المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بين الأصمعي والإمام مالك



أهــل الحـديث
22-04-2014, 10:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


ذكر المبرد في كتابه" اللُّحنة" عن محمد بن القاسم التمائمي، عن الأصمعي قال :(دخلتُ المدينة على مالك بن أنس فما هبتُ أحداً هَيبتي له، فتكلم فلحن، فقال:مطرنا البارحة مطراً أيَّ مطراً ّ فخفَّ في عيني، فقلتُ : يا أبا عبد الله ، قد بلغتَ من العلم هذا المبلغ فلو أصلحت من لسانك. فقال:فكيف لو رأيتم ربيعةَ؟كنا نقول له : كيف أصبحتَ ؟ فيقول : بخيراً بخيراً. قال : هو قد جعله لنفسه قدوةً في اللحن وعذراً).

قلت :هذه قصة مكذوبة على الإمام مالك رحمه الله ،فهذا اللحنِ الفاحش لا ينطق به طالب علم ، فضلاً عن عالم ، فضلاً عن الإمام مالكٍ رحمه الله.

وقد رد العلامة الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي العتمي اليماني في كتابه التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل على هذه الحكاية فقال رحمه الله :

(أقول : هذه الحكاية منكرة عن الأصمعي فينظر من حكاها عن كتاب المبرد وعلى فرض ثبوتها عن المبرد ففيه كلام معروف ومحمد بن القاسم التمائمي لم أعرفه ولعله محمد بن القاسم اليمامي وهو أبو العيناء أصله من اليمامة وليس بثقة قد اعترف بوضع الحديث فما بالك بالحكايات . ومما يدل على بطلان هذه الحكاية أمور :
الأول : أن الأصمعي كان من أشد الناس توقيرا لأئمة السنة .
الثاني : أنه كان مبجلا لمالك حتى روي عنه أنه كان يفتخر بأن مالكا روى عنه .
الثالث : أن فيها قرن مالك بشيخه ربيعة وهذا يدل على تحري الطعن في علماء المدينة وليس ذلك دأب الأصمعي إنما هو دأب أصحاب الرأي .
الرابع : أن اللحن الذي تضمنته الحكاية خارج عن المعتاد فإن العامة فضلا عن العلماء يقفون بالسكون . وهذا كله يدل أن هذه الحكاية فرية قصد بها الغض من علماء المدينة .)انتهى