المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لاتفتحه ....... فإنك إن تفتحه .... تلجه !!!



جميل الثبيتي
21-08-2007, 11:10 AM
يظل الإنسان بخير مادام بعيدا عن الفتن، إذا بدت إليه هرب منها، وفر عنها، وإذا رآها مقبلة عليه من بعيد أغلق على نفسه أبوابها، وأحكم سداد منافذها حتى لا تجد إليه سبيلا، فمثل هذا في عافية، قد أراح نفسه وطلب لها السلامة، والسلامة لا يعدلها شيء، كما قال ابن مسعود رضي الله عنه.

فإذا ما طرق العبد أبواب الفتن وسبل الشهوة وتهاون في رد الشبهات، وإغلاق الأبواب أمام المغريات، انفتحت عليه أبواب البليات، فكم من قدم زلت بعد ثبوتها، وكم ممن ظن نفسه يحسن السباحة قد جرفه التيار فأغرقه في بحرها بعد أن كان زمانا على شاطئ السلامة، فما أشد طوفان الشهوات إذا انفتح بابُ ردِّه، وما أقوى سيلَ المغريات إذا انتقض بناءُ سدِّه.

فمن تعرض للفتن استشرفت له، ومن رعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ومن تساهل في الشبهات وقع في الحرام ولا بد.

وقد ضرب الله لنا مثلا على لسان رسوله كما في الحديث الصحيح عن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال عليه الصلاة والسلام: [ضرب الله مثلا صراطا مستقيما، وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: يا أيها الناس، ادخلوا الصراط جميعا ولا تعوجوا، وداع يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئا من تلك الأبواب، قال: ويحك، لا تفتحه؛ فإنك إن تفتحه تلجه . فالصراط الإسلام، والسوران حدود الله، والأبواب المفتحة محارم الله، وذلك الداعي على رأس الصراط كتاب الله، والداعي من فوق الصراط واعظ الله في قلب كل مسلم].

فحدود الله تبارك وتعالى وحرماته جعل سبحانه عليها ستورا من الممنوعات والمكروهات، ولا يتوصل الإنسان إلى انتهاك المحرم حتى يرفع هذه الستور، وعند ذلك يقع في الممنوع وينتهك المحظور، ومن رفع الستر وفتح الباب ولج ولابد، والمعصوم من عصمه الله.

إن الفرار من الفتن يحمي صاحبه من مقارفة الذنوب، والمتجرئ على الشبهات وبدايات المحرمات غالبا ما يقع فيها، فيتمنى في آخر آمره ألَّو ترك الستر مرخيا وظل بعيدا عن البلاء.

لقد تذكرت كل ذلك وأنا أقرأ حال شاب كتب يستصرخ أهل المروءات ليجدوا له حلا لمصيبته، كان في صيانة وتعفف حتى سول له إبليس أن ينظر إلى صور العاريات ـ كان أول مرة من باب حب الاستطلاع لا غيرـ لكنه غرق في الوحل، ومنذ أول لحظة تعلق القلب بهذه البلية حتى صار يومه كله أمام النت يبحث عن الجديد والعجيب، والنفس لا تكاد تكف عن طلب المزيد، حتى فسدت عليه حياته، وتأخر في دراسته، وضعف بدنه، وكاد قلبه أن يتلف، وكلما أراد التوبة غلبته الشهوة فعاد إلى ما كان بل أشد.. فهل من مخرج يا أصحاب الهمم والبصائر؟..
إنها قصة شاب تتكرر مع المئات بل مع الآلاف من الشباب والشابات، ولو أغلقوا الباب من أوله لكانت السلامة.

