المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الالعاب الاولمبية كيف صارت عالمية



لمياء الديوان
08-09-2007, 10:53 AM
تحظى الدورات الأولمبيةالحديثة بجماهيرية لا مثيل لها بين شعوب العالم أجمع. ووصفها " كوبرتان" بأنها مهرجان عالمي للشباب. يلتقي فيه شباب العالم في منافسات شريفة تسود فيها الروح الأولمبية، وتجمعهم مائدة واحدة يطلق عليها القريةالأولمبية، فيتنافسون ويتصادقون على الرغم من اختلافهم في اللغة والبيئة مما يدل على أن العالم يستطيع العيش في سلام ومحبة، وأن الخير في النفوس البشرية أقوى من الشر. ويقام المهرجان الأولمبي مرة كل أربع سنوات، وتتجه إليه الأنظار من كل حدب وصوب من شتى أنحاءالمعمورة. ويقول المتطرفون في أحلامهم الوردية، إن أكثر هذه الأحلام جموحاً يتصاعد إلى حد تحقيق "الوحدة العالمية" بين أبناء آدم بعد تخطي أصعب الموانع، وهي "القومية" والتعصب الشديد لها.
وكان "كوبرتان" يعتقد بأن الدورات الأولمبية يمكنها أن تفرزالسلام العالمي بين شعوب المعمورة. فتسري المحبة والألفة في قلوبهم، وينسون الأحقاد والكراهية التي زرعتها الحروب.
وتعتبر الدورات الأولمبية أهم المسابقات الرياضية العالمية على الإطلاق، فهي الأهم، والأكبر، والأعم، قديماً وحديثاً،انبثقت منها العديد من البطولات العالمية، مثل بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 1930م، وبطولة العالم لألعاب القوى عام 1983م.
واستمرت فترة التوقف للدورات الأولمبية نحو 1502عام.إلى أن ظهر النبيل الفرنسي " كوبرتان" الذي قاده علم التاريخ الذي تخصص فيه، بجانب التربيةالبدنية وعلم النفس إلى عشق التراث الأولمبي، وما يحمله من معانٍ إنسانية وأهدافٍ نبيلة، فدفعه ذلك العشق للنهوض بالدورات الأولمبية من جديد، فظل يكافح ويناضل إلى أن حالفه الحظ في المؤتمر الحاسم للدورات الأولمبيةعام 1894م
وسلَّط في هذا الموضع الأضواء على الدورات الأولمبيةالحديثة. وكذلك المحاولات التي سبقت البارون الفرنسي كوبرتان لإقامة دورات أولمبية في أثينا مهد الدورات الأولمبية القديمة، وإلحاح الفكرة الأولمبية وسيطرتها على البارون وجهاده من أجل النهوض بها من جديد. والمؤتمر الحاسم للدورات الأولمبية وتأسيس أول لجنة أولمبية دولية حديثة، وأول لجنة للإشراف على دورة أثينا أولى الدورات الأولمبيةالحديثة، والعقبات الاقتصادية التي واجهت الدورة الأولى والتغلب عليها عن طريق التبرعات، ومحاولة ملك اليونان "جورج الأول"، تثبيت الدورات الأولمبية في أثينا عاصمة اليونان بإيعاز من أثرياء اليونان وأصدقاء " زاباس"، الذين ساهموا في تكاليف الدورةالأولمبية، وإصرار البارون على جعلها عالمية


بعض العوامل التي سلطت الضوء على الدورات الأولمبية

في أوائل القرن الثامن الميلادي: لفت العلامة الفرنسي " برناردي منفوكون". الانتباه، إلى البحث في الأطلال الأولمبية، ثم تلاه الألماني " فنكلمان"، الذي نظم بعثة للتنقيب في وادي أولمبيا، ولكن الموت عاجله وهو في طريقه إلى اليونان. وفي عام 1829م، أوفدت الحكومة الفرنسية حملة لليونان، لمعاونتها في حرب التحرير. فنقب بعض أفرادها في وادي أولمبيا. وفي عام 1852م قاد العلامة الألماني أستاذ التاريخ القديم "أرنست كورتيوس"، حملة قوية للتنقيب في أولمبيا، واستطاع أن يقنع تلميذه، القيصر " فريدريك الثالث"، بتنفيذ مشروعه. فأقر البرلمان الألماني الاعتمادات اللازمة. ونجحت البعثة الألمانية (1875ـ 1879م)، في الكشف عن ساحة "الإلتيس" الشهيرة بكاملها، وظهرت أيضاً أطلال معبد الإله "زيوس"، و كان أعظم اكتشاف، هو تمثال "هرميس"، الذي صنعه المثال الشهير " براكستليس"، ووصفه الرحالة " باوزنيوس" في رحلته، كما عثرت البعثة على الكثير من التماثيل.
في عام 1829م، استقلت اليونان، وبعد الاستقلال بدأت الحكومة اليونانية، التنقيب في وادي أولمبيا. وبُثت الحياة من جديد في الدورات الأولمبية.


