المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عندما تنقلب الفضائل تهما



أهــل الحـديث
17-04-2014, 06:30 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


قال الإمام الشافعي:
إن كان رفضاً حب آل محمدٍ *** فليشهد الثقلان أني رافضي

ثم جاء بعده شيخ الإسلام ابن تيمية فقال:
إن كان نصباً حب صحب محمدٍ *** فليشهد الثقلان أني ناصبي

قلت:
إن كــان خروجاً حـب تحــكيم شـرع محمدٍ
وإن كان خروجاً تكفير مبدل شرع محمدٍ
وإن كان خروجاً حب جهاد من عطل شرع محمدٍ
فليشهد الثقلان أني خارجــــــي

وقلت:
إن كان ظاهرياً من يرجع للكتاب وسنة محمدٍ*** فليشهد الثقلان أني ظاهري

فإياك يا طالب الحق أن تخشى من أن ترمى بأنك ظاهري أو قدري أو معتزلي أو خارجي أو إرهابي إلى آخر هذه الأوصاف طالما أنك متمسك بقول الله وبهدي رسوله صلى الله عليه وسلم وبهدي صحابته الكرام فلا يضرك بعد ذلك إنكار الجاهلين ولا تسفيه المبطلين ولا زيغ الزائغين , فقد اتُهِم من هم أفضل مني ومنك وهم الأنبياء صلوات الله تعالى وسلامه عليهم فقد اتُهم النبي صلى الله عليه وسلم وهو أشرف البشر بالكذب وبالجنون وبالسحر
قال تعالى "وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ * أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ * وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ * مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ"
فهؤلاء قلبوا الفضيلة التي جاهم بها الرسول صلى الله عليه وسلم إلى تهمة يتعجبون منها وهي الدعوة لعبادة إله واحد
وظنوا أن صبرهم وتمسكهم بما هم عليه هو من العزيمة والثبات في الحق وهو في الحقيقة ثبات على الخيبة والجهل وبطر للحق وإغلاق السمع والفؤاد عن التدبر

ومذهب أهل السنة والجماعة ليس صكا ولا بطاقة يحملها أتباع شيخ أو إمام معين ولا خاص بأهل بلد دون آخر بل هو ما عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه
هذا علاوة على أن كثير من الناس يسيء أصلا فهم الإمام الذي يدعي اتباعه وينسب نفسه لمذهب الإمام وهو بعيد كل البعد عنه
كما يدعي الشيعة اتباع أهل البيت وأهل البيت منهم براء
وكما يدعي النصارى اتباع عيسى واليهود اتباع موسى
ومن يدعي حب الله ورسوله فلا تصح دعواه إلا إذا اتبع شرع الرسول وهديه وكان هو إمامه وقدوته
قال تعالى " قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ"
قال الحافظ ابن كثير:
هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله ، وليس هو على الطريقة المحمدية فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر ، حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي في جميع أقواله وأحواله ، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " ولهذا قال : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) أي : يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبتكم إياه ، وهو محبته إياكم ، وهو أعظم من الأول ، كما قال بعض الحكماء العلماء : ليس الشأن أن تُحِب ، إنما الشأن أن تٌحَب ، وقال الحسن البصري وغيره من السلف : زعم قوم أنهم يحبون الله فابتلاهم الله بهذه الآية ، فقال : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) . اهــــــ

والحق لا يعرف بالكثرة , بل النصوص دلت على أن - بخلاف القرون الثلاثة الأولى - أهل الحق هم القلة وأهل الضلال والأهواء هم الكثرة
قال تعالى "وَالْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ"
قال الحافظ ابن كثير:
فأقسم تعالى بذلك على أن الإنسان لفي خسر ، أي : في خسارة وهلاك ( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) فاستثنى من جنس الإنسان عن الخسران الذين آمنوا بقلوبهم ، وعملوا الصالحات بجوارحهم ( وتواصوا بالحق ) وهو أداء الطاعات ، وترك المحرمات ( وتواصوا بالصبر ) على المصائب والأقدار ، وأذى من يؤذي ممن يأمرونه بالمعروف وينهونه عن المنكر . اهــــ

وقال تعالى "وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ"
وقال تعالى "وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ"

قال الفضيل بن عياض (اتبع طريق الهدى ولا يضرك قلة السالكين وإياك وطريق الضلال ولا تغتر بكثرة الهالكين)


------------------------
طالب الحق يكفيه دليل وصاحب الهوى لا يكفيه ألف دليل
الجاهل يتعلم وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل