المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هجاء البخيل.......نوالك دونه خرط القتاد *****وخبزك كالثّريا في البعاد



أهــل الحـديث
25-03-2014, 05:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




قال أحدهم في بخيل

نوالك دونه خرط القتاد ... وخبزك كالثّريا في البعاد
ولو أبصرت ضيفا في منام ... لحرّمت المنام الى التّنادى
أرى عمر الرغيف يطول جدّا ... لديك كأنّه من قوم عاد
وما أهجوك أنك كفء شعرى ... ولكنّى هجوتك للكساد



وقال آخر
آخرضفت عمرا فجاءنى برغيف ... زادنى أكله على الجوع جوعا
ثم ولىّ يقول وهو كئيب: ... لهف نفسى على رغيف أضيعا
كان خدّاعة الضيوف ولكن ... ربما أصبح الخدوع خديعا
كنت أنزلته محلّا رفيعا ... فغدا ذلك الرفيع وضيعا
عجبا منه إذ أبيح حماه ... كيف لم يمتنع وكان منيعا

وقال آخر
أرى ضيفك في الدر ... وكرب الموت يغشاه
على خبزك مكتوب: «فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ»

وقال بشّار
وضيف عمرو وعمرو يسهران معا ... عمرو لبطنته والضيف للجوع

وقال العسكرىّ
قد كان للمال ربّا ... فصار بالبخل عبده
وصحّف الصّيف ضيفا....فراح يلطم خدّه



وقال أبو نواس
في إسماعيل بن نوبخت.
بعد أن نصب إسماعيل في صحن داره طارمة،
واصطبح فيها أربعين يوما ومعه جماعة،
منهم أبو نواس،
فبلغت نفقته اربعين ألف درهم،

ثم قال بعد ذلك

خبز إسماعيل كالوشى ... إذا ما شقّ يرفا
عجبا من أثر الصنعة ... فيه كيف تخفى؟
إنّ رفّاءك هذا ... ألطف الأمة كفّا
فإذا ألصق بالنصف ... من الجردق نصفا
الطف الصنعة حتّى ... ما ترى مطعن إشفى
مثل ما جاء من التّنّور ... ما غادر حرفا
وله في الماء أيضا ... عمل أبدع ظرفا
مزجه العذب بماء البئر ... كى يزداد ضعفا
فهو لا يسقيك منه ... مثل ما يشرب صرفا

وقال فيه

على خبز إسماعيل واقية البخل ... فقد حلّ في دار الأمان من الأكل
وما خبزه إلا كعنقاء مغرب ... يصوّر في بسط الملوك وفي المثل
يحدّث عنها الناس من غير رؤية ... سوى صورة ما إن تمرّ ولا تحلى
وما خبزه إلا كآوى يرى ابنه ... ولم ير آوى في الحزون وفي السّهل
وما خبزه إلا كليب بن وائل ... ليالى يحمى عزّه منبت البقل
وإذ هو لا يستبّ خصمان عنده ... ولا الصوت مرفوع بجدّ ولا هزل
فإن خبز إسماعيل حلّ به الذى ... أصاب كليبا لم يكن ذاك عن ذلّ
ولكن قضاء ليس يسطاع ردّه ... بحيلة ذى مكر ولا دهي ذى عقل

وقال ابن الرومىّ

بخيل يصوّم أضيافه ... ويبخل عنهم بأجر الصيام
بدسّ الغلام فيوليهم ... هوانا فيشتم مولى الغلام
فهم مفطرون وهم صائمون ... وما يطعمون وهم في أثام
فيحتال بخلا لأن يفطرون ... على رفث القول دون الطّعام

وقال أحمد بن كشاجم

صديق لنا من أبرع الناس في البخل ... وأفضلهم فيه وليس بذى فضل
دعانى كما يدعو الصديق صديقه ... فجئت كما يأتى إلى مثله مثلى
فلما جلسنا للطعام رأيته ... يرى أنه من بعض أعضائه أكلى
ويغتاظ أحيانا ويشتم عبده ... وأعلم أن الغيظ والشتم من أجلى
فأقبلت أستلّ الغداء مخافة ... وألحاظ عينيه رقيب على فعلى
أمدّ يدى سرا لأسرق لقمة ... فيلحظنى شزرا فأعبث بالبقل
إلى أن جنت كفّى لحتفى جناية ... وذلك أن الجوع أعدمنى عقلى
فجرّت يدى للحين رجل دجاجة ... فجرّت كما جرّت يدى رجلها رجلى
وقدّم من بعد الطعام حلاوة ... فلم أستطع فيها أمرّ ولا أحلى
وقمت لو انّى كنت بيّت نيّة ... ربحت ثواب الصوم مع عدم الأكل


المصدر

نهاية الأرب في فنون الأدب 1126- 1129