المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : باب الاستقامة من الكلام والإحالة *



أهــل الحـديث
17-04-2014, 10:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



باب الاستقامة من الكلام والإحالة *

عقد سيبويه في كتابه بابا سماه:باب الاستقامة من الكلام والإحالة فقال:"فمنه مستقيم حسن،ومحال،ومستقيم كذب،ومستقيم قبيح ،وما هو محال كذب"وتصنيف سيبويه للكلام نابع من توافق أوتجاهل أوتعارض الكلام مع منزلة المعنى والاحتياج المعنوي وإن لم يشر إلى ذلك "فأما المستقيم الحسن فقولك:أتيتك أمس، وسآتيك غدا"فالجملة الأولى مبنية على الفعل أتيتك(المبني عليه)وهو واقع في الزمن الماضي،ولهذا فهو يقبل أن تبنى عليه الكلمات التي تتوافق معه ويحتاج إليها معنويا،مثل كلمة أمس ،ومثل ذلك الجملة الثانية:ساّتيك غدا،فهذه الجملة مبنية على الفعل المسبوق بالسين،والذي يدل على المستقبل ،ولهذا فهو يقبل الكلمات التي تتوافق معه ويحتاج إليها معنويا،مثل كلمة غدا،ولو عكسنا وقلنا :أتيتك غدا وساّتيك أمس لتحول الكلام إلى المحال،بسبب عدم التوافق المعنوي بين المبني عليه والمباني،أو كما قال سيبويه:وأما المحال: فأن تنقض أول كلامك باّخره،ومن هنا فالمستقيم الحسن هو أعلى درجات الفصاحة،وقد حاز على هذه المرتبة بسبب التوافق المعنوي بين الكلمات وعدم خرق معيار منزلة المعنى والاحتياج المعنوي. "وأما المستقيم الكذب فكقولك: حملت الجبل، وشربت ماء البحر،ونحوه " ويظهر من الأمثلة التي ضربها سيبويه أن المستقيم الكذب هو الذي يشتمل على الخيال والمجاز والمبالغة أو(عكس الحقيقة)، أو المعنى غير الحقيقي ، ومن هذا النوع معظم البلاغة العربية، كالتشبيه والاستعارة والمجاز ......إلخ التي تفتقر إلى الاحتياج المعنوي بين أجزاء التركيب.
ويمكن تحويل المستقيم الكذب إلى مستقيم حسن،كأن نقول:حملت الكتاب ، وشربت كأس الماء ، مثلا ،فهنا تؤدي الجملة معنى حقيقيا. "وأما المستقيم القبيح ،فأن تضع اللفظ في غير مواضعه،نحو قولك:قد زيدا رأيت،وكي زيد يأتيك ،وفي الأمثلة السابقة تمت إعادة توزيع الرتبة، حيث تم ارتباط قد مع( زيدا) وحقها أن ترتبط مع الفعل لأنها تدل عليه،كما ارتبطت كي مع (زيد) وحقها أن يليها الفعل ، أما المحال الكذب فهو الذي يشتمل على المبالغة والخيال والمجاز(عكس الحقيقة)أوالمعنى غير الحقيقي بالإضافة إلى التناقض المعنوي مثل:سوف أشرب ماء البحر أمس.
فالإنسان يتثقف لغويا ويتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم

--------------------------------------------------------
* سيبويه-الكتاب،ج 1،ص ص 25-26