المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا لو فتحت ايميلك ووجدت؟؟؟



بقـايـا أمـل
17-02-2004, 10:52 AM
رسالة بريدية وكنت انت المقصود بها .. كيف سترد!!.؟

السلام عليكم ورحمة الله


الحمد لله فارج الهم، وكاشف الغم، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وبعد:

==========================

يا بني.. هذه رسالة مكلومة من أمك المسكينة.. كتبتُها على استحياء بعد تردد وطول إنتظار.. أمسكتُ بالقلم مرات فحجزته الدمعة! وأوقفتُ الدمعة مرات، فجرى أنين القلب.

==========================

يا بني.. بعد هذا العمر الطويل أراك رجلاً سوياً مكتمل العقل، متزن العاطفة.. ومن حقي عليك أن تقرأ هذه الورقة وإن شئت بعدُ فمزقها كما مزقت أطراف قلبي من قبل!

==========================

يابني.. منذ خمسة وعشرين عاماً كان يوماً مشرقاً في حياتي عندما أخبرتني الطبيبة أني حامل! والأمهات يا بني يعرفن معنى هذه الكلمة جيداً! فهي مزيج من الفرح والسرور، وبداية معاناة مع التغيرات النفسية والجسمية. وبعد هذه البُشرى حملتُك تسعة أشهر في بطني فرِحةً جذلى؛ أقوم بصعوبة، وأنام بصعوبة، وآكل بصعوبة، وأتنفس بصعوبة. لكن ذلك كله لم ينتقص من محبتي لك وفرحي بك! بل نَمَت محبتُك مع الأيام، وترعرع الشوق إليك!

==========================

حملتك يا بني وهناً على وهن. وألماً على ألم.. أفرح بحركتك، وأُسر بزيادة وزنك، وهي حمل عليَّ ثقيل!
==========================

إنها معاناة طويلة أتى بعدها فجر تلك الليلة التي لم أنم فيها ولم يغمض لي فيها جفن، ونالني من الألم والشدة والرهبة والخوف ما لا يصفه قلم، ولا يتحدث عنه لسان.. إشتد بي الألم حتى عجزت عن البكاء، ورأيت بأم عيني الموت مرات عديدة! حتى خرجت إلى الدنيا فامتزجت دموع صراخك بدموع فرحي، وأزالت كل آلامي وجراحي، بل حنوت عليك مع شدة ألمي وقبَّلتُك قبل أن تنال منك قطرة ماء!

==========================

يا بني.. مرت سنوات من عمرك وأنا أحملك في قلبي وأغسلك بيدي، جعلت حجري لك فراشاً، وصدري لك غذاء.. سهرت ليلي لتنام.. وتعبت نهاري لتسعد.. أمنيتي كل يوم أن أرى ابتسامتك.. وسروري في كل لحظة أن تطلب شيئاً أصنعه لك، فتلك هي منتهى سعادتي!

==========================

ومرت الليالي والأيام وأنا على تلك الحال خادمة لم تقصر، ومرضعة لم تتوقف، وعاملة لم تسكن، وداعية لك بالخير والتوفيق لا تفتر، أرقبك يوماً بعد يوم حتى اشتد عودك، واستقام شبابك، وبدت عليك معالم الرجولة، فإذا بي أجري يميناً وشمالاً لأبحث لك عن المرأة التي طلبت!

==========================


وأتى موعد زواجك، واقترب زمن زفافك، فتقطع قلبي، وجرت مدامعي، فرحة بحياتك الجديدة، وحزناً على فراقك! ومرت الساعات ثقيلة، واللحظات بطيئة، فإذا بك لست ابني الذي أعرفك، اختفت ابتسامتك، وغاب صوتك، وعبس محياك، لقد أنكرتني وتناسيت حقي! تمر الأيام أراقب طلعتك، وأنتظر بلهف سماع صوتك. لكن الهجر طال والأيام تباعدت! أطلت النظر على الباب فلم تأت! وأرهفت السمع لرنين الهاتف حتى ظننت بنفسي الوسواس! هاهي الليالي قد أظلمت، والأيام تطاولت، فلا أراك ولا أسمع صوتك، وتجاهلت من قامت بك خير قيام!

==========================

يا بني لا أطلب إلا أقل القليل.. إجعلني في منزلة أطرف أصدقائك عندك، وأبعدهم حظوة لديك! إجعلني يا بني إحدى محطات حياتك الشهرية لأراك فيها ولو لدقائق..
يابني.. إحدودب ظهري، وارتعشت أطرافي، وأنهكتني الأمراض، وزارتني الأسقام.. لا أقوم إلا بصعوبة، ولا أجلس إلا بمشقة، ولا يزال قلبي ينبض بمحبتك!

