المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اللغو داء عضال



أهــل الحـديث
30-04-2014, 03:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


اللغو اللغو ... داء عضال

في اللغة من لغا يلغو لغوا أي قال باطلا.
قال ابن منظور:" اللغو و اللغا: السقط و ما لا يعتدّ به من كلام و غيره و لا يحصل منه فائدة و لا نفع".
قال الحافظ ابن عبد البر في الاستذكار "وقال أبو عبيد اللغو كل شيء من الكلام ليس بحسن والفحش أشد من اللغو واللغو والهجر في القول سواء واللغو واللغا لغتان."انتهى
و معناه شرعا: الكلام بغير فائدة و لا نفع.
أخرج البخاري و مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قال:" من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت".
قال الحافظ في الفتح :" و معنى الحديث أنّ المرء إذا أراد أن يتكلّم فليفكّر قبل كلامه فإن علم أنّه لا يترتّب عليه مفسدة و لا يجرّ إلى محرمّ أو مكروه فليتكلّم و إن كان مباحا فالسّلامة في السكوت لئلاّ يجرّ المباح إلى المحرّم و المكروه ". انتهى
وروى الترمذيّ عن ابن عمر مرفوعا:" لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فإنّ كثرة الكلام بغير ذكر الله تعالى قسوة للقلب و إنّ أبعد النّاس من الله تعالى القلب القاسي ".
وفي هذا المقام يقول ابن القيّم –رحمه الله-:" و متى رأيت القلب قد ترحّل عنه حبّ الله و الاستعداد للقائه و حلّ فيه حبّ المخلوق و الرضا بالحياة الدنيا و الطمأنينة بها فاعلم أنّه قد خسف به. و متى أقحطت العين من البكاء من خشية الله فاعلم أنّ قحطها من قسوة القلب و أبعد القلوب من الله القلب القاسي ".
اللهمّ إنّي أعوذ بك من قسوة القلوب.
وقال رجل للحسن البصري:" يا أبا سعيد أشكو إليك قسوة قلبي قال أذبه بذكر الله ".
علمت الآن أخي القارئ أنّ اللغو و الكلام بغير ذكر الله هما السببان الرئيسان اللذان يؤديان بك إلى مرض خبيث –نسال الله السلامة- و هو قسوة القلب: القلب الذي هو أعظم شيء في جسد الإنسان, كيف لا و هو المضغة التي بصلاحها يصلح الجسد كلّه, ففي الحديث:" ألا و إنّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كلّه و إذا فسدت فسد الجسد كلّه ألا و هي القلب " متّفق عليه.
و عند الترمذي من حديث أنس قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم:" إنّ القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلّبها كيف يشاء ".
فهذا القلب الذي أمرنا أن نحافظ عليه و نهتمّ به و هو أصل أعمال الجوارح يقسوا و يفسد من اللغو و كثرة الكلام بغير ذكر الله و منه إدامة الحديث عن المنكح و المأكل و المشرب و البطون و الشهوات حتّى قال بغض السلف:" إنّي لأستقبح من الرجل أن يكون واصفا لبطنه و فرجه.
وقال تعالى:" و إذا مرّوا باللغو مرّوا كراما " ذكر الطبري من قول مجاهد أي:" إذا مرّوا بذكر النكاح كفّوا عنه"
و منه كذلك كثرة المزاح قال ابن عبد البرّ في بهجة المجالس:" و قد كره جماعة من العلماء الخوض في المزاح لما فيه من ذميم العاقبة و من التوصّل إلى الأعراض و استجلاب الضغائن و إفساد الإخاء".
و قال بعضهم:" لكلّ شيء بدء و بدء العداوة المزاح ".
و قيل :" إنّه سُمّي المزاح لأنّ يزيح عن الحقّ ".
و قال بعض الحكماء:" إنّما المزاح سباب إلاّ أنّ صاحبك يضحك ".
و مما ينبغي التنبيه عليه هاهنا لعظم علاقته بداء اللغوهو اتّخاد بعض الأصحاب أحدهم "أضحوكة" يتندّرون بالإستهزاء به و ازدراء رأيه و شخصه و هذا لا يفعله إلاّ من كان في قلبه زيغ عياذا بالله و هو من صفات المنافقين لما فيه من أذيّة للمؤمنين. فليحذر المسلم و ليراجع نفسه و دينه.

نصحتك فاستمع قولي و نصحي
فمثلك قد يُدلّ على الصواب