المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طيب الله ثراك يا والدي: خاطرة، عسى أن يكون فيها سلوى لكل من فقد والده



أهــل الحـديث
20-03-2014, 06:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


طيّب الله ثراك يا والدي
في الثالث من رجب يوم الثلاثاء من عام 1434هـ، انتقل من رحمة الله إلى رحمة الله والدي عبد العزيز بن إبراهيم بن عبد العزيز المحمد اليحيى، رحمه الله رحمة واسعة، وكانت وفاته في بريدة ثم نقل جثمانه إلى الرياض ليصلي عليه أهله وأقاربه ومحبيه من جيرانه ومعارفه ومن لا يعرفه، ودفن في مقبرة النسيم.
ومن باب الإنصاف كان أبي رحمه الله من أوساط الرجال خلقا وخُلقا، ولكن كان في عيني من عظماء الرجال، فقد سماني على أبيه (إبراهيم) فأحسن تسميتي، ورباني فأحسن تربيتي، وغذاني فأحسن تغذيتي، وعلمني فأحسن تعليمي، وهذبني فأحسن تهذيبي، حتى اشتد عودي ونضج فكري فحثني على الزواج وزوجني، ورأى أبنائي يكبرون أمامه، وكنت أستفيد من توجيهاته وحكمته وأنا برفقته، كما يستفيد المريد من شيخه.
بل ساعدني في تأليف كتابي عن جدي بعنوان (إبراهيم بن عبد العزيز اليحيى: سيرة ذاتية) فصدر الكتاب في شهر جمادى الثانية ومات رحمه الله وهو لم يطّلع عليه، حتى آخر أيامه لم تنقطع عني أفضاله. اللهم جازي والدي خير ما جازيت والدا عن ولده.
كان والدي رحمه الله معروفا لدى الصغير والكبير أنه لا يحب تقبيل رأسه، حتى أبناؤه وأحفاده وأسباطه لا يقبل منهم إلا في حدود ضيقة كالقدوم من السفر أو بعد طول غيبة أو شيئا من ذلك، كان يربي فينا نحن ذريته البساطة وعدم التكلف، كنا نستفيد من كثير من تصرفاته، كأنك أمام الرعيل الأول من الجهابذة ممن سمعنا عنهم في القرن الرابع عشر الهجري من رجالات الدولة، كان حريصا على لم الشمل والاجتماع وعدم الفرقة، كان يحضنا دائما على وحدة الصف والبعد عن الفتن والشبهات، كان رحمه الله بسيطا في مأكله ومشربه وملبسه ومركبه ومسكنه وفي رحلاته، مع أنه كان بإمكانه أن يكون غير ذلك ولا يضره ولا يضيره، لكنه كان زهدا بالفانية لتبقى له الآخرة، اللهم أعطه خيرا مما أمّل، أما عن فعله للخيرات فحدّث ولا حرج، من بناء المساجد ومساعدة الفقراء والمساكين والمحتاجين...الخ، وهناك من الأفعال التي كانت بينه وبين ربه لم نعلم عنها إلا بعد وفاته، فلله دره من رجل، طاب ذكرك حيا وميتا يا والدي.
وخيره لم ينقطع لله الحمد من قبل ومن بعد، فذريته فيهم من الخير والصلاح ما يشهد به من عرفهم، أعني بهم إخواني وأخواتي حفظهم الله وجعلهم خير خلف لخير سلف، وزادهم الله من فضله وكرمه وإحسانه.
كما أن الأعمام والعمات لهم فضل وسابقة وكذلك أبناء العمومة حفظ الله حيّهم ورحم ميتهم، ذهب طيبون وبقي ثلة من الطيبين وفي كل خير.
كتبه
إبراهيم بن عبد العزيز بن إبراهيم بن عبد العزيز المحمد اليحيى