سليمان
25-08-2007, 03:33 PM
الرياض، خميس مشيط، الدوادمي، وادي الدواسر، رنية: حسن بن مسعد، حامد بن محمد، هادي العصيمي، حسن مسرع، رميزان السبيعي
يعقد وزير الزراعة الدكتور فهد بن عبدالرحمن بالغنيم ظهر اليوم بمقر الوزارة بالرياض مؤتمرا صحفياً لإلقاء الضوء على أزمة نفوق الإبل وما استجد حولها في محافظة وادي الدواسر وبعض المحافظات الأخرى بمناطق المملكة.
ويأتي المؤتمر عقب 15 يوما عاش فيها ملاك الإبل وأهالي البادية والمهتمون بالإبل في البلاد حيرة واسعة، وذلك بعد أول حالة نفوق انفردت بنشرها "الوطن" بعنوان "نفوق 30 رأسا من الإبل وإصابة 500 بسبب مرض غامض في الدواسر" (السبت 11 أغسطس 2007).
وينتظر أن يحل المؤتمر الصحفي اللغز الذي رافق إصابة مئات من الإبل ونفوق أكثر من 1200 رأس توزعت على وادي الدواسر والسليل ورنية التابعة للطائف وتثليث بمحافطة بيشة ويدمة وحبونا بمنطقة نجران وجازان.
ورغم حالة التكتم التي تسود قطاعات وزارة الزراعة بالمملكة قبل ظهور النتائج النهائية للتحقيقات الجارية بشأن الكارثة التي لحقت بالإبل، إلا أن التصريحات المتواترة لمسؤولي الوزارة، والتي بدت متضاربة بالنسبة لكثير من ملاك وأصحاب الإبل والمهتمين بالحادثة، توجهت صوب تبرئة صوامع الغلال ومطاحن الدقيق في خميس مشيط، والتأكيد على أن النخالة الصادرة منها هي العامل المشترك في كل حالات إصابة ونفوق الإبل في البلاد.
وفقا لذلك، ولإفادات مصادر خاصة بـ"الوطن"، بدا أن النتائج التي سيعلنها وزير الزراعة اليوم ستدور حول أن التسمم طرأ على النخالة عقب خروجها من معامل صوامع خميس مشيط، فيما دار الاشتباه منذ البداية بين طريقة تخزين كميات النخالة بالصوامع عقب ذلك، وضلوع عمال يتبعون لأحد كبار الموردين في أعمال أدت إلى تسمم النخالة، يشتبه بكونها تخزيناً غير صحي للكميات التي اشتروها من الصوامع أثناء رواج سوق الشعير، ثم إعادة بيعها بعدما شهد السوق ارتفاعا في الأسعار لصالح أسعار النخالة.
وأشارت المصادر إلى أن المورد وعمالا تابعين له أخضعوا للتحقيق مبكرا طوال الأسبوعين اللذين تبعا أول حالات الإصابة والنفوق في وادي الدواسر.
وواجهت "الوطن" ما وثقته لها مصادرها بمدير صوامع الغلال ومطاحن الدقيق بخميس مشيط محمد عبدالله القحطاني، الذي قال إن الصوامع في الفترة السابقة لم تشهد ارتفاعا في طلبات شراء النخالة كما هو الآن، مضيفا أن ذلك يعود إلى توفر البديل في الأسواق وقتذاك وهو "الشعير".
وقال القحطاني: عندما كانت الصوامع تنتج كميات كبيرة من النخالة وليس هناك طلب عليها نقوم بتخزينها في المخازن الحديدية وتتكدس لدينا كميات كبيرة منها، ووصلت بنا الرغبة الأكيدة في تصريف كميات النخالة المتكدسة لإحلال أكياس النخالة الجديدة مكانها، إذ قمنا بتخفيض سعر الكيس إلى سعر يتراوح بين خمسة وستة ريالات، ولا يعني هذا أن لدينا خللا في المنتج.
ولم يستبعد القحطاني تعمد بعض التجار شراء كميات كبيرة من النخالة وتخزينها لفترة من الزمن حتى ارتفاع سعرها، قائلا: هذا ملاحظ دائما والصوامع لدينا تبيع في الوقت الحالي ما يعادل حمولة 400 إلى 500 سيارة في اليوم.
وإذ يصطدم تصريح القحطاني حول بيع كميات كبيرة بالشروط المقيدة لعمل الصوامع، والمحددة للكميات المصرفة منها، سألت "الوطن" مدير صوامع الخميس عن كيفية بيع كميات كبيرة للتجار فيما أن آلية البيع لدى الصوامع خاضعة لشروط من ضمنها "بروات الزكاة" سواء للأغنام أو الإبل مما يجعل لكل بروة كمية محددة تقابلها، أجاب: نعاني كغيرنا من الإحراج من قبل بعض المواطنين ونقوم بزيادة الكمية لكبار السن في حدود المعقول.
إلى ذلك، خصص أئمة بعض جوامع وادي الدواسر خطبتهم ليوم الجمعة أمس للحديث عن مكرمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لأصحاب الإبل النافقة بتعويضهم مادياً، طالبين من ملاك الإبل تحري الصدق في الإبلاغ عن أعداد الإبل النافقة لديهم، ومراعاة الله في ذلك.
وصرح مدير قسم صحة البيئة في بلدية وادي الدواسر المكلف فهيد الشمري بأن لجنه حرق الإبل النافقة وطمرها واصلت أعمالها أمس حيث وصل عدد الإبل النافقة والتي تم إحراقها في الوادي حتى أمس إلى أكثر من 800.
وقال الشمري إن الرقابة مستمرة على محال الجزارة لضمان عدم استغلالها لحوم الإبل النافقة والمصابة في بيعها على أنها سليمة، مشددا على أن هناك عقوبات تصل إلى السجن وإغلاق المحل.
وأمس أيضا، سجلت وادي الدواسر حالات إضافية لنفوق إبل كاملة لمواطنين، إذ نفقت لدى المواطن ماجد فرج آل أبو سباع كافة إبله وعددها 60، فيما خسر المواطن علوش مترك آل أبو سباع كل ثروته من الإبل بنفوق الـ80 رأسا التي لديه.
وفي الدوادمي، نفى مدير عام الزراعة المكلف بالدوادمي لافي العصيمي أن يكون قد ورد إلى إدارته أي بلاغ بنفوق إبل في المحافظة، وقال: لم تردنا أي شكوى بالنفوق أو الإصابة من أحد.
وكانت الأوساط الاجتماعية قد تداولت خبر نفوق عدد من الإبل عند عدد من المواطنين بالمحافظة، وقد أجرت "الوطن" اتصالا بأحد ملاك الإبل والذي أكد أن مجموعة من إبله أصيبت بمرض النحاز، وهو مرض معروف لدى ملاك الإبل، وجرت معالجتها وتماثلت للشفاء ولم تكن تعاني من المرض المنتشر في المناطق التي نفقت بها عدداً من الإبل.
وفي رنية، توقفت أمس حالات نفوق الإبل لأول مرة منذ أسبوعين، حيث لم تتلق لجنة حصر الجمال النافقة أي بلاغ حول نفوق أو إصابة أعداد جديدة من الإبل.
وبين عضو اللجنة محمد عمر السبيعي أن ذلك ربما يكون مؤشرا لانفراج الأزمة وتوقف الإصابة، وربما يكون السبب في ذلك هو اعتقاد المواطنين أن اللجنة لا تعمل يوم الجمعة.
وتوقع السبيعي أن تزداد أعداد الإبل النافقة نظراً لأن بعض الجمال المصابة والتي عاينتها اللجنة أثناء جولاتها يوم أول من أمس وقبله كانت حالتها سيئة ويعد موتها نتيجة شبه مؤكدة.
وأشار السبيعي إلى أن عدد النافقة لا يزال 590 والمصابة 592، مضيفا أن عمليات التخلص من الإبل النافقة مستمر في المواقع القريبة من محافظة رنية "وبعد ذلك تتجه اللجنة إلى البادية وإكمال عملية التخلص من الإبل النافقة بالحرق ثم بالطمر".
إلى ذلك، أفرجت شرطة رنية أمس عن شاحنة محملة بالنخالة تم حجزها منذ أكثر من عشرة أيام.
وبين الملازم ماهر الثمالي أن الإفراج عن الشاحنة تم بتوجيه من المحافظة بعد ثبوت نظامية أوراق حمولتها، مشيرا إلى أن بيع النخالة لا يزال محظورا في رنية، داعيا المواطنين إلى الإبلاغ عن أي حالات بيع في المحافظة.
