المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلسله فقهية :ايقاظ الافهام شرح عمدة الاحكام للشيخ سليمان بن محمد اللهيميد



أهــل الحـديث
15-04-2014, 10:50 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


1) عن أمير المؤمنين أبي حفص ( عمر بن الخطاب ) - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ) متفق عليه .
------------------------------------------------------
راوي الحديث
هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى ، أسلم في السنة 6 من البعثة ، استخلفه أبو بكر على الخلافة ، وكانت خلافته عشر سنوات وستة أشهر وثلاثة أيام ، قتل شهيداً في ذي الحجة سنة 23هـ عن 63سنة .
معاني الكلمات
( إنما ) إنما أداة حصر يؤتى بها للحصر فكأنه قال : لا عمل إلا بنية ، ومعنى الحصر : إثبات الحكم في المذكور ونفيه عما عداه .
( النيات ) جمع نية ، والنية هي : عزم القلب على فعل الشيء .
( هجرته ) الهجرة : الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام وسيأتي أنواعها .
( دنيا ) قال الحافظ ابن حجر : " سميت بذلك لسبقها للأخرى ، وقيل : سميت بذلك لدنوها إلى الزوال ، وحقيقتها :
ما على الأرض من الهواء والجو مما قبل قيام الساعة " .
( امرأة ) هذا من باب الخاص عن العام ، للاهتمام به ولشدة الافتتان بها .
الفوائد :
هذا الحديث من الأحاديث الهامة التي عليها مدار الإسلام .
قال أبو عبد الله : " ليس في أخبار النبي - صلى الله عليه وسلم - أجمع وأغنى فائدة من هذا الحديث " .
وقال الشافعي : " يدخل في سبعين باباً من أبواب الفقه " .
وقال عبد الرحمن بن مهدي : " لو صنفت كتاباً في الأبواب لجعلت حديث عمر في كل الأبواب " .
ولأهمية هذا الحديث ابتدأ به البخاري صحيحه ، والإمام النووي في كتبه الثلاثة : رياض الصالحين ، والأذكار ، والأربعين نووية .
اختلف العلماء في معنى ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) : هل هاتان الجملتان بمعنى واحد أو مختلفتان ؟
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله : " الصواب أن الثانية غير الأولى ، فالأولى باعتبار المعنوي وهو العمل ، والثانية باعتبار المعنوي له وهو المعمول له ، هل أنت عملت لله أو عملت للدنيا " .
وجوب إخلاص النية لله تعالى .
وقد قال تعالى : { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين . . . } الآية
وجوب التعيين في النية ، فلا بد أن يعين هذه الصلاة هل ظهر أو عصر ، أو فرض أو نفل .
النية شرط لصحة العبادات كالصلاة والحج والصوم فلا تصح إلا بها ، كذلك شرط للوضوء والغسل وهو مذهب الجمهور .
أن النية محلها القلب والتلفظ بها بدعة .ال ابن تيمية : " التلفظ بالنية بدعة لم يفعله الرسول ( ولا أصحابه " .
قال ابن القيم : " النية هي القصد والعزم على فعل الشيء ومحلها القلب لا تعلق لها باللسان أصلاً ولذلك لم تنقل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا أصحابه ، فالنية لفظ بحال ولا سمعنا عنهم ذكر ذلك " .
قد يقول قائل : الملبي يقول : لبيك عمرة ، لبيك حجاً . . ، أليس هذا نطقاً بالنية ؟
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله : " لا ، هذا من إظهار شعيرة النسك ، ولهذا قال بعض العلماء : إن التلبية في النسك كتكبيرة الإحرام في الصلاة " .
وجوب إخلاص العمل لله تعالى وان يقصد بعمله وجه الله تبارك وتعالى لقول ( إنما لكل امرئ ما نوى )
والإخلاص تعريفه : تصفية العمل عن ملاحظة المخلوقين .
وقال بعض السلف : المخلص من يكتم حسناته كما يكتم سيئاته .
وقال حكيم : " في إخلاص ساعة نجاة الأبد ولكن الإخلاص عزيز " .
المقصود من النية :
تمييز العادات من العبادات .
مثال : شخص جلس في المسجد معتكفاً يريد أن يتقرب إلى الله ، وشخص آخر يريد الراحة ، فالأول عبادة والثاني عادة .
تمييز العبادات بعضها عن بعض .
مثال : رجل يصلي ركعتين ينوي بذلك التطوع ، وآخر يصلي ركعتين ينوي بذلك الفريضة ، فالعملان تميزا بالنية ، هذا نفل وهذا واجب .
وجوب الهجرة في سبيل الله .
والهجرة هي الانتقال من دار الشرك إلى دار الإسلام ، وهي تكون :
واجبة : لمن لا يستطيع أن يقيم دينه ، كهجرة المسلمين من مكة إلى الحبشة ، أو من مكة إلى المدينة .
أن الهجرة إلى الله من الأعمال الصالحة لأنها يقصد بها الله ورسوله ، وكل عمل يقصد به الله ورسوله فإنه من الأعمال الصالحة .
التحذير من الهجرة لغير الله .قد ضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - لذلك مثالاً واقعاً ، ( ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ) أي يحصلها ( أو امرأة ينكحها ) أي يتزوجها ( فهجرته إلى ما هاجر إليه ) من الدنيا والمرأة ، أي فنصرفه لهما وإن كانت صورتها صورة الهجرة إلى الله ورسوله .
وقد وقعت الهجرة على أنواع :
الهجرة من بلد الشرك إلى بلد الإسلام .
كما في الهجرة إلى المدينة .
الهجرة من دار الخوف إلى دار الأمن .
كما في الهجرة إلى الحبشة .
ترك ما نهى الله عنه .
كما قال - صلى الله عليه وسلم - : ( المهاجر من هجر ما نهى الله عنه ) .
التحذير من الدنيا وفتنتها
قال تعالى : { يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا } .
وقال تعالى { وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور } .
وقال - صلى الله عليه وسلم - : ( إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا ) رواه مسلم
وقال - صلى الله عليه وسلم - : ( إن مما أخاف عليكم من بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا ) متفق عليه
وقال علي - رضي الله عنه - في الدنيا : ( أولها عناء ، وآخرها فناء , حلالها حساب ، وحرامها عقاب ، من استغنى فيها فتن ، ومن افتقر فيها حزن ) .
وقال الحسن البصري : ( من نافسك في دينك فنافسه ، ومن نافسك في دنياك فألقها في نحره ) .
التحذير من فتنة النساء .
وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - كما في الحديث : ( . . . فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت النساء ) .
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ) متفق عليه
وقد قيل : إن كيدهن أعظم من كيد الشيطان لأن الله يقول : { إن كيد الشيطان كان ضعيفاً } .
وقال تعالى : { إن كيدكن عظيم ( .