المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفصل بين التوابع



أهــل الحـديث
15-04-2014, 02:50 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



الفصل بين التوابع

يتحدث الإنسان تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ،كما في الأمثلة التالية :

(1)
الفصل بين الصفة والموصوف

قال تعالى: "قالت رسلهم أفي اللهِ شكٌ فاطرِ السموات والأرض يدعوكم ليغفر لكم دينكم"فقد فصل بين الصفة( فاطر) والموصوف(الله) بالمبتدأ المؤخر(شك)على الرغم من أن القاعدة تمنع الفصل بين الصفة والموصوف ،ولكن تم الفصل حتى لا يطول الفاصل بين الخبر المقدم والمبتدأ المتأخر، والخبر بحاجة إلى هذا المبتدأ ، ويجب أن تبقى العلاقات المعنوية واضحة داخل التركيب ،كما كان في الفصل اتصال للصفة مع بقية الأية."وقد تم الفصل بين المتلازمين في كثير من الآيات القراّنية" (1)حيث يتقدم الفاصل بحسب الأهمية المعنوية رغم الفصل بين المتلازمين،ورغم الفصل تبقى الصفة مجرورة أو مرفوعة أو منصوبة،وهذا من فعل المتكلم الذي يربط بين المعاني رغم الفصل بينها،فهذه العلامة تنبع من العلاقات المعنوية بين الكلمات داخل التركيب.

(2)
الفصل بين التوكيد والمؤكد

قال تعالى" ويرضين بما اّتيتهن كلُهُن"و(كلهن) توكيد للنون في يرضين،وقد فصل القارئ بينهما بشبه الجملة،وقد يحتج بعضنا بأن شبه الجملة يجوز لها ما لا يجوز لغيرها،ولهذا ومن أجل المحافظة على قداسة الاّية القراّنية ،فسأصنع مثالا من عندي وهو أن نقول: ويرفضن ما أعطيتهن كُلُهُن،وإن رفعنا التوكيد فهو توكيد( للنون) في يرفضن وإن نصبنا التوكيد فهو توكيد للضمير( هن) في أعطيتهن،والمتكلم يستطيع توكيد هذا أو ذاك،ويمكن أن نلاحظ أن التوكيد مرفوع رغم الفصل بينه وبين المؤكد،مما يعني أن المتكلم يربط بين المعاني رغم الفصل بينها،وأن هذه الحركة نابعة من اختلاف العلاقات المعنوية داخل التركيب.

(3)
الفصل بين البدل والمبدل منه

الفصل بين البدل والمبدل منه بالخبر جائز،وذلك كقولنا:الخليفةُ قادمٌ عمرُ،كما نفصل بين البدل والمبدل منه إذا كان الفاصل مطلوبا للعامل في المبدل منه،كقولنا: رأيت الخليفةَ قادماً عمرَ"وبهذا يتقدم الفاصل بحسب الأهمية المعنوية،رغم العلاقة المعنوية القوية بين البدل والمبدل منه،والملاحظ أن البدل يبقى مرفوعا أو منصوبا رغم الفصل بينه وبين المبدل منه،فالمتكلم يتحكم بهذه العلامة ويربط بين البدل والمبدل منه رغم الفصل بينهما،وهذه العلامة تنبع من العلاقات المعنوية بين الكلمات داخل التركيب.

(4)
الفصل بين المعطوف والمعطوف عليه

- قال تعالى"قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب" فصل بين المعطوف والمعطوف عليه بواسطة التمييز والظرفين بسبب الاحتياج المعنوي للشهادة وأهميتها للفعل ،ولئلا يطول الفاصل بينهما بسبب العطف.
وهذا يعني أن الكلام يترتب بحسب الأهمية المعنوية والاحتياج المعنوي عند المتكلم في الأصل وفي العدول عن الأصل ،وباختصار،الكلام يكون تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس.
======================
(1)د عبد الخالق عضيمة - دراسات لأسلوب القراّن الكريم-ج3 ص466،467،526،527