تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : توحيد اﻷلوهية



أهــل الحـديث
05-04-2014, 10:50 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


****توحيد اﻷ****لوهية****:****وهو إفراد الله عز وجل بالعبادة.
بأﻻ**** تكون عبداً لغير الله، ﻻ**** تعبد ملكاً وﻻ**** نبياً وﻻ**** ولياً وﻻ**** شيخاً وﻻ**** أماً وﻻ**** أباً، ﻻ**** تعبد إﻻ**** الله وحده، فتفرد الله عز وجل وحده بالتأله والتعبد، ولهذا يسمى: توحيد اﻷ****لوهية، ويسمى: توحيد العبادة، فباعتبار إضافته إلى الله هو توحيد ألوهية، وباعتبار إضافته إلى العابد هو توحيد عبادة.
والعبادة مبنية على أمرين عظيمين، هما المحبة والتعظيم، الناتج عنهما: ( إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَبا)(اﻷ****نبياء: من اﻵ****ية90) ، فبالمحبة تكون الرغبة، وبالتعظيم تكون الرهبة والخوف.
ولهذا كانت العبادة أوامر ونواهي: أوامر مبنية على الرغبة وطلب الوصول إلى اﻵ****مر، ونواهي مبنية على التعظيم والرهبة من هذا العظيم.
فإذا أحببت الله عز وجل، رغبت فيما عنده ورغبت في الوصول إليه، وطلبت الطريق الموصل إليه، وقمت بطاعته على الوجه اﻷ****كمل، وإذا عظمته خفت منه، كلما هممت بمعصية، استشعرت عظمة الخالق عز وجل، فنفرت، (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْﻻ**** أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء)(يوسف: من اﻵ****ية24) ، فهذه من نعمة الله عليك، إذا هممت بمعصية، وجدت الله أمامك، فهبت وخفت وتباعدت عن المعصية، ﻷ****نك تعبد الله رغبة ورهبة.
فما معنى العبادة ؟
العبادة: تطلق على أمرين، على الفعل والمفعول.
تطلق على الفعل الذي هو التعبد، فيقال: عبد الرجل ربه عبادة وتعبداً وإطﻼ****قها على التعبد من باب إطﻼ****ق اسم المصدر على المصدر، ونعرفها باعتبار إطﻼ****قها على الفعل بأنها: "التذلل لله عز وجل حباً وتعظيماً، بفعل أوامره واجتناب نواهيه". وكل من ذل لله عز بالله ، ( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِه)(المنافقون: من اﻵ****ية8) .
وتطلق على المفعول، أي: المتعبد به وهي بهذا المعنى تعَّرف بما عرفها به شيخ اﻹ****سﻼ****م ابن تيمية حيث قال رحمه الله: "العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله و يرضاه من اﻷ****قوال واﻷ****عمال الظاهرة والباطنة[3].
هذا الشيء الذي تعبدنا الله به يجب توحيد الله به، ﻻ**** يصرف لغيره، كالصﻼ****ة والصيام والزكاة والحج والدعاء والنذر والخشية والتوكل.. إلى غير ذلك من العبادات.
فإن قلت: ما هو الدليل على أن الله منفرد باﻷ****لوهية؟
فالجواب: هناك أدلة كثيرة، منها:
قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ ﻻ**** إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) (اﻷ****نبياء:25) .
( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُوﻻ****ً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوت)(النحل: من اﻵ****ية36) .
وأيضاً قوله تعالى: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ ﻻ**** إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَﻼ****ئِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ)(آل عمران: من اﻵ****ية18) ، لو لم يكن من فضل العلم إﻻ**** هذه المنقبة، حيث إن الله ما أخبر أن أحداً شهد بألوهيته إﻻ**** أولو العلم، نسأل الله أن يجعلنا منهم : (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ ﻻ**** إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَﻼ****ئِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ) ، بالعدل، ثم قرر هذه الشهادة بقوله: (ﻻ**** إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) ، فهذا دليل واضح على أنه ﻻ**** إله إﻻ**** الله عز وجل، أشهد أن ﻻ**** إله إﻻ**** الله، وأنتم تشهدون أن ﻻ**** إله إﻻ**** الله . هذه الشهادة الحق .
إذا قال قائل: كيف تقرونها مع أن الله تعالى يثبت آلهة غيره، مثل قوله تعالى: (وَﻻ**** تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَر)(القصص: من اﻵ****ية88) ، ومثل قوله: (وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ ﻻ**** بُرْهَانَ لَهُ بِه)(المؤمنون: من اﻵ****ية117) ، ومثل قوله:( فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْء)(هود: من اﻵ****ية101) ، ومثل قول إبراهيم: (أَإِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ) (الصافات:86) .. إلى غير ذلك من اﻵ****يات، كيف تجمع بين هذا وبين الشهادة بأن ﻻ**** إله إﻻ**** الله ؟
**** فالجواب: أن ألوهية ما سوى الله ألوهية باطلة، مجرد تسمية، (إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَان)(لنجم: من اﻵ****ية23) ، فألوهيتها باطلة، وهي وإن عبدت وتأله إليها من ضل، فإنها ليست أهﻼ**** ﻷ****ن تعبد، فهي آلهة معبودة، لكنها آلهة باطلة،(ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ)(لقمان: من اﻵ****ية30) .
وهذا النوعان من أنواع التوحيد ﻻ**** يجحدهما وﻻ**** ينكرهما أحد من أهل القبلة المنتسبين إلى اﻹ****سﻼ****م، ﻷ****ن الله تعالى موحد بالربوبية واﻷ****لوهية، لكن حصل فيما بعد أن من الناس من ادعى ألوهية أحد من البشر، كغﻼ****ة الرافضة مثﻼ****ً، الذين يقولون: إن علياً إليه، كما صنع زعيمهم عبد الله بن سبأ، حيث جاء إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقال له: أنت الله حقاً**** لكن عبد الله بن سبأ أصله يهودي دخل في دين اﻹ****سﻼ****م بدعوى التشيع ﻵ****ل البيت، ليفسد على أهل اﻹ****سﻼ****م دينهم، كما قال شيخ اﻹ****سﻼ****م ابن تيمية رحمه الله، وقال: "إن هذا صنع كما صنع بولص حين دخل في دين النصارى ليفسد دين النصارى"[4] .****

