المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أهلاوي في مدرج الاتحاد



الاهلي الراقي
27-04-2014, 03:30 PM
صديقي منصور، طبيب انتصف عمره ما بين الأربعين والخمسين، رجل ثقافة ومعرفة، متزن، ملتزم، مبتسمٌ دومًا، أحببته من أول لقاء وسأظل..!
@ تنويه مهم: صديقي منصور أهلاوي جدًا جدًا..!
@ مفارقة: دومًا ما ألتقي به في مدرج الاتحاد..!!
@ يأتي قبل بداية الشوط الأول، ينتقي مقعدًا بالقرب من رابطة العميد ثم يجلس بهدوء وبجواره طفل في التاسعة من عمره اسمه (محمد)..!
@ الابن اتحادي ووالده أهلاوي..! هذا قد يحدث أحيانًا، إلا أن النادر أن يأتي الابن بأبيه إلى مدرج الغريم الأزلي وعلى الدوام..!!
@ دومًا ما يستوقفني المشهد..! أتأمله بكل تفاصيله، هدفٌ للاتحاد.. يقفز الطفل معه في حُضن أبيه..! أتساءل: هل فرِح الأبُ فعلاً..؟ كل ما فيه يقول ذلك..!! بعض المشاهد غير قابلةٍ للتمثيل يا سادة..!!!
@ بعد زمن.. انقطع الأب وابنه عن الحضور للملعب الأمر الذي دعاني أن أتساءل عن الأسباب..؟ وكم كان الجواب ذا ألم..!!
@ قال لي مما قاله: هل تذكر ذلك الديربي الذي تبادل فيه المدرجان عبارتي: (نيجيريا) و(طحالب)..؟ وقتها رأيتُ في عين ابني (اعتذارًا) وكأنه يقول لي: "يا أبتي هم لا يقصدوك"..! سمعت في خلجاته صرخة: "أرجوكم لا تشتموا أبي"..!! أما أنا فقد كنت خافض الرأس مُغمض العين بأسى قد شلَّ لساني عن تبرير سفه عنصري يناقض تربيتي لفلذة كبدي..! فما كان مني إلا أن غادرت الملعب من لحظتها سالكًا طريق اللا عودة إليه أبدًا..!
@ يا أيها المدرج.. شجِّع كيفما شئت، ارفع صوتك، صفِّق، لوِّح، طبِّل، أرقص، ولكن ضع لآخر ذلك حدًا، دع عنك الإساءة للآخر، لا للعنصرية، لا للشتم، حاول أن تنتصر كما النبلاء..!

بقلم الكاتب / اياد عبدالحي