المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار الزهاد



أهــل الحـديث
21-03-2014, 08:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على رسول الله و على صحبه أجمعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد
قال الشافعي:
أحبّ الصالحين ولست منهم ...وأطلب أن أنال بهم شفاعة
وأكره من بضاعته المعاصي.... ولو كنا سواء في البضاعة

قيل للحسن سبقنا القوم على خيل دهم ونحن على حمر معقره
فقال ان كنت على طريقهم فما أسرع اللحاق بهم


========================
مقدمة ( من كلام ابن الجوزي)

يا نفس، عند ذكر الصالحين تبكين، وعند شرح جدهم تئنين، وإذا تصورت طيب عيشهم تحنين، فإذا عرفت قيامهم بالخدمة تنكبين.

يا من يسأل عن مراتب الصالحين مالك ولها؟
تساوم في راحلة وما تملك ثمن نعل ، تطلب سهماً من الغنيمة وما رأيت الحرب بعينك.

يحاول نيل المجد والسيف مغمد ... ويأمل إدراك العلى وهو نائم
البلايا تظهر جواهر الرجال.... وما أسرع ما يفتضح المدعي.
تنام عيناك وتشكو الهوى ... لو كنت صباً لم تكن نائما


يا عمى البصيرة إمش مع من يبصر تشبه بالصالحين تعد في الجملة
هذا الطاووس يحب البساتين فهو يوافق الأشجار إذا ألقت ورقها ألقى ريشه فإذا اكتست اكتسى

لو سرت في حزب المتقين خطوات لعرفوا لك حق الصحبة يا من كان لهم رفيقا فأصبح لا يعرف لهم طريقا
اطلب اليوم أخبارهم واتبع في السلوك آثارهم فإن وقعت ببعضهم حملك إلى أرضهم

وكم من متشبه بالصالحين في تخشعه ولباسه، وأفواه القلوب تنفر من طعم مذاقه (وَهُم يَحسَبون أَنهُم يُحسِنونَ صُنعاً).

في ظلمة الليل يتشبه الشجر بالرجال، فإذا طلع الفجر بان الفرق.
في وقت الضحى يتمثل السراب بالماء، فمن قرب منه لم يجده شيئا. واأسفا: ما أكثر الزوار.
أَما الخِيامُ فَإِنّها كَخيامِهِم ... وَأَرى نِساءَ الحَيِّ غَيرَ نِسائِهِا

تراهم كالنخل، وما تدري ما الدخل.
أيها المرائي: قلب من ترائيه بيد من تعصيه؟؟
لا تنقش على الدرهم الزائف اسم الملك، فما كل سوداء تمرة، ولا يتبهرج الشحم بالورم.

حاجة طالب العلم للرقائق:
قال ابن الجوزي:
رأيت الاشتغال بالفقه وسماع الحديث لا يكاد يكفي في صلاح القلب، إلا أن يمزج بالرقائق والنظر في سير السلف الصالحين.
لأنهم تناولوا مقصود النقل، وخرجوا عن صور الأفعال المأمور بها إلى ذوق معانيها والمراد بها.
وما أخبرتك بهذا إلا بعد معالجة وذوق لأني وجدت جمهور المحدثين وطلاب الحديث همة أحدهم في الحديث العالي وتكثير الأجزاء.
وجمهور الفقهاء في علوم الجدل وما يغالب به الخصم.
وكيف يرق القلب مع هذه الأشياء ؟.
وقد كان جماعة من السلف يقصدون العبد الصالح للنظر إلى سمته وهديه. لا لاقتباس علمه.
وذلك أن ثمرة علمه هديه وسمته، فافهم هذا وامزج طلب الفقه والحديث بمطالعة سير السلف والزهاد في الدنيا ليكون سبباً لرقة قلبك