المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لله ثم للتاريخ ( كلمة من ابن حجر في حق شيخ الإسلام ابن تيمية



أهــل الحـديث
31-03-2014, 05:50 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بارك الله فيكم .
أزف إلى إخواني في هذا الملتقى الكريم كلمة تكتب بماء الذهب ، بل أغلى وأعلى ، كلمة ربما لها شأن عند من يطعن في هذا الإمام العلم ، شيخ الإسلام ابن تيمية ؛ لأن قائلها يوقرونه ويعتبرونه عالما ، وهو بحق عالم إمام حافظ كبير ومحدث عظيم ، إنه الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله في تقريظ له على الرد الوافر ، لصفي الدين الحنفي البخاري ، وهو مطبوع ، وكذلك موجود في نهاية كتاب : الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر ، وهو مطبوع أيضا . إليكم الكلمة الرائعة التي خرجت من عالم منصف بحق ، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
وقد قام على الشيخ تقي الدين جماعة من العلماء مرارا بسبب أشياء أنكروها عليه من الأصول والفروع وعقدت له بسبب ذلك عدة مجالس بالقاهرة ودمشق ولا يعلم عن أحد منهم أنه أفتى بزندقته ولا حكم بسفك دمه مع شدة المتعصب عليه حينئذ من أهل الدولة حتى حبس بالقاهرة ثم الإسكندرية ومع ذلك فكلهم يعترف بسعة علمه وزهده ووصفه بالسخاء والشجاعة وغير ذلك من قيامه في نصرة الإسلام والدعاء إلى الله تعالى في السر والعلانية فكيف لا ينكر على من أطلق عليه أنه كافر بل من أطلق على من سماه شيخ الإسلام الكفر وليس في تسميته بذلك ما يقتضي ذلك فإنه شيخ مشايخ الإسلام في عصره بلا ريب والمسائل التي أنكرت عليه ما كان يقولها بالتشهي ولا يصر على القول بها بعد قيام الدليل عليه عنادا وهذه تصانيفه طافحة بالرد على من يقول بالتجسيم والتبري منه ومع ذلك فهو بشر يخطئ ويصيب فالذي أصاب فيه وهو الأكثر يستفاد منه ويترحم عليه بسببه والذي أخطأ فيه لا يقلد فيه بل هو معذور لأن علماء الشريعة شهدوا له بأن ادوات الاجتهاد اجتمعت فيه حتى كان أشد المتعصبين عليه العاملين في إيصال الشر إليه وهو الشيخ كمال الدين الزملكاني شهد له بذلك وكذلك الشيخ صدر الدين بن الوكيل الذي لم يثبت لمناظرته غيره ومن أعجب العجب ان هذا الرجل كان من أعظم الناس قياما على أهل البدع من الروافض والحلولية والاتحادية وتصانيفه في ذلك كثيرة شهيرة وفتاويه فيهم لا تدخل تحت الحصر فياقرة أعينهم إذا سمعوا تكفيره وياسرورهم إذا رأوا من يكفره من أهل العلم ، فالواجب على من يلتبس بالعلم وكان له عقل أن يتأمل كلام الرجل من تصانيفه المشهورة أو من السنة من يوثق به من أهل النقل فيفرد من ذلك ما ينكر فليحذر منه قصد النصح ويثني عليه بفضائله فيما أصاب من ذلك كدأب غيره من العلماء الأنجاب ولو لم يكن للشيخ تقي الدين من المناقب إلا تلميذه الشهير الشيخ شمس الدين بن قيم الجوزية صاحب التصانيف النافعة السارة التي انتفع بها الموافق والمخالف لكان غاية في الدلالة على عظيم منزلته فكيف وقد شهد له بالتقدم في العلوم والتمييز في المنطوق والمفهوم ائمة عصره من الشافعية وغيرهم فضلا عن الحنابلة فالذي يطلق عليه مع هذه الأشياء الكفر أو على من سماه شيخ الإسلام لا يلتفت إليه ولا يعول في هذا المقام عليه بل يجب ردعه عن ذلك إلى أن يراجع الحق ويزعن للصواب ، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل ، وحسبنا الله ونعم الوكيل .
قال وكتبه أحمد بن علي بن محمد بن حجر الشافعي عفا الله عنه وذلك في اليوم التاسع من شهر ربيع الأول عام خمسة وثلاثين وثمان مئة حامدا ومصليا على محمد ومسلما هذا آخر كلامه .
سؤال وجوابه للعلامة ابن حجر
ووجد هذا السؤال والأجوبة بخط الشيخ الصالح المفيد محمد شمس الدين ابن المرحوم الشيخ تقي الدين ابن شيخ الإسلام أبي عمر قدس الله روحه وهو هذا بتاريخ عاشر القعدة تسع وأربعين وثمان مئة وجدت بخط لا أدري من سائله ولا من كاتبه وعليه أجوبة بخط من تذكر ومن خطوطهم نقلت وصورة السؤال
ما تقول السادة العلماء أئمة الدين رضي الله عنهم أجمعين في جماعة كانوا قاعدين في مسجد فقال واحد منهم : كان الشيخ تقي الدين ابن تيمية من هذا العلم وما كان في زمانه مثله إلا القليل فقال واحد من الحاضرين هذا كان كافرا وقع منه الكفر في ثلاثين مكانا فحصل عند الجماعة الحاضرين من هذا الكلام حاصل أن يكون الحق مع الأول أو مع من قال إنه كافر ووقع منه الكفر
فبينوا لنا الحق وقد قال الله تعالى { فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون } افتونا مأجورين رحمكم الله تعالى أجمعين
وصورة الجواب
الحمد لله اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك
لا يطلق في ابن تيمية أنه كافر إلا احد رجلين إما كافر حقيقة وإما جاهل بحاله فإن الرجل كان من كبار المسلمين إلا أن له مسائل اختارها من مقالات المسلمين يلزم من بعضها الكفر عند بعض أهل العلم دون بعض ولازم المذهب ليس بمذهب ولم يزل المذكور داعية إلى الإيمان بالله تعالى طول عمره وقد أثنى عليه وعلى علمه ودينه وزهده جميع الطوائف من أهل عصره حتى ممن كان يخالفه في الاعتقاد
والله المستعان
قال وكتبه أحمد بن علي بن حجر الشافعي عفا الله تعالى عنه آمين