المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قلت في الحكمة !



أهــل الحـديث
26-04-2014, 01:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



من قصيدة لي :


متى تشتفي نفسي وقلبي مُمَزَّعُ
وعيناي طولَ العُمْرِ سُهْدٌ وأدمعُ

أفارقُ من أهوى وأُفْرَدُ بعدهم
فما أنا إلا ثاكلٌ أو مودِّعُ

أرى الحظَّ يستعصي على كفِّ ذي النُّهى
وليس له عن كفِّ ذي الجَهْلِ مَنْزَعُ

فعيشُ أولي الألبابِ بؤسٌ وفاقةٌ
كما أنَّ طيبَ العَيْشِ بالحُمْقِ مُولَعُ

ومن يعرفْ الدنيا فإنِّي عرفتها
وجرَّبتُ منها ما يضرُّ وينفعُ

فما الضنكُ والإرهاقُ إلا شِعَابُها
وما الجمرُ والأشواكُ إلا المضاجعُ

وما الغدرُ والإخلافُ إلا عهودها
وما الكِذْبُ والإرجافُ إلا الطبائعُ

وما الناسُ إلا أحمقٌ بعدَ أحمقٍ
يموتونَ حَتْفَ الأنفِ والكلُّ طامعُ

تُمَنِّي بلذاتٍ لها من يرومُها
فيُقْتَلُ والأخلافُ لم يتورعوا

فكيفَ أُرَجِّي لذةً أستطيُبها
وكلُّ لذيذٍ عن قريبٍ سيُمْنَعُ

وكيفَ يلذُّ العيشُ لي في دنيئةٍ
تجرِّعُ من أوصابها ما تُجَرُّعُ

رأيتُ بها الأحياءَ سكرى بخمرِها
وأقداحُهم آمالُهم والمطامعُ

لئن كانتْ الدنيا تَغُرُّ مُغفلا
فقد رُفِعَتْ منها لعيني البراقعُ

فأبصرتُها شوهاءَ يُرْمِدُ شكلُها
نواظرَ خِرِّيتٍ بها ليس يُخْدَعُ

فأُنْسِيتُ من أمسى فظائعَ فِعْلِها
لفرطِ يقيني أنْ سيطرقُ أفظعُ