي، وتوفي بمدينة فاس المحروسة سنة خمسين وسبعمائة، ودفن خارج باب الجيسة في أعلى جبل الزعفران، بقرب مطرح الجنة".
وفي "الكفاية"، للتنبكتي، ص: 199، وعنها في "السلوة"، للكتاني : 3/194، وفي الفكر السامي، للحجوي: 4/76: " أخذ عن الشيخ أبي الحسن الصُّغَيِّر ... وهو الذي جمع تقييد شيخه المذكور على المدونة بخطه، وحبَّسَه بفاس، وهو أحسن التقاييد وأصحها، ووقع النقل عنه في المعيار في غير ما موضع".
(31) ترجمه ابن مرزوق في "المسند الحسن"، ص: 262، وقال فيه: "هو أبو إسحاق إبراهيم بن أبي يحيى التسولي، التازي، وشهرته بكنية أبيه، إمامٌ حافظٌ، كان قارئ شيخ الشيوخ أبي الحسن الصغير في أعوام، وكان أحفظ أهل مجلسه، وأشهرهم بسلوك طريقه، والقيام مقامه، وكان قد جمع إلى ذلك حفظ التاريخ المتقدم والقريب العهد ... توفي رحمه الله - أظنه - في سنة إحدى وخمسين بفاس".
(32) كذا ورد اسمه في "الديباج"، لابن فرحون: 2/269، وسمَّاه ابن القاضي في "الجذوة ": 1/292، وما بعدها: " محمد بن محمد بن إبراهيم بن خلف بن محمد بن سليمان بن سواد بن أحمد ابن حزب الله"، وقال في ترجمته: "كان مستكثراً في الرواية، مشاركاً في أصول الفقه وفروعه، وعلم اللسان، وصناعة المنطق، متبحراً في أسماء الكتب، أخذ عن ابن خميس، وأخذ عن أبي الحسن الصغير... له تآليف كثيرة جُلُّها لم يكمُل... توفي سنة إحدى وسبعين وسبعمائة".
(33) جُمِعت آثار الشيخ أبي الحسن في نظم الشيخ عرفات المسمى "رشف الفضال من تراجم أعلام الرجال"، ص: 47، 48:
أما أبو الحسَنِ فالصُّغَيِّرُ = ينمى إلى زرويلَ هوّ الأكبرُ
وقد يُكبَّر كما في الشجرهْ = وهُوَ ذو الأجوبةِ المُشتهرَه
عنه تقاييدُ على الكِتابِ = - كذا الرسالةُ - مِنَ الطلّاب
(34) نقل الحجوي الفاسي في كتابه "الفكر السامي": 4/237، قولَ ابن مرزوق معللاً كثرة الفروق بين نسخ التقييد: "ونسخه مختلفة جدّاً، ويقال: إن الطلبة الذين كانوا يحضرون مجلسه هم الذين كانوا يقيدون عنه ما يقوله في كل مجلس، فكلٌّ له تقييد؛ وهذا سبب الاختلاف الموجود في نسخ التقييد، فالشيخ لم يكتب شيئاً بيده، وأكثر اعتماد أهل المغرب على تقييد الفقيه الصالح أبي محمد عبد العزيز القروي، فإنه من خيار طلبته علماً وديناً''.
وذكر ابن القاضي المكناسي في "الجذوة ": 2/451، أبا فارس القرويّ، وقال في ترجمته: " أبو فارس عبد العزيز بن محمد القروي، الشيخ، الفقيه، الصالح، أحد المقيِّدين على أبي الحسن علي بن عبد الحق الزرويلي، المعروف بالصُّغَيِّر، قيد على المدونة تقييدًا جميلاً، وهو أكبر أصحاب أبي الحسن ... توفي بمدينة فاس المحروسة سنة خمسين وسبعمائة ".
(35) يوجد مخطوطاً في دار الكتب الوطنية بتونس تحت الأرقام التالية: (85) و(94) و(1083).
(36) انظر: الديباج المذهب، لابن فرحون، ص: 305، وما نقله عنه مخلوف في " شجرة النور": 1/215، وسلوة الأنفاس، للكتاني: 3/181.
قال أبو الهيثم الشهبائي: وقد جاء في "أزهار الرياض" : 3/31، عن بعض المقيدين ما فيه غمز لقناة أبي الحسن وتقييده، أُوْرِدُهُ –هنا- غيرَ منكِر لوجاهة ما جاء فيه، ونصه: التّقييد المَعْزُوّ للشيخ أبي الحَسَن أقلُّ تكلّفاً لا محالة، إلاّ أنّه لا يخفَى ما فيه من ضَعْفِ الاختيار عند التحقيق والاستبصار. اهـ.
(37) تقدم التعريف بهذا الكتاب عند ذكر المكانة العلمية والوظائف التي شغلها المقيد رحمه الله.
(38) رشف الفضال من تراجم أعلام الرجال، للشيخ عرفات الشنقيطي، ص: 47، 48.
(39) انظر: الإحاطة، للسان الدين الخطيب: 4/187.
(40) انظر: جذوة الاقتباس، لابن القاضي لمكناسي: 2/472، شجرة النور الزكية، لمخلوف: 215، وذكر عمر كحالة في "معجم المؤلفين": 7/207 أن أبا الحسن عاش أكثر من مئة عام.
(41) انظر: جذوة الاقتباس، لابن القاضي المكناسي: 2/472، ونقله عنه الكتاني في " سلوة الأنفاس": 3/182، وزاد عليه: " جبل العرض: هو المعروف الآن بجبل زعفران؛ يسار الخارج من باب الجيسة، وفي بعض التقاييد المقيدة في صلحاء هذه الحضرة ما نصه: (أبو الحسن الصغير: مسجده بالأزدع، وقبره بجبل الزعفران).هـ.
وقال في "الابتهاج" بعد ذكر وفاته ما نصه: (وقبره شهير عند العامة بقبر سيدي الحسن الزروالي).هـ.
وهو الآن غير معروف على التعيين ... والأمر لله وحده ".