هذا الرجل عبد الله بن سبأ قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه أنت الله حقاً وعلي ابن أبي طالب ﻻ**** يرضى أن أحداً ينزله فوق منزلته هو حتى إنه رضي الله عنه من إنصافه وعدله وعلمه وخبرته كان يقول على منبر الكوفة: "خير هذه اﻷ****مة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر[5] ، يعلن ذلك في الخطبة، وقد تواتر النقل عنه بذلك رضي الله عنه، والذي يقول هكذا ويقر بالفضل ﻷ****هله من البشر كيف يرضي أن يقول له قائل: إنك أنت الله؟**** ولهذا عزرهم أبشع تعزير، أمر باﻷ****خاديد فخدت، ثم ملئت حطباً وأوقدت، ثم أتى بهؤﻻ****ء فقذفهم في النار وأحرقهم بها، ﻷ****ن فريتهم عظيمة ـ والعياذ بالله ـ وليست هينة، ويقال: إن عبد الله بن سبأ هرب ولم يمسكوه المهم أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أحرق السبئية بالنار، ﻷ****نهم ادعوا فيه اﻷ****لوهية.
فنقول: كل من كان من أهل القبلة ﻻ**** ينكرون هذين النوعين من التوحيد: وهما: توحيد الربوبية، وتوحيد اﻷ****لوهية، وإن كان يوجد في بعض أهل البدع من يُؤَلِهُ أحداً من البشر.
****المصدر:الشيخ بن عثيمين/
****شرح العقيدة الواسطية
.. وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح ..