المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال عن ليفربول يستحق التمعن



الاهلي الراقي
05-04-2014, 04:40 AM
بقلم | أحمد مختار15



04‏/04‏/2014 11:55:00 م
تحليل خاص لموسم ليفربول ...

التدريب رؤية، إدارة، استراتيجية، تكتيك، وأمور أخرى، مدرب كرة القدم لا يضع الخطط فقط، ولا يختار اللاعبين وتنتهي مهمته، بل رجل يضع الإطار الرئيسي والشكل العام الذي يسير وفقاً له الفريق بأكمله. إنه القائد والمايسترو ورئيس مجلس إدارة المجموعة، وحينما ينجح في الوصول إلى درجة التناغم المطلوبة، تتحول هذه المجموعة إلى فريقاً لكرة القدم .

وبراندن رودجرز أو روجرز كما يحلو القول هو نموذج حقيقي للمدير الفني العصري والكوتش الذي يخطط ويدبر لثورة كروية تعصف بمواطن الضعف في فريقه وتأتي برياح التغيير الحقيقية. وكما يقول أحدهم، إن قطار البطولات قد تحرك من مطار ليفربول، وعلى الجميع الإستراحة قليلاً، لأن هذا القطار لن يقف إلا في محطة البطولة .

ومثل كرة الثلج التي تنطلق بلا هوادة فإن مسيرة الريدز هذا الموسم تشبه الموجة الثلجية التي تعرف هدفها جيداً وتعقد العزم على الوصول له في النهاية. لذلك فلنضع الحيادية على جانب ونقول بأن فوز الليفر بلقب البطولة المحلية هذا الموسم سيكون هو العدل، وما أروع وأعظم العدل .


النية مبيتة من البداية


نعود للخلف قليلاً وبالتحديد إلى بدايات براندن مع الريدز، وفي حوار صحفي داخل مكتب المدرب الشاب، لوحظ في الخلف عدة كتب ومراجع يستعين بها رودجرز كثيراًُ في حياته المهنية والخاصة. من بين هذه المراجع، كتاب عن إرنست شاكلتون، الأيرلندي الرحّالة الذي إكتشف القطب الجنوبي، إختيار نابع من إعتزاز الرجل بأصوله وأبناء وطنه .

وهناك كتاب آخر عن قيمة علم النفس في الرياضة. يقدم الدكتور مارك إليوت نظرة ثاقبة في تأثير المواقف الصعبة على الرياضيين وكيفية تطوير القوة الذهنية لترتد مرة أخرى من هزيمة أو الإصابة أو حتى ألم فقدان نهائي دوري ابطال اوروبا. وكتاب ثالث عن أهمية العقل في الإدارة الناجحة، وكيفية الإستفادة من كل الأشخاص المحيطين بك حتى تصل إلى أكبر قدر ممكن من النجاح .

ومن بين كل هذه المخطوطات، هناك كتابين عن كرة القدم. الأول يتحدث عن أسرار لاعب كرة القدم والجوانب المخفية في حياته. مشوار اللاعب لا يدور فقط داخل الملعب بل خارجه، في الشارع والبيت والمدرجات، الهجوم عليه ومديحه، وأشياء أخرى. بينما الكتاب الثاني عن بيب جوارديولا وطريقة أخرى في الفوز، للكاتب الأسباني الشهير جيليم بالاجي .

يسأل المحاور رودجرز، أنت عملت مع مورينيو وتحمل كتاب جوارديولا، هل هناك تناقض ؟ براندن يجاوب بكل هدوء، مورينيو مدرب رائع تعلمت منه الكثير، وجوارديولا مدرب عبقري ونجاحه مصدر إلهام لي ولغيري من المدربين الشبان. أحب طريقة اللعب الذي ينتهجها وأعشق الفرجة على بارسا بيب، وأحلم باليوم الذي ألعب به في الأنفيلد بهذا الشكل .


الرؤية

يتحدث رودجرز في حوار قديم يعود إلى منتصف الموسم عن فكرته الخاصة بالموت في كرة القدم. في البداية يؤكد ثقته الكبيرة في إدارة الليفر الحالية ورغبتهم الحقيقية في عودة النادي إلى الطريق الصحيح لذلك يجد راحة كبيرة في العمل معهم. ثم يتجه إلى زاوية أخرى خاصة باللاعبين الذين سيتعاقد معهم. براندن لا يعجبه أبداً فكرة الأموال الكثيرة التي تُدفع هذه الأيام مؤكدا ً أن الأمر أصبح سخيف للغاية وأن اللاعب الذي يذهب إلى مكان من أجل الفلوس، سيترك هذا المكان حينما يجد عرض مالي أفضل، أصبح الولاء الحقيقي معدوم في الكرة الحديثة، وهذا أمر خاطيء ومخزي للغاية .

ثم يتحدث عن فلسفته في اللعبة، حينما تملك السيطرة على الملعب فإن فرصة فوزك على الخصم تكون أكبر. كذلك قيمة الإستحواذ على الكرة، لأن الفريق الذي يحافظ على الكرة أكثر يحرم الخصم منها وبالتالي يصبح أقرب إلى الإنتصار. ويذهب إلى رؤية تكتيكية أخرى، يجب على حارس المرمى أن يجيد اللعب بالكرة حتى يصبح هناك 11 لاعب ضد 10 أثناء حيازة اللعبة .

