المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وهصت بخرص الرمح مقلة عامر *** فأضحى بخيصاً في الفوارس أعورا....لمذحج على بني عامر



أهــل الحـديث
26-03-2014, 04:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم





قال مسهر بن يزيد الحارثي:

وهصت بخرص الرمح مقلة عامر ... فأضحى بخيصاً في الفوارس أعورا
وغادر فينا رمحه وسلاحه ... وأدبر يدعو في الهوالك جعفرا
وكنا إذا قيسية ذهبت بنا ... جرى دمعها من عينها فتحدرا
مخافة ما لاقت حليلة عامر ... من الشر إذ سربالها قد تعفرا



قال الحرمازي: مسهر بن يزيد الحارثي: وكان مسهر وطفيل ومعاوية بنو زيد من فرسان العرب، فقال أبو بكر عن أبيه عن الأثرم مسهر حارثي، قال: وقال ابن الكلبي: ذكر علماء من قضاعة قالوا كان مسهر بن يزيد الحارثي بن عبد يغوث بن صلاءة فارسًا شريفًا وهو أخو طفيل اللجلاج بن يزيد. قد جنى جنايةً في قومه فلحق ببني عامر فحالفهم فشهد معهم يوم فيف الريح. وذكر شيئًا مما روى الحرمازي. غيره قال: كان عامر يتعاهد القوم يومئذٍ فيقول: يا فلان والله ما رأيتك فعلت شيئًا، فيقول له الرجل الذي قد أبلى، انظر إلى سيفي وما فيه وإلى سناني وما فيهما وإن مسهرا أقبل في الهيئة فقال يا أبا علي انظر إلى ما صنعت بالقوم انظر إلى رمحي وسناني حتى أقبل عليه عامر وأمكنه فوجأه بالرمح في وجنته ففلق الوجنة وانشقت عين عامر ففقأها، وخلى مسهر الرمح في عينه وضرب فرسه فلحق بقومه، وإنما دعا مسهرًا إلى الغدر بعامر أنه كان يراه وما يصنع بقومه. فقال هذا والله مبير قومي، فطعنه أسفًا وغيظًا عليه.




وذلك في يوم

فيف الريح


وخبره التالي:


كانت بنو عامر تطلب بني الحارث بن كعب بأوتار كثيرة ،

فجمع لهم الحصين بن يزيد بن شداد بن قنان الحارثي ، وهو ذو الغصة ،

واستعان بجعفي وزبيد وقبائل سعد العشيرة (وهؤلاء كلهم بطون في مذحج)
ومراد ( في كهلان)
ونهد وصداء (في قضاعة)
وخثعم (في كهلان)...وهي ثلاث بطون (شهران وناهس .وأكلب)

ثم أقبلوا يريدون بني عامر وهم منتجعون مكانا يقال له فيف الريح ،

ومع مذحج النساء والذراري حتى لا يفروا .

فاجتمعت بنو عامر ،

فقال لهم عامر بن الطفيل :
أغيروا بنا على القوم ، فإني أرجو أن نأخذ غنائمهم ونسبي نساءهم ، ولا تدعوهم يدخلون عليكم .
فأجابوه إلى ذلك وساروا إليهم .
فلما دنوا من بني الحارث ومذحج
ومن معهم
أخبرتهم عيونهم وعادت إليهم مشايخهم ،
فحذروا فالتقوا فاقتتلوا قتالا شديدا ثلاثة أيام
يغادونهم القتال بفيف الريح ،

فالتقى الصميل بن الأعور الكلابي وعمرو بن صبيح النهدي ،
فطعنه عمرو ،
فاعتنق الصميل فرسه وعاد
، فلقيه رجل من خثعم فقتله وأخذ درعه وفرسه .

وشهدت بنو نمير يومئذ مع عامر بن الطفيل فأبلوا بلاء حسنا ،
وسموا ذلك اليوم حريجة الطعان لأنهم اجتمعوا برماحهم فصاروا بمنزلة الحرجة ، وهي شجر مجتمع .

