المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال لا بدّ منه (من هم العلماء الذين تأثرت بعبادتهم وبكائهم أكثر من علمهم)؟



أهــل الحـديث
09-04-2014, 12:20 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم






سؤال - لابد منه - : من هم العلماء الذين تأثرت بعبادتهم وبكائهم وخشيتهم أكثر من علمهم ؟!










من هو العالم الذي حينما تجالسه أو تسمع لكلامه فـــ ( يذكرك بالله ) ؛ فــ : تستفيد من أخلاقه .. بكائه .. خشيته .. تقواه .. أكثر من علمه ؟





حدثني ..





أخبرني ...





ويحك ؛ لا تبخل !




















قال ابن الجوزي - رحمه الله - في " صفوة الصفوة " ( 1 / 563 ) في ترجمة أستاذه : { عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد الانماطي } : (فاستفدت ببكائه ما لم استفد بروايته ) .





تمام كلامه : (وما عرفنا من مشايخنا اكثر سماعا منه ولا اكثر كتابة للحديث ولا اصبر على الاقراء ولا احسن بشرا ولقاء ولا اسرع دمعة ولا اكثر بكاء.





ولقد كنت اقرا عليه الحديث في زمان الصبا ولم اذق بعد طعم العلم فكان يبكي بكاء متصلا وكان ذلك البكاء يعمل في قلبي وأقل ما يبكي هذا هكذا الا لامر عظيم فاستفدت ببكائه ما لم استفد بروايته.





وكان مجلسه منزها عن غيبة الناس وكان رضي الله عنه على طريقة السلف ) .




















وقال - رحمه الله - في " مشيخته " ( 85 ) : " وكتب الكثير بيده، وكان صحيح السماع، ثقة ثبتا، ذا دين وورع.





وقد نصب نفسه لتسميع الحديث طول النهار، وكنت أقرأ الحديث عليه وهو يبكي، فاستفدت ببكائه أكثر من استفادتي بروايته " .




















نعم ؛ استفاد من بكائه أكثر من علمه !





أتدري ما مقدار علمه ؟!





دعني أخبرك ..














قال ابن رجب الحنبلي - رحمه الله - في " ذيل طبقات الحنابلة " ( 1 / 454 - 459 ) : " وسمع الكثير .. وكتب بخطه الكثير، وسمع العالي والنازل، حتى إنه قرأ على أبي الحسين بن الطيوري جميع ما عنده .





قال ابن ناصر عنه: كان بقية الشيوخ، سمع الكثير. وكان يفهم، مضى مَستُورًا وكان ثقة، ولم يتزوج قط.





وقال السلفي: كان عبد الوهاب رفيقا حافظا ثقة، لديه معرفة جيدة. وقال الحافظ أَبُو موسى المديني في معجمه: هو حافظ عصره ببغداد.





وذكره ابن السمعاني، فقال: حافظ ثقة، واسع الرواية، دائم البشر، سريع الدمعة عند الذكر، حسن المعاشرة. جمع الفوائد وخرج التخاريج، لعله ما بقي جزء مروي إلا وقد قرأه وحصل نسخته. ونسخ الكتب الكبار، مثل الطبقات لابن سعد، وتاريخ الخطيب. وكان متفرغًا للتحديث: إما أن يقرأ عليه، أو ينسخ شيئا.





وذكره ابن الجوزي في عِدَّة مواضع من كتبه، كمشيخته، وطبقات الأصحاب المختصرة، والتاريخ، وصفوة الصفوة، وصيد الخاطر. وأثنى عليه كثيرا، وقال: كَان ثقة ثبتا، ذا دين وورع، وكنت أقرأ عليه الحديث وهو يبكي، فاستفدت ببكائه أكثر من استفادتي بروايته. وكان على طريقة السلف، وانتفعت به ما لم أنتفع بغيره ..





وقال أيضا: ما رأينا في مشايخ الحديث أكثر سَمَاعًا منه، ولا أكثر كتابة للحديث بيده مع المعرفة به، ولا أصبر على الإقراء، ولا أسرع دمعة وأكثر بكاء مع دوام البشر وحسن اللقاء.





وقال أيضا: كنت أقرأ عليه الحديث من أخبار الصالحين، فكلما قرأتها بكى وانتحب ..





قال: وكانت فيه خلة أخرى عجيبة: لا يغتاب أحدا، ولا يُغتاب عنده. وكان صبورا على القراءة عليه، يقعد طول النهار لمن يطلب العلم. وكان سهلا في إعارة الأجزاء لا يتوقف، ولم يكن يأخذ أجرا على العلم، ويعيبُ من يفعل ذلك، ويقول: علِّمْ مجانا كما عُلَّمتَ مجانا.





قلتُ: حَدَّث عبد الوهاب بالكثير، وسمع منه خلق عظيم.





وروى عنه من الحفاظ والأئمة وغيرهم خلق كثير منهم: ابن ناصر والسلفي وابن عساكر، وأَبُو موسى المديني، وأَبُو سعد السمعاني، وابن الجوزي، وابن الأخضر، وأَبُو أحمد بن سكينة، وابن طبرزد، وأحمد بن الديبقي، وعبد الوهاب بن أحمد ..





وكان ابن السمعاني وغيرهُ مِن الحُفاظ يستفيدون منه، ويرجعون إلى قوله في أحوال الرواة وجرحهم وتعديلهم " .





شارك ..





بذكر ما رأيت في أشياخك ..


وجزى الله خيرا أخي المفضال/ محمود الصرفندي خيرا لأنه صاحب هذا السؤال والمقال في (منتديات كلّ السلفيين).