رودجرز من أنصار اللعب بثلاثة لاعبين في الوسط، يقول عن هذه الفكرة، إنها تعطي أريحية أكبر في بناء الهجمة، وتوفر إستحواذ كبير بالكرة وزيادة عددية في منطقة الإرتكاز. يحلم المدرب بنسبة إستحواذ تصل إلى 70 %، سيطرة كاملة على الملعب، لعب لمسة وإثنين، تمرير كبير، بالنسبة له، هذه هي الطريقة التي تقتل الخصم وتجعله في وضع لا يُحسد عليه،

إنها الموت في كرة القدم It's Death By Football

وبعد الفوز الكبير على آرسنال، قال رودجرز بأنه سعيد للغاية بالفوز وحينما سئل أن الليفر فاز لكنه لم يلعب بإستحواذ مميت، أجاب الرجل قائلاً، أنه في الفترة الحالية لا يملك كل الأدوات التي تؤهله للنجاح على طريقة بارسا بيب مثلاً، لكنه يستطيع الآن توفير ضغط عالي من المنتصف، وقطع الكرة وضرب الخصم بمرتدة قاتلة على طريقة الـ Counter Pressing .



المزج بين الحلم والواقعية

كرة القدم فلسفة مكتملة الأركان، البعض ينظر إلىها كفن رفيع المقام، يحلم بها ويعيشها بخيال كبير، والبعض الآخر ينظر إليها كفوز فقط، ويحاول الوصول إلى المكسب بأي طريقة ممكنة. هي لعبة الحالمين والبراجماتيين. وبراندن رودجرز يقع في مسافة متوسطة بين هاتين المدرستين، إنه يؤمن برومانسية المستديرة لكنه يسير في النهاية وفق أدواته التي يمتلكها ويأخذ فريقه خطوة خطوة للأمام، دون تسرع أو إندفاع .

رودجرز يريد اللعب بطريقة الإستحواذ المميت، لكن في الوقت الحالي من الصعب فعل ذلك، فيلعب بطريقة أقرب إلى الضغط من المنتصف وضرب الخصم مبكراً. يلعب في بعض الأحيان 4-3-3 ويتحول إلى 4-4-2 دياموند في مباريات أخرى كي يضمن سيطرة أكبر وكثافة عددية في منطقة المناورات .

التيمبو أو الريتم مهم جداً في اللعبة، أن تمرر بشكل بطيء جداً، وتحاول تقليل السرعة عن قصد، ثم تصل إلى مرحلة الخمول، ومن ثم لعب كرة سريعة مفاجئة، التحول من اللعب العرضي إلى الطولي مع التنويم المغناطيسي للمنافس هو المراد .

مثل الملاكم الخبير، الذي يفعل كل شيء وينجز المهمة، قبل توجيه الضربة الأخيرة، التي تعرف بإسم، القاضية الفنية .
أن تطارد القوي حتى النهاية، وأن تفترس الأضعف منك بلا رحمة. أن لا تدع فرصة للغير أن يقضي عليك، بل تطحنه إذا أتى الوقت المناسب .

كرة القدم تشبه السلة، يجب أن تضغط وتخنق الخصم في مساحة ضيقة للغاية، وإذا لم تقدر على ذلك، عد إلى منطقتك وإلعب دفاع منطقة. حينما تريد أن تلعب بدفاع متقدم يجب أن تضغط بشكل كبير، لأنك ستترك مساحات كبيرة خلفك. لا تفرح كثيراً بالزيادة العددية في الأمام لأنك تضغط بشكل عشوائي ولا تدافع بشكل جيد .

التمرير مهم وجوهري في اللعبة، الفرق العظيمة لا تجري أكثر من الآخرين لكنها تجري بإنتظام وبذكاء. كلما مررت بشكل سليم وتحركت بدهاء، كلما أجبرت المنافس على التعب، وفي المقابل، كل كرة تفقدها، كل متر تجريه أكثر. كلمات ونصائح بسيطة تلخص بإختصار المباديء التي يسير على خطاها، براندن ليفربول .


فكرة الضغط الحمراء

يقول براندن رودجرز حول فلسفته في اللعب، " نحن نملك 11 لاعب في الملعب، بينما الآخرون يملكون 10 لاعبين وحارس مرمى " وهنا تتلخص أفكار الباحث عن أمجاد الريدز في جعل فريقه يلعب كوحدة واحدة هجوماً ودفاعاً .

في البداية تتحول طريقة 4-3-3 إلى 4-5-1، ستوريدج في المقدمة بينما سواريز يأخذ طرف وستيرلينج يأخذ طرف آخر مع وجود ثلاثي في خط الوسط أحدهم الإرتكاز جيرارد . أثناء تفعيل الضغط، يصعد إلى المقدمة لاعب من الوسط، الرقم 10 كوتينهو أو الرقم 14 هيندرسون، يقترب أحدهما من ستوريدج وتتحول الخطة إلى 4-4-2 الدفاعية .

هنا منطقة الوسط تصبح اقرب إلى المثلثات لعمل كماشة على لاعبي الخصم،

ستوريدج وسواريز من ناحية مع لاعب الوسط، وفي الناحية الأخرى، لاعب الوسط المتقدم سواء هيندر أو كوتينهو مع ستارلينج ولاعب الوسط الثالث في المركز 8 بالملعب . هذه المثلثات تهدف إلى قطع الكرة الثانية، ليفربول يترك مساحة كافية لقلب دفاع الخصم لكي يمرر، لكن حينما يمرر الكرة الثانية The Second Ball فهنا يحدث الإنقاض الثلاثي من كل جانب بالملعب،

الفريق يطبق ضغط المنطقة، اي كل منطقة بالملعب يوجد حولها عدد معين من اللاعبين من أجل خنق المنافس وحرمانه من التوغل في الثلث الهجومي الأخير. مثلثات في كل مكان بالملعب، ثلاثي الوسط وثلاثي الهجوم مع ظهيري الجنب، الفريق يقتل الخصم في المنتصف ويحرمه دوماً من الكرة الثانية .


بناء الهجمة من الخلف

يقول اللوكو مارسيلو بيلسا، إذا كان هناك مشاكل بالهجوم، لا تنظر إلى الأمام بل راجع الخط الخلفي الخاص بك، هناك تكمن المشكلة. وحينما وصل جوارديولا إلى برشلونة، قال لداني ألفيش، سأجعلك جناح هجومي صريح وفعلاً بدأ البرازيلي ينطلق إلى الأمام كثيراً. وقتها هاجمت الأغلبية بيب ووصفته بالمجنون، لكنه صمّم على أفكاره وجاء بإختراعه الفتّاك، بوسكيتس لاعب الإرتكاز الذي يعود بين قلبي الدفاع مما يسمح بزيادة الإنتشار العرضي وتحول الأظهرة إلى أجنحة هجومية .

جيرارد في ليفربول يقوم بنفس الدور الأن، الإنجليزي الخبير لم يعد لاعب البوكس القادر على قطع الملعب ذهاباً وإياباً بكل سهولة، لذلك مركز رودجرز الجديد بمثابة طوق النجاة بالنسبة له. ستيفن يلعب كإرتكاز متأخر Holding يلعب أسفل دائرة المنتصف، ويجعل قلبي الدفاع في وضعية قريبة من الأظهرة .

هنا تتحول طريقة اللعب إلى نظام الـ 3-7 أو ثلاث مدافعين و 7 لاعبين في الأمام، الحارس أمامه جيرارد وقلبي الدفاع بينما ينطلق الظهيرين والخماسي الآخر في منتصف الملعب. وأثناء الضغط على الليفر، يعود لاعب آخر من الوسط إلى منطقة الإرتكاز لمساندة جيرارد. كلما نجحت في إخراج الكرة بذكاء، كلما إقتربت من الفوز .


هيندرسون

رودجرز بدأ الموسم بتشكيلة، كانت مصدر تساؤل وحيرة للكثيرين، البعض فسرها على أنها 4-3-3 والبعض قال 4-4-1-1، والسر في " هيندرسون " . قبل سواريز وفي وجود ستوريدج فقط، كان الليفر يلعب بـ ثنائية الارتكاز لوكاس وجيرارد، هيندرسون وأسباس وكوتينهو وفي الأمام ستوريدج.

هي 4-2-3-1 التي تتحول الى 4-4-2 دياموند والسر في الجناح الوهمي false 7 كوتينهو، والارتكاز الخادع هيندرسون، يلعب كجناح والطريقة تصبح 4-2-3-1 صريحة، لكن هيندرسون يتحول الوسط، ويضم كوتينهو الى العمق، يصعد لاعب جناح بجوار ستوريدج لتصبح الطريقة 4-4-2 دياموند.

مع غياب الوينجات، لعب بعض الوقت بـ 3-5-2، اختيار سيء دفع ثمنه في مواجهة أرسنال، ومن بعدها استخدم تكتيكه الناجح الان. حاول، قم بعمل خطأ، استفيد منه، وستنجح حتماً في النهاية . الليفر ينجح ليس فقط بسبب سواريز، ولكن بسبب الجندي المجهول في الفريق " هيندرسون " . اللاعب يقوم بدور محوري في تشكيلة الريدز، ليس مجرد لاعب وسط يدافع أو يهاجم فقط .

بل يتحرك بذكاء غير عادي في الأماكن الفارغة بين الخطوط، يعود ليساند الفريق دفاعياً، ويصعد أثناء الهجوم ليصبح لاعب بوكس تو بوكس، من الحالة الدفاعية الى الانقضاض الهجومي الصريح . ليفربول خلال المباريات الأخيرة يلعب بشكل أقرب الى 4-3-3 ولأول مرة هذا الموسم، الارتكاز DM يتحول ليصبح بين قلبي الدفاع، يصعد الأظهرة الى الأمام . لاعب كرة قدم عصري .


كوتينيو

البرازيلي الشاب قدم أداء فردي مميز مع إنتر لكنه لم يكن بهذا الإبداع. مع رودجرز، أصبح الشاب اليافع أكثر نضجاً. في البداية، لعب كوتينهو على الطرف كجناح مع تحوله إلى العمق ثم بعد ذلك كلاعب وسط ثالث في المركز 8 بطريقة 4-3-3، اي اللاعب الإضافي مع الثنائي المحوري.

كوتينهو وصل إلى قمة مستواه أثناء مباراة آرسنال بالدوري، يومها كان اللاعب عبارة عن 3 في 1 ،

- لاعب وسط يراقب أوزيل ويحاول قطع التمريرة الثانية، والكرة الثانية في الضغط مهمة للغاية لأنها التمريرة التي تلي عملية الإستلام .
- لاعب جناح يعاون الظهير الأيسر في المهام الدفاعية وإغلاق الجبهة اليمني لأرسنال المعروفة بقوتها مع انطلاقات سانيا .
- صانع لعب من العمق عند المرتدات، يتقدم في ظهر دفاع أرسنال وفي المساحة بين أرتيتا / ويليشر ورباعي الخلف، ليصنع الفرص ويمرر الكرات .

كوتينهو أقرب إلى الديليفري مان في طريقة لعب الليفر، هو اللاعب الذي يربط بين الدفاع والهجوم وهمزة الوصل الرئيسية في التحولات من الخلف إلى الأمام .


ألين

جوي ألين لاعب ذكي للغاية، مثال للقدرة التقنية في كرة القدم هذه الأيام. إختيار عبقري من رودجرز حينما راهن على هذا اللاعب، لأنه يمتاز بقدرة كبيرة على التمرير وحيازة الإستحواذ، كذلك يضغط بشكل مثالي ويتمركز في المساحات الشاغرة داخل المستطيل الأخضر. هو بإختصار اللاعب الذي يحتاجه أي فريق حديث ينافس على البطولات الكبيرة .

ألين يمرر ويتحرك، من أباطرة إستراتيجية Pass and Move، يمرر كرات سليمة، يصعد من الوسط خلف المهاجم الصريح، ينطلق دوماً في القنوات الفارغة بين لاعبي المنافس. هو يُعطي الليفر ميزة كبيرة أثناء الهجوم ويساهم في زيادة نسبة الإستحواذ على الكرة. في المقابل، يتمتع اللاعب بقوة بصيرة أثناء الدفاع، يقف دوماً في المكان الصحيح ويضغط بقوة على حاكل الكرة .

لذلك ألين مميز في اللعب بالكرة وبدونها، قوي أثناء الحيازة وذكي في التحرك بدون جوهر اللعبة. يستطيع اللعب كلاعب إرتكاز مساند حول الدائرة بالإضافة إلى قوته في التمركز كريشة للوسط حينما تتحول طريقة اللعب إلى الدياموند، ألين وهيندرسون أمام جيرارد وخلف صانع اللعب الهجومي .


ستيرلينج


رحيم ستيرلينج بسرعته وطريقة لعبه هو جناح تقليدي قديم Traditional winger، شاهدنا من قبل من هم على شاكلته حيث السرعة أو الـ pace أهم صفة يمتلكها تقريباً ويلعب أكثر على الخط، خلال المباريات الأخيرة، توظيف روجرز لرحيم أكثر من ممتاز. الرقم 31 يدخل إلى العمق ويصبح قريب جداً من سواريز حيث يستطيع التمرير بشكل أفضل .

رحيم ستيرلينج أقرب إلى المهاجم الثاني أو الـ False 10، سواريز يترك المقدمة ليدخل فيها رحيم. ستيرلينج Interior أو جناح يتحول إلى صناعة اللعب من منتصف الملعب وبالتحديد في منطقة الإرتكاز. بالإضافة إلى تمركزه أعلى الدياموند كلاعب وسط مهاجم من العمق أو صانع لعب خلف الثنائي ستوريدج وسواريز .

الإستفادة من إمكانيات اللاعبين أمر مهم لكن إضافة لمحة جديدة لهم هو النجاح من وجهة نظري، ومدرب ليفربول رودجرز يسير في الإتجاه الصحيح،


SAS

الثنائي ستوريدج وسواريز يقدمان أفضل ثنائية هجومية في أوروبا والعالم خلال هذا الموسم، أهداف بالجملة ومستوى إعجازي خلال المباريات الأخيرة. بعيداً عن لغة الأرقام التي يتفوق فيها الثنائي بلا منافسة، فإن رودجرز طوّر كثيراً من إمكانيات وقدرات مهاجميه على الصعيدين الجماعي والتكتيكي .

ستوريدج لم يعد ذلك اللاعب المراهق الذي يراوغ كثيراً ويقف داخل المنطقة في إنتظار الكرة، أصبح لاعب آخر تماماً. يعود للوسط كي يستلم، ينطلق على الأطراف، يستغل المساحات الشاغرة خلف المدافعين، ويسجل أهداف مهمة خلال المباريات الكبيرة. ستوريدج الآن مهاجم دولي يستحق اللعب في كأس العالم .

بينما سواريز الهداف أصبح أكثر جماعية، يعود إلى الدفاع، يتحول إلى جناح صريح أثناء التحولات الهجومية، يتمركز كمهاجم وكصانع لعب، يسجل ويمرر ويراوغ ويفعل كل شيء في كرة القدم. هو بكل حيادية، اللاعب الأفضل في الدوري الإنجليزي هذا الموسم .


في النهاية، أعيد كلام جوارديولا الذي تحول إلى مشجع بسبب ليفربول حينما قال :

سعيد للغاية بعودتهم إلى دائرة الضوء من جديد، إنهم يقدمون مستوى إعجازي، يستحقون صدارة الدوري ويستحقون المشاركة في دوري الأبطال. أمر رائع للشامبيونز مشاركة فريق مثل ليفربول بتاريخه العريق ومستواه المميز. أتمنى أن يستمروا على هذا النسق للنهاية .

