المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة (عصفور يصلي لربه)



أهــل الحـديث
07-04-2014, 12:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم






قَصِيدَة
(عصفورٌ يُصَلِّي لربِّهِ)
لـكَ الْحَمْدُ عدَّ الحصى والثَّــــــرى~~ وعدَّ النُّجُــــــومِ وعدَّ الثَّـمــــَـــــْر
لـكَ الحَمْـدُ عدَّ النَّـــدى والرُّبــــى ~~ وعدَّ طلـــــــوعِ السُّـها والقَمَــــــرْ
لـكَ الحَمْدُ يا مُرْضِيَ الْـقانِعيـنَ~~ ومُسْعِـــــدَ كلِّ فقيــــرٍ شَكَــرْ
لـكَ الحَمْدُ يا خالِقَ الطِّيبينَ~~ مُقِيتَ العصافيرِ فوقَ الشَّجَرْ
لـكَ الحَمْـدُ يا ربِّ آويتني ~~ وأنجيتني منْ شِبــاكِ البَشَـرْ
وَقَدَّرْتَ عَيْشِي بجوِّ السَّما ~~ولولاكَ يا مُـمْسِكِـي لَمْ أَطِـــرْ
وَصَيَّـــــرْتَ قَلْبِي رقـــيقًا فلا ~~ يُحَمَّلُ إلَّـا سُرورًا وَبِشــــرْ
لكَ الحَمْدُ يا ربِّ علَّمتني~~وألهمتني ذِكْرَكَ الْمُسْتَمِرْ
وأثلجتَ صدري بتوحيدِهِ~~فما للشَّياطينِ بي مِنْ وَطَرْ
وما بي وساوسُ تـنـتابـُنِي ~~تُزَعْزِعُ إيمانيَ المُسْتَقِرْ
لكَ الحَمْدُ يا ربِّ واسيتني ~~بِجَبْرِكَ مِنْ خَاطِرِي الْمُنْكَسِرْ
وأَحْصَنْتَ فَرْجِي وزَوَّجـتـني ~~ولَمْ أُعْطِ مَهْرًا وَلَمْ أَدَخِرْ
وَكَثَّرْتَ نَسْلِي وذُرِّيَّـتي ~~ وأرضيتني باتِّصَالِ الأَثَرْ
وأخملتَ ذِكْرِي وأخفيتني~~ ومِنْ فضلِكَ الْجَمِّ لَمْ أَشْتَهِرْ
لكَ الحَمْدُ يا ربِّ عافيتني ~~ وأصححتَ جِسْمِيَ مِنْ كُلِّ ضُرّ
وجمَّلتَ صوتِي وحسنَّتَهُ~~ فمَنْ يَسْمَعِ الشَّجْوَ منِّي يُسَرّ
وأرهفتَ سمعي ودقَّقتَهُ~~ وأَوْسَعْتَني حِدَةً في البَصَرْ
لكَ الحَمْدُ لم تَكْسُنِي باليًا ~~ وجرَّدْتَنِي من ثِيابِ البَطَرْ
فصوَّرتَ بَطْنِيَ مِنْ سُنْدُسٍ~~وظَهْرِيَ إسْتَبْرَقًا مُنْتَشِرْ
لكَ الحَمْدُ يا ربِّ أنزلتني~~ بعُشٍّ يَقِينِي رياحَ الْخَطَرْ
وأرسلتَ للعُشِّ نورَ الضُّحَى ~~وبالليلِ أسرجتَ نورَ القَمَرْ
وأخليتَ بالِي فَلَمْ أَغْتَمِمْ~~ وجفناي لَمْ يَأْرَقَا بِالسَّهَرْ
لكَ الحَمْدُ يا ربِّ أشبعتني ~~بِخَبْءِ الثَّرى ولذيذِ الثَّمَرْ
وأنزلتَ لي مِنْ قُرَاحِ الحَيَا ~~ أَعُبُّ كما شئتُ عَذْبَ الْمَطَرْ
