المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العلل الواردة في حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده



أهــل الحـديث
23-03-2014, 12:10 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الحمد لله وكفى , وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفي ,
أما بعد
فبينما أبحث في موضوع الذهب الذي سميته " إطفاء اللهب بعلل أحاديث زكاة الذهب " , استوقفني حديث انفرد بروايته عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ومعلوم ما في هذه السلسلة من الكلام بين أئمة هذا الشأن ,
فتوسعت في ترجمته كما هي عادتي وبينما أبحث عن كلام الأئمة في قبول هذه السلسلة أو ردها استوقفني عنوانٌ مفقودٌ للإمام مسلم بن الحجاج النيسابوري رحمه الله تعالى صاحب الصحيح سماه
( جزء ما استنكره أهل العلم من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه )
وقد ظفرت بشئ من كلام الإمام في هذا الجزء في كتب أهل العلم وسآتي به في حينه إن شاء الله رب العالمين .
لذا فرأيت أن أسهم في هذا المضمار فاستخرت ربي واستشرت إخوانى الذين أحللتهم من قلبي محل السويداء وقاموا في عامة أدواء نفسي مقام الدواء فتلاقت الكلمات على الإعجاب , فعقدت العزم واستعنت بالله العظيم سبحانه وابتدأت في جمع أحاديث عمرو بن شعيب التي رواها عن أبيه عن جده :
فرأيتها تزيد على الأربعمائة حديث فجمعت عليها همي وهمتي فقمت بتحقيقها كلها فدونت في هذا الكتاب ما فيه علة ظاهرة كانت أو خفيه , قادحة كانت أو غير قادحة .
وقد انهيت الكتاب منذ فترة طويلة والحمد لله رب العالمين وأسال الله أن ييسر طباعته وأن ينفعنى به وسائر المسلمين .
وهاك مثالا :
باب الدُّعَاءِ في الاِسْتِسْقَاءِ
قال أبو داود في السنن 1176- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ ، عَنْ مَالِكٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ :
( ح ) وحَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ قَادِمٍ ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، إِذَا اسْتَسْقَى ، قَالَ : اللَّهُمَّ اسْقِ عِبَادَكَ ، وَبَهَائِمَكَ ، وَانْشُرْ رَحْمَتَكَ ، وَأَحْيِ بَلَدَكَ الْمَيِّتَ ، هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ مَالِكٍ

ــــــــــــ
رواه يحيي بن سعيد عن عمرو بن شعيب واختلف عنه :
 فرواه الثوري وعبد الرحيم بن سليمان عن : يحيي بن سعيد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: وتابع يحيي بن سعيد : أبو بردة .
 وخالفهم : مالك بن أنس وعبد الوهاب ومعمر بن المثني وابن الدراوردي : فرووه عن يحيي بن سعيد عن عمرو بن شعيب عن النبي مرسلا . وهو الصحيح .
وإليك بيانه والله المستعان .

الوجه الأول
رواية : الثوري وعبد الرحيم وحفص عن يحيي بن سعيد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده .
1- سفيان الثوري : ( ثقة حافظ )
أخرجه : أبو داود 1176 والبيهقي في الدعوات 456 وابن الأعرابي في المعجم 2032 وابن أبي حاتم في العلل 212 والرافعي في التدوين في أخبار قزوين 3/190
وابن عدي في الكامل 5/515
من طريق علي بن قادم عن الثورى عن يحيي بن سعيد : به
قلت : وعلي بن قادم : ضعيف ضعفه يحيي بن معين وغيره .
وقال ابن عدي : نقموا عليه أحاديث رواها عن الثوري غير محفوظة وهو ممن يكتب حديثه .

2- عبد الرحيم بن سليمان الكناني الأشل : ( ثقة )
أخرجه : البيهقي في الكبرى 3/356 والخطيب في تلخيص المتشابه 1050
قلت : وفيه سليمان بن داود الشاذكونى :
كذبه يحيي بن معين .
وقال البخاري : أضعف من كل ضعيف , ومرة : فيه نظر .
وقال أبو زرعة : كان يضع الأسانيد .


3- أبو بردة عمرو بن يزيد التميمي : تابع يحيي بن سعيد
أخرجه : ابن أبي الدنيا في المطر والرعد والبرق 27
قلت : وأبو بردة : ضعيف الحديث , ووهاه أبو داود جدا .

لذا فهذا الوجه خطأ وسبب ذلك أنهم قد سلكوا الجادة وهذا دليل على عدم اتقانهم هذه الرواية والصحيح هو الوجه الثاني .

الوجه الثاني
وخالفهم : مالك بن أنس وعبد الوهاب ومعمر بن المثني , والدراوردي ,
فرووه عن يحيي بن سعيد عن عمرو بن شعيب عن النبي مرسلا .
1- مالك بن أنس : ( إمام حجة )
أخرجه : مالك في الموطأ 610 وأبو داود في السنن 1176 وفي المراسيل 69
والبيهقي في الدعوات 456


2- عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي : ( ثقة )
أخرجه : ابن شبة في تاريخ المدينة 423

3- معمر بن المثني التيمي ( صدوق )
أخرجه : عبد الرزاق في المصنف 4912

4- عبد العزيز بن محمد بن عبيد الدراوردى (صدوق إلا أنه يخطئ بسبب تحديثه من كتب غيره ومن حفظه )
أخرجه , ابن أبي حاتم في العلل 212 معلقا .

قلت : كل هؤلاء رووه عن يحيي بن سعيد عن عمرو بن شعيب عن النبي مرسلا وهو الصحيح .

ورجح ذلك أبو حاتم الرازي كما في العلل قال ابن أبي حاتم :
212- وسألتُ أبِي عَن حدِيثٍ ؛ رواهُ علِيُّ بنُ قادم ، عنِ الثّورِيِّ ، عن يحيى بنِ سعِيدٍ ، عن عَمرِو بنِ شُعيبٍ ، عن أبِيهِ ، عن جدِّهِ ، عنِ النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : أنّهُ كان إِذا استسقى ، قال : اللّهُمّ اسق عبادك وبِلادك ... الحديث.
قال أبُو مُحمّدٍ : قال أبِي : حدّثنا سهل بن صالِح الأنطاكي ، وكان ثقة ، عن علِيِّ بنِ قادم هذا الحديث.
قُلتُ لأبِي : فهذا أصحُّ أو حدِيث ابن الدّراوردِيّ ، عن يحيى بنِ سعِيد أن عَمْرو بن شُعيبٍ ، أخبره أنّهُ بلغه عنِ النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
قال أبِي : يروونه عن عَمرِو بنِ شُعيبٍ ، عن أبِيهِ ، عنِ النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مرسلا ، وقلّ من يقُولُ : عن جدِّهِ.
قلت : فأيهما أصح.
قال : عن أبِيهِ ، عنِ النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مرسلا.اهـ


قلت : لم يقل أحد ( عن أبيه ) فانتبه فلعلها تصحيف
بل الثابت عن عمرو بن شعيب مرسلا دون ذكر أبيه أو جده وبالله تعالي التوفيق
كذا قال ابن عدي في الكامل : قال (وهذا الحديث عن الثوري لا أعلم يرويه إلا علي بن قادم وعنه كربزان هذا وقد روى هذا الحديث عن عمرو بن شعيب لا أعلم يرويه إلا علي بن قادم وعنه كربزان هذا وقد روى هذا الحديث عن عمرو بن شعيب جماعة فقالوا عن عمرو بن شعيب كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استسقى ولم يذكروا في الإسناد أباه ولا جده ) اهـ

***