تواصل مع أحمد مختار

بقلم | أحمد مختار15



04‏/04‏/2014 11:55:00 م
تحليل خاص لموسم ليفربول ...

التدريب رؤية، إدارة، استراتيجية، تكتيك، وأمور أخرى، مدرب كرة القدم لا يضع الخطط فقط، ولا يختار اللاعبين وتنتهي مهمته، بل رجل يضع الإطار الرئيسي والشكل العام الذي يسير وفقاً له الفريق بأكمله. إنه القائد والمايسترو ورئيس مجلس إدارة المجموعة، وحينما ينجح في الوصول إلى درجة التناغم المطلوبة، تتحول هذه المجموعة إلى فريقاً لكرة القدم .

وبراندن رودجرز أو روجرز كما يحلو القول هو نموذج حقيقي للمدير الفني العصري والكوتش الذي يخطط ويدبر لثورة كروية تعصف بمواطن الضعف في فريقه وتأتي برياح التغيير الحقيقية. وكما يقول أحدهم، إن قطار البطولات قد تحرك من مطار ليفربول، وعلى الجميع الإستراحة قليلاً، لأن هذا القطار لن يقف إلا في محطة البطولة .

ومثل كرة الثلج التي تنطلق بلا هوادة فإن مسيرة الريدز هذا الموسم تشبه الموجة الثلجية التي تعرف هدفها جيداً وتعقد العزم على الوصول له في النهاية. لذلك فلنضع الحيادية على جانب ونقول بأن فوز الليفر بلقب البطولة المحلية هذا الموسم سيكون هو العدل، وما أروع وأعظم العدل .


النية مبيتة من البداية


نعود للخلف قليلاً وبالتحديد إلى بدايات براندن مع الريدز، وفي حوار صحفي داخل مكتب المدرب الشاب، لوحظ في الخلف عدة كتب ومراجع يستعين بها رودجرز كثيراًُ في حياته المهنية والخاصة. من بين هذه المراجع، كتاب عن إرنست شاكلتون، الأيرلندي الرحّالة الذي إكتشف القطب الجنوبي، إختيار نابع من إعتزاز الرجل بأصوله وأبناء وطنه .

وهناك كتاب آخر عن قيمة علم النفس في الرياضة. يقدم الدكتور مارك إليوت نظرة ثاقبة في تأثير المواقف الصعبة على الرياضيين وكيفية تطوير القوة الذهنية لترتد مرة أخرى من هزيمة أو الإصابة أو حتى ألم فقدان نهائي دوري ابطال اوروبا. وكتاب ثالث عن أهمية العقل في الإدارة الناجحة، وكيفية الإستفادة من كل الأشخاص المحيطين بك حتى تصل إلى أكبر قدر ممكن من النجاح .

ومن بين كل هذه المخطوطات، هناك كتابين عن كرة القدم. الأول يتحدث عن أسرار لاعب كرة القدم والجوانب المخفية في حياته. مشوار اللاعب لا يدور فقط داخل الملعب بل خارجه، في الشارع والبيت والمدرجات، الهجوم عليه ومديحه، وأشياء أخرى. بينما الكتاب الثاني عن بيب جوارديولا وطريقة أخرى في الفوز، للكاتب الأسباني الشهير جيليم بالاجي .

يسأل المحاور رودجرز، أنت عملت مع مورينيو وتحمل كتاب جوارديولا، هل هناك تناقض ؟ براندن يجاوب بكل هدوء، مورينيو مدرب رائع تعلمت منه الكثير، وجوارديولا مدرب عبقري ونجاحه مصدر إلهام لي ولغيري من المدربين الشبان. أحب طريقة اللعب الذي ينتهجها وأعشق الفرجة على بارسا بيب، وأحلم باليوم الذي ألعب به في الأنفيلد بهذا الشكل .


الرؤية

يتحدث رودجرز في حوار قديم يعود إلى منتصف الموسم عن فكرته الخاصة بالموت في كرة القدم. في البداية يؤكد ثقته الكبيرة في إدارة الليفر الحالية ورغبتهم الحقيقية في عودة النادي إلى الطريق الصحيح لذلك يجد راحة كبيرة في العمل معهم. ثم يتجه إلى زاوية أخرى خاصة باللاعبين الذين سيتعاقد معهم. براندن لا يعجبه أبداً فكرة الأموال الكثيرة التي تُدفع هذه الأيام مؤكدا ً أن الأمر أصبح سخيف للغاية وأن اللاعب الذي يذهب إلى مكان من أجل الفلوس، سيترك هذا المكان حينما يجد عرض مالي أفضل، أصبح الولاء الحقيقي معدوم في الكرة الحديثة، وهذا أمر خاطيء ومخزي للغاية .

ثم يتحدث عن فلسفته في اللعبة، حينما تملك السيطرة على الملعب فإن فرصة فوزك على الخصم تكون أكبر. كذلك قيمة الإستحواذ على الكرة، لأن الفريق الذي يحافظ على الكرة أكثر يحرم الخصم منها وبالتالي يصبح أقرب إلى الإنتصار. ويذهب إلى رؤية تكتيكية أخرى، يجب على حارس المرمى أن يجيد اللعب بالكرة حتى يصبح هناك 11 لاعب ضد 10 أثناء حيازة اللعبة .

