تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : > المخالفات على الطرق السريعة ويتجاهل اللوحات > !



االزعيم الهلالي
03-04-2014, 08:50 PM
تشهد الطرق السريعة حركة استثنائية للمسافرين خلال إجازات العام، رغبةً من الأسر في قضاء أوقات جميلة داخل مناطق المملكة، إلاّ أن مستخدم هذه الطرق ومنها على سبيل المثال (طريق الرياض- الدمام) السريع، سيلحظ نقصاً واضحاً في لوحات "ساهر" التي ترشد السائقين عن مخاطر السرعة، ومقدارها، وتنبه بوجود كاميرات ثابتة ومتحركة على جنبات الطريق، إلى جانب لوحات أخرى تنبه السائقين من وجود مرتفع هنا أو منحنى خطر هناك، وذلك كجزء من رسالة "ساهر" التوعوية.

النظام ناجح ولكن لا يزال تطبيق العقوبة أهم من توعية السائقين.. والدليل «طمس اللوحات»

وعلى الرغم من أن "لوحات الطرق" تلعب دوراً مهماً في توجيه السائقين أثناء القيادة، وتحديداً لوحات "ساهر" التي يترتب على مخالفتها عقوبة مادية، إلاّ أن طرقنا -مع الأسف- فقيرة للوحات الإرشادية، خاصة تلك التي تحد من السرعة، مما يجعلها كئيبة ويكسوها التصحر!.


شبر الموسى
أين لوحات ساهر؟

وأكد "شبر الموسى"على أن آلية ساهر باتت عقيمة ولم تحد من السرعة، حيث يلجأ الكثير من السائقين عند مرورهم بجوار الكاميرات إلى تنبيه القادمين من الخلف باستخدام أنوار "الفلشر"، وهذا الأمر أصبح متعارفاً عليه لدى الجميع، كما يحرص آخرون على تحذير السائقين القادمين من المسار الآخر عبر "تكبيس" الأضواء الأمامية.

وقال:"هناك من يطمس لوحة سيارته ثم يزيلها قبل الوصول إلى نقاط التفتيش على الطرق السريعة، حيث يرى بعض السائقين أن هذا التصرف الخاطئ أرحم من دفع مبالغ كبيرة على الطريق قد تساوي أو ربما تزيد عن قيمة التذكرة"، متسائلاً عن لوحات "ساهر" على طريق الرياض-الدمام مثلاً، ولماذا غابت؟، ومن غيّبها؟، وكيف يعرف السائق على الطريق مقدار السرعة؟، ومن ينبهه؟، ذاكراً أن الحل في تكثيف لوحات وكاميرات "ساهر" معاً.


إبراهيم الصقهان
ودعا "إبراهيم الصقهان" -معيد في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن- إلى مضاعفة العقاب على من يُخادع النظام بطمس اللوحات مثلاً أو السرعة الجنونية التي يتجاوز ضررها السائق إلى الآخرين، مطالباً بسحب سيارته، وإيقافه فوراً.

وقال هذه العقوبات على السائقين لا تعفي "ساهر" من مسؤوليته في وضع لوحات إرشادية كافية على الطرق السريعة، موضحاً أن طريقاً مثل الرياض- الدمام لا تكاد وربما تنعدم "لوحات ساهر" رغم أنه يجني أموالاً طائلة، مبدياً ملاحظته في الآونة الأخيرة من قلّة دوريات أمن الطرق التي كانت تنتشر بشكل مكثف في السابق، وكانت تتابع السائقين المخالفين وتقدم خدماتها للمحتاجين، داعياً إلى تكثيف تواجد تلك الدوريات من جديد.


