majroh-tamem
05-09-2007, 06:58 AM
الصين أطول بثلاث بوصات
فهد عامر الأحمدي
كلما ازداد الإنسان فقرا وبؤسا انحصر همه في البحث عن لقمة عيشه وقوت يومه.. وكلما ارتفع دخله وزادت ثروته زاد اهتمامه بمسألة الجمال وتحسين المظهر (واللوك تبعه).. وهذه المعادلة يمكن ملاحظتها في أي مجتمع بشري حيث لا هم للفقراء غير ضمان قوتهم اليومي - دون أن يخطر ببالهم فكرة الاهتمام بمظهرهم الشخصي - في حين لا هم لأثرياء هوليود غير شد الوجه وتكبير الصدر ونفخ الشفايف وشفط الدهون..
وحين بدأ مستوى الدخل في اليابان يرتفع بعد الحرب العالمية الثانية ارتفعت معه عمليات توسيع العيون وتطويل الأنوف لدى الفتيات (بحيث توافق الملامح القوقازية) في حين أقبل معظم الرجال على عمليات رفع القامة وتحديد الفكين وتعديل الوجنتين..
واليوم يحدث نفس الشيء في الصين بفضل الارتفاع المتواصل لدخل الفرد فيها ؛ فحتى عشرين عاما مضت كان الصينيون لا يعرفون عمليات التجميل - بل ويسخرون من فكرة وجودها - . أما اليوم فينفقون 2.6مليار دولار على هذه العمليات وهو مبلغ يفوق ميزانية "شوية" دول افريقية.. واليوم تعد الجراحات البلاستيكية قطاعا استثماريا مربحا استقطب (حتى) الشركات الأجنبية المتخصصة للصين. وأهم هذه العمليات توسيع العينين وتطويل الأنف وتكبير الثديين وشفط الكيس الدهني في الجفن السفلي (الذي يميز العرق الآسيوي). ويشكل الرجال نسبة 30% من الخاضعين لهذه العمليات (بعد أن كان لا يتجاوز 5% عام 1980) في حين ترتفع النسبة الى 56% لدى العاملين في قطاع التلفزيون والإعلام!!
... وتأتي في المرتبة الثانية - بعد الجراحات البلاستيكية - عمليات تطويل القامة ومد العضلات ؛ فرغم أن متوسط الطول في الصين ارتفع بشكل طبيعي في العقدين الأخيرين (ووصل حاليا الى 5.6أقدام بالنسبة للرجال و 5.2بالنسبة للنساء) إلا أن كلا الجنسين يواجه ضغوطا نفسية ووظيفية باتجاه الأطول قامة. فكثير من إعلانات التوظيف لا تتحرج اليوم من اشتراط الطول - بجانب المؤهلات - للحصول على الوظائف الشاغرة.. فوزارة الخارجية مثلا تشترط أن لا يقل طول الشاب عن 5.7أقدام (والشابات عن 5أقدام وثلاث بوصات) للحصول على الوظيفة المطلوبة. أما الفنادق وشركات الطيران والضيافة فأكثر تشددا وترفض قبول من يقل طوله عن 6أقدام للذكور و 5.5للإناث.. أضف لهذا أصبح طول القامة ضمانا أكيدا للرقي في المناصب القيادية بالنسبة للرجال - في حين يرفع فرص الفتيات في الزواج من الرجال الأثرياء - !!
... أما من الناحية الطبية فتعد عمليات تطويل القامة من أكثر عمليات التجميل ألما واستهلاكا للمال والوقت. وهي تبدأ بكسر عظام الساقين ثم توصيل كل طرف بآلة حديدية يمكن التحكم بطولها. وكلما شارفت نهايتا الكسر على الالتئام (وسد الفراغ بينهما) يقوم المريض بمباعدة الطرفين مجددا وتكبير حجم الفراغ أكثر.. ويستمر على هذه الحال لعدة أشهر حتى يتشكل جزء عظمي إضافي بين طرفي الكسر يتراوح طوله بين بوصتين الى ثلاث بوصات.. ورغم التكلفة الكبيرة لهذه العملية ( 15ألف دولار) ورغم وقتها الطويل ( 6أشهر في المتوسط) ورغم ألمها الناجم عن شد العضلات والعظام إلا أنها تعد استثمارا مربحا لا يمانع الشاب أو الشابة من خوضه قبل الدخول لسوق العمل !
... ولأن الظاهرة بشرية قبل أن تكون صينية أذكركم بحقيقة أن كل انسان - لو خُير بخلقته - لما رضي عنها...