لو أكرمك شخص يوماً لأثنيت على حسن صنيعه، وجميل إحسانه.. وأمك أحسنت إليك إحساناً لا تراه ومعروفاً لا تجازيه.. لقد خدمتك وقامت بأمرك سنوات وسنوات! فأين الجزاء والوفاء؟! ألهذا الحد بلغت بك القسوة وأخذتك الأيام؟!

==========================

يا بني.. كلما علمت أنك سعيد في حياتك زاد فرحي وسروري.. وأتعجب وأنت صنيع يدي. أي ذنب جنيته حتى أصبحت عدوة لك لا تطيق رؤيتي وتتثاقل زيارتي؟! هل أخطأت يوماً في معاملتك، أو قصرت لحظة في خدمتك؟! إجعلني من سائر خدمك الذين تعطيهم أجورهم.. وامنحني جزءاً من رحمتك. ومُنَّ عليَّ ببعض أجري.. وأحسن فإن الله يحب المحسنين! يا بني أتمنى رؤيتك لا أريد سوى ذلك! دعني أرى عبوس وجهك وتقاطيع غضبك.

==========================

يا بني.. تفطر قلبي، وسالت مدامعي، وأنت حي ترزق! ولا يزال الناس يتحدثون عن حسن خلقك وجودك وكرمك!

==========================

يا بني.. أما آن لقلبك أن يرق لامرأة ضعيفة أضناها الشوق، وألجمها الحزن! جعلت الكمد شعارها، والغم دثارها! وأجريت لها دمعاً، وأحزنت قلباً، وقطعت رحماً..

==========================

يا بني هاهو باب الجنة دونك فاسلكه، واطرق بابه بابتسامة عذبة، وصفح جميل، ولقاء حسن.. لعلي ألقاك هناك برحمة ربي كما في الحديث: { الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع ذلك الباب، أو احفظه } [رواه أحمد].
==========================

يابني أعرفك منذ شب عودك، واستقام شبابك، تبحث عن الأجر والمثوبة، لكنك اليوم نسيت حديث النبي : { إن أحب الأعمال إلى الله الصلاة في وقتها، ثم بر الوالدين، ثم الجهاد في سبيل الله } [متفق عليه]، هاك هذا الأجر دون قطع الرقاب وضرب الأعناق، فأين أنت من أحب الأعمال؟!

==========================

يا بني إنني أُعيذك أن تكون ممن عناهم النبي بقوله: { رغم أنفه، ثم رغم أنفه، ثم رغم أنفه } قيل: مَنْ يا رسول الله؟ قال: { من أدرك والديه عند الكبر، أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة } [رواه مسلم].

==========================

يا بني.. لن أرفع الشكوى، ولن أبث الحزن، لأنها إن ارتفعت فوق الغمام، واعتلت إلى باب السماء أصابك شؤم العقوق، ونزلت بك العقوبة، وحلت بدارك المصيبة.. لا، لن أفعل.. لا تزال يا بني فلذة كبدي، وريحانة فؤادي وبهجة دنياي!

==========================

أفق يا بني.. بدأ الشيب يعلو مفرقك، وتمر سنوات ثم تصبح أباً شيخاً، والجزاء من جنس العمل.. وستكتب رسائل لابنك بالدموع مثلما كتبتها إليك.. وعند الله تجتمع الخصوم!

يا بني.. إتق الله في أمك.. { والزمها فإن الجنة عند رجلها } كفكف دمعها، وواس حزنها، وإن شئت بعد ذلك فمزق رسالتها!

==========================


يا بني إن من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها..

==========================

والدتك المنســـيه


محبكم

بقايــا أمــل

م.عبدالله
17-02-2004, 12:40 PM
اخي الكريم بقايا امل

قمت بالتسجيل اليوم وفورا بدأت مواضيعك تنتشر في ارجاء المنتدى

تحياتي لهذا الموضوع الجميل والذي قد يكون منقولا فعلا وقد يكون من اختصاص القسم الاجتماعي

ولكن وجوده هنا قد يصل الى اكبر شريحه من القراء

اخوك النصاب

بقـايـا أمـل
17-02-2004, 12:50 PM
الى اخي الفاضل.. النصاب

أنا قمت بالتسجيل اليوم لكن اللذي بالقلب سيظهر على ورق ابيض هذا مااردت كتابته ولعل كاتب المقال يعني

بكلامه لو تمعنته شي واضح هو الام اللتي لايعرف قدرها الا من فقدها..

هذا الموضوع منقول لكن حبيت انبه اخواني على شي ان الموضوع هذا من كتابه انسان فاضل وقدير اردت ان

اطرحه بين ايديكم لعل منكم وانشالله الكثير من يستفيد منه وصدقني يااخي لايعرف مقدار هذا الكلام الا من فقدهذا

الشي.

