المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معنى الأنبياء إخوةٌ من عَلاّتٍ



أهــل الحـديث
30-03-2014, 05:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



بسم الله الرحمن الرحيم


عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( أنا أولى الناسِ بِعِيسَى ابنِ مريمَ في الدنيا و الآخرةِ ، ليس بَيْنِي و بينَهُ نَبِيٌّ ، و الأنْبياءُ أوْلادُ عَلَّاتٍ ؛ أُمَّهاتُهُمْ شَتَّى ، و دِينُهُمْ واحِدٌ.) (الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1452 خلاصة حكم المحدث: صحيح). قال العلماء : أولاد العلات بفتح العين المهملة وتشديد اللام هم الإخوة لأب من أمهات شتى. قلت: أي الأنبياءُ أُخُوَّتُهم هي في النبوة وليس في الدم، فأبوهم في النبوة هو واحد وهو آدم عليه السلام، ولذلك الرسول صلى الله عليه وسلم هو أولى بعيسى عليه السلام لأنه لا يوجد أخٌ نبيٌ يفصل بينهما في بعثة النبوة تماماً كما يفصل الأخ الشقيق في الولادة بين من هو أكبر وأصغر منه من إخوته).

قال جمهور العلماء : معنى الحديث أصل إيمانهم واحد ، وشرائعهم مختلفة ، فإنهم متفقون في أصول التوحيد ، وأما فروع الشرائع فوقع فيها الاختلاف. أي أن جميع الشرائع السماوية تدعو إلى دين الإسلام لأنها جميعها متفقة فيما تدعو إليه من توحيد الله تعالى التوحيد الخالص وعدم الإشراك به، قال تعالى عن نوح عليه السلام : ( فإن توليتم فما سألتكم من أجر إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين ) ( يونس : 72 )، وقال تعالى : ( ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون) ( البقرة : 130 - 132 ) ، وقال تعالى عن يوسف عليه السلام : ( رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين )( يوسف : 101 ) ، وقال تعالى عن موسى عليه السلام (يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين فقالوا على الله توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين ونجنا برحمتك من القوم الكافرين ) (يونس : 84 - 86 ) ، وقال تعالى : ( إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله) (المائدة : 44 ) ، وقال تعالى) ( وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون ) ( المائدة : 111)، ولكنها مختلفة في بعض التشريعات الفرعية حكمةً من الله لإختصاصها بأقوامٍ وأزمانٍ معينةٍ وابتلاءاً لعباده ليتبين المطيع من العاص.

قلت: أي أن الأنبياء جميعَهم بإختلاف ما يُوحي إليهم من شرائع، ينتسبون إلى دينٍ واحدٍ وهو دين الإسلام كما ينتسب الأخوةُ من أمهاتٍ مُختلفاتٍ لأبٍ واحدٍ. ما يفيد أن أصل دعوتهم واحدة وهي دعوة التوحيد مع إختلاف الدعوة التي كُلِفَ النبيُ في تبليغها تماماً كالإخوة من عَلّاتٍ أصلُ منشئهم واحدٌ وهو الأب مع إختلاف الأرحام التي نشأوا منها. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المراجع:
1) موقع إسلام ويب الإلكتروني (www.islamweb.net/mainpage/index.php (http://www.islamweb.net/mainpage/index.php) ).
2) تفسير ابن كثير.

المؤلف: خالد صالح أبودياك.