المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عثرات في مُشوار العمر



عميد اتحادي
25-03-2014, 03:00 PM
الحياة عبارة عن عجلة تمشي بدون أرجل لتقف عند عمرٍما، تأخذنا هذه العجلة من مرحلة لأخرى دون أن ترسو على فترة أو حتى دون الرجوع إلى الخلف، وكثيرة هي مراحلنا كثيرة هي أخطاؤنا. ولكن كيف السبيل لنعيش مشوار العمر دون أن نقع مرارًا وتكرارًا بالأخطاء ذاتها ؟ وما هو أصلًا مفهوم الخطأ ؟ وكيف نكون حكماء ولكن ليس بالضرورة مثاليين، فبالنهاية نحن بشر وابن آدم خطّاء ولكن خيرنا من عرف خطأه وسار على نهجٍ لدرء خطر أخطائه ومنع تكرارها مرّة أخرى.
الخطأ من وجهة نظر شخصية كل فعلٍ نقع فيه عن عمد أو غير عمد وتكون أضراره سيئة على الفرد نفسه ومُجتمعه أحيانًا. إذا كان غير مقصود فإن احتمال عدم تكراره يتوقف على مدى استيعاب المرء لخطئه، كمثال بسيط أن يكون لديه امتحان ويغفُل عن جلب جدول موعد الامتحان، حيث إن نسيانه خطأ غير متعمد ولكن له أضرار إذا لم يدرك صاحبه أن إهماله أسفر عن خطأ أدّى لرسوبه، وبالتالي عدم الوعي في إدراك هكذا أخطاء هو سبب فشل أصحابها، وغالبًا تضرّ هذه الأخطاء بصاحبها أكثر من غيره.
أما من وقع في خطأ مُتعمدًا - وفي استطاعتكم أن تضعوا أمثلة كثيرة من الحياة - فهو إن لم يكن لديه وازع يردعه من الوقوع بالخطأ -على عكس الخطأ غير المقصود- فلن يتمكّن من اجتناب هكذا أخطاء، فعليه أن يكون قد تربّى منذ الصغر على مبادئ تضع له خطوطًا حمراءَ لا يتجاوزها، فلا يقع بالأخطاء، وهنا مسؤوليّة الأهل تكمن في تنشئة أولادهم على التفريق بين الصواب والخطأ. ولا ننسى أن لكلّ مُجتمع معيارًا للخطأ والأهمّ أن لا نبرّر الخطأ على مبدأ أنه صواب في مُجتمعٍ ما.
الحكيم هو الشخص الذي يعرف كيف لا يكرّر أخطاءه ولا يقع بها مرّة أخرى، وليس كل حكيم مثالي، وإنما لكل إنسان هفواته وعثراته في مُشوار العمر. والحكيم من استطاع أن يرسي مبادئ في حياته تكون أساسًا يعرف بها الخطأ من الصواب وإن وقع بالخطأ تداركه ببصيرته النافذة بحيث لا يتكرّر مرّة أخرى. كونوا حكماء وتأملوا المثاليّة على المدى البعيد على الأقلّ.