فهد عامر الأحمدي
كلما ازداد الإنسان فقرا وبؤسا انحصر همه في البحث عن لقمة عيشه وقوت يومه.. وكلما ارتفع دخله وزادت ثروته زاد اهتمامه بمسألة الجمال وتحسين المظهر (واللوك تبعه).. وهذه المعادلة يمكن ملاحظتها في أي مجتمع بشري حيث لا هم للفقراء غير ضمان قوتهم اليومي - دون أن يخطر ببالهم فكرة الاهتمام بمظهرهم الشخصي - في حين لا هم لأثرياء هوليود غير شد الوجه وتكبير الصدر ونفخ الشفايف وشفط الدهون..
وحين بدأ مستوى الدخل في اليابان يرتفع بعد الحرب العالمية الثانية ارتفعت معه عمليات توسيع العيون وتطويل الأنوف لدى الفتيات (بحيث توافق الملامح القوقازية) في حين أقبل معظم الرجال على عمليات رفع القامة وتحديد الفكين وتعديل الوجنتين..
واليوم يحدث نفس الشيء في الصين بفضل الارتفاع المتواصل لدخل الفرد فيها ؛ فحتى عشرين عاما مضت كان الصينيون لا يعرفون عمليات التجميل - بل ويسخرون من فكرة وجودها - . أما اليوم فينفقون 2.6مليار دولار على هذه العمليات وهو مبلغ يفوق ميزانية "شوية" دول افريقية.. واليوم تعد الجراحات البلاستيكية قطاعا استثماريا مربحا استقطب (حتى) الشركات الأجنبية المتخصصة للصين. وأهم هذه العمليات توسيع العينين وتطويل الأنف وتكبير الثديين وشفط الكيس الدهني في الجفن السفلي (الذي يميز العرق الآسيوي). ويشكل الرجال نسبة 30% من الخاضعين لهذه العمليات (بعد أن كان لا يتجاوز 5% عام 1980) في حين ترتفع النسبة الى 56% لدى العاملين في قطاع التلفزيون والإعلام!!
... وتأتي في المرتبة الثانية - بعد الجراحات البلاستيكية - عمليات تطويل القامة ومد العضلات ؛ فرغم أن متوسط الطول في الصين ارتفع بشكل طبيعي في العقدين الأخيرين (ووصل حاليا الى 5.6أقدام بالنسبة للرجال و 5.2بالنسبة للنساء) إلا أن كلا الجنسين يواجه ضغوطا نفسية ووظيفية باتجاه الأطول قامة. فكثير من إعلانات التوظيف لا تتحرج اليوم من اشتراط الطول - بجانب المؤهلات - للحصول على الوظائف الشاغرة.. فوزارة الخارجية مثلا تشترط أن لا يقل طول الشاب عن 5.7أقدام (والشابات عن 5أقدام وثلاث بوصات) للحصول على الوظيفة المطلوبة. أما الفنادق وشركات الطيران والضيافة فأكثر تشددا وترفض قبول من يقل طوله عن 6أقدام للذكور و 5.5للإناث.. أضف لهذا أصبح طول القامة ضمانا أكيدا للرقي في المناصب القيادية بالنسبة للرجال - في حين يرفع فرص الفتيات في الزواج من الرجال الأثرياء - !!
... أما من الناحية الطبية فتعد عمليات تطويل القامة من أكثر عمليات التجميل ألما واستهلاكا للمال والوقت. وهي تبدأ بكسر عظام الساقين ثم توصيل كل طرف بآلة حديدية يمكن التحكم بطولها. وكلما شارفت نهايتا الكسر على الالتئام (وسد الفراغ بينهما) يقوم المريض بمباعدة الطرفين مجددا وتكبير حجم الفراغ أكثر.. ويستمر على هذه الحال لعدة أشهر حتى يتشكل جزء عظمي إضافي بين طرفي الكسر يتراوح طوله بين بوصتين الى ثلاث بوصات.. ورغم التكلفة الكبيرة لهذه العملية ( 15ألف دولار) ورغم وقتها الطويل ( 6أشهر في المتوسط) ورغم ألمها الناجم عن شد العضلات والعظام إلا أنها تعد استثمارا مربحا لا يمانع الشاب أو الشابة من خوضه قبل الدخول لسوق العمل !
... ولأن الظاهرة بشرية قبل أن تكون صينية أذكركم بحقيقة أن كل انسان - لو خُير بخلقته - لما رضي عنها...