هذا ولحقت الكارثة بنحو 50 مواطنا وأسرة في رنية من ملاك الإبل.
http://www.alwatan.com.sa/news/images/newsimages/2521/2508.nat.p11.n300.jpg
المصدر
http://www.alwatan.com.sa/news/images/alwatan_logo.gif
يعقد وزير الزراعة الدكتور فهد بن عبدالرحمن بالغنيم ظهر اليوم بمقر الوزارة بالرياض مؤتمرا صحفياً لإلقاء الضوء على أزمة نفوق الإبل وما استجد حولها في محافظة وادي الدواسر وبعض المحافظات الأخرى بمناطق المملكة.
ويأتي المؤتمر عقب 15 يوما عاش فيها ملاك الإبل وأهالي البادية والمهتمون بالإبل في البلاد حيرة واسعة، وذلك بعد أول حالة نفوق انفردت بنشرها "الوطن" بعنوان "نفوق 30 رأسا من الإبل وإصابة 500 بسبب مرض غامض في الدواسر" (السبت 11 أغسطس 2007).
وينتظر أن يحل المؤتمر الصحفي اللغز الذي رافق إصابة مئات من الإبل ونفوق أكثر من 1200 رأس توزعت على وادي الدواسر والسليل ورنية التابعة للطائف وتثليث بمحافطة بيشة ويدمة وحبونا بمنطقة نجران وجازان.
ورغم حالة التكتم التي تسود قطاعات وزارة الزراعة بالمملكة قبل ظهور النتائج النهائية للتحقيقات الجارية بشأن الكارثة التي لحقت بالإبل، إلا أن التصريحات المتواترة لمسؤولي الوزارة، والتي بدت متضاربة بالنسبة لكثير من ملاك وأصحاب الإبل والمهتمين بالحادثة، توجهت صوب تبرئة صوامع الغلال ومطاحن الدقيق في خميس مشيط، والتأكيد على أن النخالة الصادرة منها هي العامل المشترك في كل حالات إصابة ونفوق الإبل في البلاد.
وفقا لذلك، ولإفادات مصادر خاصة بـ"الوطن"، بدا أن النتائج التي سيعلنها وزير الزراعة اليوم ستدور حول أن التسمم طرأ على النخالة عقب خروجها من معامل صوامع خميس مشيط، فيما دار الاشتباه منذ البداية بين طريقة تخزين كميات النخالة بالصوامع عقب ذلك، وضلوع عمال يتبعون لأحد كبار الموردين في أعمال أدت إلى تسمم النخالة، يشتبه بكونها تخزيناً غير صحي للكميات التي اشتروها من الصوامع أثناء رواج سوق الشعير، ثم إعادة بيعها بعدما شهد السوق ارتفاعا في الأسعار لصالح أسعار النخالة.
وأشارت المصادر إلى أن المورد وعمالا تابعين له أخضعوا للتحقيق مبكرا طوال الأسبوعين اللذين تبعا أول حالات الإصابة والنفوق في وادي الدواسر.
وواجهت "الوطن" ما وثقته لها مصادرها بمدير صوامع الغلال ومطاحن الدقيق بخميس مشيط محمد عبدالله القحطاني، الذي قال إن الصوامع في الفترة السابقة لم تشهد ارتفاعا في طلبات شراء النخالة كما هو الآن، مضيفا أن ذلك يعود إلى توفر البديل في الأسواق وقتذاك وهو "الشعير".
وقال القحطاني: عندما كانت الصوامع تنتج كميات كبيرة من النخالة وليس هناك طلب عليها نقوم بتخزينها في المخازن الحديدية وتتكدس لدينا كميات كبيرة منها، ووصلت بنا الرغبة الأكيدة في تصريف كميات النخالة المتكدسة لإحلال أكياس النخالة الجديدة مكانها، إذ قمنا بتخفيض سعر الكيس إلى سعر يتراوح بين خمسة وستة ريالات، ولا يعني هذا أن لدينا خللا في المنتج.
ولم يستبعد القحطاني تعمد بعض التجار شراء كميات كبيرة من النخالة وتخزينها لفترة من الزمن حتى ارتفاع سعرها، قائلا: هذا ملاحظ دائما والصوامع لدينا تبيع في الوقت الحالي ما يعادل حمولة 400 إلى 500 سيارة في اليوم.