رودجرز من أنصار اللعب بثلاثة لاعبين في الوسط، يقول عن هذه الفكرة، إنها تعطي أريحية أكبر في بناء الهجمة، وتوفر إستحواذ كبير بالكرة وزيادة عددية في منطقة الإرتكاز. يحلم المدرب بنسبة إستحواذ تصل إلى 70 %، سيطرة كاملة على الملعب، لعب لمسة وإثنين، تمرير كبير، بالنسبة له، هذه هي الطريقة التي تقتل الخصم وتجعله في وضع لا يُحسد عليه،

إنها الموت في كرة القدم It's Death By Football

وبعد الفوز الكبير على آرسنال، قال رودجرز بأنه سعيد للغاية بالفوز وحينما سئل أن الليفر فاز لكنه لم يلعب بإستحواذ مميت، أجاب الرجل قائلاً، أنه في الفترة الحالية لا يملك كل الأدوات التي تؤهله للنجاح على طريقة بارسا بيب مثلاً، لكنه يستطيع الآن توفير ضغط عالي من المنتصف، وقطع الكرة وضرب الخصم بمرتدة قاتلة على طريقة الـ Counter Pressing .



المزج بين الحلم والواقعية

كرة القدم فلسفة مكتملة الأركان، البعض ينظر إلىها كفن رفيع المقام، يحلم بها ويعيشها بخيال كبير، والبعض الآخر ينظر إليها كفوز فقط، ويحاول الوصول إلى المكسب بأي طريقة ممكنة. هي لعبة الحالمين والبراجماتيين. وبراندن رودجرز يقع في مسافة متوسطة بين هاتين المدرستين، إنه يؤمن برومانسية المستديرة لكنه يسير في النهاية وفق أدواته التي يمتلكها ويأخذ فريقه خطوة خطوة للأمام، دون تسرع أو إندفاع .

رودجرز يريد اللعب بطريقة الإستحواذ المميت، لكن في الوقت الحالي من الصعب فعل ذلك، فيلعب بطريقة أقرب إلى الضغط من المنتصف وضرب الخصم مبكراً. يلعب في بعض الأحيان 4-3-3 ويتحول إلى 4-4-2 دياموند في مباريات أخرى كي يضمن سيطرة أكبر وكثافة عددية في منطقة المناورات .

التيمبو أو الريتم مهم جداً في اللعبة، أن تمرر بشكل بطيء جداً، وتحاول تقليل السرعة عن قصد، ثم تصل إلى مرحلة الخمول، ومن ثم لعب كرة سريعة مفاجئة، التحول من اللعب العرضي إلى الطولي مع التنويم المغناطيسي للمنافس هو المراد .

مثل الملاكم الخبير، الذي يفعل كل شيء وينجز المهمة، قبل توجيه الضربة الأخيرة، التي تعرف بإسم، القاضية الفنية .
أن تطارد القوي حتى النهاية، وأن تفترس الأضعف منك بلا رحمة. أن لا تدع فرصة للغير أن يقضي عليك، بل تطحنه إذا أتى الوقت المناسب .

كرة القدم تشبه السلة، يجب أن تضغط وتخنق الخصم في مساحة ضيقة للغاية، وإذا لم تقدر على ذلك، عد إلى منطقتك وإلعب دفاع منطقة. حينما تريد أن تلعب بدفاع متقدم يجب أن تضغط بشكل كبير، لأنك ستترك مساحات كبيرة خلفك. لا تفرح كثيراً بالزيادة العددية في الأمام لأنك تضغط بشكل عشوائي ولا تدافع بشكل جيد .

التمرير مهم وجوهري في اللعبة، الفرق العظيمة لا تجري أكثر من الآخرين لكنها تجري بإنتظام وبذكاء. كلما مررت بشكل سليم وتحركت بدهاء، كلما أجبرت المنافس على التعب، وفي المقابل، كل كرة تفقدها، كل متر تجريه أكثر. كلمات ونصائح بسيطة تلخص بإختصار المباديء التي يسير على خطاها، براندن ليفربول .


فكرة الضغط الحمراء

يقول براندن رودجرز حول فلسفته في اللعب، " نحن نملك 11 لاعب في الملعب، بينما الآخرون يملكون 10 لاعبين وحارس مرمى " وهنا تتلخص أفكار الباحث عن أمجاد الريدز في جعل فريقه يلعب كوحدة واحدة هجوماً ودفاعاً .

في البداية تتحول طريقة 4-3-3 إلى 4-5-1، ستوريدج في المقدمة بينما سواريز يأخذ طرف وستيرلينج يأخذ طرف آخر مع وجود ثلاثي في خط الوسط أحدهم الإرتكاز جيرارد . أثناء تفعيل الضغط، يصعد إلى المقدمة لاعب من الوسط، الرقم 10 كوتينهو أو الرقم 14 هيندرسون، يقترب أحدهما من ستوريدج وتتحول الخطة إلى 4-4-2 الدفاعية .

