المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التدريس الجامعي وتحقيق ذات الطالب



لمياء الديوان
01-10-2007, 02:31 PM
الاستاذ المساعد الدكتور
مهدي علوان القريشي
جامعة واسط / كلية التربية

نحن نعيش في عصر تزاحمت فيه المعرفة والمعلومات وتعددت مصادرها وشبكاتها، وفي ضوء ذلك تنامت الانجازات في مختلف ميادين الحياة العلمية والتكنولوجية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتوثقت العلاقة بين العلم والتكنولوجية والمجتمع، لذا اصبح من الضروري الاهتمام بمخرجات المؤسسات التعليمية والارتقاء بعائدها لتحقيق التنمية الشاملة. وتعد الجامعة ابرز الروافد التي تقدم أفراد مؤهلين يشغلون الوظائف العلمية والمهنية والإدارية وقادرين على تحمل المسؤولية ويساهمون في نهوض ورقي هذا المجتمع. ومن ابرز أهداف الجامعة الاهتمام ببناء ذات الطالب وتحقيق إنسانيته من خلال المواقف التعليمية والممارسات التدريسية. اذ ان تحقيق هذا الهدف يجعل الطلبة على استعداد لتوظيف واستخدام مواردهم العقلية بكفاءة اكبر، وانهم يقدرون ويحترمون انفسهم ويكونون واثقين من ذاتهم ويتوقعون النجاح لذا فانهم لايخشون التعبير عن ارائهم.
ان الاهتمام بالانسان وبناء ذاته وعده الهدف الاساس للعملية التعليمية وتسخير كل الامكانات من اجل هذا الغرض يدعى بأنسنة التعليم .التي تؤكد على تحقيق الهدف الشامل للتربية والتعليم من الناحية المعرفية والوجدانية والمهارية، فضلاً عن الاهتمام بإكساب الطلبة المعلومات العملية تهتم بتنمية العمليات العقلية للطالب وتراعي حاجاته وميوله ومشاعره وتنمي مهاراته اليدوية.كما تنظر إلى إن دور الطالب في العملية التعليمية دورً إيجابي فهو يتفاعل معها ويؤثر فيها، وان الطالب يمكن أن يتعلم ويكتشف المعلومات بنفسهِ بتوجيه من الأستاذ. كما تؤكد أنسنة التعليم على إن نظرة الطالب إلى المعرفة يجب أن تكون موضوعية غير جامدة والإيمان أن المعلومات مهما كانت رصينة فهي معلومات بشر ليست منزهة عن الخطأ اذ ان هذهِ النظرة التشكيكية لدى الطالب الجامعي تجعله عنصراً إيجابيا في العملية التعليمية، تؤكد على إن التعليم الجامعي لا ينبغي أن يكون تعليماً من اجل المعرفة، وانما هو تربية من اجل التكيف الناجح للتبدل المستمر، لذا فان ما ينبغي فعلهُ للطالب الجامعي هو تزويدهُ بالقدرة على التعلم المستمر، ومعرفة كيفية جمع المعلومات وتطبيقها في حالات ومواقف جديدة من اجل خدمة بلده وشعبهُ وبيئته، أي ان تكون المعلومات وظيفية بما يخدم تحقيق هذا الهدف، ويرى الاستاذ الدكتور رؤوف العاني ان الجامعة تسهم في بناء ذات الطالب وتحقيق انسانيته من خلال عدد من الممارسات التدريسية والمواقف التعليمية منها:
ان يكون مدخل الطالب مكتشفا للمعرفة لامستهلكا لها، أي له النشاط البارز في التوصل الى المعرفة بنفسه، يدققها ويتفحصها، يعدل فيها، يوظفها في بيئته، لا ان يستلمها جاهزة من الاستاذ الذي يعدها ويلخصها ويقدمها له.لان هذا الاسلوب يجعل الطالب محور للعملية التعليمية، ويهتم ببناء الطالب من حيث ثقته واعتماده على النفس وشعوره بالانجاز وزيادة مستوى طموحه وتطوير مواهبه، كما تنمي مفهوم الذات وتزيد من مستوى التوقعات لدى الطالب من حيث مدى استطاعته لتحقيق المهمات العملية التي يكلف بها، كما تزيد من نشاطه وحماسه تجاه عمليتي التعلم والتعليم، وتؤكد على استمرارية التعلم الذاتي ودافعية الطالب نحو التعلم.

لمياء الديوان
01-10-2007, 02:36 PM
ومن الامور الاخرى التي تسهم في بناء ذات الطالب شمولية الاهداف التربوية الجامعية، ففضلا عن الاهتمام بالمعلومات التي تقدم للطالب يجب ان نهتم بتنمية العمليات العقلية التي تؤدي الى تلك المعلومات وتوظيفها، ومراعاة حاجات وميول ورغبات واتجاهات وقيم الطالب، كذلك ننمي مهاراته اليدوية. فتنمية العقل ومراعاة الوجدان وتقدير العمل اليدوي هو حجر الأساس في التعليم وفي مراحل التعلم كافة.
كذلك يعد الاهتمام ببيئة الطالب وربط ما يدرسه بهذه البيئة من اجل ان يفهمها ويخدمها ويحرص على حمايتها ويشعر بالانتماء لها يتألم لما يصيبها من ضرر ويسعد في تقدمها وتطويرها من الوسائل التي تحقق أنسنة التعليم ، وهنا يمكن أن تؤدي طرائق التدريس فضلا عن محتوى المناهج الدراسية وظيفة إيجابية في هذا المجال فزيارة البيئة المحلية والقيام بدراسات ميدانية لها وإجراء الملاحظات والتجارب فيها، وعدها ميدانا مكملا للصف الدراسي ومصدرا من مصادر المعرفة وغرس روح الانتماء لهذه البيئة وتكوين الاتجاهات الإيجابية نحوها. فضلا عن ان المنهج ينبثق من البيئة التي يعيش فيها الإنسان، ويعبر عن احتياجاته ومطالبه وتطلعاته وثقافته وقيم واهداف مجتمعه، لذا يجب أن تكون الخبرات التعليمية وثيقة الصلة بحياة الطلبة ومحققة لمطالب نموهم وحاجات البيئة والمجتمع ، لذا بدأ كثير من المسؤولين عن التعليم العالي يطمحون إلى تحقيق دور كبير تضطلع به الجامعة ولا يقتصر على دراسة البيئة وفهمها وانما العمل على تخريج أفراد يخدمون البيئة ويعملون على تحسينها وتطويرها وحمايتها. ان تحقيق هذا الهدف يعد خطوة اكثر تقدما للتعليم العالي لان التعليم الجيد هو التعليم الذي يهتم بقضايا المجتمع وحاجات أفراده .
ومن المجالات المهمة التي يمكن من خلالها أن يبني الطالب الجامعي ذاته المناقشة التي تحصل في القاعات الدراسية الجامعية. فبواسطة المناقشات ومن خلالها يشعر الطالب بأنه شخص مهم له رأيه الصائب وتعليقاته وإضافاته الجديدة وله طريقته في الإقناع وشد الانتباه نحوه ، وتعد الأسئلة من الوسائل الفعالة التي تحفز الطالب الجامعي وتزيد حماسه في العملية التعليمية وهو ما يحصل عادة عند استخدام طريقة المناقشة وهذا لايعني إن جميع الأسئلة التي تقدم للطلبة تؤدي الوظيفة المطلوبة، فالمطلوب أن تكون هناك أسئلة تتطلب من الطالب التحليل والتركيب والتقييم والاستنتاج، أسئلة تتيح له أن يعطي أجوبة متعددة ومقترحات متنوعة وهي ما تدعى بالأسئلة المتشعبة الجواب، وهذا النوع من الأسئلة يساعد الطالب على التفكير ويهيئ له الجو للإبداع وانفتاح الذهنية والهدف من هذا النوع من الأسئلة هو كيفية إيجاد الجواب كما يحفزه الطالب على متابعة العلم وعملياته وتشجيعه على توسيع الموضوع العلمي كما تتطلب جمع الحقائق والمعلومات وتقييمها ومن ثم ممارسة عمليات عقلية تفكيرية للإجابة عن السؤال المشعب .
ومن الممارسات التدريسية التي تتحقق من خلالها أنسنة التعليم الجزمية والتشككية، أي ينبغي أن نوحي إلى طلبتنا من خلال تدريسنا وتعاملنا معهم بشكل مباشر أو غير مباشر إن المعرفة مهما كانت رصينة فانه دائما يوجد فيها احتمال الخطأ. صحيح إن لكل من الأستاذ والكتاب والمرجع دور ومكانة في بناء أكاديمية الطالب وان ما يقدمه من المعرفة رصينة تسهم في إعداده الجامعي، إلا إن هذه النظرة التشكيكية ستجعل منه شخصا متحفظا لا يقبل كل شئ دائما وانما يفكر دائما بوجود نقص أو خطأ فيه، وهو يسعد كثيرا إن وجد هذا النقص او اكتشف ذلك الخطا .
كما تعد العلاقة بين الطالب والأستاذ الجامعي لها دور في بناء ذات الفرد وتحقيق إنسانيته إذ أن هذه العلاقة لا تقتصر على الجانب الإنساني فقط رغم اهميته، بل ينسحب تأثيرها على الجانب الأكاديمي. فعندما يشعر الطالب بقرب أستاذه منه واهتمامه به كلما شجعه ذلك في الرجوع إليه ليسأله أو ليطلب مشورته في الجوانب الأكاديمية التي يلاقي صعوبة فيها أو التي يبرز مواهبه فيها. لذا يجب أن يشعر الطالب من خلال هذه العلاقة بالثقة والاطمئنان .وفي هذا المجال إن الأستاذ إذا احب طلبته واحترمهم وعاملهم على أساس انهم أبناؤه واخوته وحرص على تعليمهم وارشادهم ومساعدتهم فيما يصادفونه من مشكلات وكان لهم في كل ذلك نموذج يقتدون به، فانهم يستجيبون له ويحترمونه ولا يتغيبون عن درسه، ويميلون للمادة العلمية التي يدرسونها معه، بل ينصرفون إلى دراستها بجدية تحقق لهم تحصيلا علميا ونتائج افضل . وهنا يجب على الاستاذ أن يحترم الثقة التي يضعها فيه طلبته، وان يحتفظ بخصوصية ما يدور من حوار .
ومن المجالات المهمة التي يمكن من خلالها أن يبني الطالب الجامعي ذاته وكينونته ويحقق إنسانيته حرية الاختيار كاختيار التخصص في الكلية، واختيار البحوث والدراسات التي يكلف بها، واختيار المجموعة التي يعمل بها معها، واختيار الأستاذ الذي يمكن أن يعمل معه ويرشده، اذ ان كل هذا يعد من الدعائم الرئيسة والمؤشرات الحقيقية للاهتمام بالطالب الجامعي، كذلك تعد الزيارات الميدانية التي يقوم بها الطلبة بما يلائم التخصص للاطلاع أحيانا ولإجراء التجارب أحيانا أخرى أو لتدارس بعض الأمور مع المشرفين على الميدان لغرض الاستيضاح أو لاثراء المادة النظرية . كما تهدف الزيارات الميدانية إلى إتاحة فرص التعلم للطالب خارج الصف ويمكن أن يحقق عن طريقها أهدافا تربوية عدة منها، تجعل الطلاب يشاهدون ويفحصون ويتأملون خبرات لا تتوفر داخل الكلية، ومفاهيم التعليم بواسطتها واقعية، كما يكون التعلم بواسطتها في جو مشبع بالحرية. كما إن الزيارات الميدانية تسهم في تنمية التفكير العلمي ومهارات عمليات العلم وذلك من خلال ممارسة عمليات العلم كالملاحظة، والقياس، والتصنيف والتجريب وجمع المعلومات والعينات والنماذج وتبويبها، وتفسير المعلومات التي تم التوصل أليها .

لمياء الديوان
01-10-2007, 02:42 PM
من خلال ما تقدم نعتقد ان هذه الممارسات تسهم بشكل فاعل في تحقيق انسانية الطالب ، وهنا يمكن ان يثار سؤال..(هل هذه الممارسات موجودة داخل الجامعة) ببساطة نجيب انه من خلال نظرة فاحصة للتعليم الجامعي نجد الاهتمام ينصب على تزويد الطلبة بالمعارف المختلفة، ونتيجة لذلك فقد وظفت طرائق التدريس توظيفاً جيداً لبلوغ هذا الهدف، وقد حظيت طريقة الإلقاء والمحاضرة بالنصيب الآخر من الاهتمام بوصفها خير طريقة لتوصيل اكبر قدر من المعلومات إلى أذهان الطلبة وبشكل منظم ومركز وباختصار للوقت والجهد. حيث اكتسب الأستاذ الدور الإيجابي والرئيسي في العملية التعليمية، أما الطالب اتصف دوره بالسلبية فما عليه إلا الاستماع والمشاهدة وتسجيل الملاحظات وهذا ما أكده العديد من الأستاذة التربويون، كما أكدتها العديد من الأدبيات عن تلك الظاهرة إذ أشارت إلى إن دور الطالب في اكتشاف المعرفة وملاحظة تطبيقاتها في الحياة اليومية هو دور محدود وقد يكون محدود جداً، إذ ما يزال طالبنا يتسلم المعلومات جاهزة من أستاذه فهو يعدها ويلخصها ويقدمها له. وفي ضوء ذلك تكون حصيلة التعليم إغراق الطلبة بالمعلومات، وعدم التفاعل بين الطالب وما يتعلمه وعدم توظيف المعلومات في البيئة والحياة اليومية. كما إنها لا تحقق الأهداف التربوية المنشودة كتنمية ميول الطلبة وبناء اتجاهات علمية وتنمية قيم ايجابية، وتطوير القدرات العقلية للطلبة. وقد يكون التدريسيين سبب في ذلك حيث إن عدد من الأساتذة دخلوا ميدان التعليم الجامعي دون أن تكون لهم خبرة بالتعليم كما إن كثيراً منهم لم يأخذوا أي درس ولم يقرءوا أي كتاب في فن التعليم الجامعي.