عبدالرحيم بوخمسين
لوحات السرعة أهم

وكشف "عبدالرحيم بن أحمد بوخمسين" -محام وعضو مجلس بلدي سابق- عن قاعدة قانونية في جميع الأنظمة القضائية تنص على أنه لا عقوبة إلاّ بنص، مضيفاً أن "لوحات ساهر" خصوصاً واللوحات الإرشادية عمومية تمثّل نصاً نظامياً يجب اتباعه ولو خالفه السائق يستحق العقوبة وهي المخالفة، مضيفاً أنه لا يجوز تسجيل عقوبة سرعة مثلاً على قائد مركبة دون وضع لوحة إرشادية من "نظام ساهر" تبين مقدار السرعة المتبع في الطريق، داعياً إلى تكثيف اللوحات الإرشادية والتوعوية والتحذيرية من قبل "نظام ساهر".

وقال:"إذا كان قائد المركبة يسير بسرعة عالية وفجأة تعرضت سيارة أمامه لحادث خطير وشاهد أشخاصاً مصابين فإن هذا المشهد سيؤثر غالباً فيه ويجعله يهدئ من سرعته، وسوف تكون قيادته لباقي الطريق معتدلة؛ لأن الحادث أوجد صدمة نفسية أو ربما صار له عبرة"، داعياً إلى وضع السيارات المصدومة بشكل عنيف على الطرق السريعة وداخل المدن وعرضها بشكل متقن لردع المتهورين.

وأضاف أن اللوحات الإرشادية المرورية من أهم عوامل السلامة وهي بمثابة المرشد للقيادة؛ كونها تساعد على توجيه السائق أثناء القيادة، كما أن تواجدها بشكل مستمر ومتواصل في الطرق السريعة يجعل السائق على تواصل دائم مع الطريق، وتكون بمثابة المنبه الدائم له، مشيراً إلى أن طرقنا فقيرة للوحات الإرشادية، ذاكراً أن مخالفة الطرق ليست السرعة فقط، وتحتاج إلى إرشادات وتوعية.


علي السلطان
تكثيف اللوحات

وضمَّ "علي بن حجي السلطان" -عضو المجلس البلدي بالأحساء- صوته مع "عبدالرحيم بوخمسين"، مضيفاً أنه يرى وضع "بنر" يوضح سرعة السيارة وعدد الوفيات، معتبراً أن من شأنه توعية السائقين، وزرع في قلوبهم الحذر من السرعة، مبيناً أن اللوحات الإرشادية والتحذيرية والتوعوية ضرورية جداً على الطرق السريعة؛ لأن البعض يسلكها للمرة الأولى وليس لديه الخبرة الكافية بالطريق ومكامن الخطر، مما يعرضه والراكبين معه أو من حوله للخطر.

وقال إن وجود اللوحات يقلل -بإذن الله تعالى- من عدد الحوادث ويقلص حجم الخسائر البشرية والمادية، مؤكداً على وجود نقص شديد وواضح في اللوحات، معتبراً أن من حقوق السائقين والركاب وجودها على الطريق، متمنياً من الجهات المعنية في وزارة النقل والمرور و"نظام ساهر" إلى زيادة اللوحات الإرشادية، وأن تكون واضحة وبارزة، وأن يتم تزوديها برسومات توضيحية مفهومة.


د.شكري السنان
إخفاقات كثيرة

وقال "د.شكري بن حسن السنان" -أستاذ هندسة النقل والمرور في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن-: إن السلامة المرورية تشتكي إخفاقات عديدة، منها غياب الإدارة التي تتولى كيفية تنظيم الطرق، سواء أكانت في وزارة النقل أو في الأمانات والبلديات، مضيفاً أنه تنقصها المعرفة الدقيقة بآخر ما توصلت إليه التقنية الحديثة في التشغيل المروري الصحيح والسلاسة في الحركة، مبيناً أن المرور في المملكة ينقصه المعرفة والدراية بأمور التقنية والعلم المتخصص، وهنا يدعو الكثير من المتابعين والمهتمين بالشأن المروري إلى الإفادة من الخبرات العلمية المتواجدة في الجامعات السعودية، وعمل توأمة مع الإدارة العامة للمرور لتكون المخرجات هي إحداث نقلة في النظام المروري.