وهذه فتاة ظنت نفسها داعية فدخلت أحد المنتديات تدعو إلى الله ـ على حد زعمها ـ (ولو بقي الأمر هكذا لكان جميلا).. ولكن ما كان لإبليس أن يتركها ويدعها وشأنها تدعو إلى ربها، فجرها في خطوات إبليسية لتفتح حوارا مع مشرف المنتدى ثم تكلمه على الماسينجر، ثم على التليفون، حتى تمكن من قلبها فلم تعد بعد تستغنى عن لقائه.. وبعد الدعوة صارت حبيسة الحب، وصريعة الهوى، وحبلا من حبائل إبليس، كما تقول هي نفسها عن نفسها.

إن الشيطان لا يترك أهل الاستقامة على استقامتهم بل يحاول معهم ولا ييأس منهم أبدا، ولو كان له أن ييأس من أحد لكان آدم عليه السلام نبي الله وأول خلقه وهو في جنة الخلد أولى بذلك، ولكن هيهات.

وطرق الشيطان متشعبة ووسائله لا نهاية لها، ولا يزال يحيك للناس ويزين لهم أنواع الفتن ويفتح عليهم مصاريعها بخبرة وإصرار وصبر وطول نفس، وعلمه بالنفس ومحبوباتها وخبايا زواياها وما يستهويها يجعله يدخل إليها من كل باب، فإذا انسد أمامه باب دخل من غيره، وربما فتح للعبد مائة باب من الخير ليوقعه في باب من الشر، فلعلها كانت القاصمة، وقد حذرنا الله من خطواته أشد التحذير: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (النور:21)


لقد ضل عابد بني إسرائيل بعد طول عبادة لأنه لم يدفع عن نفسه خطوات الشيطان فما زال به حتى زنى وقتل ثم لم يرض منه بذلك حتى كفر بالله رب العالمين: (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ) (الحشر:16)


ربما يعيش المرء زمانا بعيدا عن الشاشات ومنكراتها طالبا السلامة من فتنها ومحافظا على ضعف نفسه أمامها فيأتيه الشيطان فيزين له اقتناءها (لمعرفة أخبار الدنيا وأحوال العالم خصوصا أحوال المسلمين ليعيش معهم أتراحهم ويتعايش مع مشكلاتهم)، فما يزال به حتى يدخل الشاشة ذات الدش بيته، فيرى في البداية النشرات بمذيعاتها الفاتنات، وقد كان قلبه ينكر ذلك قديما فاعتاد عليه، ثم أخذه الشيطان إلى المباريات فقضى أمامها أوقاتا كان يضن بها قبل أن تضيع في مثل هذا، ثم بدأت نفسه تدعوه لمعرفة ما في الدنيا وأحوال الناس جميعا فيها فتحرك الروموت، ورويدا رويدا انزلقت القدم وراحت لذات الطاعات وخلفتها حسرات المعاصي فيا ليتها خطوة ما كانت.

إن الشيطان لا يقول للعبد قم فارتكب الفاحشة، وإنما يستدرجه بالنظرة تلو النظرة، حتى إذا هاجت النفس سعت وخططت وتآمرت للحصول على مرادها، ولو غض البصر في البداية لسلم الدين في النهاية.

إنها أول خطوة .. يزينها الشيطان فقد تنزلق بها الأقدام، ويقع صاحبها وقوعا لا يمكنه بعده القيام.

إن غلق أبواب الفتن والبعد عن بواعث المعصية، وأماكن الزلل ومثيرات الشهوة ونوازع الشر من علامات صحة العقل وكمال الإيمان.. ومن اقترب من الفتن بعدت عنه السلامة، وكان على شفا جرف هار يوشك أن ينهار به، ورب عبد أحسن الظن بنفسه، وغره علمه وعقله فأفرط في الثقة بما هو عليه من الديانة والصيانة فوكله الله إلى نفسه فكانت بداية الخذلان، واسمع إلى ابن الجوزي رحمه الله تعالى وهو يقول:

"من قارب الفتنة بعدت عنه السلامة، ومن ادعى الصبر وكل إلى نفسه، وربَّ نظرةٍ لم تناظِر. وأحق الأشياء بالضبط والقهر- اللسان والعين ـ؛ فإياك أن تغتر بعزمك على ترك الهوى مع مقاربة الفتنة؛ فإن الهوى مكايد، وكم من شجاع في صف الحرب اغتيل، فأتاه ما لم يحتسب ممن يأنف النظر إليه، وانظر حمزة ووحشي:
فَتَبَصَّـــــــرْ ولا تشــــــمْ كلَّ برقٍ *** رب برق فيـــه صـــواعقُ حَيْنِ
واغضضِ الطرفَ تَسْتَرح من غرام *** تكتسي فيه ثوب ذلٍّ وشين
فبــــلاء الفتى موافقــة النفــــــــ *** س وبدءُ الهوى طموح العين

>>>>>>>>> منقول<<<<<<<<<<

شبل الاسلام
21-08-2007, 02:27 PM
أسأل الله أن يبعدنا وإياك عن الفتم ما ظهر منها وما بطن

الأخ جميل

بارك الله بك

اذكر الله
21-08-2007, 02:55 PM
أخي جميل

سلمت يمبنك لما نقلت

وجزاك الله كل الخبر

والمسلم الضعيف هذا حاله والعياذ بالله

اللهم ارحمنا وابعد عن المسلمين الفتن

اللهم آآآآآآآآآآآآمين



فَتَبَصَّـــــــرْ ولا تشــــــمْ كلَّ برقٍ *** رب برق فيـــه صـــواعقُ حَيْنِ
واغضضِ الطرفَ تَسْتَرح من غرام *** تكتسي فيه ثوب ذلٍّ وشين
فبــــلاء الفتى موافقــة النفــــــــ *** س وبدءُ الهوى طموح العين

الـوافـي
21-08-2007, 03:48 PM
أخي جميل
جزاك الله الجنه
ورفع الله قدرك
علىهذا النقل الرائع الذي زينه
أناملك الذهبيه
أخوكم
أبو مها

دفء البوح
21-08-2007, 06:13 PM
المسلم يؤمن أن الفتن تكثر في آخر الزمان

وقد كثرت

، وأن الخير له في تجنبها والابتعاد عنها

أسأل الله العلي القدير أن يبعدنا عن فتن الشياطين و رفقاء السوء.


جميل


رائع باختيارك و طرحك للمواضيع

فجزاك الله خير

وهنيئـا لنـا بوجودك بيننـا.

كـن بخـير

ندى الحروف
21-08-2007, 09:43 PM
جـزاك الله خيـر و يعطيـك العافيـه أخـ
بانتظار جديدكـ

جميل الثبيتي
22-08-2007, 12:23 AM
أسأل الله أن يبعدنا وإياك عن الفتم ما ظهر منها وما بطن

الأخ جميل

بارك الله بك

اللهم أمين لنا ولكم ولجميع المسلمين إنه جواد كريم
أطيب تحياتي لمروركم الجميل

جميل الثبيتي
22-08-2007, 12:26 AM
[QUOTE=اذكر الله;1622818][size=6] أخي جميل

سلمت يمبنك لما نقلت

وجزاك الله كل الخبر

والمسلم الضعيف هذا حاله والعياذ بالله

اللهم ارحمنا وابعد عن المسلمين الفتن

اللهم آآآآآآآآآآآآمين
[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]

جزاك الله الجنة وجعل لكي من إسمك نصيب

شكرا على المرور والتعليق وحسن التصفح

دائما نفخر بأهل العلم والفكر

بارك الله بكم

جميل الثبيتي
22-08-2007, 12:28 AM
أخي جميل
جزاك الله الجنه
ورفع الله قدرك
علىهذا النقل الرائع الذي زينه
أناملك الذهبيه
أخوكم
أبو مها

أبومها والوافي اسماء كلها معاني يطرزها فكر وقلم مبدع ورجل خبر يتنقل بيننا كما تتنقل العصافير بين أغصانها نشوة وفرحا
أبومها :
روعة مرورك تجبرنا على إحترام قلمك

جميل الثبيتي
22-08-2007, 12:33 AM
المسلم يؤمن أن الفتن تكثر في آخر الزمان

وقد كثرت

، وأن الخير له في تجنبها والابتعاد عنها

أسأل الله العلي القدير أن يبعدنا عن فتن الشياطين و رفقاء السوء.


جميل


رائع باختيارك و طرحك للمواضيع

فجزاك الله خير

وهنيئـا لنـا بوجودك بيننـا.

كـن بخـير


أستاذي والموجه الفاضل دفء البوح

سلمك الله ورفع قدرك وزادك علما وتواضعا فمثلك لا يحاك له وصف

بل هنيئيا لي بأخ موجه فاضل مثلك

روعة نقلك ومقالتك تفتح باب المساومة على التنافس والإبداع

وإن كنت اعلم سلفا أن مزادي خاسرلعلو فكرك وحسك

احمل لكم دوما الحب والتقدير والإحترام

جميل الثبيتي
22-08-2007, 12:36 AM
جـزاك الله خيـر و يعطيـك العافيـه أخـ
بانتظار جديدكـ

الأبنه ندى الحروف

مرحا والف مرحا بوجودك ومرورك على الموضوع

أشعر دائما إنك تبحثين عن الخير

ذاك ان الطيب معدنك

جزاك الله ابنتي خير الجزاء

زوجي قمر
23-08-2007, 08:23 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير الجزاء

أبجديات الصمت
23-08-2007, 08:35 PM
مشكور اخوي

جميل

على هذا النقل

بانتظار جديدك

تحياتي

نور الإيمان
23-08-2007, 08:50 PM
من قارب الفتنة بعدت عنه السلامة، ومن ادعى الصبر وكل إلى نفسه، وربَّ نظرةٍ لم تناظِر. وأحق الأشياء بالضبط والقهر- اللسان والعين ـ؛ فإياك أن تغتر بعزمك على ترك الهوى مع مقاربة الفتنة؛ فإن الهوى مكايد، وكم من شجاع في صف الحرب اغتيل، فأتاه ما لم يحتسب ممن يأنف النظر إليه، وانظر حمزة ووحشي:
فَتَبَصَّـــــــرْ ولا تشــــــمْ كلَّ برقٍ *** رب برق فيـــه صـــواعقُ حَيْنِ
واغضضِ الطرفَ تَسْتَرح من غرام *** تكتسي فيه ثوب ذلٍّ وشين
فبــــلاء الفتى موافقــة النفــــــــ *** س وبدءُ الهوى طموح العين

اخى الفاضل جميل

والله ثم والله ان مانقلته لنا صحيح

ويجسد واقعنا اللذى نتعايشه الان

للاسف الشديد الى متى الغفله

ولكن نرجوا من الله الهدايه

شكر لانامل نقلت

تحيتى وتقديرى
اختك نور الايمان

جميل الثبيتي
24-08-2007, 12:17 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير الجزاء

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:

وجزاكي الله خير الجزاء

جميل الثبيتي
24-08-2007, 12:18 AM
مشكور اخوي

جميل

على هذا النقل

بانتظار جديدك

تحياتي

مداومتك على المرور

مصدر فخري وسعادتي

دمت بخير

جميل الثبيتي
24-08-2007, 12:22 AM
اخى الفاضل جميل

والله ثم والله ان مانقلته لنا صحيح

ويجسد واقعنا اللذى نتعايشه الان

للاسف الشديد الى متى الغفله

ولكن نرجوا من الله الهدايه

شكر لانامل نقلت

تحيتى وتقديرى
اختك نور الايمان

أختي في الله نور الإيمان

دائما ما يكون لمروركم وتفاعلكم

اُثر كبير في النفوس

حتى الإقتباس

يسلط الضوء على روح المقال

بارك الله لنا في علمكم

ودماثة خلقكم

دمت بخير