المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لم يكن لـ كندة قبل الإسلام مُلك ولا مملكة.. رأي للمناقشة



أهــل الحـديث
22-04-2014, 01:30 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



السلام عليكم..

يعتقد كثير من المعاصرين المهتمين بالتاريخ؛ بأنه كانت لكندة قبل الإسلام مملكة مستقلة، امتدت من حضرموت إلى نواح واسعة أخرى من شبه الجزيرة العربية

إلا أنني وقفت على رأي قديم نقله ابن شبة في (تاريخ المدينة) مضمونه على خلاف ذلك؛ حيث قال أبو زيد بن شبة: قال أبو عبيدة:
لَمْ يَكُنْ مِنْ كِنْدَةَ مَلِكٌ قَطُّ، إِلَّا أَنَّ نِزَارًا لَمَّا كَثُرَتْ وَخَافَ بَعْضُهَا بَعْضًا أَجْمَعَتْ قَبَائِلُ مِنْ رَبِيعَةَ أَنْ يَأْتُوا تَبَعًا فَيَسْأَلُونَهُ أَنْ يَبْعَثَ رَجُلًا يَكُفُّ قَوِيَّهُمْ عَنْ ضَعِيفِهِمْ، عَلَى أَنْ يُعْطُوهُ مِنْ أَمْوَالِهِمْ خَرْجًا، فَوَجَّهَ مَعَهُمُ الْحَارِثَ بْنَ عَمْرِو بْنِ حُجْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْكِنْدِيَّ، - وَهُوَ جَدُّ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ حُجْرِ بْنِ الْحَارِثِ الْكِنْدِيِّ الشَّاعِرِ - فَصَارَ إِلَى بَطْنِ عَامِرٍ فَنَزَلَهَا وَفَرَّقَ بَنِيهِ، فَجَعَلَ:
1) ابْنَهُ يَزِيدَ عَلَى كِنَانَةَ،
2) وَابْنَهُ حُجْرًا عَلَى بَنِي أَسَدٍ،
3) وَابْنَهُ شُرَحْبِيلَ عَلَى بَنِي تَمِيمٍ وَعَبْدِ مَنَاةَ،
4) وَابْنَهُ سَلَمَةَ عَلَى بَنِي ثَعْلَبٍ،


وَغَزَا مُلُوكَ غَسَّانَ بِالشَّامِ، وَمُلُوكَ لَخْمٍ بِالْحِيرَةِ، حَتَّى أَحَجَّهُ الْمُنْذِرُ بْنُ مَاءِ السَّمَاءِ إِلَى تَكْرِيتَ، فَأَشَارَ سُفْيَانُ بْنُ مُجَاشِعٍ عَلَى الْمُنْذِرِ أَنْ يَخْطُبَ إِلَيْهِ ابْنَتَهُ، فَفَعَلَ، فَزَوَّجَهُ ابْنَتَهُ هِنْدًا، فَقِيلَ فِيهَا: يَا لَيْتَ هِنْدًا وَلَدَتْ ثَلَاثَةً، فَوَلَدَتْ عَمْرًا وَقَابُوسًا وَالْمُنْذِرَ أَبَا النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ،
وَلَمْ يَنْشَبْ أَنْ مَاتَ الْحَارِثُ فَقَتَلَتْ بَنُو أَسَدٍ ابْنَهُ حُجْرًا، وَاخْتَلَفَ ابْنَاهُ سَلَمَةُ وَشُرَحْبِيلُ وَتَحَارَبَا، فَقَتَلَتْ بَنُو ثَعْلَبٍ شُرَحْبِيلَ بْنَ الْحَارِثِ، وَبَعَثَ الْمُنْذِرُ بْنُ مَاءِ السَّمَاءِ إِلَى مَنْ بَقِيَ مِنْهُمْ فَقَتَلَهُمْ بِجَفْرِ الْأَمْلَاكِ بِالْحِيرَةِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْحِيرَةِ وَهِيَ تَحْمِلُ عَلَى امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ حُجْرٍ:


أَلَا يَا عَيْنُ بَكِّي لِي شَنِينَا ... وَبَكِّي لِلْمُلُوكِ الذَّاهِبِينَا
مُلُوكًا مِنْ بَنِي حُجْرِ بْنِ عَمْرٍو ... يُسَاقُونَ الْعَشِيَّةَ يُقْتَلُونَا
فَلَوْ فِي يَوْمِ مَعْرَكَةٍ أُصِيبُوا ... وَلَكِنْ فِي دِيَارِ بَنِي مَرِينَا
وَلَمْ تُغْسَلْ جَمَاجِمُهُمْ بِغَسْلٍ ... وَلَكِنْ بِالدِّمَاءِ مُرَمَّلِينَا
تَظَلُّ الطَّيْرُ عَاكِفَةً عَلَيْهِمْ ... وَتَنْتَزِعُ الْحَوَاجِبَ وَالْعُيُونَا



قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: ثُمَّ انْقَطَعَ الْأَمْرُ مِنْهُمْ، فَلَمْ يَكُنْ فِيهِمْ مَلِكٌ قَطُّ، وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا ذَوِي أَمْوَالٍ، فَكَانُوا يُدْعَوْنَ رَيْحَانَةَ الْيَمَنِ، وَإِنَّمَا مُلُوكُ الْيَمَنِ التَّتَابِعَةُ مِنْ حِمْيَرَ.