ندى الحروف
02-10-2007, 04:18 PM
جزاك الله خيـر

TαlαL
02-10-2007, 05:33 PM
اللهم أغفر لها ما تقدم من ذنبها وماتأخر
اللهم اغفر لوالديها و ارحمهما و ادخلهما جناتك
برحمتك يا أرحم الراحمين

ريف العين
03-10-2007, 04:29 AM
جزاك الله كل خير

جعلها الله في موازين حسناتك يارب

(* الوفـاء طبعي *)
03-10-2007, 04:43 AM
يعطيك العافية

عطر طيبه
04-10-2007, 12:55 AM
لمياء الديوان
الله يعطيك العافية على الجهد المبذول وعلى المعلومات المفيدة

لمياء الديوان
11-10-2007, 05:06 PM
ندى الحروف


مرور كريم أنار الصفحة

لمياء الديوان
11-10-2007, 05:10 PM
أخي طلال

ادعو لك بمثل ما دعوت لي


تحياتي

لمياء الديوان
11-10-2007, 05:14 PM
ريوفه


ربي يعطيك العافيةعلى المواصلة والتواجد في مواضيعي




تحيات

لمياء الديوان
11-10-2007, 05:16 PM
الوفا طبعي
\\\\\\\\\\\\\\\\\



http://q6rr.com/uploads/35ae4f9178.gif (http://q6rr.com)

لمياء الديوان
11-10-2007, 05:23 PM
عطر طيبه



شكرا لك جزاك الله خيرا

طيبه عجام
21-10-2007, 11:26 AM
دائماً تأتي بالأفضل

جزاك الله خيراً

جهد مبارك جعله الله في موازين حسناتك