الصوفية والقات

[أهــل الحـديث]

أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




(تولعتم بالقات والقات قاتل *** وفي حذف حرف اللام منه دلائل)

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الأنام وعلى آله وصحبه وبعد:
فهذه وريقات جمعتها من كتاب وقع في يدي باسم " القات في الأدب اليمني " كتبه : أحمد عبد الرحمن المعلمي جمع فيه رسائل وأبيات متنوعة للمحرمين والمحللين للقات فكان يذكر في بعض المواضع منه ما قاله بعض المتصوفة في شأنه. فرأيت جمعها في هذه الملزمة وقد فعلت ولله الحمد .....
قال أحدهم :
إذا ما القلب آتى ما حلا له صفاء القات رأيا فالجلالة
أما رُسم اسم ذا الملكوت فيه أما يكفيك أن له الجلالة
كفى شرفا له أن خط فيه بلا قلم على ورق جلالة
(الجلالة في البيت الأول للتوضيح وفي البيت الثاني للتعظيم وفي البيت الثالث لفظ الجلالة وهذا ما يسمى بالجناس في البلاغة )
وقال أحدهم (وهو السيد ابن الجلال اليمني من المتصوفة تـ1079هـ ) :
تطاول القوت في دعواه أن له فيما يرى جهله فضلا على القات
فقال بي كانت الأشباح قلت له شتان بين قوام الروح والذات
وقال الحسن بن علي بن عمر الشاذلي الصوفي تـ821: "سمعت بعض أولياء الكشف يقول: القات مكتوب على ورق اسم الله الأعظم فهذا سر مكتوم وعند أهله معلوم ... وإن شئت معرفة سبقه فإنه نزل من الجنة إلى الأرض إذ بصق آدم بقية ما في فيه من أشجار الجنة فأنبتت هذه الشجرة ولما دخل ذو القرنين الحبشة [ إثيوبيا] وجد فيها الوباء والجان فقالت العلماء : لا يزيل ذلك إلا شجرة تسمى "الشاي صيني" وكان الخضر مع القوم فغاب قليلا وأتى بها حتى أطلع بها النجاشي فأكل منها فأورثته الرقة فآمن قبل البعثة "!!!!
وقال أيضا :"القات يقطع الوسواس ويهزم جنود النعاس ويظهر الأنوار ويحفظ الأسرار وقد أجمع المحققون أن ليس فيه من التحريم شيء "
وأنشد أحد منهم :
يجلوا تناوله قلبي ورؤيته طرفي ويحلوا به حالي وحالات
فلونه يحمل الأسرار يودعها قلوبَنَا ثم تسري في السريرات
براق معراج قلبي حين يصعده جبريل روحي إلى أعلى السموات
زيتونة زيتها الأضوا إذا اتقدت فتيلة النور في مصباح مشكاة
كله لما شئت من دنيا وآخرة وجلب نفع ودفع للبليات

وذكر بعضهم في أبيات حث الصوفية للقات وأكله فقال :
لأجل ذلك حث الأولياء على دوام مأكله نصا وإصلاحا
هذا وكم فيه من نفع لآكله دنيا ودينا فكن للقات مداحا
ومن حججهم الضعيفة أنه يطرد النوم لمن يريد العبادة والعلم :
وقد قيل في ذلك :
ويطرد النوم عمن له الجليس كتاب
وقيل:
ويطرد نوما إن أردت تهجدا فنعم المعين إذ تقام النوافل
وأنشد النمازي :
كأن غصون القات من حَدَنان أكف من المرجان ذات بنان
إذا ما رآها الصالحون تمايلوا تمايل مرتاح بذوق معانى
وإن طعموها زاد فيها نشاطهم لدرس مثان لا لضرب مثانى
عليك بها في كل حين فإنها أمان من الأحزان أي أمان
وحرز من الشيطان في داء غلمة ومن خطرات النفس نحو غواني
ومما بنسب لابن عربي الصوفي (وإن كان في النسبة إليه نظر لعدم وجود أو شهرة القات في عصره ):
مدامة قات أحلت لنا فلا تخش فيه من الله وزرا
مدامة قات أحلت لنا تفوق المدامة فضلا وقدرا
زبرجدة تحت ياقوتة ترى منهما العين حمرا وخضرا
تزف إلينا بأغصانها كزف عروس إلى الزوج عذرا
ففي القات عشر خصال فلا تعدّوا بذلك للقات حصرا
يزيل الهموم،وينفي الوبا، وينشر عطرا،وللسقم يبرا
ويطفي الوهيج،ويروي الظما ويعطيك عن أمره عرش كسرى
وأنشد أحدهم (وهو حاتم الأهدل )
إنما القات هو القوت وفي طيِّه نشر ذكيٌّ عبر


انتهت

أبو عبد الرحمن محمد برى الوعيسي