المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فهل إلى خروج من سبيل



أهــل الحـديث
29-03-2014, 12:20 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


نحن متفقون جميعا على أنه لن يصلح آخر هذه الأمة إﻻ ما أصلح أولها
فهل استطعنا فعﻻ أن نفوز بالتربية الإيمانية الصحيحة القويمة التى تمكننا من تحمل أمر هذا الدين؟-كما تحصل عليها الرعيل الأول-
أم فشلنا فى ذلك؟
و إذا كنا فشلنا فما السبب فى ذلك؟
الفشل قد يكون لعدة أسباب: منها
1-غياب العالم المربي - أقصد به الملم بالتربية و أساليبها و أدواتها و مراحلها-للأكثرية من شباب المسلمين
و هذا الغياب يتسبب فيه عوامل عدة منها عدم توفر عدد كاف من المربين لاحتواء كل هذا العدد من الشباب المسلم-نقص كمى-
و أيضا منها تدخل الأنظمة و الدول لمنع هذا التواصل و العﻻقة بين العلماء و بين الشباب المسلم
ومنها تصديرها-أى الأنظمة-لمن ﻻ يصلح لتربية صحيحة للشباب
2-عدم إلمام المتصدرين للتربية بجوانب التربية الكاملة ، فإن أحاط بجزء أخل بجزء آخر-نقص كيفى- .

لذلك هل نبدأ من جديد و نعود إلى مرحلة التربية الإيمانية للشخصية المسلمة لنكون بعدها على مقدرة من إنجاز هم الدين؟
و إذا سلكنا هذا السبيل هل سنعود لنجد نفس المعوقات؟
فندور فى حلقة مفرغة!
فكيف هو الطريق إذا لإنجاز المطلوب؟
وما هو الخلل السابق الواجب تجنبه؟
-دائما هناك من يتحدث بأننا فى حالة الإستضعاف و لنا فى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة فى فترة ما قبل الهجرة فﻻبد من تقوية الإيمان و بناء الشخصية الإيمانية لكل فرد قبل السعى فى إنجاز هم الدين-وهذا قول حق- ولكن هناك سؤال:
هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يدبر و يخطط لأحداث سيرته و حياته كما جرت، أم كان الأمر بتدبير إلهى؟
-كان النبى يأخذ بكل الأسباب المتاحة فى تربية أصحابه و نشر دعوته - ففى وقت تربيته لهم كان يسعى لكسب أقواما يمنعونه و أصحابه و يتقوى بهم فى نشر دعوته و إقامة دينه فى الناس ، حتى يسر الله له أهل يثرب -الأنصار- ثم مره بالهجرة إليهم
الغرض من إقتباس جزء من السيرة هنا هو توضيح أننا لسنا فى زمان وحى ننتظر أوامره المتجددة مع مرور الوقت
و لكن لدينا سيرة كاملة لنأخذ بها- كخريطة طريق- توضح لنا الطريق المطلوب سلوكه لنسير عليه
فنجد فيها فترة التربية الإيمانية و زرعها فى قلوب الصحابة و الدعوة الى الله بكل السبل او الوسائل الممكنة من حكمة و لين و رفق و صبر و سر و جهر ثم جاءت بعدها الهجرة لتجميع القوى و الطاقات و الإمكانيات لبناء المجتمع المسلم بعيدا عن أى تهديد و محاوﻻت لهدم البناء فى أوله ، ثم جاء بعدها الجهاد للدفاع ثم لنشر الدين.
فهل من يحدثنا أننا ما زلنا فى فترة ما قبل الهجرة وضع أمام ناظريه هذه الخريطة و أن بعدها هجرة ؟ و بعد الهجرة جهاد و قتال؟
أم يستشهد و يتحدث عن جزء من السيرة يأخذ به فى تربيته و يتجاهل أجزاء؟
قال تعالى ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتى هى أحسن ) النحل 125
و قال تعالى ( ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا و صبروا... ) النحل 110
و قال تعالى ( يا أيها النبي جاهد الكفار و المنافقين و اغلظ عليهم ) التوبة 73
و قال تعالى ( و قاتلوهم حتى ﻻ تكون فتنة و يكون الدين كله لله ) الأنفال 39

و هناك تساؤل هل مازال هناك هجرة؟ أو مكان يهاجر إليه؟ أو إمكانية ذلك من الأساس؟
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( ﻻ هجرة بعد الفتح)
و بدون معارضة مع قوله صلى الله عليه وسلم ( و المهاجر من هجر ما نهى الله عنه ) ﻷن المقصد من الهجرة فى كﻻمى الهجرة بمعناها الشرعى الإصطﻻحى و ليس المعنى المجازى.
فإن كانت الهجرة غير جائزة؟ أو غير ممكنة؟ فماذا بعد ؟!
سؤال يحتاج الى جواب شاف ، فنحن هنا نتكلم عن سيرة نريد إتباعها للتمكين وإنجاز هم الدين
و لنكون فى صورة مجملة من مراحل خارطة الطريق التى تركها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسيرته و نسعى جميعا لتطبيقها لحصول التمكين-بل كلنا مجمعون على أنها السبيل لإنجاز هذا الهم العظيم -
فإن دعوته صلى الله عليه وسلم مرت بمراحل و هى :

1- الدعوة السرية (و استمرت الى السنة الثالثة من البعثة)
2-الدعوة جهرا ( و استمرت الى الهجرة )
3-الدعوة جهرا مع قتال المبتدئين بالعدوان ( من الهجرة و حتى صلح الحديبية )
4- الدعوة جهراً مع قتال من يقف فى طريق الدعوة
هذه هى سيرته و خارطة طريقه المرسومة - و ليست دعوة فقط فى زمن الإستضعاف قبل الهجرة-.
فهل كل من يدعو-بل يجهد فى إثبات ذلك- االى أن نصبر و نظل نتعلم فقط لأننا فى مرحلة ما قبل الهجرة مرحلة الإستضعاف -يؤسس فى تربيته للشباب مراحل السيرة كلها و عنده من التصور لخطوات و مراحل السيرة النبوية لتنفيذها
أم يتكلم ببعض الأمر و يترك بعضه-أو يكتمه !-؟
أرى -والله أعلم- من هنا الخلل فى تربيتنا الإيمانية التى نشأنا فيها سابقا- من عدم توفر المربي العالم- و ما يدعونا إليه البعض حاليا
و الله المستعان
كتبه أبو منصور السندى
24/5/1435
الموافق 25/3/2014