وإذ يصطدم تصريح القحطاني حول بيع كميات كبيرة بالشروط المقيدة لعمل الصوامع، والمحددة للكميات المصرفة منها، سألت "الوطن" مدير صوامع الخميس عن كيفية بيع كميات كبيرة للتجار فيما أن آلية البيع لدى الصوامع خاضعة لشروط من ضمنها "بروات الزكاة" سواء للأغنام أو الإبل مما يجعل لكل بروة كمية محددة تقابلها، أجاب: نعاني كغيرنا من الإحراج من قبل بعض المواطنين ونقوم بزيادة الكمية لكبار السن في حدود المعقول.
إلى ذلك، خصص أئمة بعض جوامع وادي الدواسر خطبتهم ليوم الجمعة أمس للحديث عن مكرمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لأصحاب الإبل النافقة بتعويضهم مادياً، طالبين من ملاك الإبل تحري الصدق في الإبلاغ عن أعداد الإبل النافقة لديهم، ومراعاة الله في ذلك.
وصرح مدير قسم صحة البيئة في بلدية وادي الدواسر المكلف فهيد الشمري بأن لجنه حرق الإبل النافقة وطمرها واصلت أعمالها أمس حيث وصل عدد الإبل النافقة والتي تم إحراقها في الوادي حتى أمس إلى أكثر من 800.
وقال الشمري إن الرقابة مستمرة على محال الجزارة لضمان عدم استغلالها لحوم الإبل النافقة والمصابة في بيعها على أنها سليمة، مشددا على أن هناك عقوبات تصل إلى السجن وإغلاق المحل.
وأمس أيضا، سجلت وادي الدواسر حالات إضافية لنفوق إبل كاملة لمواطنين، إذ نفقت لدى المواطن ماجد فرج آل أبو سباع كافة إبله وعددها 60، فيما خسر المواطن علوش مترك آل أبو سباع كل ثروته من الإبل بنفوق الـ80 رأسا التي لديه.
وفي الدوادمي، نفى مدير عام الزراعة المكلف بالدوادمي لافي العصيمي أن يكون قد ورد إلى إدارته أي بلاغ بنفوق إبل في المحافظة، وقال: لم تردنا أي شكوى بالنفوق أو الإصابة من أحد.
وكانت الأوساط الاجتماعية قد تداولت خبر نفوق عدد من الإبل عند عدد من المواطنين بالمحافظة، وقد أجرت "الوطن" اتصالا بأحد ملاك الإبل والذي أكد أن مجموعة من إبله أصيبت بمرض النحاز، وهو مرض معروف لدى ملاك الإبل، وجرت معالجتها وتماثلت للشفاء ولم تكن تعاني من المرض المنتشر في المناطق التي نفقت بها عدداً من الإبل.
وفي رنية، توقفت أمس حالات نفوق الإبل لأول مرة منذ أسبوعين، حيث لم تتلق لجنة حصر الجمال النافقة أي بلاغ حول نفوق أو إصابة أعداد جديدة من الإبل.
وبين عضو اللجنة محمد عمر السبيعي أن ذلك ربما يكون مؤشرا لانفراج الأزمة وتوقف الإصابة، وربما يكون السبب في ذلك هو اعتقاد المواطنين أن اللجنة لا تعمل يوم الجمعة.
وتوقع السبيعي أن تزداد أعداد الإبل النافقة نظراً لأن بعض الجمال المصابة والتي عاينتها اللجنة أثناء جولاتها يوم أول من أمس وقبله كانت حالتها سيئة ويعد موتها نتيجة شبه مؤكدة.
وأشار السبيعي إلى أن عدد النافقة لا يزال 590 والمصابة 592، مضيفا أن عمليات التخلص من الإبل النافقة مستمر في المواقع القريبة من محافظة رنية "وبعد ذلك تتجه اللجنة إلى البادية وإكمال عملية التخلص من الإبل النافقة بالحرق ثم بالطمر".
إلى ذلك، أفرجت شرطة رنية أمس عن شاحنة محملة بالنخالة تم حجزها منذ أكثر من عشرة أيام.
وبين الملازم ماهر الثمالي أن الإفراج عن الشاحنة تم بتوجيه من المحافظة بعد ثبوت نظامية أوراق حمولتها، مشيرا إلى أن بيع النخالة لا يزال محظورا في رنية، داعيا المواطنين إلى الإبلاغ عن أي حالات بيع في المحافظة.
هذا ولحقت الكارثة بنحو 50 مواطنا وأسرة في رنية من ملاك الإبل.
http://www.alwatan.com.sa/news/images/newsimages/2521/2508.nat.p11.n300.jpg
المصدر
http://www.alwatan.com.sa/news/images/alwatan_logo.gif