هنا منطقة الوسط تصبح اقرب إلى المثلثات لعمل كماشة على لاعبي الخصم،

ستوريدج وسواريز من ناحية مع لاعب الوسط، وفي الناحية الأخرى، لاعب الوسط المتقدم سواء هيندر أو كوتينهو مع ستارلينج ولاعب الوسط الثالث في المركز 8 بالملعب . هذه المثلثات تهدف إلى قطع الكرة الثانية، ليفربول يترك مساحة كافية لقلب دفاع الخصم لكي يمرر، لكن حينما يمرر الكرة الثانية The Second Ball فهنا يحدث الإنقاض الثلاثي من كل جانب بالملعب،

الفريق يطبق ضغط المنطقة، اي كل منطقة بالملعب يوجد حولها عدد معين من اللاعبين من أجل خنق المنافس وحرمانه من التوغل في الثلث الهجومي الأخير. مثلثات في كل مكان بالملعب، ثلاثي الوسط وثلاثي الهجوم مع ظهيري الجنب، الفريق يقتل الخصم في المنتصف ويحرمه دوماً من الكرة الثانية .


بناء الهجمة من الخلف

يقول اللوكو مارسيلو بيلسا، إذا كان هناك مشاكل بالهجوم، لا تنظر إلى الأمام بل راجع الخط الخلفي الخاص بك، هناك تكمن المشكلة. وحينما وصل جوارديولا إلى برشلونة، قال لداني ألفيش، سأجعلك جناح هجومي صريح وفعلاً بدأ البرازيلي ينطلق إلى الأمام كثيراً. وقتها هاجمت الأغلبية بيب ووصفته بالمجنون، لكنه صمّم على أفكاره وجاء بإختراعه الفتّاك، بوسكيتس لاعب الإرتكاز الذي يعود بين قلبي الدفاع مما يسمح بزيادة الإنتشار العرضي وتحول الأظهرة إلى أجنحة هجومية .

جيرارد في ليفربول يقوم بنفس الدور الأن، الإنجليزي الخبير لم يعد لاعب البوكس القادر على قطع الملعب ذهاباً وإياباً بكل سهولة، لذلك مركز رودجرز الجديد بمثابة طوق النجاة بالنسبة له. ستيفن يلعب كإرتكاز متأخر Holding يلعب أسفل دائرة المنتصف، ويجعل قلبي الدفاع في وضعية قريبة من الأظهرة .

هنا تتحول طريقة اللعب إلى نظام الـ 3-7 أو ثلاث مدافعين و 7 لاعبين في الأمام، الحارس أمامه جيرارد وقلبي الدفاع بينما ينطلق الظهيرين والخماسي الآخر في منتصف الملعب. وأثناء الضغط على الليفر، يعود لاعب آخر من الوسط إلى منطقة الإرتكاز لمساندة جيرارد. كلما نجحت في إخراج الكرة بذكاء، كلما إقتربت من الفوز .


هيندرسون

رودجرز بدأ الموسم بتشكيلة، كانت مصدر تساؤل وحيرة للكثيرين، البعض فسرها على أنها 4-3-3 والبعض قال 4-4-1-1، والسر في " هيندرسون " . قبل سواريز وفي وجود ستوريدج فقط، كان الليفر يلعب بـ ثنائية الارتكاز لوكاس وجيرارد، هيندرسون وأسباس وكوتينهو وفي الأمام ستوريدج.

هي 4-2-3-1 التي تتحول الى 4-4-2 دياموند والسر في الجناح الوهمي false 7 كوتينهو، والارتكاز الخادع هيندرسون، يلعب كجناح والطريقة تصبح 4-2-3-1 صريحة، لكن هيندرسون يتحول الوسط، ويضم كوتينهو الى العمق، يصعد لاعب جناح بجوار ستوريدج لتصبح الطريقة 4-4-2 دياموند.

مع غياب الوينجات، لعب بعض الوقت بـ 3-5-2، اختيار سيء دفع ثمنه في مواجهة أرسنال، ومن بعدها استخدم تكتيكه الناجح الان. حاول، قم بعمل خطأ، استفيد منه، وستنجح حتماً في النهاية . الليفر ينجح ليس فقط بسبب سواريز، ولكن بسبب الجندي المجهول في الفريق " هيندرسون " . اللاعب يقوم بدور محوري في تشكيلة الريدز، ليس مجرد لاعب وسط يدافع أو يهاجم فقط .

بل يتحرك بذكاء غير عادي في الأماكن الفارغة بين الخطوط، يعود ليساند الفريق دفاعياً، ويصعد أثناء الهجوم ليصبح لاعب بوكس تو بوكس، من الحالة الدفاعية الى الانقضاض الهجومي الصريح . ليفربول خلال المباريات الأخيرة يلعب بشكل أقرب الى 4-3-3 ولأول مرة هذا الموسم، الارتكاز DM يتحول ليصبح بين قلبي الدفاع، يصعد الأظهرة الى الأمام . لاعب كرة قدم عصري .


كوتينيو

البرازيلي الشاب قدم أداء فردي مميز مع إنتر لكنه لم يكن بهذا الإبداع. مع رودجرز، أصبح الشاب اليافع أكثر نضجاً. في البداية، لعب كوتينهو على الطرف كجناح مع تحوله إلى العمق ثم بعد ذلك كلاعب وسط ثالث في المركز 8 بطريقة 4-3-3، اي اللاعب الإضافي مع الثنائي المحوري.