بعض المحاولات التي سبقت البارون الفرنسي في النهوض بالدورات

1. ألعاب " دينلوك الأولمبية المحلية"، في إنجلترا عام 1850م، ومؤسسها هو الدكتور" بيني بروك".
2. الألعاب الأولمبية التي نظمها اليوناني " إيفانجليوس زاباس" Evangelius Zappas عام 1859م.
3. الألعاب الأولمبية الثانية في أثينا باليونان عام 1870م، ونظمهما أصدقاء زاباس.
4. الألعاب الأولمبية الثالثة في أثينا باليونان عام 1875م.
5. الألعاب الأولمبية الرابعة في أثينا باليونان عام 1888م.


البارون الفرنسي كوبرتان والدّورات الأولمبية
كان النبيل الفرنسي "كوبرتان"، مولعاً بالرياضة منذ صغره، وكانت الرياضة المدرسية في فرنسا غير قادرة على إدخال البهجة في نفوس اللاعبين والمشاهدين، إذ كانت ألعاباً فردية تفتقر إلى الحماس والمتعة، مثل رمي الكرة على الحائط.
ولما قرأ كتاباً مترجماً عن الإنجليزية، تحت اسم "السنوات الدراسية لتوم بروان"، ويتحدث فيه عن مدرس التربية الرياضية " توماس ارنولد"، أحد دعاةالرياضة في إنجلترا الذي كان يحظى بحب كبير من التلاميذ، وكانت المحبة والألفة والتفاهم تسود بينهم. وكان الكتاب يحوي صوراً لألعاب جماعية يمارسها تلاميذ المدارس الإنجليزية، وتبدو السعادة على محياهم، أثرَّت شخصية المعلم " توماس ارنولد " (1795م ـ 1842م) في التربية الإنجليزية، وأثرت أيضاً في البارون الفرنسي كوبرتان، فاتخذه مثلاً أعلى.
وكان " كوبرتان" يعاني في شبابه مما لحق بفرنسا من مهانة خلال الحرب (الفرنسية ـ البروسية) عام 1870م، وأرجع سبب ذلك إلى الحالة البدنية والمعنوية المزرية للشباب الفرنسي.
وفي عام 1887م، بدأ كفاح النبيل الفرنسي من أجل تكوين جيل جديد من الشباب الفرنسي قادرٍ على مواجهة الصعاب والتحديات، وكتب يقول: " منذالقرون الوسطى تسود الأفكار التي تحتقر الجسد، ويعتبر ذلك خطأً فادحاً، وفي النهاية لا ينقسم الإنسان إلى قسمين: إنما إلى ثلاثة أقسام: الجسد، والنفس، والطبع. لقد عرف الأقدمون ذلك، إنما نسيه آباؤنا، أما نحن فنتعلم ذلك بصعوبة". يقول كوبرتان: "إن على الشبيبة تقوية النفس عن طريق تدريب الجسد". وأسس كوبرتان " رابطة التربيةالبدنية"، وكتب يقول: إن تلاميذنا لا يلعبون لأننا لم نوجد لهم الألعاب الشيقة".
وفي عام 1889م، أوفدته الحكومة الفرنسية إلى بريطانيا لدراسة التربية البدنية، والتقي هناك مع " د. بيني بروك"، الذي أسس ألعاب دينوك الأولمبية المحلية عام 1850م. وبعد ذلك التقى البارون بعالم الآثار "آرنست كورتيوس"، الذي قدم الكثير من المقترحات، وكشف عن آثار أولمبية، فوق جدران المعابد اليونانية. وعاد من إنجلترا، بعدما تخصص في التربية، وعلم النفس، والتاريخ. واهتمَّ بالرياضة البدنية اهتماماً كبيراً، وسعى إلى توسيع العلاقات الرياضية بين الدول، فسعى إلى تحقيق أول لقاء على الصعيد الدولي بين فرنسا وإنجلترا في كرة القدم عام 1891م. وترك هذا اللقاء انطباعاً بأهمية الرياضة في التقارب والتعارف بين الشعوب. وهكذا تبلورت وتطورت الأفكار البارونية وخرجت من المحلية الضيقة إلى العالمية الرحبة.

طيبه عجام
08-09-2007, 10:59 PM
دكتورتي بارك الله فيك

دائما تأتين بالافضل


جهود تستحق الشكر



تحيتي

ريف العين
08-09-2007, 11:04 PM
د / لمياء

جزاك الله كل خير على المجهود الرائع

لاحرمك الله الأجر

تقبلي اعذب تحيه

لمياء الديوان
09-09-2007, 11:11 AM
ريف العين


مشكورة مرورك اسعدني


حياك الله

ندى الحروف
12-09-2007, 05:56 AM
بارك الله فيك و في جهودك

لمياء الديوان
14-09-2007, 04:26 AM
ندى الحروف


كلمات شكري لا تفي لك لتواجدك الدائم في موضوعاتي

وكل املي انني احقق الفائده لمن يحتاج معلومات عن تخصصي

الف شكر