ولك خالص تحياتي على مرورك الجميل،،،


محبكم

بقايــا أمــل

قوت القلوب
17-02-2004, 08:55 PM
الله يرحمنا ويغفر لنا ولوالدينا
يارب اجعلنا بارين بوالدينا
يعطيك العافيه اخوي بقايا امل
تحياتي

مجروحة الزمن
18-02-2004, 02:32 PM
مشكور اخي علي الموضوع الرائع

واسال الله ان يجعل كل مسلم بار بامه

ويعيننا جميعا علي بر الوالدين

تحياتي لك

أمل عبدالعزيز
19-02-2004, 05:36 AM
عزيزي بقايا أمل:

تلك الرسالة فيها دعوة لمن غفل قلبه عن أمه , وآثر عليها الصحب والأحبِه سواهاا...

لاأعلم عن مدى تأثيرها علي ولكن قد أكون حريصة على البر ومهما صنعنا فكلنا مقصر....

ولكن ليس يعني ذاك الترك والتعذر بأننا لانقدر ؟؟

اللهمَّ ارزقنا برَّ آبائنا ...........

تحياتي لك ........

سمووره
19-02-2004, 06:33 AM
الله يعطيك العافيه اخووي بقايا
فعلا موضوع في غاية الجمال
نتمنى المزيد من ابتكاراتك

مازن
19-02-2004, 06:34 AM
مشكوووووور اخوووي على هالرسالة الجميلة

وكلماتها روعه وتقشعر البدن الواحد

تحياتي لك

سود العيون
19-02-2004, 06:38 AM
أخي : بقايا أمل

*

*
بر الوالدين

جاء رجل إلى رسول الله فقال : يارسول الله من أحق الناس بصحبتى ؟
قال : أمك
قال : ثم من ؟
قال : أمك
قال : ثم من ؟
قال : أمك
قال : ثم من ؟
قال : أبوك
وقال صلى الله عليه وسلم " رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أوكليهما فلم يدخل الجنة "
وقال تعالى " ووصينا الإنسان بوالديه حسنا "
وقال تعالى " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا "
ولقد جعل الله تبارك وتعالى حقوقا للوالدين فمنهما الطاعة لهما فى الصغر والكبر والإحسان إليهما كما قال تعالى وإكرامهما وتقبيل أيديهما واحترامهما وتوقيرهما وعدم إجهادهما بكثرة الطلب وكثرة السؤال والدعاء لهما بالرحمة والمغفرة وعدم التضجر منهما والمبالغة فى إحترامهما والحرص على رضاهما
وبخصوص من مات والديه عليه بالإكثار من الدعاء لهما وإخراج الصدقات لهما بعد الموت وأن يبر الإنسان صديق والده أوصديقة أمة وأن يصل رحم أبوية ،،

فعلينا أن نأخذ حذرنا من قول( الرسول صلوات الله وسلامه عليه )
أن كل الذنوب يؤخر الله منها ماشاء إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين فإنه يعجله لصاحبه فى الحياة قبل الممات .
اللهم أرنا الحق حقاً ،، و أرزقنا أتباعه
و أرنا الباطل باطلاً ،، و أرزقنا اجتنابة
تحياتي
سود/ العيون

مُذهِلــــة
19-02-2004, 08:07 AM
تحيااااتي لك أخي العزيز

موضوع شيق ومفيد نفعنا الله به ، والوالدين فضلهما جداً

كبير وحقوقهما علينا كثيرة ، والأم تحمل من الحب والعطف والحنان الشيء الكثير

مهما عملوا فيها أبنائها 0

طاعتهما من طاعة الله وعصيانهما من عصيان اللله ، والبر بهما واجب علينا0

اللهم إجعلنا بارين بوالدينا و أرزقنا طاعتك وحسن عبادتك 0

بقـايـا أمـل
23-02-2004, 06:53 PM
اشكركم جزيل الشكر على تعليقكم الرائع وماقصرتو ابدا كفيتو ووفيتو بردودكم الجميله من

سديتي (قوت القلوب) والشكر ممتدا الى كل من انار هذه الصفحه بتواجده معنا والى

السيده (مجروحه الزمن)
و
(الرهيبه)
و
(سمور)
و
(وليف الهم)
و
(سود العيون)
و
(مذهله)

لكم مني خالص الشكر والود والاحترام على مروركم على هذا الموضوع المهم

واللذي اتمنى من الله عز وجل انكم قد استفدتو منه ومن واجبنا تجاه الام تحت

اي ظرف زمان او مكان فالام ليس لها بديلا ابدا في الكون كله واشكر السيده (سود العيون)

على تعليقها واكمال الموضوع بحديث شريف نبوي ويعطيك الف عافيه على

تعليقك االواضح واللذي انار هذه الصفحه واكملها بحديث شريف نبوي واضح

وصريح بحق الام علينا...


ولكم مني خالص الشكر والود والاحترام،،،


محبكم

بقايــا أمــل