وسبب اجتماعهم أن بني عامر جالوا جولة إلى موضع يقال له العرقوب ،
والتفت عامر بن الطفيل فسأل عن بني نمير فوجدهم قد تخلفوا في المعركة ،
فرجع وهو يصيح : يا صباحاه ! يا نميراه ! ولا نمير لي بعد اليوم !
حتى اقتحم فرسه وسط القوم
، فقويت نفوسهم ،
وعادت بنو عامر
وقد طعن عامر بن الطفيل ما بين ثغرة نحره إلى سرته عشرين طعنة .
وكان عامر في ذلك اليوم يتعهد الناس
فيقول : يا فلان ما رأيتك فعلت شيئا ،
فمن أبلى فليرني سيفه أو رمحه ،
ومن لم يبل شيئا تقدم فأبلى ،
فكان كل من أبلى بلاء حسنا أتاه ،
فأراه الدم على سنان رمحه أو سيفه ،

فأتاه رجل من الحارثيين اسمه مسهر ،
فقال له : يا أبا علي انظر ما صنعت بالقوم !
انظر إلى رمحي !
فلما أقبل عليه عامر لينظر ،
وجأه بالرمح في وجنته ففلقها
وفقأ عينه وترك رمحه وعاد إلى قومه .
وإنما دعاه إلى ذلك ما رآه يفعل بقومه ،
فقال : هذا والله مبير قومي !

وقال مسهر:
وهصت بخرص الرمح مقلة عامر ... فأضحى بخيصاً في الفوارس أعورا
وغادر فينا رمحه وسلاحه ... وأدبر يدعو في الهوالك جعفرا
وكنا إذا قيسية ذهبت بنا ... جرى دمعها من عينها فتحدرا
مخافة ما لاقت حليلة عامر ... من الشر إذ سربالها قد تعفرا



فقال عامر بن الطفيل :

لَعَمْرِي وما عَمْرِي عليَّ بِهَيِّنٍ ** لقَدْ شَانَ حُرَّ الوَجْهِ طعْنَةً مسْهِرِ
فَبِئْسَ الفَتَى إِن كُنْتُ أَعْوَرَ عاقِراً ** جَباناً فَما عُذْرِي لدى كُلِّ مَحْضَرِ
وقد عَلِمُوا أَنِّي أَكُرُّ عليهمُ ** عَشِيَّةَ فَيْف الرِّيح كَرَّ المُدَوِّرِ
وما رِمْتُ حتي بلَّ نَحْري وصَدْرَهُ ** نَجيعٌ كَهُدَّابِ الدِّمَقْسِ المُسيَّرِ
أَقُولُ لِنَفْسِ لا يُجادُ بِمِثْلِها ** أَقِلِّي المِراحَ إِنَّنِي غيرُ مُقْصِرِ
فلو كانَ جَمْعٌ مثلُنا لم نُبالِهِمْ *** ولكِنْ أَتَتْنا أُسْرَةٌ ذاتُ مَفْخَرِ
فَجَاؤُوا بِشهرانِ العَرِيضَةِ كُلِّها *** وأَكْلُبَ طُرًّا في لباسِ السَّنَوَّرِ

وأسرت بنو عامر يومئذ سيد مراد جريحا ، فلما برأ من جراحته أطلق .

وممن أبلى يومئذ أربد بن قيس بن حر بن خالد بن جعفر ، وعبيد بن شريح بن الأحوص بن جعفر .

وقال لبيد بن ربيعة ، ويقال إنها لعامر بن الطفيل :




أتونا بشهران العريضة كلها ** وأكلبها في مثل بكر بن وائل


فبتنا ومن ينزل به مثل ضيفنا ** يبت عن قرى أضيافه غير غافل

أعاذل لو كان البداد لقوبلوا ** ولكن أتانا كل جن وخابل


وخثعم حي يعدلون بمذحج فهل ** نحن إلا مثل إحدى القبائل



...............
الكامل في التاريخ لابن الأثير
سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب