أهــل الحـديث
06-04-2014, 08:50 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم
بذل الجهد في محاولة فهم العويص من المسائل، هو أنجع طريقة لترسيخ العلم وتثبيت ملكة الفهم.
والمبادرة إلى السؤال عند أول استشكال، بريد تبلد الذهن، وضمور آلة الفهم.
-------
إنني لأذكر أمورا كثيرة ما كنت أفهمها في صغر سني، ولا أجد من أسأله عنها، ولا كتبا أبحث فيها (أما وسائل البحث الحديثة، فما كانت موجودة طبعا).
فمن ذلك مثلا علم العروض: فقد كنت في مرحلة التعليم الابتدائي أتعجب من أوزان الشعر، وأحاول النظم بطرقٍ أخترعها لعلي أوافق الأوزان العروضية! ثم ظفرت في مرحلة الإعدادي – وعمري نحو ثلاثة عشر عاما – بكتاب ميزان الذهب للسيد هاشمي، فاقتنيته والتهمته التهاما حتى تمزقت صفحاته بين يديّ (ولا تزال النسخة عندي)، وتعلمت هذا العلم بتوفيق من الله تعالى، ثم بجهد شخصي خالص.
ومن الأمثلة أيضا، أنني كنت أستشكل بعض الكلمات، فلا أفهمها إلا بعد مضي شهور أو سنوات. منها: أنني كنت أقرأ في بعض كتب تاريخ أوروبا لفظة (بروسيا) فأظنها خطأ طباعيا، وأنها تحريف لـ(روسيا)! حتى تكرر ''الخطأ'' مرارا، فعلمت أن هنالك شيئا قد غاب عني. وحدّث عن صعوبة البحث – مع انعدام جوجل – ولا حرج.
ومثله أنني كنت أقرأ صغيرا في بعض الروايات قولهم ''لا يحيد قيد أُنملة''، فأظنها ''نَملة''، وكلاهما صغير الحجم، فلم يعوزني إذن تفسير ذلك -ولا تصحيف إلا بتفسير، كما قالوا! – حتى نبهني الوالد حين عرضت عليه قصيدة لي، وفيها اللفظ الثاني، فأفهمني أنني ضحية ''عصاميتي''.
ومثل هذا في ذاكرتي كثير ..
ثم إنني أقارن هذا بأحوال بعض الشباب اليوم، فأتعجب من وفرة مصادر العلم، وضعف الهمم في تحصيله!
والله المستعان.
-الشيخ البشير عصام المراكشي حفظه الله ورعاه-
بذل الجهد في محاولة فهم العويص من المسائل، هو أنجع طريقة لترسيخ العلم وتثبيت ملكة الفهم.
والمبادرة إلى السؤال عند أول استشكال، بريد تبلد الذهن، وضمور آلة الفهم.
-------
إنني لأذكر أمورا كثيرة ما كنت أفهمها في صغر سني، ولا أجد من أسأله عنها، ولا كتبا أبحث فيها (أما وسائل البحث الحديثة، فما كانت موجودة طبعا).
فمن ذلك مثلا علم العروض: فقد كنت في مرحلة التعليم الابتدائي أتعجب من أوزان الشعر، وأحاول النظم بطرقٍ أخترعها لعلي أوافق الأوزان العروضية! ثم ظفرت في مرحلة الإعدادي – وعمري نحو ثلاثة عشر عاما – بكتاب ميزان الذهب للسيد هاشمي، فاقتنيته والتهمته التهاما حتى تمزقت صفحاته بين يديّ (ولا تزال النسخة عندي)، وتعلمت هذا العلم بتوفيق من الله تعالى، ثم بجهد شخصي خالص.
ومن الأمثلة أيضا، أنني كنت أستشكل بعض الكلمات، فلا أفهمها إلا بعد مضي شهور أو سنوات. منها: أنني كنت أقرأ في بعض كتب تاريخ أوروبا لفظة (بروسيا) فأظنها خطأ طباعيا، وأنها تحريف لـ(روسيا)! حتى تكرر ''الخطأ'' مرارا، فعلمت أن هنالك شيئا قد غاب عني. وحدّث عن صعوبة البحث – مع انعدام جوجل – ولا حرج.
ومثله أنني كنت أقرأ صغيرا في بعض الروايات قولهم ''لا يحيد قيد أُنملة''، فأظنها ''نَملة''، وكلاهما صغير الحجم، فلم يعوزني إذن تفسير ذلك -ولا تصحيف إلا بتفسير، كما قالوا! – حتى نبهني الوالد حين عرضت عليه قصيدة لي، وفيها اللفظ الثاني، فأفهمني أنني ضحية ''عصاميتي''.
ومثل هذا في ذاكرتي كثير ..
ثم إنني أقارن هذا بأحوال بعض الشباب اليوم، فأتعجب من وفرة مصادر العلم، وضعف الهمم في تحصيله!
والله المستعان.
-الشيخ البشير عصام المراكشي حفظه الله ورعاه-