وألثمُ مِنْ لَيِّنَاتِ الرَّحِيقِ~~ وأَرْشُفُ مِنْ شَهْدِهَا المُعْتَصَرْ
وإنْ رُمْتُ لَهوًا فعِنْدَ الغَدِيرِ ~~وإلَّا تَبَخْتَرْتَ فوقَ السَّمُرْ
وَصَيَّرْتَ رِزْقِي كَفَافًا فلا ~~ أخافُ وأَجْزَعُ أنْ أَفْتَقِرْ
توكَّلتُ يا ربِّ مُسْتَيْقِنًا ~~ وألقيتُ هَمِّي إلى مُقْتَدِرْ
فأنتَ الكريمُ اللطيفُ الذي ~~ رَزَقْتَ وَلَمْ تَنْسَ دُودَ الْحُفَرْ
لكَ الحَمْدُ يا ربِّ زَهَّدْتَـنِي ~~ فما أقتني فِضَّةً أو دُرَرْ
رَضِيتُ بِقُوتِكِ يا رازقي ~~ وَلَمْ أُخْفِ كنزًا بِجَوْفِ الحَجَرْ
لكَ الحَمْدُ يا ربِّ فَهَّمْتَـنِي ~~ تسابيحَ ريحٍ وغَيْثٍ وبَحْرْ
فعِنْدَ هُبُوبِ نسيمِ الصَّبَا ~~ يُغَنِّي رحيمٌ رؤوفٌ وَبَرّ
وعندَ انبعاثةِ ريحِ الدَّبورِ ~~ تزمْجِرُ يا حيُّ يا مُقْتَدِرْ
وللغيثِ فوقَ الثَّرَى رَنَّةٌ~~ تُؤَذِّنُ للهِ ربِّي أَخِرّ
وللبحرِ في قَصْفِهِ سُبْحَةٌ~~ تنادي قويٌّ شديدُ الْغِيَرْ
وزهرُ البَنَفْسَجِ في روضِهِ~~ ونفحُ الرَّياحينِ عندَ السَّحَرْ
يُغَنِّي لطيفٌ مجيبُ الدُّعَا ~~ ولَيْسَ على الأرضِ مِنْ مُدَّكِرْ
وَنَوْحُ الْحَمَائِمِ في أَيْكِهَا ~~ يُرجِّعُ بالقِسْطِ ربِّي أَمَرْ
ولحنُ القُمَارِي وإنشادُها ~~ على العَرْشِ ربّي علا واسْتَقَرْ
ووقعُ النَّدى فوقَ زَهْرِ الرُّبَى ~~ يوسوسُ همسًا بسمعِ الشَّجَرْ
حيّيٌ كريمٌ غفورٌ ولا ~~ يُقَنِّطُ من عَفْوِهِ مَنْ أَصَرّ
وصوتُ البَلابِلِ فوقَ الذُّرَى ~~ يرددُ مُسْتَسْلِمٌ للقَدَرْ
وطيرُ الحُبَارَى بأوكارِهِ~~ يناديه بَغْيُ الْورى قَدْ ظَهَرْ
وطلعُ الخُزَامَى بأكمامِهِ ~~يقولُ غفورٌ لِمَنْ يَعْتَذِرْ
وكلًّا تَفَهَّمْتُ تسبيحَهُ ~~ فحينًا فُرَادَى وحينًا زُمَرْ
تباركتَ يا خالقي دائمًا ~~ تباركتَ يا ربِّ سرًا وَجَهْر
تباركتَ مِلْءَ السَّما والفضا~~ ومِلْءَ الرِّياض ِوَبَحْرٍ وَبَرّ
تباركتَ يا ربِّ لذَّذتني~~بصَوْمٍ وذِكْرٍ وتَوْبٍ وشُكْرْ
فلا تَكْتُبَنِّيَ في الغافلينَ ~~ولا تُوْرِثَنِّيَ طَبْعَ البَشَرْ
ولا تَحْرِمَنِّيَ حُبَّ الدُّعاءِ~~ وذُلَّ التَّعَبَّدِ طُولَ الْعُمُرْ
~~
القصيدة رائيةٌ من بحرِ المتقارِبِ وقد خلت من الزِّحافاتِ القبيحةِ المهجورةِ عندَ فحولِ الشُّعَراءِ
بمداد الشاعر/
وليد حسني بدوي محمد
(وليد الأموي)