الحوادث المميتة على الطرق بحاجة إلى مزيدٍ من اللوحات الإرشادية
وأبدى استغرابه من ربط حلول جميع المشاكل المرورية ب"ساهر"!، مشيراً إلى أنه في ظل ممارسات السائقين أصبح في حالات كثيرة يشكل خطراً على الآخرين، فربما يفاجأ السائق ب"الكاميرا" فيبادر باستخدام "الفرامل" بشكل مفاجئ، مما يُشكل خطورة على السيارة نفسها كونها مسرعة جداً ويحاول تخفيض السرعة مثلاً من (160كم/س) إلى (120كم/س)، وهذا فيه مخاطرة كبيرة، وقد يؤدي إلى اختلال توازن السيارة ويحدث مالا تحمد عقباه، كذلك هناك خطر على السيارات التي تسير في الخلف، وبشكل عام فإن هذه الظاهرة باتت تشكل إرباكاً واضحاً في مواقع تواجد ساهر.


جعفر السلطان
سلوكيات متنوعة

وأوضح "د.السنان" أن عنصر المفاجأة ضروري في موضوع الرقابة، حيث ينبغي عدم تثبيت موقع ساهر، كون بعض السائقين يضاعفون السرعة في المواقع التي لا يوجد فيها لاختصار الزمن الذي فقدوه خلال تهدئة السرعة، مُشدداً على أهمية زيادة أعداد الكاميرات، مشيراً إلى أن بعض الدول المتقدمة تضع كاميرات مراقبة وهمية، وتنشرها بشكل مكثف لتكون التغطية شاملة للطريق، مبيناً أنه أوجد رصد ساهر السرعة على الطرق السريعة، وحتى داخل المدن سلوكيات متنوعة ومتجددة في التخفي من كاميراته، وتحولت الطرق إلى حالة من الفوضى، فشريحة ليست بالقليلة باتت تغطي أو "تطمس" أو تزيل اللون الأسود من اللوحات؛ لعدم تمكينه من رصد تلك السيارات المسرعة، فما يصل البعض بالقرب من نقطة التنفتيش إلاّ وتراه "يترجل" ليزيل الطامس عن لوحته، ذاكراً أنه تحولت طرقنا إلى حالة من الفوضى، والأمر تعدى ووصل إلى "اليوتيوب" ووسائل التواصل الاجتماعي كل يقدم خبرته وبطولاته في الهروب الناجح من الكاميرا، لافتاً إلى تغطية اللوحات من قبل البعض تعد سلوكيات تدخل فاعليها في جنائيات، مُشدداً على أهمية الحزم والضبط المروري.


«ساهر» نجح في تطبيق العقوبة وأخفق في التوعية
تقنية الأقمار

ولتخفيف الحوادث، اعتبر "د.السنان" أن "ساهر" يُعد نقطة في المحيط بالنسبة للدول المتقدمة، ولابد أن تكون هناك إدارة معنية بالسلامة والتطوير والمراقبة وتطبيق التكنولوجيا، داعياً إلى إنشاء هيئة مختصة بالسلامة المرورية، معيداً تأكيده أن مشكلة الطرق لدينا تكمن في الإدارة والتصميم والتنفيذ، ذاكراً أن في الدول المتقدمة توجد عدة هيئات متخصصة في إدارة الطرق، وأن بقاءنا على الوضع الحالي من عدم وجود إدارة تعنى بالمرور محصلتها النهائية تزايد في أعداد الحوادث، لافتاً إلى أن المرور منشغل ولا يوجد لديه الطاقم الكامل، والقيادة تسودها الفوضى، مطالباً باستخدام تقنية الأقمار الاصطناعية في مراقبة الطرق، مشيراً إلى أنها تقنية مستخدمة في الدول المتقدمة على نطاق واسع، ويمكن استخدامها في متابعة سرعة السيارات ومراقبتها، وكذلك تحديد مواقع الزحام المروري، كما أن هناك إمكانية لاستخدام التقنية في تحسين السير والمراقبة التفاعلية وإرسال رسائل للإشارات المرورية.

المصدر : الرياض نت