كوتينهو وصل إلى قمة مستواه أثناء مباراة آرسنال بالدوري، يومها كان اللاعب عبارة عن 3 في 1 ،

- لاعب وسط يراقب أوزيل ويحاول قطع التمريرة الثانية، والكرة الثانية في الضغط مهمة للغاية لأنها التمريرة التي تلي عملية الإستلام .
- لاعب جناح يعاون الظهير الأيسر في المهام الدفاعية وإغلاق الجبهة اليمني لأرسنال المعروفة بقوتها مع انطلاقات سانيا .
- صانع لعب من العمق عند المرتدات، يتقدم في ظهر دفاع أرسنال وفي المساحة بين أرتيتا / ويليشر ورباعي الخلف، ليصنع الفرص ويمرر الكرات .

كوتينهو أقرب إلى الديليفري مان في طريقة لعب الليفر، هو اللاعب الذي يربط بين الدفاع والهجوم وهمزة الوصل الرئيسية في التحولات من الخلف إلى الأمام .


ألين

جوي ألين لاعب ذكي للغاية، مثال للقدرة التقنية في كرة القدم هذه الأيام. إختيار عبقري من رودجرز حينما راهن على هذا اللاعب، لأنه يمتاز بقدرة كبيرة على التمرير وحيازة الإستحواذ، كذلك يضغط بشكل مثالي ويتمركز في المساحات الشاغرة داخل المستطيل الأخضر. هو بإختصار اللاعب الذي يحتاجه أي فريق حديث ينافس على البطولات الكبيرة .

ألين يمرر ويتحرك، من أباطرة إستراتيجية Pass and Move، يمرر كرات سليمة، يصعد من الوسط خلف المهاجم الصريح، ينطلق دوماً في القنوات الفارغة بين لاعبي المنافس. هو يُعطي الليفر ميزة كبيرة أثناء الهجوم ويساهم في زيادة نسبة الإستحواذ على الكرة. في المقابل، يتمتع اللاعب بقوة بصيرة أثناء الدفاع، يقف دوماً في المكان الصحيح ويضغط بقوة على حاكل الكرة .

لذلك ألين مميز في اللعب بالكرة وبدونها، قوي أثناء الحيازة وذكي في التحرك بدون جوهر اللعبة. يستطيع اللعب كلاعب إرتكاز مساند حول الدائرة بالإضافة إلى قوته في التمركز كريشة للوسط حينما تتحول طريقة اللعب إلى الدياموند، ألين وهيندرسون أمام جيرارد وخلف صانع اللعب الهجومي .


ستيرلينج


رحيم ستيرلينج بسرعته وطريقة لعبه هو جناح تقليدي قديم Traditional winger، شاهدنا من قبل من هم على شاكلته حيث السرعة أو الـ pace أهم صفة يمتلكها تقريباً ويلعب أكثر على الخط، خلال المباريات الأخيرة، توظيف روجرز لرحيم أكثر من ممتاز. الرقم 31 يدخل إلى العمق ويصبح قريب جداً من سواريز حيث يستطيع التمرير بشكل أفضل .

رحيم ستيرلينج أقرب إلى المهاجم الثاني أو الـ False 10، سواريز يترك المقدمة ليدخل فيها رحيم. ستيرلينج Interior أو جناح يتحول إلى صناعة اللعب من منتصف الملعب وبالتحديد في منطقة الإرتكاز. بالإضافة إلى تمركزه أعلى الدياموند كلاعب وسط مهاجم من العمق أو صانع لعب خلف الثنائي ستوريدج وسواريز .

الإستفادة من إمكانيات اللاعبين أمر مهم لكن إضافة لمحة جديدة لهم هو النجاح من وجهة نظري، ومدرب ليفربول رودجرز يسير في الإتجاه الصحيح،


SAS

الثنائي ستوريدج وسواريز يقدمان أفضل ثنائية هجومية في أوروبا والعالم خلال هذا الموسم، أهداف بالجملة ومستوى إعجازي خلال المباريات الأخيرة. بعيداً عن لغة الأرقام التي يتفوق فيها الثنائي بلا منافسة، فإن رودجرز طوّر كثيراً من إمكانيات وقدرات مهاجميه على الصعيدين الجماعي والتكتيكي .

ستوريدج لم يعد ذلك اللاعب المراهق الذي يراوغ كثيراً ويقف داخل المنطقة في إنتظار الكرة، أصبح لاعب آخر تماماً. يعود للوسط كي يستلم، ينطلق على الأطراف، يستغل المساحات الشاغرة خلف المدافعين، ويسجل أهداف مهمة خلال المباريات الكبيرة. ستوريدج الآن مهاجم دولي يستحق اللعب في كأس العالم .

بينما سواريز الهداف أصبح أكثر جماعية، يعود إلى الدفاع، يتحول إلى جناح صريح أثناء التحولات الهجومية، يتمركز كمهاجم وكصانع لعب، يسجل ويمرر ويراوغ ويفعل كل شيء في كرة القدم. هو بكل حيادية، اللاعب الأفضل في الدوري الإنجليزي هذا الموسم .


في النهاية، أعيد كلام جوارديولا الذي تحول إلى مشجع بسبب ليفربول حينما قال :

سعيد للغاية بعودتهم إلى دائرة الضوء من جديد، إنهم يقدمون مستوى إعجازي، يستحقون صدارة الدوري ويستحقون المشاركة في دوري الأبطال. أمر رائع للشامبيونز مشاركة فريق مثل ليفربول